نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


انتقلت الحرب الكلامية بين الإتحاد الدولي لكرة القدم ومجموعة الـ14 إلى المحاكم بعد أن قامت الأخيرة برفع دعوى أمام القضاء البلجيكي ضد الفيفا في‏20‏ مارس الحالي وطالبت بمبلغ‏ مليار دولار كعطل وضرر عن السنوات العشر الماضية‏,‏ معتبرة أنه من غير العدل وضع اللاعبين بتصرف منتخبات بلادهم دون أي تعويض مالي‏.‏

في المقابل, أغضب ما حصل جوزيف بلاتر رئيس الفيفا, ودفعه إلى مهاجمة هذه المجموعة واتهامها بالعنصرية, وبأن الأندية الكبرى المكونة لهذه المجموعة قد نهبت القارة الأفريقية ‏بعد أن أخذت منها أفضل المواهب في كرة القدم, والآن ترفض أن تضع هؤلاء اللاعبين بتصرف منتخبات بلادهم‏,‏ واذا فعلت فهي تريد تعويضات عن ذلك‏.‏

وقال بلاتر: " إذا كانوا يريدون حربا عالمية‏,‏ فنحن لها‏,‏ هذا الأمر لا هوادة فيه, وسنوقع عقوبات شديدة على الأندية التى ستحرم لاعبيها من المشاركة مع منتخباتها فى المسابقات القارية والعالمية وقد تصل هذه العقوبات إلى حد الحرمان من المشاركة في المسابقات الدولية".

الإتحاد الأوروبي يتضامن مع الفيفا
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن تضامنه مع الفيفا خلال مؤتمره الـ‏30‏ والذي عقد في‏23‏ مارس الحالي وأدان فيها نشاط مجموعة الـ‏14, ‏واعتبر انه يتعين على الأندية المشاركة في مسابقتي دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي في الموسم المقبل‏‏ أن تلتزم بقوانين وأنظمة الفيفا والاتحاد الأوروبي في آن واحد معا‏.‏

مجموعة الـ14 تريد الهيمنة على الكرة العالمية بزعم حماية مصالحها
وتعتبر مجموعة الـ14 والتى تأسست عام 2000 تكتلا يقف بقوة أمام الاتحادين الدولي والأوروبي يزعم حماية مصالح الأندية الكبرى في القارة الأوروبية والتي تدفع مبالغ مالية طائلة للاعبيها المحترفين ثم تفاجأ بإصابتهم مع منتخبات بلادهم, لذلك أخذت هذه المجموعة على عاتقها حمل لواء الدفاع عن النوادي الأوروبية وتحصيل حقوقها المهدورة في مكاتب مراكز القرار والسلطات الكروية العليا حفاظا على مكانتها واستمراريتها الدائمة.

وأفرز هذا التوجه سلسلة جولات من الصراع مع الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم بلغت ذروتها في الأيام القليلة الماضية مع إعلان المجموعة 10 اهداف تبغي تحقيقها في أسرع وقت ممكن وبشتى الطرق المتاحة وصولا الى قاعات المحاكم القضائية.

وظهرت مجموعة ال14 على مسرح الاحداث إثر تكتل 14 ناديا من أبرز وأغنى النوادي الأوروبية على الإطلاق, وهي برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس وميلان وإنتر ميلان ومانشستر يونايتد وليفربول ومرسيليا وباريس سان جرمان وأياكس أمستردام وأيندهوفن وبايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وبورتو.

وبعد فترة قصيرة على انطلاقها في مشروعها النهضوي الذي أقنع نواد عدة بمبادئها الكروية رحبت المجموعة بانضمام أربعة أفراد جدد إلى كنفها وهم أرسنال وباير ليفركوزن وليون وفالنسيا ليرتفع العدد الى 18 ناديا.

وتعرض مجموعة ال14 سلسلة مطالب تنذر في حال تحقيقها باجتياح للتقاليد الكروية المتبعة في أوروبا إلى تغيير معالم المعايير والإجراءات العالمية المتعلقة باللاعبين ونواديهم ومنتخباتهم الوطنية.

وترتكز قناعات المجموعة على أحقية النوادي الكبرى الطلب من أصحاب النفوذ مضاعفة قواها ومستحقاتها المالية لمساهمتها في اعطاء الوجه المثالي للعبة في مختلف الاقطار الأوروبية.

كما تطالب بحيازة كل ناد من نواديها على صوت مباشر داخل الاتحاد الاوروبي أثناء عملية تحضير الروزنامة الموسمية.

ولعل أبرز القضايا التى وقفت فيها مجموعة ال14 أمام الفيفا ووصل الأمر إلى القضاء, القضية الشهيرة التي أقنعت فيها تلك المجموعة مسؤولي نادي شارلروا البلجيكي برفع قضية على الفيفا للـحصول على تعويض بعد غياب لاعبه المغربي عبد المجيد أولمرس عن الملاعب لمدة ثمانية أشهر إثر مشاركته مع منتخب بلاده في مباراة ودية أمام بوركينا فاسو في تشرين الثاني/نوفمبر 2005.

ويصر شارلروا على أن غياب أولمرس عنه تسبب في فقدانه الأفضلية على منافسيه وبالتالي تقليص حظوظه في المنافسة على لقب بطولتي الدوري والكأس في بلجيكا, في الوقت الذي صعد فيه رئيس الفيفا جوزيف بلاتر من لهجته معتبرا أن العنوان الأبرز لقضية النادي البلجيكي هو "قلة الاحترام" وأنه لا علاقة بين إصابة اللاعب وتأثيره على مستوى الفريق كونه أنهى البطولة في المركز الخامس.

وكان أول موقف شهد إحتقانا كبيرا بين تلك المجموعة والاتحاد الدولي هو الموقف الذي اتخذته برفض فكرة بلاتر لرفع عدد الأندية المشاركة في المونديال الألماني من 32 ناد إلى 36 وذلك قبل انطلاق التصفيات المؤهلة لمونديال 2006.

وقال ممثل فريق بايرن ميونيخ الألماني في مجموعة ال14, النجم السابق كارل هاينتس رومينيغه إن ذلك سيكون ضد الجهود المبذولة من قبل الأندية التي وافقت على إلغاء الدور الثاني في مسابقة دوري أبطال أوروبا بغية تقليص عدد المباريات، وأوضح بيان المجموعة أن رفع عدد المنتخبات إلى 36 لن يرفع فقط عدد المباريات بل سيمدد فترة إقامة المونديال وهذا يعارض بشكل مباشر التدابير التي اتخذت على الصعيد الأوروبي لتخفيف روزنامة اللاعبين.