بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني هذا السئول يدور في كل نفس هل بالمكان التزاوج بين الانس والجن؟
جاء في تفسير القرطبي ( 10/ 143 ) : " قوله تعالى: (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) جعل بمعنى خلق وقد تقدم.
" من أنفسكم أزواجا " يعنى آدم خلق منه حواء.
وقيل: المعنى جعل لكم من أنفسكم، أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقتكم، كما قال: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " أي من الآدميين.
وفى هذا رد على العرب التى كانت تعتقد أنها كانت تزوج الجن وتباضعها "
__________________
عنابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا". ( البخاري رقم5165 ـ في كتاب النكاح )
قال الحافظ في الفتح(9/276) :
قوله ( لم يضره شيطان أبدا ) :
كذا بالتنكير , ومثله في رواية جرير , وفي رواية شعبة عند مسلم وأحمد " لم يسلط عليه الشيطان أو لم يضره الشيطان " وتقدم في بدء الخلق من رواية همام وكذا في رواية سفيان بن عيينة وإسرائيل وروح بن القاسم بلفظ "الشيطان " واللام للعهد المذكور في لفظ الدعاء , ولأحمد عن عبد العزيز العمي عن منصور: " لم يضر ذلك الولد الشيطان أبدا " وفي مرسل الحسن عن عبد الرزاق
" إذا أتى الرجل أهله فليقل بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ولا تجعل للشيطان نصيبا فيما رزقتنا , فكان يرجى إن حملت أن يكون ولدا صالحا " واختلف في الضرر المنفي بعد الاتفاق على ما نقل عياض على عدم الحمل على العموم في أنواع الضرر , وإن كان ظاهرا في الحمل على عموم الأحوال من صيغة النفي مع التأبيد , وكان سبب ذلك ما تقدم في بدء الخلق " إن كل بني آدم يطعن الشيطان في بطنه حين يولد إلا من استثنى " فإن في هذا الطعن نوع ضرر في الجملة , مع أن ذلك سبب صراخه . ثم اختلفوا فقيل : المعنى لم يسلط عليه من أجل بركة التسمية , بل يكون من جملة العباد الذين قيل فيهم ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) ويؤيده مرسل الحسن المذكور , وقيل المراد لم يطعن في بطنه , وهو بعيد لمنابذته ظاهر الحديث المتقدم , وليس تخصيصه بأولى من تخصيص هذا , وقيل المراد لم يصرعه , وقيل لم يضره في بدنه , وقال ابن دقيق العيد : يحتمل أن لا يضره في دينه أيضا , ولكن يبعده انتفاء العصمة . وتعقب بأن اختصاص من خص بالعصمة بطريق الوجوب لا بطريق الجواز , فلا مانع أن يوجد من لا يصدر منه معصية عمدا وإن لم يكن ذلك واجبا له , وقال الداودي معنى " لم يضره " أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر , وليس المراد عصمته منه عن المعصية ،
وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد " أن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على إحليله فيجامع معه " ولعل هذا أقرب الأجوبة , ويتأيد الحمل على الأول بأن الكثير ممن يعرف هذا الفضل العظيم يذهل عنه عند إرادة المواقعة والقليل الذي قد يستحضره ويفعله لا يقع معه الحمل , فإذا كان ذلك نادرا لم يبعد .اهـ
__________________
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَ يتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الْوَهَّاب
Bookmarks