ثوروا يا أولاد الـ(...)
عبد الرزاق الجمل ـ صحيفة الديار
ها هو النظام يضع المعارضة أمام الأمر الواقع بصورة لا تنقصها الصراحة ولا حتى "قلة الحياء" لكن المعارضة لا تريد أن تكون واقعية على الإطلاق، حتى في تصريحاتها تتحاشى أن تبدو كذلك..
ما الذي على الحزب الحاكم أن يفعله أكثر لتقتنع أحزاب اللقاء المشترك بأن الأعمال التي تقوم على الشراكة بينها وبين هذا الحزب لا توصل إلى نهاية مرضية لها وله وللشعب، ولا تنتهي دون مشاكل؟!!..
على هذه الأحزاب أن تعلم بأن خيارات التغيير مكلفة جدا في هذا البلد، بل عليها أن تعمل وفق ذلك، لأنها تعلم أكثر من الجميع ما الذي يتطلبه التغيير هنا، وإلا فلتترك الأمر لأهله وتنتهي حيث تنتهي قدراتها..
قلنا قبل فترة بأن الطرفين لا يثقان ببعضهما، وإنهما يدركان النتيجة تماما، لكن كل طرف يسعى إلى إثبات أن الطرف الآخر كان السبب في العرقلة، وهاهي النتائج تأتي على ذاك النحو، وهاهما الطرفان يتهمان بعضهما..
رغم اعتقادي أن الحزب الحاكم سبب فشل وإفشال كل شيء إلا أني لا ألومه، فهذا نهجه الذي يضمن له البقاء، وهو ما قالته المعارضة حرفيا في بيانها الأخير، لكني ألوم المعارضة، بل وأحملها كل شيء، كونها تعلم ذلك يقينا ثم تصر على أن تكون شريكة في عمل تغييري من شأنه أن يهدد وجود شريكها..
الحزب الحاكم وضع المعارضة أمام خيارات لن يحسدها عليها أحد، خيارات يتطلبها التغيير الحقيقي فعلا، لكنها أول من يرفض هذه الخيارات وينزه عنها نهجه، فكيف سيتأتى لها أن تكون صانع تغيير؟!..
خيارات المعارضة هي التي جعلت الحزب الحاكم يتعامل معها بهذا الشكل أصلا، ومعه كل الحق في ذلك، وليس عليه أن يقول لهم بشكل أصرح: ثوروا يا أولاد الـ(...).
Bookmarks