Originally Posted by
بحــــر
طقرضاويات
سعد محيو
يا له من قرار مثير للشفقة: حامد قرضاي يطلب رسمياً (التفاوض) مع جورج بوش لإقامة علاقات استراتيجية بعيدة المدى بين أفغانستان وأميركا.
ولماذا يريد قرضاي ذلك؟.
لوقف احتمالات التدخل الأجنبي في بلاده (كما قال)، وللحصول على مساعدات اقتصادية، وضمانات أمنية، وتعاون عسكري (كما شدّد).
لو أن أي رئيس آخر في العالم، بما في ذلك حتى رؤساء أوكرانيا وجورجيا وقرغيزيا الذين دعمت واشنطن ثوراتهم القرمزية والبرتقالية والأرجوانية، طالبوا بمثل هذه العلاقات، لكان هذا أمراً مقبولاً.
لكن أن يطالب بذلك موظف سابق في شركة أميركية تحّول إلى رئيس بعد غزو بلاده، فهذا فيه قدر كبير من الكوميديا السوداء، والمزاح الثقيل، والاستخفاف بالعقول.
ومع ذلك، وبرغم ذلك، ثمة مفاجأة صغيرة غير سارة لقرضاي هنا: واشنطن لن تكون في وارد تلبية طموحاته، ليس لأنها تمقت العلاقات الإمبراطورية بين أقوى دولة وأضعف دولة في العالم، بل لأن لديها طموحاتها الخاصة.
وهذه ترتكز على الآتي:
الرفض القاطع لفكرة (بناء الأمة) في (الدول الفاشلة) (وعلى رأسها أفغانستان)، لما يرتبه ذلك من تكاليف اقتصادية، والتزامات استراتيجية، وهدر لرأس المال السياسي. وهذا كله بالطبع تحت شعار: أميركا ليست جمعية خيرية.
رفض قاطع آخر لإرسال قوات كبيرة إلى هذه الدول، والاستعاضة عنها بقواعد صغيرة في مواقع استراتيجية، مشفوعة بمنح سلاح الطيران الأميركي حقوق التحليق من وإلى هذه الدول.
هذه الاستراتيجية، التي تعرف باسم (الثورة في الشؤون العسكرية)، تسمح لقوات روما الجديدة بالوجود في كل العالم. وهي طبقت في دول أوروبا الشرقية وجمهوريات القوقاز ووسط آسيا، ودول القرن الأفريقي والخليج العربي. وقد تطبق قريباً في العراق وربما أيضاً في لبنان.
الهدف النهائي لهذه الاستراتيجية هو توكيد السيطرة الأميركية على قارة أوراسيا، والجلوس مباشرة فوق صنابير الذهب الأسود (النفط)، الذي تشير كل الدلائل إلى أنه سيصبح قريباً أغلى بكثير من الذهب الأصفر.
هذه الطموحات الأميركية مثلثة الرؤوس، ستجعل طموحات قرضاي بتأسيس دولة أفغانية قوية بدعم من واشنطن، مجرد حلم ليلة صيف عابرة.
وبالتالي، قراره بـ(التفاوض) مع بوش، ليس فقط مثيراً لشيء من الشفقة، بل للكثير الكثير منها!
نقلت الكلام للعضه لبعض الاشخاص الذين يعتقدون بأن العالم الغربي سيفتح اجنحته لمن هب ودب .
يعني بدأو بأفغانستان وبعدها العراق والان لبنان والسودان اين النهايه اين يا ترى وهل هناك نهايه حقا ؟
Bookmarks