إدفع لتصلي

[جود بوظبي]

المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى, التي يؤدي فيها الإنسان المسلم الفريضة الأساسية في الحياة, فهذا البيت لابد للإنسان من الإعتناء به وإحترامه وتقدير مكانته وتأديته للواجب المفروض عليه أن يؤديه فيها, ولكن ما صدمني وصدم الكثير من الناس التي بدأت تلاحظ ظاهرة عجيبه تنتشر في دبي وهي أن مواقف السيارات المخصصة لبعض المساجد في المناطق السكنية العمرانية أصبحت خاضعة للرسوم, أي أنك عندما تقبل لتأدية فريضتك تدفع رسوم لبلدية دبي وكأنها الموكلة من رب العزة والجلالة ( أستغفر الله ) في إستحقاق مبلغ من المال لتأديتك للصلاة.
أمر عجاب لا يمكن لعاقل أن يطأ فعله, فعندما أمر الله سبحانه وتعالى العبد أن يصلي له وعد بمجازاته الخير, وأن يكرمه في كل صلاة جماعة سبعة وعشرين درجة, لا أن يأخذ منه مال أو أجر, فكم هي وسيلة ظريفة لكسب المال, قبل أن تدخل المسجد إدفع رسوم الموقف, وعلى حسب الشخص إن كان يصلي الفريضة نجى بدهمين, وإن كان يصلي النوافل يتضاعف المبلغ, فالطريقة كما هي في الموافق الأخرى, وإن كانت الآلة معطلة فموظف المراقبة مترصد لك ليخالفك مخالفة قدرها مائة وخمسون درهم.

أهذا يعقل ياناس, مسجد المرقبات واحد من المساجد الذي يؤكد هذا الكلام, والغريب أن المواقف تابعة للمسجد وهي تسع لأكبر عدد من السيارات ( من زود الناس اللي تصلي ), فلماذا تغرم البلدية المصلي قيمة الموقف؟ وهل هذه المبالغ لها أهمية في ميزانياتها؟ وهل ستقف مشارعها على هذه المبالغ البسيطة؟ لا أعتقد لأن مدخولات البلدية يومياً تتعدى ملايين الدراهم, وحتى لو كان الغرض هو مخالفة أصحاب السيارات الذين يعملون في الشركات أو السكان الذين يقطنون بمحاذاة المسجد, فهذه ليست حجة لأن المصلين لا ذنب لهم بفعلة أناس لايقدرون مكانة المسجد عند الله سبحانه وتعالى.

من له السلطة على هذا الأمر هو المذنب, لأنه تسبب في ضياع أجور المصلين و تأخرهم عن الصلاة في البحث عن الآلة التي يسدد بها مبلغ الموقف خوفاَ من المخالفة, فذنوبهم عليه ( والله أعلم ), أتمنى بأن المواقف التي تدخل ضمن نطاق حرم المسجد لم تكن واضحة على الخريطة عندما حددت للرسوم, حتى تعتبر غلطة لم تكن في حسبان المسؤولين وتلغى من الرسوم, وتغلى أيضاً مخالفات جميع من حصل على مخالفة في هذه المواقف ساعة الصلاة, فما عهدناه على إدارة البلدية بأنها إدارة واعية وراقية في التعامل في مثل هذه الأمور, وهي تستمع دائماً لآراء الجمهور وتأخذ بيد المشاركة الجماعية لجعل دبي المكان الأفضل للمعيشة.

منقول....