سقطت اولى قلاع الطغيان في تونس وعلى مراء ومسمع العالم وبالصوت والصوره وقد تابعها الشعب العربي من اقصاه الى اقصاه . وقد اخطلت مشاعر الحزن بالفرح . ففي حين كان فرحتنا باستقلال هذا الشعب ونيل حقوقه وانتزاع حريته كان الحزن يخيم على نفوسنا من واقعنا المرير ومن شعبنا الذي لم يكن اقل قهرا وظلما واستعبادا منه نرى ان كثير من الاصوات تطبل لهذا النظام وتثبط الشعب وتحاول ان تسكت كل كلمه تبعث روح الحريه . كان الحزن يخيم على نفوسنا ونحن نرى معارضه تطالب بفتات من كعكه الوطن لتبقي هذا النظام جاثم على صدورنا . ينهب ثرواتنا ويقتل مواطنيين ويعتقل الاحرار فيه . كان الحزن يخيم على نفوسنا ونحن نرى ونسمع الكثير ممن يقدمون رجلا ويؤخرون الاخرى خوفا من انفصال الجنوب . وكان لا حق لهم يطالبون به الا منع الانفصال . او كان الانفصال هو نهايه حياتهم . وكان الوحده لهم كالماء للسمك . لم ولا يريدون ان يفهموا ان اصل المشكله في هذا النظام وهو من زرع قضيه الانفصال وان هذه القضيه ستزول بازاله النظام . لن يريدون ان يستوعبون ان ابناء الجنوب سعوا للوحده كما سعى اليها ابناء الشمال . وما حال بينهم وبين التمسك بالوحده الا هذا النظام والسلطه .
اتمنى من كل قلبي ان يعي كل مواطن ان اصل ازماتنا ومشاكلنا هو النظام وان كل مساله او قضيه طراءت هي من صنع النظام فهل نزيل هذا الورم السرطاني دون ان نظل نبحث في اعراضه . اعتقد بان ازاله هذا الورم كفيل باعاده جسم الوطن الى حالته الطبيعيه بل سيكون اكثر مناعه منذ قبل . وسترون قادم الايام ان تحقق اللحاق بالشعب التونسي .
Bookmarks