ما زال هناك من أصحاب الضمائر الاصيلة مسخر قلمة لنصرة الحق ورفع راية العدالة الكاتب أسحاق الشيخ كاتب وسياسي من أول الكتاب الخليجيين الذين تضامنوا مع الجنوب والقضية الجنوبية ولم يتوقف يوما عن الكتابة والمتابعة للاحداث في الجنوب تحية من القلب للقلم العملاق النزية أسحاق الشيخ
بقلم الكاتب إسحاق الشيخ يعقوب
القاعدة يمانية الهوى (2-1)
عدن تايمز – إسحاق الشيخ يعقوب
وهكذا كانتتسمى «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» وكان الحزب الاشتراكي اليمني يدير دفة تلك الجمهورية التي ارتفعت أعلامها عالية خفاقة على أنقاض رحيل الاستعمار البريطانيعام 1967 وقد حفر التاريخ على ذراعي جبل شمسان الذي يضم العاصمة عدن: كفاحية شعببذل شهداؤه الدماء والارواح من أجل الحرية والاستقلال ولبناء مجتمع تسوده العدالةوالمساوة.. وكانت غاشية الظلام والتخلف في الداخل والخارج تنظر إلى هذا المولودالجديد على أرض الجنوب الذي تطهّرت أرضه ليس من الاحتلال البريطاني البغيض.. وإنمامن المفاهيم التقليدية الاصولية المحافظة.. نظرة كراهية ومعاداة والتحينّ إلى خنقهذا المولود الجديد في المهد.. الذي يشع حيوية أمل وارتقاء!!
وإذا كانت هناك علىالارض اليمنية بقايا جذور أعشاب تطرف وإرهاب.. فقد كانت ارض الجنوب تخضع لمسارالمعاصرة في الحداثة والتحديث.. ولا تداني اصولية الارهاب والتطرف.. الا أن اشياءمن تلك الجذور تسربت وانقضت على ارضها.
تقول جريدة الشرق الاوسط اللندنية «غيرإنه بعد قيام الوحدة اليمنية بين شطري البلاد والجنوب في 22 مايو 1990 عاد الكثيرمن الجماعات الدينية المتشددة إلى جنوب اليمن ومعظم العائدين كانوا في افغانستانوهم من أطلق عليهم الافغان العرب».
وكان زحفاً اسلاموياً بقيادة وتأثير داعيالاصولية المتطرفة عبدالمجيد الزنداني.. والمطلوب ارهابياً من الولايات المتحدةالامريكية وكان يومها يتباهى قائلاً إن في زحف الاقتتال كانت هناك ملائكة مسوّمةبنصر الله تقاتل لنصرتنا «فإن تنصروا الله ينصركم» وقد نصرنا الله على اعدائنا وأحلدماءهم لنا!!
ورغم تلك الصفحة المظلمة في التاريخ فإن التخلف الضارب في جذوراليمن يشكل ارضاً خصبة لتنامي الارهاب ويشد من عضد القاعدة ويعطيها هذا الاقتدار فيتشكيل مخاطر ارهابية واهمة ليس على النظام اليمني وإنما على المنطقة برمتها وخاصةالمملكة العربية السعودية.. وكان من الحكمة التخلي عن الغطرسة السياسية العسكريةونبذ روح المغامرة العسكرية والتعلل بالولايات المتحدة الامريكية ومساعداتهااللوجستية.. وإن ما تثبته التجربة المأساوية على الاراضي اليمنية هو عدم جدوىالتلويح بالسلاح الامريكي وفي القصف العشوائي بالصواريخ والقنابل العنقودية للعزلمن المواطنين من أبناء القبائل اليمانية.. وهي مناطق خالية من سيطرة الدولة عليها.. وهو ما يدفع الى التعاطف مع القاعدة والالتفاف حولها.. واحتماء رموزها بهذه القبائلالتي تعيش آفة الفقر والجهل والجوع والمرض ولا يمكن لدولة ليس لديها سيطرة كاملةعلى أراضيها باستطاعتها الاجهاز على الارهاب وإزالته من على اراضيها.
وتقولجريدة الشرق الاوسط التي زارت المناطق اليمنية.. إن منطقة (رفض) «تشكل منطقة خارجالتاريخ والجغرافيا.. وهي منطقة وعرة وأهلها يعيشون حياة قاسية فالطرق غير معبدةولا توجد بها مشاريع كهرباء او مياه او تعليم ويعيش معظم الناس هناك حياة شبهبدائية مع وحوش وزواحف البراري».
ولا يمكن لنظام اجتماعي على هذا المستوىباستطاعته أن يحارب على جبهات ثلاث: القاعدة والحوثيين وحراك الجنوب.. ولا يمكن عزلالقاعدة والاجهاز عليها الا بعد حل قضيتي الحوثيين في الشمال والحراك السلمي فيالجنوب.. وفي مد حوار ديمقراطي عادل وباشراف هيئة الامم المتحددة والجامعة العربيةفي البحث في قضية الحوثيين وقضية حراك الجنوب السلمي.. والعمل على توحيد قوى الداخلوالخارج في دكِّ حصون الارهاب والتخلف والاجهاز على مواقعه وخباياه!!
يقول: رئيستحرير جريدة الشرق الاوسط الاستاذ طارق الحميد وكأنه يضع قلمه في قلب مشاكل اليمن: بأن القضية ليست قضية تدخل في الشأن اليمني بقدر ما أن مشكلات اليمن قد طفحت علىالعالم الخارجي وباتت تؤثر وهذه هي المشكلة الرئيسية اليوم».
مؤكداً «أن مشكلاتاليمن تتطلب تعقلاً وصدراً رحباً مفتوحاً لتقبل الجميع وتقديم افكار خلاقة لجمعالصف فاليمن في حاجة الى عمل سياسي اكثر من لوم الآخرين.. وعلى اليمنيين مساعدةانفسهم ليتمكن العالم وقبله جيرانهم من مساعدتهم».
حقاً أن اليمن في مواجهة عدةمشكلات وليست مشكلة واحدة.. ولا يمكن «كلوتة» هذه المشكلات في مشكلة الارهابوالقاعدة.. الامر الذي لا يمت الى صدر منفتح رحب في عمل سياسي موضوعي متفهم للحراكالسلمي في الجنوب ومبدئية حق تقرير مصير الشعوب الذي أقرته هيئة الاممالمتحدة!!
عن الايام البحرينية
http://www.adentimes.net/index.php?p...ticles&id=2342
نقل عن عدن تايمز
Reply With Quote
Bookmarks