تغص حياتنا بالمشاكل .. البعض يرى أنها ملح الحياة ، ولكن تعليقها وعدم البحث لها عن حلول يجعلها في بعض الأحيان تتحول إلى عوامل مدمرة لكيان الأسرة ..
في كل أسبوع سنحاول طرح مشكلة تنتشر بين أسرنا * ونحاول من خلالكم أن نبحث لها عن حل ..
* * *
النظرة الشرعية .
سئل سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن رؤية المخطوبة ، فأجاب – رحمه الله - :
" لا شك أن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل النكاح قد يكون من أسباب الطلاق ، إذا وجدها خلاف ما وصفت له ، وهذا من محاسن الشريعة التي جاءت بكل ما فيه صلاح للعباد وسعادة المجتمع في العاجل والآجل ، فسبحان الذي شرعها وأحكمها ، وجعلها كسفينة نوح ، من ثبت عليها نجا ، ومن خرج عنها هلك " [مجلة الدعوة] .
تنتشر لدى بعض الأسر عادات ومواريث لا معنى لها إن وضعت أمام تعاليم الشريعة الإسلامية وأحكامها وحكمها ..
ومن ذلك منع النظرة الشرعية ومنع رؤية الخاطب لمخطوبته إلا نظرة تملك !!
النظرة التي ليس بعدها قرار للرجوع .. فلا يراها إلا ليلة الزواج .. وقد تكون هذه النظرة التي تقتل الآمال والحياة من بعدها ..!
عن المغيرة بن شعبة -رضي الله تعالى عنه- قال: خطبت امرأةً فقال لي رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- : " أنظرت إليها ؟ " ، قلت : لا ، قال: " فانظر إليها فإنّه أحرى أن يؤدم بينكما " .
أي: تدوم المودّة والألفة بينكما .
قال ابن قدامه في المغني :
" لا نعلم بين أهل العلم خلافا في إباحة النظر إلى المرأة لمن أراد نكاحها " .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله -في شرحه الممتع- :
" إن ظاهر السنة أن النظر إلى المخطوبة سنة ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر به وقال: " فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " ، أي : يؤلف بينكما " .
فللخاطب أن يرى الوجه والكفين واليدين وقدمي خطيبته ورأسها ، وله -أيضاً- أن يتحدث معها بلا خلوة .
ولا مانع أن الخاطب يتراجع عن خطبته إن لم تعجبه المخطوبة -إن كان صادقاً في خطبته- ، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
" لا جناح على أحدكم إذا أراد أن يخطب المرأة أن يغترها فينظر إليها فإن رضي نكح وإن سخط ترك " .
مع كل ذلك تبقى المشكلة منتشرة .. ما الحل بنظركم ؟ وكيف لكَ ولكِ ، إن وقعتما في هذه المشكلة أن تتصرفا ؟
هل سترضخان للعادات والتقاليد ؟ وهل للنظرة الشرعية أهمية بنظركما ؟
في انتظاركم ..
Bookmarks