|
--------------------------------------------------------------------------------
الزائر لليمن يصاب با لدهشة والارتباك والحيرة لروعة ما يجده في البيئة والإنسان ,ثم لتناقض الصورة ..
قبل مجيئه لليمن كانت في وعيه في المربع الدون , التخلف المركب بجزئياته المختلفة وأبعاده ,حفظ هذا المشهد او الصورة نتيجة لتراكمات عكستها عدسة المخرج والمصور ,النظام وإداراته المتعاقبة.
.
فصارت الصورة للمشاهد المختلفة والأبعاد ,التي تنتجها النظام ورتشها عتمة حقيقية وملامح مشوهة ...
يمني في القرن العشرين ,أو على حد تعبير الكوميدي هنيدي الأخ يمني
او ثالث يعلق على صورة احد نا وهو يقود سيارة حديثة وبيده موبايل(يمني في العصور الوسطى يعبث بالة القرن العشرين )
حينما يحل علينا الشقيق او الصديق ,تبهره الصورة الحقيقية للمجتمع والبيئة ,فيتغنى هذا ويطرب ذاك
الأثري والمؤرخ يصيح هنا منبت ومهد الحضارة الإنسانية
الشقيق العربي المفكر والمثقف ,يهتف هنا جذوري ونبت جدودي وسر إلهامي ..
الداعية الضيف يتأوه بلوعة (هنا وجدت قلبي , وبكيت في اليمن جئت إليكم واعظا فعدت بالعظة)
القرني وعمرو خالد خنقتهم العبرات واختنقت معهم الكلمات ..
عظمة المشهد على حقيقته ,أمه وحضارة وعقيدة, وربما حالة من التميز ..
لكن الصورة هناك والتي حفظوها عنا ,أنتجتها إليهم أنظمة التخلف والقهر وأساطين الفساد مختلفة تماما ,قاتمة مشوهة تبعث على التقزز والازدراء
ومع الأسف هي الأسرع والأكثر حضورا
..
كانت هي السبب في غمطنا في كثير من الجوانب وسلبنا حقوقا ومقومات , أعطت من يفتقدها فرصة التجاوز والعبور من فوقنا لنعود نحن إلى الوراء إلى حيث لا يرانا احد الا بتلك العدسة وبتلك النفسية
اليمن تحظى بأهم موقع (جيو سياسي)حيوي واستراتيجي تملؤه بكثافة سكانية وامتداد حضاري يؤهلها إلى الصدارة والمحورية ,إلا ان واقع الحال ان وزنها الإقليمي في ظل معيارية مستوحاة من تلك الصورة العاكسة لحقيقة الأداء السلطوي والاداري دون المستوى الثاني , وهو ما يطلق عليها الهامشية ,حيث تسبقها قطر والبحرين ودول المغرب العربي ,لتجد نفسها في موازات موريتانيا والجزائر إن لم تتقدم الأخيرة
ورغم كل المبادرات اليمنية لخلق فعل إقليمي وقومي والتسويق الزعامي ,بدء من القضية الفلسطينية مرورا بمجلس التعاون ,فمبادرات تفعيل الجامعة العربية وحضور حميع قممها وصولا الى الخطاب العالي من اجل القضية
الا ان الصدى الاقليمي للخطاب اليمني لا يصل الى مستوى خطاب الخارجية القطرية من حيث الوزن التاثيري ,فضلا عن ان النظرة الى هكذا زعامات طابعها العفوية والارتجال والتي تستند الى التقعيد الساداتي تزيد الأوزان خفة
ورغم البحث عن الدور الدولي الذي بحثت عنه اليمن- كردفعل لخيبتها القومية –تحت مظلة مكافحة الارهاب واعطت من اجله بلا حدود الا ان الخيبة ابعد من سابقاتها ..حيث يبقى الحضور في الوعي الدولي إدارات ومؤسسات ونخب يحاذي الحضور الاريتري وجزر القمر
وحتى على مستوى الإعلام الدولي والإقليمي في رصده وتغطياته ومتابعاته
يشتد الفعل السياسي ويتنامى فتنتظر معه حمله كبيرة توازية من التغطية ,فاذا به يأتي سطر عابر في شريط إخباري لقناة شاملة متميزة في حين لا تراه في أخريات ..
القضية هنا ليست استقصائية متعمدة ,لجهات دولية معادية ..إنما هي الإدارة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأي بلد هي من تعكس صورة هذا البلد في كل جوانبه ,..
ماليزيا ذات يوم لم تكن شيئا مذكورا حتى استنهضتها إدارة مهاتير ,فاستنهضت معها الانسان الحاضر والتاريخ
رغم ان المصلحة الاستراتيجية وحتى الآنية لدول مجلس التعاون وخصوصا في ظل معطيات المشهد الإقليمي الحاضر تفرض استيعاب اليمن في إطار مجلس التعاون ..
إلا ان نموذج الفساد والفوضى والارتجال - الدحبشة بمعناها الدقيق - جعل هذه تعيد حساباتها ألف مرة والتدقيق في المصالح المحتملة والمفاسد المتوقعة
لتصل في النهاية إلى رفض هذه المصلحة وهذا الخيار رغم الأهمية للحيلولة دون السقوط المدوي الذي تسسببه التضحية بمسيرة طويلة من البناء للمؤسسة الادارية والاقتصادية والامنية ,
هذا ما تعبر عنه بعض نخبهم المختلفة (ستغزونا الدحبشة وسيسقطنا الفساد اذ ستكونون الاقوى على شحنه وتصديره )
وقد تراجعنا هنا
وفي الشعر والادب والفن هم لا يأبهون بنا ,نحن صورة من التخلف في كل شيء رغم ان الادب والفن مقاييسه إنسانية صرفه ,
..فرقة مسرحية كويتيه قبل سنوات زارت اليمن فطلب منها الاشتراك في عمل مسرحي او درامي وكانت النتيجة الاعتذار رغم الإصرار)
الغناء والطرب نمتلك فيه هامات غير أنها تقزمت الا اذا كانت مهاجرة
وحتى على مستوى فريق العلماء والدعاة تكاد أصواتهم ومؤلفاتهم لا تبلغ المهرة
رغم ان كثيرين من علماء امتنا يجمعون على إمامتهم
وفي المشهد الإعلامي لدينا طاقات إعلامية راصدة ,متابعة ,محللة تتجاوز بمسافات أداء من ينظر إليهم اليوم ويتسنمون المشهد الإعلامي
وفي مجال ...وفي مجال
لكنها في النهاية بعيدة مليئة با لنكات السوداء والصدأ ..........من ينظر إليها؟
وحتى أعماقنا نحن استقرت هذه الصورة ,فصرنا نجلد أنفسنا بأنفسنا
ونحقر ونحتقر في اليوم سبع مرات
الهذا الحد فعل بنا الفساد
يهضمنا ,يقهرنا,يقتلنا, ونحن لا زالت احناكنا الى منتهاها في دوي صاخب يختلط با لنشيج يا بشير الخير او خيلت براقا لمع
هل علينا ان نهاجر ,لنشهد الآخرين على انا هنا همم وأرقام
ام نظل واقفين جامدين ,يأكلنا الصدأ
الفساد عدو كل شيء ويفني كل شيء
لا يبقي ولا يذر
الأول الإدارة ونهايته الإنسان
فهل إلى دونه من سبيل وهل إلى أن نكون من أمل |
|
Bookmarks