رغم أنه يعرف أنهم لصوص ويتسببون دوما الأذى للناس المساكين والمسالمين إلا أنه كان مصراً على مصادقتهم رغم تحذيرات والده الدائمة منهم .
لم يسمع نصائح الناس بأنهم سيتسببون له بالأذى يوماً وقال : إن الجميع يكرههم لأنهم أقوياء ونحن في عصر الأقوى .
تسببت صداقته لهم بأن ابتعد عنه أصدقائه وأن فُصل من مدرسته، وكذلك رفضه أي من أصحاب الحرف ليعلمه صنعة رغم توسلات والده لهم كان دائما الجواب : صديق اللصوص لص ... و ابنك صدق لهؤلاء اللصوص
ذات ليلة جاء أصدقاء السوء لزيارته فأستقبلهم وبداخله خوف من هذه الزيارة المفاجأة وغير المسبوقة، ومنذ أن جلسوا بدأوا ينظرون بوجوه بعضهم منتظرين أن يبدأ أحد الحديث ثم بادر أحدهم الكلام قائلاً : يا صديقي، نحن أصدقاء منذ فترة طويلة وكما تعلم فالصديق في وقت الضيق ونحن جئناك في لحظة ضيق ولم نجد سواك نتكئ عليه.
فأجاب : أنا مستعد لما تطلبون .
- نحن مقدمين على عمل سيدر علينا الكثير من الفائدة ولكننا بحاجة للمال ولم نستطع توفيره ورأينا أن بإمكانك أن تساعدنا بهذا.
- مال ؟؟ قالها بدهشة وبدأ يفكر كيف يحصل على المال كي يعطي أصدقائه، فإن لم يتدبر أمره فقد أصدقائه ... ثم تابع كلامه عودوا بعد ساعتين فأكون تدبرت أمري بما استطيع.
بعد ساعتين عاد اللصوص مرة أخرى إلى صديقهم فأعطاهم النقود وقبل أن يذهبوا سأله أحدهم : لكن من أين حصلت على النقود
- لقد تدبرت أمري لا عليك .
- وكيف تدبرت أمرك لماذا لا تود أن تخبرنا
- لقد سرقته من والدي
تركوه واقف بالباب دون كلمة شكر واحدة وفي طريقهم قال أحدهم بسخرية : هذا الغبي يسرق من والده ليعطي لصوصاً ويبقى بالباب واقف ينظر فينا وكأنه ينتظر كلمة شكر منا ... وانطلقت منه ضحكة عالية
في اليوم التالي جاء رجال الأمن إلى البيت وشرعوا في التحقيق والتفتيش وأخذ عينات بعد أن قام الوالد بالتبليغ عن جريمة سرقة وقعت في البيت ... وبعد التحقيقات تبين اللص الذي سرق المال فأستدعى الضابط الوالد وقال له : إن ابنك السارق فهل تريد أن نستكمل الإجراءات أم تود أن تسامحه
أريد أن أراه أولاً ومن ثم سأقرر
صرخ الضابط منادياً الحارس وقال له : هات لي المتهم
دخل ومعه الحارس فشرع الوالد بسؤاله : قل لي لماذا سرقتني وأين ذهبت بالمال .
- أعطيته لأصدقائي كانوا بحاجته
- أتسرقني لتطعم اللصوص ... قالها الوالد بدهشة ثم أكمل كلامه قائلاً : أنت كمن خان بلاده ... تسرق والدك لتطعم اللصوص، لا اللصوص شكروك ولا أنا سأسامحك
Bookmarks