الرعد وحده يأتي بالإمطار ِ
بقلمي/ عمر محمد إسماعيل
إهداء إلى شعب الحرية
إلى سفارة الجنة في الأرض مصر الكنانة
من ثورتي بعد الرضوخ حذاري
من شعلتي تحت الرماد وناري
من عصف أنفاسي وبرق مدامعي
ورعود حنجرتي ومن إعصاري
من أنة في الجرح تغدو بلسمي
من خنجر أخفيه في أزهاري
من نيزكي المخفي بين جوانحي
من ماردي المكبوت في أغواري
إني وشمت الحب فوق ملامحي
وغرست في وجه الظلام نهاري
ولقد رسمت خرائطي بأصابعي
واخترت في كبد السماء مداري
حريتي نادت عليا... أجبتها
والقلب بوصلة ٌ...تدل مساري
*****
اقتص شعب الله من جلاده
وتعاقب التاريخ بالأدوار ِ
هذه الكنانة طاردت سجانها
واللص أيضاً ... فر كالسمسار ِ
مصر الكنانة أغرقت قرصانها
عبثا تمسك في يد الأعذار ِ
أألان يا فرعون تعلن توبة
أولم يجيئك .. سابقا إنذاري
أألان يا فرعون تؤمن بعدما
ايقضت أوجاعي بجوع صغاري
أأغض عيني عن ذنوبك بعدما
شردت شعبي واستبحت دياري
أو أعفوا يا فرعون عنك وكلما
أعفوا تعود مجددا لحصاري
أحسبت أني قد أبيع قضيتي
أضننت حقا أن أخون قراري
يا للحماقة فيك تحسب إنني
عبدا لديك لتستحل دماري
فرعون ذق ما ذفته في كأسنا
ولتمضغ الأشواك من صباري
أنكرت حقي في الحياة وإنه
صعب على عين ترى إنكاري
ارض الكنانة لم تعد زنزانة
فنسورها طلعت من الأوكار ِ
والشمس من رحم الظلام تفتحت
وبرمشها كحل من الأنوار ِ
سلام على مصر الكنانة إنها
باب السماء وشرفة الأقمار ِ
سلام عليها رفرفت بجناحها
في الأفق لا في خانة الاصفار ِ
سلام على شمس الكنانة أشرقت
في عمق أعماقي وفي أفكاري
سلام على أبنائها إذ أنقذوا
تلك الغزالة من يد الجزار ِ
في ساحة التحرير كانوا آية
سجدت لها الكلمات في أشعاري
يا رب صوتٍ طالع من ثغرهم
أضحى نشيدا في فم الأوتار ِ
إني لألمح في شفاه شبابهم
نصر تخطه ريشة الثوار ِ
وكأنهم لما تعالى صوتهم
شدوُ حمام أو غناء كناري
شربوا من النيل المقدس فارتووا
ورووا التراب سنابلا وصحاري
شكرا لهم ....إذ علمونا إنه
لا تشترى حرية بحوار ِ
إن الخطابة لا تهز سحابة
فالرعد وحده يأتي بالإمطار ِ
Bookmarks