أن يعرف الإنسان ما ينتظره من شقاء شيء جميل...
فهو يستعد له مسبقا
وحين تحدث مشكلة في البيت أكون أسعد حالا من الأيام العادية
لأنني أركز على تلك المشكلة...
هي أيضا تجعل تفكيرها مصبوبا على تلك المشكلة وتنسى مؤقتا رسوم هدى والخادمة التي تعمل في منزل أختها
وتنسى قائمة الطلبات التي لا تنتهي
وتنسى أن تنكد علي فهي تظل طوال الوقت منهمكة في تقمص دور المظلوم الذي يبحث عن الإنصاف
كانت هذه الأفكار تراودني طول الطريق
فوصلت المنزل بسرعة وبدون ترقب...
حتى حسين البقال لم أرد تحيته عندما لوح لي بكفه فاردا أصابعه الخمس (باقي خمسة أيام )!!
دخلت الباب وكعادتي دلفت إلى المجلس...
لم يبزغ وجهها من الباب كعادتها...
شيء غريب...
مرت الثواني في صمت ...
الهدوء يخيم على المنزل..
بدأت أغني لعلها لم تسمع فتحة الباب ..
لم أجد ببالي غير أغنية عبد الواحد التي ملأت أذناي ضجيجا
لدرجة أنني صرت اتخيل أنها أكثر الأغاني إزعاجا
(( حب إييييه اللي انتا هم همم هممم اليه ))!!!
لا أحد!!!
حب إييييييييه ؟؟ لا أحد!!!
نهضت من مجلسي .. لم أدخل البيت بل صعدت السطح ..
أعرف أنها لا يمكن أن تكون في البيت وتسكت مهما كان الخطب...
وفي سطح المنزل لم أجد سوى الريح ... تحمل علامات استفهام أعرف إجابتها جيدا...
بيت عمي ...
سأجد الجواب هناك....!!
أخرجت تلفوني ودخلت قائمة الأسماء
أول رقم ااااااالبيت
جاري الاتصال
يرن قليلا .. الرقم مشغول
أعيد المحاولة ...
نفس النتيجة
في المرة الثالثة ( إن الاتصال بالرقم المطلوب غير مم.....
حسبي الله ونعم الوكيل.. قلتها بحرقة فاقت الحرقة التي قالها بها أمير قطر قبل قمة الدوحة الطارئة ( مش وقت سياسة يا آدم !!)
لملمت صوت الريح وحرارة الشمس وحرقة القلب
وعدت أدراجي ..
(( كهارب ليس يدري.. من أين أو أين يمضي
شكٌّ ضبابٌ حطام ... بعضي يمزق بعضي ))
يتبع
Bookmarks