وطـــــــــــــن الخلود..
بقلمي
د. مختار محرم
يا موطني أهدي إليك سلامانرجو الشهادة للحياة ختاما
وتحيةً تروي ثراك غراما
يا موطن الأحرار يا أرض الألي
ملأوا الحياة محبةً و وئاما
أنبيك يا وطني بأنا ها هنا
نحيا ونزرع في الوجود ظلاما
نار التخلف أحرقت أحلامنا
جور القيود على بنيك تنامى
هل أنت أنجبت اللصوص رفعتهم
وجعلت من أشرارنا حكاما
وجعلت منا خادمين لعرشهم
عشنا قروناً لم نكن خُدّاما
كنا الملوك على الزمان بمجدنا
سُدْنا ولم نخفض لغيرك هاما
بالإنتماء إليك كم أكرمتنا
أتُرى علينا قد أقمت لئاما
حاشاك يا وطني فلم تظلم ولم
تجعل من الفوضى عليك لزاما
بل نحن بايعنا وأسلمنا لهم
أعناقنا والسوط صار زماما
نحن العمالقة الذين تنازلوا
عما بَنَوه وحكّموا أقزاما
نحن الذين بخوفنا صرنا لهم
خدماً وصاروا بيننا أصناما
قد صار من طغيانهم إيماننا
كفراً وحِكْمَتُنا غدتْ أوهاما
خوفاً عبدْناهم وصلينا لهم
شكراً وبِتْنا سجداً وقياما
تاهت عليك دروبنا وتمزقت
أوصالنا والصمت صار صياما
بالجهل طأطأنا الرؤوس ليعتلي
من فوقها من أطفأ الأحلاما
واستسلمت أيامنا لدقائق الـ
ـعجز الرهيب فأصبحت أعواما
فيم السكوت على الفساد أحبتي
ولم المهانة رفقتي و على ما
عجبي لقومٍ يرتضون مذلةً
من بعد أن ملكوا الزمان كراما
عظماء في وطنٍ عظيمٍ إنما
صاروا من الفقر الشديد عظاما
يمن الحضارة أنت ذوب حشاشتي
أشعلت فيض خواطري إلهاما
يا مهد سيف وتبعٍ من قبله
يا كوكبا كنا به أعلاما
أتراك حقاً قد هرمت فلن نرى
للحق والأمجاد فيك حساما
وعجزت أن يأتيك من رحم الأسى
جيلٌ فتنجب فارساً مقداما
كي ينشر الخير الوفير مباركا
في كل شبر من ثراك ترامى
أتراك صرت اليوم ذكرى موطنٍ
كانت خيام نضاله أهراما
كانت قصوراً للحضارة دُورُهُ
وهداه أرسى للوجود نظاما
كلا وحاشا فالظلام وإن طغى
لا لن يكون له عليك دواما
لابد أن تصحو ضمائر شعبنا
ويثور من كانوا هناك نياما
حتما ستأتي ساعةٌ من بعدها
تغدو عروش الظالمين ركاما
سيجيء يوم ٌ تستفيق جموعنا
وتذود عنك الشر والإجراما
يوماً ستشرق شمسنا وسنرتقي
بالحق نمحو بالضياء ظلاما
سنحرر الأحلام من تابوتها
ننسى الجراح وندفن الآلاما
ونعيد للتأريخ روعة مجده
ويصير كرسي الطغاة حطاما
تفديك يا وطن الخلود حياتنا
Bookmarks