عن الرئيس علي عبدالله صالح
كتب الأديب الكبير الراحل عبدالله البردوني يقول :
علي عبدالله صالح من الشعب إلى الشعب
----------------------------------------
جاء علي عبدالله صالح إلى الرئاسة من أنقى الشرائح الشعبية ومن أكثرها إنتاجاً، لأنه
من طبقة الفلاحين الذين عجنت تربتهم أنامل الأشعة وقبلات المطر.
درج علي عبدالله صالح على الأرض التي يرويها العرق الإنساني وعبير السنابل
وتتكئ عليها أهداب المجرات ، فمن المعروف عن قبيلة "سنحان" قوة التفاني في
الأرض وعشق الفلاحة ، يتساوى في هذين الرجل والمرأة ، لأن الأرض ينبوع عطاء
الرب الذي وضعها للأنام وزخرفها بالخضرة والأنداء .
تلقى علي عبدالله صالح القراءة والكتابة بذكاء ابن الفلاح ، ثم التحق بالجندية في
بلوك سنحان فتحول من موقع شعبي إلى موقع أوفر شعبية ، وعندما حملت الثورة
فجر اليمن الجمهوري كان الرئيس من جنودها الأوفياء على امتداد مسيرتها
القتالية ، رغم أن أشباه الإقطاعيين من منطقته وسائر المناطق تاجروا بالحرب
بين المعسكرين ، وجارى بعض جنود النظام تجار الحروب ، أما علي عبدالله صالح
فانه يؤكد في كل أحاديثه جنديته للثورة ، ولا يدعي ما لا يفعل ولا يحب أن يدعي
له أحد ، لأنه خير من يعي ، أن نفاق المديح يعزل الممدوح عن الحقائق
الموضوعية ، كما أن الحقيقة ذاتها أهدى إلى دخائل الأمور، ويكفي أن علي
عبدالله صالح من شرائح القوة المنتجة التي تصنع رغد اليمن ، فالفلاحون بكل
المقاييس هم غالبية شعبنا وغالبية كل الشعوب ، وهم طاقة الإنتاج والعطاء ومواطن
البراءة وغالبية كل الشعوب ، وهم طاقة الإنتاج والعطاء ومواطن البراءة والطيبة .
انتقل علي عبدالله صالح من الفلاحية إلى الجندية ، فكان تناميه من الشعب إليه ، وكان
ترقيه بتدرج خبرته ، فمن حركة يونيو 74 إلى 78م مارس الاختبار المباشر في
العسكرية والموطن ، تولى عام 75م قيادة لواء تعز، وقوَّى صلاته بكل المواطنين ،
وبعد مقتل "أحمد الغشمي" في يونيو 78م أفزع منصب الرئاسة كل الشجعان ، لأنه
رادف القتل العنيف ، فأصبح الطموح إليه فراراً منه ، وعلى خطورة ذلك المكان قبل
علي عبدالله صالح ترشيح مجلس الشعب له رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات
المسلحة في يوليو عام 78م وعمره يقرع بوابة الأربعين .
فكيف يمكن كتابة تاريخ هذه الفترة وهي لم تزل تصنع تاريخها حياتيا لكي تنتقل
إلى مادة كتابية ؟
بغض النظر عن حياة المؤرخ له أو غيابه ، فان لهذه الفترة معالم تستحق التنويه قبل
أن تصبح تاريخاً ، فإذا كان التاريخ علم الماضي ، فان هذا لا يمنع من الإشارة إلى
الحاضر، قبل أن تتحول ملامحه إلى تاريخ عملي ، خلال الفترة ما زالت تنسج
تاريخها ، فإنها ما زالت تكتب نفسها لكي يستكتبها المؤرخون على أن أبهى المعالم
التي ستحول تاريخا هي بطولة الرئيس في استلام الرئاسة في ذلك الظرف .
المعلم الثاني هو أن الرئيس أول رئيس من أبناء الفلاحين الكادحين الذين يشكلون
غالبية الناس وأكثرية القوى المنتجة .
المعلم الثالث أن الرئاسة الحالية اقتدرت على استمرار الكائن من منتصف عام 78م
إلى آخر عام 80م ، وكان مجرد الاستمرار أهم الحاجات الأمنية في ذلك الحين ، أما
من عام 81م إلى 83م فقد بدأ الرئيس يشكل عهده المميز، ففتح صدره للحوار
الشعبي وعاد إلى دورته الثانية في الرئاسة على أكتاف المظاهرات الجماهيرية التي
أصرت على استمرار رئاسته .. وهذه المعالم مهما كانت مواطن الإعجاب فانها لم
تؤول إلى مادة المؤرخ ، فالجمهورية الثالثة سلسلة واحدة تواصل نفس المسيرة من
يونيو 74م إلى كتابة هذا عام 83م .
Bookmarks