السلام عليكم احبتي واخواني
الموضوع بالاخص يهتم بالتنمية البشريه
ولكني حبيت ان اضعه هنا لكي يتم القراءة والفائده تعم الجميع
لما فية من تقوية وتحفيز ذاتي
فاتمنى ان تعم الفائدة وتصل الرساله
ياله من سلبٍ هائل يضرب اطنابه حولك ، تجده أحياناً كثيرة يكاد يخنقك بآلامه وضيقه
.....أحيانا كثيرة تشعر أن لا فائدة من أفعالك ،ولا اثر لحياتك ، ولا معنى لإنجازاتك .
.....ووسط الضجيج الصاخب لكل تلك الفتن والمصاعب لا صدى أبدا لصوتك المبحوح مهما علا .
.....أسطرك لن تُقرأ ،وأفكارك لن يُعمل بها، وأحلامك أوهام لا تُقدر ...
وجهودك كلها سدى حتى كلمة الشكر لن تجدها .
الكوارث تزداد يوما بعد يوم وكأن العالم يسدل الستار عن آخر فصول الحياة..
.ومعظم من هم حولك فقدوا الأمل ..إنهم على شاكلتك متعبون وحائرون ....
.تفيض روحك بأساها فحتى روحك ما عادت تسمو كما كانت بل أخلدت إلى قيودها وأثقالها الأرضية .
كثيراً ما يتردد في رأسك هديرٌ صاخب ( لا فائدة .. لا فائدة ) قد تجرؤ على قولها
علناً كغيرك وقد تتمتم بها سراً ....
لا فرق ففي كل الأحوال فان أعمالك الباردة وحماسك الضائع وخطواتك المتثاقلة ..
كلها تشي بأنك ما عدت ترى ما يمكنك فعله ...وما عاد هناك ما ينفعنا فعله.
و الآن هون عليك ...فالكثير سارت به المتوالية الحزينة إلى هذا الخط المسدود
فمنهم من استسلم وانطفأت قناديل روحه في أعماقه وصار يدفع الحياة دفعاً
وهو مازال في ريعان العمر ....
ومنهم من غرق في أوهام وأحلام ومفاسد مخزية متعللاً أن لا فائدة من الأمل والعمل ..
.والبعض اختار جنوناً يبعده عن ثقل مسؤولياته والتزاماته ....
وكلهم كلهم أوقف دفة الحياة الدفاقة في داخله ومن حوله واستسلم ...
مهما حاول التظاهر بعكس ذلك فان البصمات تفضح الأرواح .
أما أنت فلا اظنك هكذا ....إنك مختلف ..فهيا تعلم سراً عجيبا يقلب كل هذا الأسى إلى نور وحياة ....
نعم قد لا نستطيع تغيير الكون من حولنا ولا ما يجري علينا ولكننا بالطبع نستطيع تغيير
طريقة تعاملنا معها ....نستطيع تغيير طريقة تلمسنا لها.
إننا لابد عائشون وماضون في دروب حياتنا ..
إذن لماذا لا نعيش حياتنا بكل أبعادها بقدر ما نستطيع ...
إليك هذا الفن الرائع .... فن الحياة ...فن المضاء والاستمتاع رغم الألم ...إنه فن الممكن ..
حين تدرك أم العصفور الصغير أن ابنها قد سقط من العش العالي وأنه على وشك الارتطام بالأرض ...
وأن الموت المؤكد ينتظره ..وهي للأسف عاجزة تماما عن التقاطه ..
.فان عقلها الحكيم وقلبها الرؤوم و إلهامها الرباني يقودونها إلى الاستبسال
فتترك اللاممكن في أجزاء من الثانية وتسارع إلى الممكن فتلحق بصغيرها
بأسرع ما تستطيع وهي تشجعه بصرخات خاصة وتحرك جناحيها أمامه
بقوة مشجعةً إياه على الطيران المبكر وتلتف حولها بقية العصافير
وتقلدها لتصنع من حول الصغير صخباً صارماً يدفعه لتحريك جناحيه الصغيرين ...
.ويستجيب الصغير ويضرب بجناحيه بقوة البقاء وعزم الأمل ...
هيا تشجع واصنع من سقوطك فرصة نادرة للطيران المبكر ....
وتنجح العملية ويطير الصغير بمقدار ما يخفف من قوة الصدمة...
.انه لا يستطيع الطيران عالياً أو طويلاً ولكنه نجا من الموت
وستحرسه أمه حتى يقوى عزمه ثانية ويطير عائدا إلى عشه ....
لقد كانت مرارة سقوطه هي نفسها سلم صعوده إلى قمة طيرانه المبكر قبل أقرانه .
نحن لا نجيد النظر إلى زاوية الممكن بل نهلك أرواحنا في التركيز على اللاممكن
فتموت أمالنا وأحلامنا وتنطفئ جذوة تفاؤلنا ..
مهما كانت أوضاعك ...فلن تكون أسوأ من الصبار الذي يجد نفسه وحيداً في صحراء
قاحلة قاسية ليس فيها عرق الحياة واصلها ...الماء ،
لكن الصبار يدرك انه حين لا يمكننا أن نجلب الماء إلينا فانه من الممكن أن نحتفظ بالماء الموجود
فينا ومن حولنا وبالكثير من الحيل يفعل الصبار ذلك،فيمد شعيرات جذوره إلى مسافات بعيدة
ليسحب أي قطرة رطوبة في التربة ...وتتقلص أوراقه حتى تصير أشواكاً تحميه من الدخلاء ...
كما أنها صغيرة المساحة كثيراً وبهذا تقل عملية النتح إلى 70 %
أما سيقانه فتتمدد وتتمدد حتى تحتفظ بكل تلك الليترات من الماء في داخلها ...
وفي انتظار المطر الأمل بعد 10 أو 15 أو 20 سنة يكابد الصبار في عناد
ليعلن عزم البقاء ومضاء الحياة رغم كل شيء .
عجيب لكن الأعجب أن يستبسل كل هؤلاء في نقش أثارهم المفعمة بالحياة والعزم
وان تستسلم أنت لما حولك وما في داخلك فتضرب راسك في ألف حائط من اليأس ...
ولولا أن أطيل لسردتُ لكم أعاجيب وغرائب من أحوال هذه الكائنات الرائعة التي أودع الله
فيها ما يحب من العزم والقوة والأمل . ولكني اختصرت منها لعدم الاطاله
لن تجد احدها أبداً يعاني الاكتئاب أو الانطواء مهما حدث لها
من صعوبات بل تحاول وتحاول حتى النهاية .
هيا فكر ...أنت مسلم فيك من روح الله القدسية ...لابد انه أعطاك ما يميزك ...
لابد أن معك موهبة متميزة هي الممكن لك .....
أرجوك لا تبخسها حقها فتظلم نفسك وتبطر نعمة ربك ...
لا تضيعها وأنت تلهث بحماقة وراء اللاممكن والمستحيلات...
لو تفتح عمل الشيطان واليأس داء الكافرين والحياة رائعة بعدل ربنا ورحمته.
ستفعلها فهذا (تشرشل) أصبح خطيباً وهو ألثغ
و(هيلين كلير) فازت بجائزة نوبل وأثرت في الحياة بعمق لأنها اعتبرت
عماها وصممها وعجزها عن الكلام نعمة رائعة جعلتها تعيش في هدوء تام سمح لروحها
بسماع همس الكون بشفافية وعمق .......
و(توماس اديسون) يطرد من المدرسة ليكون العبقري اللامع في القرن العشرين
و(ألرافعي) أبو الأدب وهو أعمى ووووووووو.....كثيرون هم من صنعوا من نقصهم تفوقاً متميز .
.كن طموحاً واستعمل المتاح للوصول عن قريب أو بعيد إلى اللامتاح ...
أتقن فن الممكن فيدونه لا يمكنك أن تتألق وتصلح في ارض تموج بمن يفسد فيها ...
واعلم أن الهداية والريادة وعدٌ حقٌ أكيد للمجتهدين والمجاهدين المحسنين...
.فكن منهم و ابــــــــــــــداء الآن
الكاتب / عائشة الصلاحي
تحياتي وودي / القلم الذهبي
المفضلات