نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تمكن منتخب الجزائر من فك عقدة مبارياته أمام المغرب وذلك بعد الفوز عليه بهدف واحد دون رد على أرضية ملعب 19 مايو بمدينة عنابة في الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012.

الشوط الأول بدأ حماسيًا ومن دون مقدمات خاصة من جانب المنتخب الجزائري فلاحت أول معالم نية الخضر على خطف نقاط الفوز بعد ضربة حرة مباشرة نفذها رياض بودبوز ارتطمت في حائط الصد وتهادت لتسقط على عارضة الحارس نادر المياغري ليفلت المغاربة من أول هجمات الجزائر..مالم يفلت منه أسود الأطلس هي صافرة الحكم الذي أعلن عن ضربة جزاء في الدقيقة الخامسة حيث ارتطمت الكرة بيد لاعب خط الوسط عادل هرماش داخل منطقة الجزاء في تنافس على كرة قادمة من الركنية؛ حولها بنجاح حسن يبدا إلى أول أهداف المنتخب الأخضر عن يمين الحارس المياغري الذي حاول إخراجها دون جدوى ليشتعل ملعب 19 مايو بعنابة احتفالاً بالتقدم.

المغاربة اعتبروا ضربة الجزاء ظالمة ولهذا فقد أصبحوا يحتجون على كل قرارات الحكم الشيء الذي أربكهم وزاد من توتر أعصابهم على عكس لاعبي الجزائريين الذين كانوا أكثر هدوؤًا وحضورًا في الملعب في مباراة انحصرت في وسط الميدان بمستوى فني متواضع ولكن بندية وقوة بدنية كبيرتين. اقتراب المغاربة من المرمى كان بتسديدة من عادل تاعرابت مرت عالية وبعيدة على مرمى رايس مبولحي. سيطرة الجزائر على مجريات اللقاء لم تترجم لفرص أخرى سوى ببعض التهديدات المحتشمة بكرات ثابتة إلا في آخر دقائق الشوط الأول حيث كاد كريم زياني أن يضيف الهدف الثاني بعد توغل من الجهة اليسرى إلا أن تسديدته تصدى لها عادل هرماش في آخر لحظة فوصلت الكرة إلى بودبوز الذي لم يحسن التسديد لتضيع الكرة وينتهي الشوط الأول بهدف دون رد.

بداية الشوط الثاني كانت كالأول فقد بدأها منتخب الجزائر بسيطرة على الكرة وسلاسة في التمرير إلا هذه التمريرات كانت أغلبها بشكل عرضي كما أن انضمام ظهيري الخضر مهدي مصطفى وجمال مصباح لم يكن كبيرًا للهجوم ما لم يعط زيادة عددية لهم في مناطق أسود الأطلس الذين بدؤوا يمسكون بزمام الأمور شيئًا فشيئًا إذ توغل عادل تاعرابت في حدود الدقيقة 60 من الجهة اليسرى وسدد كرة تصدى لها الحارس مبولحي وأصر نفس اللاعب الذي أصبح أقل احتفاظًا بالكرة على التسديد بعد ذلك بخمس دقائق إلا أن الحارس رد عليه بنفس الرد.

هذه الهجمات أفاقت المغاربة وجعلتهم أكثر حركية وسرعة في تناقل الكرات وكانت أخطر فرص المغرب في الدقيقة 66 حيث استقبل المهدي بن عطية كرة داخل منطقة الجزاء وغطى عليها جيدًا عن يمين الحارس مبولحي ثم أرسلها تمريرة عرضية زاحفة إلى مروان الشماخ وسط المربع الصغير إلا أن المدافع هشام مصباح تدخل في آخر لحظة ولكن الكرة استمرت بين قدمي الشماخ الذي أعادها لبلهندة الذي سددها إلا أن الكرة ارتطمت في غابة من الأرجل إضافة ليدي الحارس مبولحي لتضيع الفرصة على المغاربة في تعديل النتيجة. أحس الجزائريون بالخطر فأعاد المدرب بن شيخة ترتيب أوراق فريقه الدفاعية فأصبحوا أكثر صرامة مرة أخرى وتأتت لهم فرصة لإضافة هدف ثانٍ برأسية جميلة من جبور بعد توزيعة من عبد القادر غزال إلا أن الحارس المياغري كان في المكان المناسب وذلك في أواسط الدقائق السبعين من المباراة.

وتلت هذه الهجمات عدة توقفات وانحصرت المباراة في وسط الميدان في صراع بدني ونفسي بحت مع سيطرة على الكرة من طرف المغرب الذي لم يستطع اختراق التنظيم الدفاعي الجيد من الجزائر وعندما شارفت المباراة على الانتهاء طالب مروان الشماخ بضربة جزاء بعد تدخل من إسماعيل بوزيد حيث أراد مهاجم آرسنال استقبال كرة طويلة مرسلة إليه في منطقة الجزاء إلا أن الاحتكاك مع مدافع الجزائر إضافة إلى اندفاعه بسرعة منعاه من ذلك ولكن الحكم لم يعلن عن شيء لتبقى النتيجة كما هي عليه ويحقق الجزائر الانتصار الأول لهم في المجموعة الرابعة وتعم هيستيريا من الفرحة في ملعب 19 مايو.

هذا الفوز لا يعني فقط النقاط الثلاث للجزائر بل أن معانيه تتجاوز ذلك فالمنتخب الأخضر استطاع أخيرًا الانتصار على أسود الأطلس وذلك بعد سنوات وسنوات عجاف عجزوا فيها على التفوق عليهم ومن بين آخر المباريات المثيرة التي كان قد انتصر فيها المغرب على الجزائر تلك التي أخرجوهم فيها من ربع نهائي كأس إفريقيا بتونس وذلك في مباراة مثيرة انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد بعد أن كان الفريقان قد احتكما فيها إلى الأشواط الإضافية. اليوم تمكن الجزائريون من رد الدين للمغاربة في مباراة ذات ندية كبيرة بين الجارين اتسمت بمحاولة كل فريق إمساك أعصابه لعدم الدخول في أية مشادات وقد نجحوا في ذلك وبامتياز.

بهذا الفوز رفع منتخب الجزائر رصيده من النقاط إلى 4 نقاط بالتساوي مع كل فرق هذه المجموعة التي تضم جمهورية إفريقيا الوسطى وتانزنيا أيضًا إلا أن الخضر يحتلون المركز الأخير بسبب فارق الأهداف الذي لا يصب في مصلحتهم.

المصدر : موقع جول.كوم النسخة العربية}