اليوم بجيب لكم دراسه تحليليه للقصيده القاها استاذ بجامعة الملك سعود
الى القصيده اولا
ناقتـي ياناقـتـي لاربــاع ولاسـديـس
وصليني لابتي مـن وراء هـاك الطعـوس
حائلاً رابع سنه من خيـار العيـس عيـس
خفهـا لادرهمـت كنـه بالنـار محسـوس
في دجى خالي خـلا لاحسيـس ولانسيـس
تنوخذ من شدة البـرد طقطقـة الظـروس
في عيوني يكفخ الطيـر ويطيـح الفريـس
وانتهض جساس من دون خالته البسـوس
وفي خفوقي فرخ جنيتاً يضـرس ضريـس
يوم اوردها هجـوس واصدرهـا هجـوس
ديرتي دار ابن ضاري وابن غثلـم جريـس
ديرة اللي دوجوا في فيافـي نجـد جـوس
ديرتـي يابنـت شيخـاً ومعدنهـا نفيـس
عيطموسـاً دونهـا دثرتنـي عيطـمـوس
جادلاً مطرق جسدها مـع الغربـي يميـس
طينتاً من تربـة الخلـد والـدم محمـوس
نقشت خمساً من الخمس في يوم الخميـس
ليـت شعـري مـا ارادت بهـذا دختنـوس
كـم تمنـا إن معـه مثلهـا فتنـه بليـس
كان يمكن قد قلب نصـف إمتنـا مجـوس
كن دماث الصدر منهـا كنيسـه او كنيـس
صومعة رهبـان ديـراً يـؤدون الطقـوس
آتقـوس مـع تقـوس نواهدهـا وإقيـس
قبتين قـاب قوسيـن قوسـاً جنـب قـوس
خصرها يحكي لنـا واقـع القـوم التعيـس
وردفها عن غطرسة بـوش يعطينـا دروس
وبالرغم من قصرهـا مايجالسهـا جليـس
تصبح أطول نسوة الارض في وضع الجلوس
العروسه ماتبي غير ابـو تركـي عريـس
العروسه نجـد ماهيـب حـي الله عـروس
نجد بنت المجد ونسـة مونسـة الونيـس
ماعسفها الا معزي ضحى اليـوم العبـوس
كل اهل نجد هلي من إجاء حتـى الخميـس
في ذراهم بالتجي عـن مجففـة الرسـوس
وعيشتي مابين أسوداً ولـو مانـي رئيـس
(خير من كوني رئيساً على شلقـة تيـوس)
وليس عيباً إن خدعني بمكـره كـل هيـس
لان مايفهـم بمكـر الهيـوس الا الهيـوس
مصطفى في مأدبـة عمـه البابـا لويـس
كبر اللقمه تحـت ضـؤ حمـراء الكـؤوس
وطسم حدتها على حائـط المبكـى جديـس
يوم شقـت ثوبهـا بنـت عفـار شمـوس
سيدة هـاك القصـر أسمهـا الاول لميـس
دونها سمر الحناجـر بترهـا حـد مـوس
قسقسـة لاحرارهم.قيس.قيس.قيس.قيـس
والبستهم مـن مهانتهـم انـواع اللبـوس
بين خدعة كعـب اخيـلاً ومولـد ادونيـس
درسونـا الالهـه والمـدرس هـنـا روس
ويش لاقوا من قناة السويس اهل السويـس
وويش لاقوا من تلمسان قوماً من سنـوس
كلهم من شـدة الجـوع راحـوا خندريـس
بين غيبوبة مخدر وصحوة عـرق سـوس
ثـورة راحـوا سببهـا بتـوع الاتوبيـس
وش نبي فيها وهـي ماتهـز الا الغـروس
آفة المرء اثنتان الف كـاس وحـب كيـس
والنفوس اليا بغيت اتعرفهـا ارم الفلـوس
ينكشف زيف الشعارات الى حمي الوطيـس
ترجع الاذناب إذناب وتبقـى الـروس روس
صدق لاقال العرب مايحـوص الا الخسيـس
ولايوط الروس شئياً مثل ضعـف النفـوس
والى التحليل الادبي.......
تفكيك طلاسم "العيطموس".. قراءة خاصة جدا!
ثقافة تاريخية والتقاطات مميزة.. القصيدة التي تُسمع وتُقرأ وتُشاهد!
ما ستطالعونه هنا هو قراءة خاصة جداً، تعبر بوجه الخصوص عن رأي كاتبها، والمعني في بطن القارئ!
ناقتي يا ناقتي .. لا رباع ولا سديس
وصليني لابتي من ورى هاك الطعوس
حايل ٍ رابع سنه من خيار العيس عيس
خفها لا درهمت كنه بالنار محسوس
لا يختلف اثنان على أن هذا الوصف لراحلة الشاعر ألا وهي الناقة، لكني قد أجد الفرصة لأميز قراءتي لهذه القصيدة، وذلك بأن الشاعر يحب الأساطير، لذا فوصف الناقة هنا يقصد به "بساط الريح" والدليل سنعرفه لاحقا عندما يتجول هذا البساط في المناطق العربية! بالتقاطات عجيبة وثقافة تاريخية كبيرة، إلى الدرجة التي صرت أفكر فيها أني ظلمت شعراء المحكية كثيرا وظلمهم المجتمع أيضا، عندما نحى بالثقافة وسعة الاطلاع على "مستخدمي الفصحى" فقط! ناصر الفراعنة هنا وفي هذه القصيدة التي سأسميها أنا "بساط الريح" كانت درسا مجانيا في التاريخ، ولكم الحكم عندما تقرأون معي طلاسمه التي بثها على مسرح شاطئ الراحة!
في دجى خالي خلا.. لا حسيس ولا ونيس
تدوخك من شدة البرد طقطقة الضروس
هنا وصف لوقت بدء الرحلة وهو الليل، ويقصد الشاعر "الظلمة" في إشارة إلى التخويف، وأثبت ذلك في تكملة البيت "لا حسيس ولا ونيس" وهنا أراد إيصال ظرفين أحدهما مكاني (ونيس) وآخر زماني (حسيس)، أما الظرف الزماني فهو مقرون بشتاء وبرد قارس، وقد يكون الشاعر وضع هذا التوقيت مع هذا المناخ للدلالة أيضا على شجاعته، ولإضفاء جو من التشويق على المتلقي، وسيأتي في القصيدة من الأبيات ما يؤيد هذا الرأي.
في عيوني يكفخ الطير ويطيح الفريس
وانتهض جساس من دون خالته البسوس
هنا ما زال الشاعر يمارس الضغط النفسي بوصفه لعينيه على أنهما شديدتي الالتقاط، وأن الفريسة واقعة لا محالة، وأعطى العذر لنفسه بجساس عندما هب لنجدة خالته البسوس وقتل كليبا في الأسطورة العربية المعروفة، وهنا نتوقف قليلا لنرى أن الشاعر استشهد بجساس وانتهاضته لفزعة خالته البسوس نظراً لعاطفية المتلقي العربي مع نجدة المرأة، ويتضح أن الشاعر في الأبيات السابقة أراد أن يظهر شجاعته وفي الوقت نفسه اعتذار وتبرير مسبق لما سيقوله لاحقا ضمن أبياته.
وفي خفوقي فرخ جنية ٍ يضرس ضريس
يوم أوردها هجوس ٍ وأصدرها هجوس
هنا ما زال الشاعر يمشي في السياق نفسه، يمارس ضغطا نفسيا رهيبا على المتلقي في إشارته إلى وجود "فرخ جنية" في صدره، ولعل الشاعر تعمد إيراد مفردة "فرخ" في إشارة إلى العبث الذي قد يحصل من هذا الفرخ، والذي قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فإشارته تلك مقصود بها الجهل وصغر السن والعبث وعدم المسؤولية واللامبالاة، وعندما يكون غريمك جاهلا فإنك تخشاه أكثر من العاقل،أما قوله "يضرس ضريس" فيفيد الشوق واللهفة إلى الهجوم، وهو شبيه بقوله "في عيوني يكفخ الطير" وفي كلتا الحالتين الاستعداد للانطلاق والترهيب والتخويف وبث الرعب، وقد شبهها في نهاية البيت بإنها كـ "الهجوس" التي تلازمه، و لابد من ملاحظة أن الشاعر في صدر البيت يشد ويقسو وفي عجزه يرخي ويستشهد، في محاولة منه للسيطرة على زمام الأمور وإرضاء الأذواق كافة، وقد نجح في ذلك وسيطر على القصيدة بطريقة مدروسة.
ما مضى كان مقدمة الشاعر لنفسه ولقصيدته، أما ما سيأتي فهو لب فكرته في القصيدة، وهو الوضع التاريخي والسياسي لنجد موطنه الأم، وهنا يتفق كثيرون ممن قرأوا القصيدة أن الشاعر أورد ثلاث مراحل من تاريخ نجد، من خلال رؤيته الخاصة، مرحلة البدو (عيطموس)، مرحلة الأتراك (دختانوس)، ومرحلة الدولة السعودية الحديثة (العروس).
أولاً: مرحلة البدو (عيطموس) وهي مرحلة البادية، ونلاحظ أن الشاعر مدح مرحلة العيطموس وأشاد بها، نظرا لخلفيتيه البيئية والاجتماعية التي تمجد مثل هذه البيئات وتراها صالحة بتقاليدها وعاداتها الأصيلة ونخوتهم ورجولتهم حتى مع أعدائهم، ويشير إلى ذلك إشارة واضحة عندما يؤكد أنهم يتحاربون فيما بينهم و"الدم محموس"، إلا أنهم كانوا يحترمون بعضهم البعض.
ديرتي دار ابن ضاري وابن غثلم جريس
ديرة اللي دوجو في فيافي نجد جوس
ديرتي يا بنت شيخٍ ومعدنها نفيس
عيطموسٍ دونها دثرتني عيطموس
جادلٍ مطرق جسدها مع الغربي يميس
طينةٍ من تربة الخلد والدم محموس
ثانياً: مرحلة الأتراك (دختانوس)، وهي المرحلة التي دخل فيها الأتراك نجد واستولوا عليها عسكريا، والشاعر هنا هجا مرحلة "دختانوس"، وأشار إلى النقائض التي مرت بها دولتهم من صدر رحب للكنيسة إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفين والقسوة على شعوبهم في تشبيه حقبتهم بحقبة حكم بوش، إشارة إلى الحروب حتى في نهاية الأبيات الخاصة بدختانوس، كما أشار الشاعر بذكاء إلى طول فترة حكم الأتراك أو الدولة العثمانية ولكنها للأسف في وضع الجلوس!
نقشت خمسٍ من الخمس في ليل الخميس
ليت شعري ما أرادت بهذا دختنوس
كم تمنى إمعه مثلها فتنة ابليس
كان يمكن قد قلب نصف امتنا مجوس
كن دماث الصدر منها كنيسه أو كنيس
صومعة رهبان دينٍ يؤدون الطقوس
آتقوس مع تقوس نواهدها واقيس
قبتينٍ قاب قوسين قوسٍ جنب قوس
خصرها يحكي لنا واقع القوم التعيس
وردفها عن غطرسة بوش يعطينا دروس
من رغم قصرها ما يجالسها جليس
تصبح أطول نسوة الأرض في وضع الجلوس
المرحلة الثالثة: مرحلة نجد الحديثة (العروس)، وهو وصف لحال نجد بعد نجاح المؤسس عبد العزيز بن سعود في فرض سيطرته عليها، وأشاد بعزة وشموخ أهل نجد في حكمهم الملكي بقوله:
وعيشتي ما بين أسودٍ ولو ماني رئيس
خير من كوني رئيسٍ على شلقة تيوس
وبحسب مفهوم الشاعر بأنها أفضل من الأحكام الجمهورية وهذا ما يذكره في عجز البيت نفسه، وهنا إشارة أيضا إلى أن الأحكام الجمهورية والديمقراطية في البلاد العربية حبر على ورق، وأن حكاية الانتخابات والفوز بنسبة 99 في المائة ليست سوى ضحك على الذقون!
العروسة ما تبي غير ابو تركي عريس
العروسة نجد ماهي بحيا الله عروس
نجد بنت المجد ونسة مونسة الونيس
ما عسفها الا معزي ضحى يوم العبوس
كل اهل نجدٍ هلي من آجا حتى الخميس
في ذراهم بلتجي عن مقففة الرسوس
وعيشتي ما بين اسودٍ ولو ماني رئيس
خير من كوني رئيسٍ على شلقه تيوس
وليس عيب ان خدعني بمكره كل هيس
لأن ما يفهم بطبع الهيوس إلا الهيوس
ما مضى كان من أوضح أبيات الشاعر في قصيدته، لم يكن الترميز يحتاج إلى شرح وتدقيق كثيرا، وخصوصا في البيت الأخير من المقطع الماضي، حيث يوضح الشاعر مباشرة أنه وإن خدع من "الهيوس" فذلك ليس عيبا فيه بقدر ما هو ميزة تحسب له لأنه لا يفهم لغة "الهيوس"، ورغم أن المعنى في بطن الشاعر، إلا أنه بالتأكيد يقصد آخرين حاولوا خداعه، أو بيتوا النية لذلك على أقل الظن!
مصطفى في مأدبة عمه البابا لويس
كبر اللقمة تحت ضوء حمراء الكؤوس
وطسم حدتها على حائط المبكى جديس
يوم شقت ثوبها بنت عفار الشموس
سيده هاك القصر اسمها الأول لميس
دونها سمر الحناجر بترها حد موس
قسقست لأحرارهم قيس قيس قيس قيس
والبستهم من مهانتهم أنواع اللبوس
بين خدعه كعب اخيلٍ ومولد أدوريس
درسونا الإله والمدرس هوميروس
ويش لاقو من قناة السويس أهل السويس
وويش لاقو من تلمسان قوم من سنوس
كلهم من شدة الجوع راحو خندريس
بين غيبوبة مخدر وصحوة عرق سوس
ثورةٍ راحو سببها بتوع الأوتوبيس
وش نبي فيها وهي ما تهز إلا الغروس
هنا يجنح الشاعر للإقليمية العربية بعدما أشار إليها في نهاية المرحلة الثالثة من مراحل نجد، ويرمز لـ "مصطفى" بالمفاوض العربي وقد تعمد الشاعر إبعاد الاسم عن الأسماء الدارجة في الخليج أو بالأخص نجد، وهذا فيه تحيز واضح للذات، وهي من وجهة نظري غلطة الشاعر الوحيدة في قصيدته، لأنه من الشجاعة أن نتحمل الخطأ سواسية، وليست منطقة واحدة دون أخرى، خصوصا فيما يتعلق بقضايانا القومية، و"إحنا بتوع الأوتوبيس" فيلم رائع يصف الحالة العامة التي يتحدث عنها الشاعر، من بطولة عادل إمام وعبد المنعم المدبولي، ويتحدث الفيلم عن روح الانهزام التي غلبت على مشاعر المواطن العربي البسيط، يصل ذلك الفيلم إلى النتائج التي وصل إليها رجل الشارع البسيط من مهانة وخوف بسبب البوليس السري والتداعيات الأمنية للثورة، هذا الفيلم بالذات اختاره الشاعر للتدليل على "الغلابا" والبسطاء ممن ضرتهم الثورات العربية ولمن تنفعهم! بابا لويس هو المفاوض الغربي، طسم وجديس هما "إسرائيل وفلسطين"..
سيدة هاك القصر اسمها الأول لميس
دونها سمر الحناجر بترها حد موس
القصر هنا البيت الأبيض وسيدته هي "كوندوليزا رايس"، وقد رمز لها بـ "لميس"، وقد أوضح ذلك في عجز البيت بالإشارة إلى "السمرة"، وفي الأبيات التي تليها ما يؤكد ذهابنا إلى هذا التفسير عندما يصف علاقة رايس بمن تتفاوض معهم من دبلوماسيين.
بين خدعة كعب اخيلٍ ومولد ادوريس
درسونا الاله والمدرس هومروس
"كعب أخيل" هو اختصار لـ "أخيليس" أحد قادة الإغريق في معركة طروادة الشهيرة، وهو السبب الرئيس لنصر الإغريق في تلك المعركة، و"هوميروس" هو كاتب هذه الملحمة، وهنا يقصد الشاعر الخيال الغربي ومحاولاته الدائمة تخويف العالم الإسلامي ببعض القصص الخيالية حتى استسلم لها البعض. وفي الأبيات التالية الشاعر يسرد بعض الوقائع التي تثبت صحة كلامه أن الغرب قد دس ثقافاتهم الأسطورية للعرب.
ويش لاقو من قناة السويس أهل السويس
وويش لاقو من تلمسان قوم من سنوس
كلهم من شدة الجوع راحو خندريس
بين غيبوبة مخدر وصحوة عرق سوس
ثورةٍ راحو سببها بتوع الأوتوبيس
وش نبي فيها وهي ما تهز إلا الغروس؟
في البيت الأول يشير الشاعر إلى ثورة الضباط الأحرار بذكر العمل الأفضل لثورتهم وهو تأميم قناة السويس، وهو يتساءل عن العمل "الأفضل" في تاريخهم وفائدته لأهل السويس أنفسهم. وتلمسان إشارة إلى الثورة الجزائرية نسبة إلى مدينة تلمسانوسنوس هم ملوك ليبيا قبل ثورة القذافي، والشاعر هنا يؤكد أن الثورات التي حدثت في البلدان العربية لم تزد أهل تلك المناطق إلا سوءا!
كلهم من شدة الجوع راحو خندريس
بين غيبوبة مخدر وصحوة عرق سوس
يقول الشاعر إن نتيجة هذه الثورات كان الجوع والفقر لهذه الأوطان، لأنهم لم يهتموا ببناء الأوطان، وإنما ذهبوا وراء شعارات زائفة! أما خاتمة القصيدة فهي أبيات من الحكمة أوردها الشاعر وكانت خير ختام لقصيدته.
آفة المرء اثنتان.. إلف كأس وحب كيس
والنفوس اليا بغيت تعرفها ارم الفلوس
ينكشف زيف الشعارات لا حمي الوطيس
ترجع الأذناب أذناب وتبقى الروس روس
صدق ما قال العرب ما يحوص إلا الخسيس
ولا يوطي الروس شي مثل ضعف النفوس
وأقولها صادقا لكل من يقرأ، لم أكن أعتقد أن هذا الشاعر سيسحرني بقصيدته وأدائه يوما من الأيام، إلا أنه فعل
Bookmarks