من قرندايزر الى خاتم الأنبياء والمرسلين ... استثمار ناجح & واقع مؤلم


صناعة الرسوم المتحركة في الوطن العربي.. "استثمار ناجح, وواقع مؤلم"


منقول :

يلجأ العديد من الاسر الى اشغال وقت فراغ اطفالهم في مشاهدة الرسوم المتحركة .. حتى اضحت مشاهدة الرسوم المتحركة هذه الايام واجب يوميا للاطفال...وتضح بنفس الاهمية التي يمنحها الطفل للعب او الدراسة وقد تزيد في اهميتها... ففي دراسة اجريت على العلاقة بين افلام الرسوم المتحركة والاطفال , اتضح ان نسبة الاطفال الذين يشاهدون التلفزيون مطابقة تماما لنسبة الانتخابات العربية .. حيث بلغت النسبة 99% من الاطفال يشاهدون الرسوم المتحركة... وان نصف الاطفال يشاهدون التلفزيون بمفردهم, فيما تبلغ نسبة الاطفال الذين يشاهدون التلفزيون مع آبائهم 28%.

وقد اثبتت الدراسات الإعلامية الحديثة ان مدة مشاهدة الاطفال في الوطن العربي للتلفاز بلغت (33) ساعة اسبوعيا. فيما تنخفض الى (23) ساعة اسبوعيا للاطفال في امريكا.. فيما لا تبلغ ساعات نقاش الوالدين مع ابنائهم (12) ساعة اسبوعيا... أي ان علاقة الطفل بميكي ماوس اكثر من علاقته بأبيه او امه الذي اقتصر دورهم على "الاكل والشرب, والملابس".

وقد اثبت الدراسة ان مجمل البرامج المخصصة للاطفال في القنوات الفضائية لا يتجاوز (7%) من البرامج. وهذا دليل على ان الاطفال يشاهدون كما كبيرا من البرامج المخصصة للكبار والتي قد تحتوي على مشاهد متنوعة بين الجنس والعنف.

وبالنظر الى البرامج المخصصة للاطفال والتي لا تتجاوز (7%) من البرامج المعروضة, تثبت الدراسة ان 97% من الرسوم المتحركة الواردة من الخارج تحوي كما كبيرا من مشاهد وأفكار تهدم القيم الاجتماعية والثقافة الاسلامية .. فقد اكدت احدى الدراسات التي أجريت على الأطفال أن 74% من إجمالي المشاهد التي يراها الأطفال في البرامج الكرتونية تؤدي إلى سلوك إجرامي حيث إن 43% من هذه القصص مستقاة من الخيال... وفي دراسة اعلامية اخرى أجريت على 500 فيلم , تبين أن موضوع الجنس والحب والرعب يشكل نسبة 72 % منها.. وهي نسبة مقاربة للدراسة السابقة , وكلتا الدراستين تثبتان خطورة برامج الاطفال الحالية على النشأ.

فعلى سبيل المثال , هناك مشاهد عديدة تحوي مخالفات عقدية قد تزعزع عقيدة الطفل وتشوه فطرته السليمة .. ففي احدى حلقات ال سيمسونز The simpsons يقول الاب :« من يتساءل ان هناك ربا؟ الآن انا ادرك ان هنا ربا ، وانه انا » . وفي احدى مشاهد ميكي ماوس : "يعيش الفأر في الفضاء ويكون له تأثير واضح على البراكين والامطار فينزل المطر ويوقف الرياح".. كما وتشمل صورا عقائدية مخالفة للشرع مثل الانحناء للغير كما يحدث في برنامج الكابتين ماجد عند نهاية كل مباراة وفي برنامج النمر المقنع ... اضافة لاشتمالها على تعابير في العقيدة مثل « هذا بفضلك يا بوكيمون العزيز » ... كما ان العديد من برامج الرسوم المتحركة تظهر الساحر على انه حكيم ومناصر للضعفاء والمحتاجين مثل بابا سنفور.
ولو قارنا بين مجمل الساعات التي يقضيها الطالب في قاعات الدراسة وبين ما يقضيه أمام شاشات التلفاز.. فالأبحاث والدراسات تؤكد أن بعض التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرجون من الثانوية العامة يكون قد أمضى أمام التلفاز ( 15000 ساعة ) فيما تكون مجمل ساعات ما يقضونه في قاعات وفصول الدراسة لا يتجاوز ( 10800 ساعة ) فقط ...وقد اكدت الدراسة ايضا أن معظم الاطفال يصابون بالملل في قاعات وفصول المدرسة, بينما لا يشعرون بالملل أمام الإرسال المباشر ولساعات طويلة... وفي تقرير لمنظمة اليونسكو العالمية حول وسائل الاعلام اوضحت ان حشو مخيلة الطفل واشغال فكره بالاثارة المتلفزة لا تدع له مجالا لاستيعاب المعلومات التي يتلقاها في المدرسة مما يؤدي لكراهية الطفل للمدرسة والكتاب لشعوره بقصورهما وعجزهما عن جذبه اليهما كما تجذبه الرسوم المتحركة وباقي برامج التلفاز اذ انها لا تتطلب من الطفل مجهودا ولا حركة.

ومن الدراسة يتضح , أن الانسان اذا بلغ من العمر 70 عاما, يكون قد أمضى بين سبع وعشر سنوات من حياته أمام شاشة التلفزيون.. وهذه المعطيات من دراسة أميركية مبنية على أساس أن الطفل يشاهد التلفزيون بمعدل 23 ساعة في الأسبوع الواحد .

والعجيب, أن الدراسات تؤكد أن 98 % من الأطفال يشاهدون الإعلانات بصورة منتظمة. وهناك نسبة كبيرة من الأطفال يتعرفون بسهولة على المنتجات المعلن عنها ( و من خلال البث المباشر سوف يتعرفون بلا شك على الخمر والكحول والإعلانات الفاضحة.. و.. و..!!)



حجم صناعة الرسوم المتحركة

يجهل البعض ان صناعة الافلام السينمائية من الصناعات التي تحقق ايرادات مالية ضخمة, بل انها تعد من المشاريع الاقتصادية الحيوية في الدول والتي تغير "خارطتها الاقتصادية" كما هو في ولاية فلوريدا التي تحولت الى "السياحة" فيما اضافت ولاية كاليفورنيا "السينما" كعصب اقتصادي يحضى على الاهمية والعناية الحكومية. ولا يخفى أن العديد من دول العالم بدأت تدخل عالم "صناعة السينما" بعد اكتشافها لأهمية تلك الصناعة "اقتصاديا, واجتماعيا"... فها هي الهند , مصر, اليابان, الصين , ودول الاتحاد الاوربي . تكثف جهودها في سبيل انتاج اكبر قدر من الافلام السينمائية.

ومن الطبيعي ان تكون صناعة الرسوم المتحركة اهم "انواع صناعات السينما"... وتنبع اهميتها من "اتساع شريحة" المتابعين لهذه الصناعة.. فهي تتوجه الى اكبر شريحة اجتماعية في العالم "الاطفال".. بالاضافة الى وجود متابعين لهذه البرامج من كبار السن والشباب.

ولو حاولنا استعراض تاريخ وحاضر اشهر شركات العالم في صناعة الرسوم المتحركة, لاتجهت انظارنا فورا الى (والت دزني):

بدأ (والت دزني) بحماس في انتاج الرسوم المتحركة "رغم ان المكان الذي يعمل فيه في بداية عهده هو حظيرة قديمة" فأنتج اول مجموعة من الافلام- كان معظمها افلام اعلانية- سموها (الصور المضحكة) وجاء بعدها فيلم (اليس في بلاد العجائب) عام 1923 وهي مسلسلة تتكون من ستين حلقة.

لقد صنع والت دزني اكثر من مئة فيلم قصير وقدم اول افلامه الطويلة وهو (الاميرة الصغيرة والاقزام السبعة) وكانت مدة الفيلم 84 دقيقة.. وقد حقق الفيلم نجاحا باهرا ويرادا ماليا ضخما... ومنذ ذلك الوقت اخذت الافلام الطويلة تتوالى فصدر بعد هذا الفيلم افلام طويلة كثيرة منها (بينكيو) و (فانتازيا) 1940 و (بامبي) 1942 و (سندريلا) 1950 و (اليس في بلاد العجائب بمدة اطول) 1951 و (السيد و المتشرد) 1955 و(الجمال النائم) 1959 و (ميرلين والساحر) 1963 و (كتاب الغاية)1966.

والآن , تملك شركة والت دزني اضخم المشاريع السياحية في العالم "عالم دزني" في ولاية كاليفورنيا , فلوريدا, الاتحاد الاوربي. وهي بصدد انشاء مشروع سياحي آخر في شرق اسيا.. ويقدر ايرادات شركة "والت دزني" حاليا بأكثر من 22 مليار دولار سنويا ...وهذا كله ناتج من صناعة الرسوم المتحركة.

ورغم كل هذا, الا ان صناعة الرسوم المتحركة في الوطن العربي تعد من اضعف المستويات , وقد اقتصر دورها على "دبلجة" للرسوم المتحركة الاجنبية , او انتاج رسوم متحركة متواضعة المستوى ومحدودة العدد والمدة , وفي أول اهتمام من جانب المسلمين في هذا المجال تم انتاج فيلم "خاتم المرسلين" يتناول حياة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بأيدي رواد فن الرسوم المتحركة في هوليود وبموافقة الأزهر الشريف. وللاسف, فقد كانت لغة الفيلم هي "الانجليزية" في رسالة واضحة ان المستهدف من الفيلم هم اطفال الغرب. فيما كان من نصيب اطفال المسلمين دبلجة صوتية رغم أن ميزانية انتاج الفيلم تربوا على عشرة ملايين دولار.

وقد انصب اهتمام مؤسسي صناعة السينما في الوطن العربي على افلام المجون ورقصات الفيديو كليب..ولعلهم يجهلون او يتجاهلون مدى اهمية صناعة الرسوم المتحركة في الوطن العربي والتي تنبع من عدة زوايا هي:

1) ان شريح الاطفال ما بين سن اربع سنوات الى خمسة عشر سنة هي اكبر شريحة على مستوى الوطن العربي بل على مستوى العالم ككل.

2) أن الفراغ الطويل الذي يعيشه الأطفال في الوقت الحاضر يدفعهم الى قضاء مجمل الوقت امام التلفاز.

3) عدم توفر برامج متخصصة للأطفال المسلمين تكون نابعة من قيمهم وثقافتهم المحلية.

3) تؤكد التوقعات الاعلامية "أن عدد القنوات في المستقبل سيصل عددها إلى 5550 قناة بزيادة ملحوظة".. للاسف نصيب العرب من هذه الزيادة مرتكز على قنوات الفيديو كليب.

4) مواجهة الجهود التي يبذلها اعداء الاسلام في هذا المجال. فعلى سبيل المثال, بدأ (الفاتيكان - معقل النصرانية) العمل على انشاء محطات تستهدف شريحة من المشاهدين في كافة أنحاء العالم بواسطة الأقمار الصناعية وتسمى بمشروع نيومين. وسيكون اطفال العالم الاسلامي احد أهم الشرائح المستهدفة من المشروع.

5) التطور التكنولوجي الذي زاد من سهولة صناعة السوم المتحركة. حيث دخلت الاجهزة الرقمية والحاسب الآلي في تصميم ورسم العديد من المشاهد المطلوبة بالاضافة الى قدرتها في تشكيل خلفيات متعددة. وهذا اختصر الجهد والحجم المبذول في انتاج افلام الرسوم المتحركة.. وتعد اليابان اولى دول العالم تقدما في هذا المجال وخصوصا ما يسمى بالرسوم الكرتونية "الانميشن".

والله يوفقني واياكم