لا ترسِلِ الآهَ يا طير الرُبا فينا
فما لدينا من الآهات يكفينا
نَسْلُو فإن هاج فينا الجرحُ من ألمٍ
تأبى عن الدمعِ أنْ تسلُو مأَقينا
أما ترى يا صديق الغصنِ أنجُمَنا
قد غاب ـحزنا ـضياها عن ليالينا
أما ترى أُمتي ثكلى ممزقةً
أضحت من الضعفِ صيداً للمعادينا
اُنظر إلى المسجد الأقصى ونُحْ أسفا
و ابكي لعلَّ كثير الدمعِ يُحْيينا
اُنظر فلسطين وانظر للعراق ترى
على ثراها صنوفاً من مأسينا
و انظر إلى كلِّ أرضٍ فوقها سُفِكتْ
دماءُ من ردّدوا في الذكرِ آمينا
غرّد على أمتي يا طيرُ في شجنٍ
فإنها جرحُ من أعيى المداوينا
أواه يا أمتي ما زال موقفك
حدوده الشجبُ … هل بالشجب تُلهينا؟!!
ألستِ من أنجبتْ من رحْمها نُجُماً
في سالف الدهرِ عنها المجدُ يُنْبِينا
أما إليكِ (صلاح الدينِ) ينتسبُ
وقبله سيرةُ (الفاروقِ) تُهْدِينا
و قادةٌ لو بدا التاريخُ يذكُرُها
لفاض من ذكرها بالسيلِ وادينا
ألمْ نكنْ قادة الدنيا و زينتها
وهامة العلمِ لا حيٌ يضاهينا
و المجد إن كان أعطى غيرنا بيدٍ
فهو بكلتي يديهِ كان يعطينا
فهلْ عَقِمتِ عن الإنجابِ أُمتُنا
أمْ خابَ يا أُمتي كلُّ الرجا فينا
هل ندَّعي النصرَ و الأقلامُ قد وقفتْ
ترثي الشهداءَ أو تبكي المصابينا
في موقفٍ ليس يُجْدِي الدمعُ ساكبَهُ
و لو بسيل الدِما خُطَّتْ مراثينا
لسنا ضِعافاً إذا ما الصفُ متَّحِدٌ
و لا قليلٌ فمن بالعدِّ يُحْصينا
لكنَّهُ الوهنُ قدْ أرخى سواعدنا
فضاعَ ما كانَ محفوظاً بأيدينا
ندعو إلى الصلحِ معْ صهيون في وطنٍ
وجودهم فيهِ من أُولى مأسينا
ما كان والله ينهي السِلْمُ أمرَهمُ
و لمْ يراعوا لنا أرضاً ولا دينا
لو مدَّ صهيون يمناهُ مصالحةً
تأكدوا أن في يسراهُ سكينا
لمْ يحفظوا عهدَ خيرِ الخلقِ كُلِهمُ
محمدٍ خاتمِ الرُسْلِ النبيينا
فكيف نرجو بهمْ من بعدها أملاً
يكفي الذي ضاع منا اليومَ يكفينا
و اليوم نرجو بأمريكا و ننتظرُ
بفارغ الصبرِ أن نُعْطى أمانينا
كساكبِ الزيتِ فوقَ النارِ يحْسبهُ
ماءً لتزداد منهُ النارُ تمكينا
أنرتجي النصرَ من حكمٍ بلا قيمٍ
يلهو بأكبادنا الحَرّى و يُلْهِينا
أنرتجي العدلَ ممن يزرع الألمَ
أمْ نبتغي البحرَ مهتاجاً لنا مِينا
رصّوا الصفوفَ ودين الله يجمعنا
فتحت راياتهِ يسمو تأخينا
إنَّ العِدا أيقنوا في الدين قوتُنا
فإنبروا حولهُ نفخا و تسكينا
لم يعلموا أنه تحت الرمادِ هنا
حيٌ و لو كدَّسوا من فوقهِ طينا
وسوف تعلو رياح الصحو تنبشهُ
لتقذفَ الأمةُ الثكلى براكينا
و يصرخ الحقُ أن اليومَ موعدنا
فعندها ألفُ فاروقٍ ترى فينا
رغمَ الجراحاتِ عندي دائما أملٌ
غداً تُضيءُ النجومُ في ليالينا
Bookmarks