Page 4 of 5 FirstFirst 12345 LastLast
Results 37 to 48 of 53

Thread: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

  1. #37
    نشوان بن سعيد الحميري's Avatar
    Join Date
    Jan 2007
    Location
    المانيا
    Posts
    12,408
    Rep Power
    987

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    Quote Originally Posted by فارس محمد View Post



    رفض الحسين وبعض الصحابه ذلك ( ومعهم حق أنا لا أختلف معك في هذا ) ( لأن هذا خروج من سنة الرسول والخلفاء الراشدين ) وتحويل الشورى الى توريث .....
    إذ كنت ستفهم بأن خروج الحسين ورفض بيعة يزيد هو بسبب أن الأمر لم يكن شورى بأنت مخطئ

    معاوية ليس اول من أوصى بالخليفة من بعده

    أبو بكر الصديق سبقه في ذلك فهو اوصى بالخلافة لعمر بن الخطاب ولم يتولى عمر بن الخطاب الخلافة بالشورى وإنما بوصية ابي بكر

    ورغم ذلك لم يثر ضده أحد من الصحابة


    أي ان هذا ليس بسبب للثورة على يزيد

    السبب في الثورة على يزيد هو شخص يزيد نفسه .. ظلمه وسيرته .. ولذلك قال الحسين بن علي نفسه: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت ، لطلب الاصلاح في أمة جدي



    وهنا هي الثورة .. الثورة من أجل إصلاح حال الامة التي يتولى أمرها ولي أمر فاسد

    تحياتي
    §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

  2. #38

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    Quote Originally Posted by نشوان بن سعيد الحميري View Post


    إذ كنت ستفهم بأن خروج الحسين ورفض بيعة يزيد هو بسبب أن الأمر لم يكن شورى بأنت مخطئ

    معاوية ليس اول من أوصى بالخليفة من بعده

    أبو بكر الصديق سبقه في ذلك فهو اوصى بالخلافة لعمر بن الخطاب ولم يتولى عمر بن الخطاب الخلافة بالشورى وإنما بوصية ابي بكر

    ورغم ذلك لم يثر ضده أحد من الصحابة


    أي ان هذا ليس بسبب للثورة على يزيد

    السبب في الثورة على يزيد هو شخص يزيد نفسه .. ظلمه وسيرته .. ولذلك قال الحسين بن علي نفسه: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت ، لطلب الاصلاح في أمة جدي



    وهنا هي الثورة .. الثورة من أجل إصلاح حال الامة التي يتولى أمرها ولي أمر فاسد

    تحياتي
    ياراجل الحسين خرج مباشرة بعد موت معاويه ورفض مبايعة يزيد .....

    فمن أين عرف أنه حاكم ظالم ؟؟؟؟؟ وهو لم يحكم بعد ؟؟؟؟؟

    خالص الود
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  3. #39
    نشوان بن سعيد الحميري's Avatar
    Join Date
    Jan 2007
    Location
    المانيا
    Posts
    12,408
    Rep Power
    987

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    Quote Originally Posted by فارس محمد View Post
    ياراجل الحسين خرج مباشرة بعد موت معاويه ورفض مبايعة يزيد .....

    فمن أين عرف أنه حاكم ظالم ؟؟؟؟؟ وهو لم يحكم بعد ؟؟؟؟؟

    خالص الود
    من سيرته .. بعض الامور ما تحتاج لتجربة .. مثل صاحبك ما يحتاج نجربه .. قد احنا عارفين انه بيطلع جبروت من الآن فثرنا قبل ما يطلع

    فهمتو ؟؟

    تحياتي
    §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

  4. #40

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    Quote Originally Posted by نشوان بن سعيد الحميري View Post


    من سيرته .. بعض الامور ما تحتاج لتجربة .. مثل صاحبك ما يحتاج نجربه .. قد احنا عارفين انه بيطلع جبروت من الآن فثرنا قبل ما يطلع

    فهمتو ؟؟

    تحياتي
    مع .............. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تريد تقول لي أنه عمل فتنه وفرق المسلمين وقتل نفسه وسبعين من أهله فقط لأنه توقع أنه ظالم ؟؟؟؟

    هذه شيئ غريب والله ....نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خالص السيره
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  5. #41
    نشوان بن سعيد الحميري's Avatar
    Join Date
    Jan 2007
    Location
    المانيا
    Posts
    12,408
    Rep Power
    987

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    Quote Originally Posted by فارس محمد View Post
    مع .............. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تريد تقول لي أنه عمل فتنه وفرق المسلمين وقتل نفسه وسبعين من أهله فقط لأنه توقع أنه ظالم ؟؟؟؟

    هذه شيئ غريب والله ....نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خالص السيره
    شفت كيف .. والله الحسين بن علي كان لازم ينتظر لفارس محمد يعلمه السياسة بصراحة انت داهية

    طيب ليش ما تعلم الشعب اليمني كذلك .. ماهم كمان قاموا بالثورة وتعبوا نفسهم ثمانية اشهر لانهم متوقعين أن صاحبك بيكون ظالم اكثر من اللي سبقه

    طيب اقلك ليش انت ما تتعلم قبلهم كلهم بدل ما انت ضد آل الاحمر والاصلاح بس لأنك متوقع انهم ظلمه

    تحياتي
    §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

  6. #42

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    Quote Originally Posted by نشوان بن سعيد الحميري View Post


    شفت كيف .. والله الحسين بن علي كان لازم ينتظر لفارس محمد يعلمه السياسة بصراحة انت داهية

    طيب ليش ما تعلم الشعب اليمني كذلك .. ماهم كمان قاموا بالثورة وتعبوا نفسهم ثمانية اشهر لانهم متوقعين أن صاحبك بيكون ظالم اكثر من اللي سبقه

    طيب اقلك ليش انت ما تتعلم قبلهم كلهم بدل ما انت ضد آل الاحمر والاصلاح بس لأنك متوقع انهم ظلمه

    تحياتي
    وأيش دخل فارس محمد وأولاد الأحمر يا رفيق الدرب في موضوع الحسين رضي الله عنه !!!!

    نحن نتحاور حول حقبه معينه وعن ماقاموا هم بعمله ولادخل لوجهات النظر في إن كان التاريخ وماعملوه هم في ذاك الزمن يقول ماقاله ......

    ونحن لانتحدث عن الثوره اليمنيه والثوار .......

    نحن نتحدث عن وقائع تاريخيه حدثت في زمن الحسين رضي الله عنه ورحمه ......

    فلاتحشر هذا بذاك لتتهرب !!!

    التاريخ يقول :

    الحسن رحمه الله ورضى عنه تنازل بالخلافه لمعاويه رحمه الله حقنآ لدماء المسلمين وهذا عمل كان في قمة الروعه وتضحيه ومثال ولا أروع منه وليس غريبآ من حفيد رسول البشريه صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ومن نجل أبن عم رسول البشريه وخليفة المسلمين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .....

    وتبعه جميع الصحابه الذين كانوا في ذلك الحين على قيد الحياة رضوان الله عليهم أجمعين وبايعوا معاوية أيضآ .......

    بالرغم أن الحسن كان خليفة للمسلمين وقد بايعه جميع ولاة الأمور ماعدا الشام وجزء من مصر ومع ذلك تنازل لمعاويه بالخلافه !!!!

    حقنآ للدماء ومن أجل وحدة الصف للمسلمين ومن أجل قطع دابر الفتنه بين المسلمين .....

    رجل عظيم من سلالة عظيمه رحمه الله .....

    معاويه وطمع الدنيا جعله يورث الحكم لأبنه .....

    وقام الجميع بمبايعة أبنه يزيد قبل موت معاويه ماعدا الحسين رضي الله عنه وأثنين من الصحابه ..... ( هذا ماقيل وتم تأريخه ) ......

    ونحن هنا لسنا بصدد معرفة من المخطئ أو المصيب ولسنا من أجل وضع أراءنا الشخصيه أن كان ذلك صحيح أم خطاء ...

    فأنا شخصيآ ضد ماقام بعمله معاويه من توريث ولكن رأيي لن يغير من التاريخ والماضي شيئ !!!!

    ماكتب في كتب التاريخ أن أهل الكوفة وأهل البصره أرسلوا للحسين لمبايعته خليفة للمسلمين ورفضهم لمبايعة يزيد بن معاويه .....

    ووعدوه بالوقوف معه ومحاربة يزيد ومن معه بحجة أن بيعته باطله .....

    وصدقهم الحسين رضي الله عنه .....

    وخذلوه وتركوه في أرض المعركة وحيدآ مع أسرته وقليل من أتباعه ...... !!!!

    وتم ماتم !!!! وحدث ماحدث !!!!

    فهل ماذكر أعلاه يانشوان صحيح أم خطاء ؟؟؟؟

    أن كان خطاء فضع هنا ماتراه أنت أنه صحيح ودعنا نرى الحقيقه من زاوية أخرى ( زاويتك ) .....

    خالص الود
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  7. #43

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    Quote Originally Posted by نشوان بن سعيد الحميري View Post

    هي فاجعة بكل معنى الكلمة[/COLOR]






    إنتصار الفكر الحر والتحرر من العبودية للطاغوت[/COLOR]



    الحسين خرج وهو يعلم بأنه سيقتل ..

    ولكنه ما خرج إلا ليعطينا درسا سيبدأ بأسمه .. ويسير على دربه كل الأحرار في العالم

    وهو درس الثورة .. درس أن الإمام الظالم لا طاعة له .. وأن القتال من أجل الحرية من أعلى مراتب الشهادة والجهاد



    خروج الإمام الحسين في الاسلام له من الأهمية الشرعية التي لا يمكن إغفالها

    فهو أول من قام بثورة في الإسلام ليؤسس منهجا يشرعن الثورة في الإسلام

    يشرعن القوة من أجل التغيير

    يشرعن رفض الظلم الحاكم

    يشرعن فداء الاسلام من جور الحكام

    هنا تكمن أهمية ثورته .. وهنا يكمن الإنتصار




    تلقين هذه الأمة درسا في الحرية والثورة لهو إنتصار للأمة الاسلامية جمعاء


    لذا سنظل دوما نقول بأن عاشوراء عيد انتصاراتنا

    وكربلاء مدرسة ثورتنا

    والحسين إمام تحررنا




    للإطلاع على ما حصل للإمام الحسين وأهل بيته من فواجع عليكم بكتب التاريخ ومنها التالي:

    في البداية والنهاية لابن كثير

    وفي الكامل لأبن الأثير

    وفي تاريخ ابن الجوزي
    الروابط التي أرفقتها يانشوان لايوجد فيها شيئ عن الحسين وماحدث له ؟؟؟؟

    خالص الود
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  8. #44

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية



    من كتاب البدايه والنهايه لأبن كثير سأقتبس لك الأتي يانشوان وهذه هي المراجع التي أنت طلب الرجوع أليها :

    يقول في الكتاب في الصفحه رقم 119

    يكتب الكاتب عن أحداث سنة 56 للهجره :


    وفيها‏:‏ دعا معاوية الناس إلى البيعة ليزيد ولده أن يكون ولي عهده من بعده، - وكان قد عزم قبل ذلك على هذا في حياة المغيرة بن شعبة - فروى ابن جرير‏:‏ من طريق الشعبي، أن المغيرة كان قد قدم على معاوية وأعفاه من إمرة الكوفة، فأعفاه لكبره وضعفه، وعزم على توليتها سعيد بن العاص‏.‏

    فلما بلغ ذلك المغيرة كأنه ندم، فجاء إلى يزيد بن معاوية فأشار عليه بأن يسأل من أبيه أن يكون ولي العهد، فسأل ذلك من أبيه‏.‏

    فقال‏:‏ من أمرك بهذا‏؟‏

    قال‏:‏ المغيرة، فأعجب ذلك معاوية من المغيرة، ورده إلى عمل الكوفة، وأمره أن يسعى في ذلك، فعند ذلك سعى المغيرة في توطيد ذلك‏.‏

    وكتب معاوية إلى زياد يستشيره في ذلك، فكره زياد ذلك لما يعلم من لعب يزيد وإقباله على اللعب والصيد، فبعث إليه من يثني رأيه عن ذلك، وهو عُبيد بن كعب بن النميري - وكان صاحباً أكيداً لزياد - فسار إلى دمشق فاجتمع بيزيد أولاً‏.‏

    فكلمه عن زياد وأشار عليه بأن لا يطلب ذلك، فإن تركه خير له من السعي فيه، فانزجر يزيد عما يريد من ذلك، واجتمع بأبيه واتفقا على ترك ذلك في هذا الوقت‏.‏

    فلما مات زياد وكانت هذه السنة، شرع معاوية في نظم ذلك والدعاء إليه، وعقد البيعة لولده يزيد، وكتب إلى الآفاق بذلك، فبايع له الناس في سائر الأقاليم، إلا عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر، والحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير، وابن عباس‏.‏

    فركب معاوية إلى مكة معتمراً، فلما اجتاز بالمدينة - مرجعه من مكة - استدعى كل واحد من هؤلاء الخمسة فأوعده وتهدده بانفراده، فكان من أشدهم عليه رداً وأجلدهم في الكلام، عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‏.‏

    وكان ألينهم كلاماً عبد الله بن عمر بن الخطاب‏.‏

    ثم خطب معاوية وهؤلاء حضور تحت منبره، [COLOR="red"]وبايع الناس ليزيد وهم قعود ولم يوافقوا ولم يظهروا خلافاً، لمّا تهددهم وتوعدهم، فاتسقت البيعة ليزيد في سائر البلاد‏.‏[/COLOR]

    ووفدت الوفود من سائر الأقاليم إلى يزيد، فكان فيمن قدم الأحنف بن قيس، فأمره معاوية أن يحادث يزيد، فجلسا ثم خرج الأحنف فقال له معاوية‏:‏ ماذا رأيت من ابن أخيك‏؟‏

    فقال‏:‏ إنا نخاف الله إن كذبنا ونخافكم إن صدقنا، وأنت أعلم به في ليله ونهاره، وسره وعلانيته، ومدخله ومخرجه، وأنت أعلم به بما أردت، وإنما علينا أن نسمع ونطيع، وعليك أن تنصح للأمة‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/87‏)‏

    وقد كان معاوية لما صالح الحسن عهد للحسن بالأمر من بعده، فلما مات الحسن قوي، أمر يزيد عند معاوية، ورأى أنه لذلك أهلاً، وذاك من شدة محبة الوالد لولده‏.‏

    ولما كان يتوسم فيه من النجابة الدنيوية، وسيما أولاد الملوك ومعرفتهم بالحروب وترتيب الملك والقيام بأبهته، وكان ظن أن لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في هذا المعنى‏.‏

    ولهذا قال لعبد الله بن عمر فيما خاطبه به‏:‏ إني خفت أن أذر الرعية من بعدي كالغنم المطيرة ليس لها راعٍ‏.‏

    فقال له ابن عمر‏:‏ إذا بايعه الناس كلهم بايعته ولو كان عبداً مجدع الأطراف‏.‏

    وقد عاتب معاوية في ولايته يزيد، سعيد بن عثمان بن عفان وطلب منه أن يوليه مكانه‏.‏

    وقال له سعيد فيما قال‏:‏ إن أبي لم يزل معتنياً بك حتى بلغت ذروة المجد والشرف، وقد قدمت ولدك عليّ وأنا خير منه أباً وأماً ونفساً‏.‏

    فقال له‏:‏ أما ما ذكرت من إحسان أبيك إليّ فإنه أمر لا ينكر، وأما كون أبيك خير من أبيه فحق، وأمك قرشية وأمه كلبية فهي خير منها، وأما كونك خيراً منه فوالله لو ملئت إلى الغوطة رجالاً مثلك، لكان يزيد أحب إليّ منكم كلكم‏.‏

    وروينا عن معاوية أنه قال يوماً في خطبته‏:‏ اللهم إن كنت تعلم أني وليته لأنه فيما أراه أهل لذلك فأتمم له ما وليته، وإن كُنت وليته لأني أحبه فلا تتمم له ما وليته‏.‏

    وذكر الحافظ ابن عساكر‏:‏ أن معاوية كان قد سمر ليلة فتكلم أصحابه في المرأة التي يكون ولدها نجيباً، فذكروا صفة المرأة التي يكون ولدها نجيباً‏.‏

    فقال معاوية‏:‏ وددت لو عرفت بامرأة تكون بهذه المئابة ‏؟‏‏.‏

    فقال أحد جلسائه‏:‏ قد وجدت ذلك يا أمير المؤمنين‏.‏

    قال‏:‏ ومن‏؟‏

    قال‏:‏ ابنتي يا أمير المؤمنين‏.‏
    فتزوجها معاوية فولدت له يزيد بن معاوية فجاء نجيباً ذكياً حاذقاً‏.‏

    .................................

    صفحة رقم 120

    سنة ستين من الهجرة النبوية

    فيها‏:‏ كانت غزوة مالك بن عبد الله مدينة سورية‏.‏

    قال الواقدي‏:‏ وفيها‏:‏ دخل جنادة بن أبي أمية جزيرة رودس‏.‏

    وفيها‏:‏ أخذ معاوية البيعة ليزيد من الوفد الذين قدموا صحبة عبيد الله بن زياد إلى دمشق‏.‏

    وفيها‏:‏ مرض معاوية مرضه الذي توفي فيه في رجب منها كما سنبينه‏.‏

    فروى ابن جرير‏:‏ من طريق أبي مخنف‏:‏ حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة أن معاوية لما مرض مرضته التي هلك فيها، دعا ابنه يزيد فقال‏:‏ يا بني إني قد كفيتك الرحلة والرجال‏.‏

    ووطأت لك الأشياء، ودللت لك الأعزاء، وأخضعت لك أعناق العرب، وإني لا أتخوف أن ينازعك هذا الأمر الذي أسسته إلا أربعة نفر‏:‏ الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر‏.‏

    كذا قال، والصحيح أن عبد الرحمن كان قد توفي قبل موت معاوية بسنتين كما قدمنا، فأما ابن عمر فهو رجل ثقة قد وقدته العبادة، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك‏.‏

    وأما الحسين فإن أهل العراق خلفه لا يدعونه حتى يخرجونه عليك، فإن خرج فظفرت به فاصفح عنه، فإن له رحماً ماسة، وحقاً عظيماً‏.‏

    وأما ابن أبي بكر فهو رجل إن رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله، ليست له همة إلا في النساء واللهو‏.‏

    وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد، ويراوغك روغان الثعلب، وإذا أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إرباً إرباً‏.‏

    قال غير واحد‏:‏ فحين حضرت معاوية الوفاة كان يزيد في الصيد، فاستدعى معاوية الضحاك بن قيس الفهري - وكان على شرطة دمشق - ومسلم بن عقبة فأوصى إليهما أن يبلغا يزيد السلام ويقولان له يتوصى بأهل الحجاز، وإن سأله أهل العراق في كل يوم أن يعزل عنهم عاملاً ويولي عليهم عاملاً فليفعل‏.‏

    فعزل واحد وأحب إليك من أن يُسل عليك مائة سيف، وأن يتوصى بأهل الشام، وأن يجعلهم أنصاره، وأن يعرف لهم حقهم، ولست أخاف عليه من قريش سوى ثلاثة‏:‏ الحسين، وابن عمر، وابن الزبير‏.‏

    ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي بكر، وهذا أصح، فأما ابن عمر فقد وقدته العبادة، وأما الحسين فرجل ضعيف، وأرجو أن يكفيكه الله تعالى بمن قتل أباه وخذل أخاه، وإن له رحماً ماسة، وحقاً عظيماً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/124‏)‏

    وقرابة من محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه، فإن قدرت عليه فافصح عنه فإني لو صاحبته عفوت عنه‏.‏

    وأما ابن الزبير‏:‏ فإنه خب ضب فإن شخص لك فانبذ إليه إلا أن يلتمس منك صلحاً، فإن فعل فاقبل منه، واصفح عن دماء قومك ما استطعت‏.‏

    وكان موت معاوية لاستهلال رجب من هذه السنة، قاله هشام بن الكلبي‏.‏

    وقيل‏:‏ للنصف منه، قاله الواقدي‏.‏

    وقيل‏:‏ يوم الخميس لثمان بقين منه، قاله المدائني‏.‏

    قال ابن جرير‏:‏ وأجمعوا على أنه هلك في رجب منها، وكان مدة ملكه استقلالاً من جمادى سنة إحدى وأربعين حين بايعه الحسن بن علي باذرج، فذلك تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر‏.‏

    وكان نائباً في الشام عشرين سنة تقريباً‏.‏

    وقيل‏:‏ غير ذلك‏.‏

    وكان عمره ثلاثاً وسبعين سنة‏.‏

    وقيل‏:‏ خمساً وسبعين سنة‏.‏

    وقيل‏:‏ ثمانياً وسبعين سنة‏.‏

    وقيل‏:‏ خمساً وثمانين سنة، وسيأتي بقية الكلام في آخر ترجمته‏.‏


    يتبع ...................
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  9. #45

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    صفحه رقم 121


    ولما توفي الحسن كان الحسين يفد إلى معاوية في كل عام فيعطيه ويكرمه، وقد كان في الجيش الذين غزوا القسطنطينية مع ابن معاوية يزيد، في سنة إحدى وخمسين‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/162‏)‏

    ولما أخذت البيعة ليزيد في حياة معاوية كان الحسين ممن امتنع من مبايعته، هو وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وابن عمر، وابن عباس، ثم مات ابن أبي بكر وهو مصمم على ذلك‏.‏

    فلما مات معاوية سنة ستين وبويع ليزيد، بايع ابن عمر وابن عباس، وصمم على المخالفة الحسين وابن الزبير، وخرجا من المدينة فارين إلى مكة فأقاما بها، فعكف الناس على الحسين يفدون إليه ويقدمون عليه ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، حين سمعوا بموت معاوية وخلافة يزيد‏.‏

    وأما ابن الزبير فإنه لزم مصلاه عند الكعبة، وجعل يتردد في غبون ذلك إلى الحسين في جملة الناس، ولا يمكنه أن يتحرك بشيء مما في نفسه مع وجود الحسين، لما يعلم من تعظيم الناس له وتقديمهم إياه عليه‏.‏

    غير أنه قد تعينت السرايا والبعوث إلى مكة بسببه، ولكن أظفره الله بهم كما تقدم آنفاً، فانقشعت السرايا عن مكة مفلولين وانتصر عبد الله بن الزبير على من أراد هلاكه من اليزيديين‏.‏

    وضرب أخاه عمراً وسجنه واقتص منه وأهانه، وعظم شأن ابن الزبير عند ذلك ببلاد الحجاز، واشتهر أمره وبُعد صيته، ومع هذا كله ليس هو معظماً عند الناس مثل الحسين‏.‏

    بل الناس إنما ميلهم إلى الحسين لأنه السيد الكبير، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس على وجه الأرض يومئذٍ أحد يساميه ولا يساويه، ولكن الدولة اليزيدية كانت كلها تناوئه‏.‏

    وقد كثر ورود الكتب عليه من بلاد العراق يدعونه إليهم - وذلك حين بلغهم موت معاوية وولاية يزيد، ومصير الحسين إلى مكة فراراً من بيعة يزيد - فكان أول من قدم عليه عبد الله بن سبع الهمذاني، وعبد الله بن والٍ معمها كتاب فيه السلام والتهنئة بموت معاوية‏.‏

    فقدما على الحسين لعشر مضين من رمضان من هذه السنة، ثم بعثوا بعدهما نفراً منهم‏:‏ قيس بن مسهر الضدائي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن الكوا الأرحبي، وعمارة بن عبد الله السلولي، ومعهم نحو من مائة وخمسين كتاباً إلى الحسين‏.‏

    ثم بعثوا هانئ بن هانئ السبيعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي ومعهما كتاب فيه الاستعجال في السير إليهم، وكتب إليه شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث و يزيد بن رويم، وعمرو بن حجاج الزبيدي، ومحمد بن عمر بن يحيى التميمي‏:‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/163‏)‏

    أما بعد‏:‏ فقد أخضرت الجنان، وأينعت الثمار، ولطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجندة والسلام عليك‏.‏

    فاجتمعت الرسل كلها بكتبها عند الحسين، وجعلوا يستحثونه ويستقدمونه عليهم ليبايعوه عوضاً عن يزيد بن معاوية، ويذكرون في كتبهم أنهم فرحوا بموت معاوية، وينالون منه ويتكلمون في دولته، وأنهم لم يبايعوا أحداً إلى الآن، وأنهم ينتظرون قدومك إليهم ليقدموك عليهم‏.‏

    فعند ذلك بعث ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى العراق، ليكشف له حقيقة هذا الأمر والاتفاق، فإن كان متحتماً وأمراً حازماً محكماً، بعث إليه ليركب في أهله وذويه، ويأتي الكوفة ليظفر بمن يعاديه‏.‏

    وكتب معه كتاباً إلى أهل العراق بذلك، فلما سار مسلم من مكة اجتاز بالمدينة فأخذ منها دليلين فسارا به على براري مهجورة المسالك‏.‏

    فكان أحد الدليلين منهما أول هالك، وذلك من شدة العطش، وقد أضلوا الطريق فهلك الدليل الواحد بمكان يقال له‏:‏ المضيق، من بطن خبيت، فتطير به مسلم بن عقيل، فتلبث مسلم على ما هنالك ومات الدليل الآخر‏.‏

    فكتب إلى الحسين يستشيره في أمره، فكتب إليه يعزم عليه أن يدخل العراق، وأن يجتمع بأهل الكوفة ليستعلم أمرهم ويستخبر خبرهم‏.‏

    فلما دخل الكوفة نزل على رجل يقال له‏:‏ مسلم بن عوسجة الأسدي‏.‏

    وقيل‏:‏ نزل في دار المختار بن أبي عبيد الثقفي فالله أعلم‏.‏

    فتسامع أهل الكوفة بقدومه، فجاؤوا إليه فبايعوه على إمرة الحسين، وحلفوا له لينصرنه بأنفسهم وأموالهم، فاجتمع على بيعته من أهلها اثنا عشر ألفاً، ثم تكاثروا حتى بلغوا ثمانية عشر ألفاً‏.‏

    فكتب مسلم إلى الحسين ليقدم عليها فقد تمهدت له البيعة والأمور، فتجهز الحسين من مكة قاصداً الكوفة كما سنذكره‏.‏

    وانتشر خبرهم حتى بلغ أمير الكوفة النعمان بن بشير خّبره رجل بذلك، فجعل يضرب عن ذلك صفحاً ولا يعبأ به، ولكنه خطب الناس ونهاهم عن الاختلاف والفتنة، وأمرهم بالائتلاف والسنة‏.‏

    وقال‏:‏ إني لا أقاتل من لا يقاتلني، ولا أثب على من لا يثب عليّ، ولا آخذكم بالظنة، ولكن والله الذي لا إله إلا هو لئن فارقتم إمامكم ونكثتم بيعته لأقاتلنكم ما دام في يدي من سيفي قائمته‏.‏

    فقام إليه رجل يقال له‏:‏ عبد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي‏.‏

    فقال له‏:‏ إن هذا الأمر لا يصلح إلا بالغشمة، وإن الذي سلكته أيها الأمير مسلك المستضعفين‏.‏

    فقال له النعمان‏:‏ لأن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إليّ من أن أكون من الأقوياء الأعزين في معصية الله‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/164‏)‏

    ثم نزل فكتب ذلك الرجل إلى يزيد يعلمه بذلك، وكتب إلى يزيد عمارة بن عقبة، وعمرو بن سعد بن أبي وقاص، فبعث يزيد فعزل النعمان عن الكوفة وضمها إلى عبيد الله بن زياد مع البصرة، وذلك بإشارة سرجون مولى يزيد بن معاوية، وكان يزيد يستشيره‏.‏

    فقال سرجون‏:‏ أكنت قابلاً من معاوية ما أشار به لو كان حياً‏؟‏

    قال‏:‏ نعم ‏!‏

    قال‏:‏ فاقبل مني فإنه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد، فوله إياها‏.‏

    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  10. #46

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    صفة مخرج الحسين إلى العراق

    لما تواترت الكتب إلى الحسين من جهة أهل العراق وتكررت الرسل بينهم وبينه، وجاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله، ثم وقع في غبون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل، والحسين لا يعلم بشيء من ذلك‏.‏

    بل قد عزم على المسير إليهم، والقدوم عليهم، فاتفق خروجه من مكة أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد - فإن مسلماً قتل يوم عرفة - ولما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك، وحذروه منه، وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالمقام بمكة، وذكره ما جرى لأبيه وأخيه معهم‏.‏

    قال سفيان بن عيينة‏:‏ عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس‏.‏

    قال‏:‏ استشارني الحسين بن علي في الخروج‏.‏

    فقلت‏:‏ لولا أن يزري بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب‏.‏

    فكان الذي ردّ عليّ أن قال‏:‏ لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إليّ من أن أقتل بمكة‏.‏

    قال‏:‏ فكان هذا الذي سلَّى نفسي عنه‏.‏

    وروى أبو مخنف‏:‏ عن الحارث بن كعب الوالبي، عن عقبة بن سمعان‏:‏ أن حسيناً لما أجمع المسير إلى الكوفة أتاه ابن عباس فقال‏:‏ يا ابن عم إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبين لي ما أنت صانع‏؟‏

    فقال‏:‏ إني قد أجمعت المسير في أحد يوميّ هذين إن شاء الله تعالى‏.‏

    فقال له ابن عباس‏:‏ أخبرني إن كان قد دعوك بعد ما قتلوا أميرهم ونفوا عدوهم وضبطوا بلادهم فسر إليهم، وإن كان أميرهم حي وهو مقيم عليهم، قاهر لهم، وعماله تجبي بلادهم، فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس ويقلبوا قلوبهم عليك، فيكون الذي دعوك أشد الناس عليك‏.‏

    فقال الحسين‏:‏ إني أستخير الله وأنظر ما يكون‏.‏

    فخرج ابن عباس عنه، ودخل ابن الزبير فقال له‏:‏ ما أدري ما تركنا لهؤلاء القوم ونحن أبناء المهاجرين، وولاة هذا الأمر دونهم، أخبرني ما تريد أن تصنع ‏؟‏‏.‏

    فقال الحسين‏:‏ والله لقد حدثت نفسي بإتيان الكوفة، ولقد كتب إلىّ شيعتي بها وأشرافها بالقدوم عليهم، وأستخير الله‏.‏

    فقال ابن الزبير‏:‏ أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها‏.‏

    فلما خرج من عنده، قال الحسين‏:‏ قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معي شيء، وأن الناس لم يعدلوا بي غيري، فود أني خرجت لتخلو له‏.‏

    ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/173‏)‏

    فلما كان من العشي أو من الغد، جاء ابن عباس إلى الحسين فقال له‏:‏ يا ابن عم ‏!‏ إني أتصبر ولا أصبر، إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، إن أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم، أقم في هذا البلد حتى ينفي أهل العراق عدوهم ثم أقدم عليهم، وإلا فسر إلى اليمن فإن به حصوناً وشعاباً، ولأبيك به شيعة، وكن عن الناس في معزل، واكتب إليهم وبث دعاتك فيهم، فإني أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تحب‏.‏

    فقال الحسين‏:‏ يا ابن عم ‏!‏ والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكني قد أزمعت المسير‏.‏

    فقال له‏:‏ فإن كنت ولا بد سائراً فلا تسر بأولادك ونسائك، فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه‏.‏

    ثم قال ابن عباس‏:‏ أقررت عين ابن الزبير بتخليتك إياه بالحجاز، فوالله الذي لا إله إلا هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع عليّ وعليك الناس أطعتني وأقمت لفعلت ذلك‏.‏

    قال‏:‏ ثم خرج من عنده فلقي ابن الزبير فقال‏:‏ قرت عينك يا ابن الزبير‏؟‏ ثم قال‏:‏

    يالك من قنبرةٍ بمعمرٍ * خلا لك الجو فبيضي واصفري

    ونقري ما شئت أن تنقري * صيادك اليوم قتيل فابشري

    ثم قال ابن عباس‏:‏ هذا حسين يخرج إلى العراق ويخليك والحجاز‏.‏

    وقال غير واحد‏:‏ عن شبابة بن سوار‏.‏

    قال‏:‏ حدثنا يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي‏.‏

    قال‏:‏ سمعت الشعبي يحدث عن ابن عمر‏:‏ أنه كان بمكة فبلغه أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليالٍ، فقال‏:‏ أين تريد‏؟‏

    قال‏:‏ العراق، وإذا معه طوامير وكتب، فقال‏:‏ هذه كتبهم وبيعتهم‏.‏

    فقال‏:‏ لا تأتهم؛ فأبى‏.‏

    فقال ابن عمر‏:‏ إني محدثك حديثاً، إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والله ما يليها أحد منكم أبداً؛ وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فأبى أن يرجع‏.‏

    قال‏:‏ فاعتنقه ابن عمر وبكى قال‏:‏ أستودعك الله من قتيل‏.‏

    وقال يحيى بن معين‏:‏ حدثنا أبو عبيدة، ثنا سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا‏.‏

    قال‏:‏ سمعت عبد الله بن عمرو يقول‏:‏ عجل حسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني، ببني هاشم فتح هذا الأمر، وببني هاشم يختم، فإذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان‏.‏

    قلت‏:‏ وهذا مع حديث ابن عمر يدل على أن الفاطميين أدعياء كذبة، لم يكونوا من سلالة فاطمة كما نص عليه غير واحد من الأئمة على ما سنذكره في موضعه إن شاء الله‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/174‏)‏

    وقال يعقوب بن سفيان‏:‏ حدثنا أبو بكر الحميدي، ثنا أبو سفيان، ثنا عبد الله بن شريك، عن بشر بن غالب‏.‏

    قال‏:‏ قال ابن الزبير للحسين‏:‏ أين تذهب‏؟‏ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك‏؟‏

    فقال‏:‏ لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليّ من أن تستحل بي - يعني‏:‏ مكة -‏.‏

    وقال الزبير بن بكار‏:‏ حدثني عمي مصعب بن عبد الله أخبرني من سمع هشام بن يوسف يقول عن معمر قال‏:‏ سمعت رجلاً يحدّث عن الحسين أنه قال لعبد الله بن الزبير‏:‏ أتتني بيعة أربعين ألفاً يحلفون بالطلاق والعتاق إنهم معي‏.‏

    فقال له ابن الزبير‏:‏ أتخرج إلى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك‏؟‏

    قال هشام‏:‏ فسألت معمراً عن الرجل فقال‏:‏ هو ثقة‏.‏

    قال الزبير‏:‏ وقال عمي‏:‏ وزعم بعض الناس أن ابن عباس هو الذي قال هذا‏.‏

    وقد ساق محمد بن سعد كاتب الواقدي هذا سياقاً حسناً مبسوطاً‏.‏

    فقال‏:‏ أنبأنا علي بن محمد، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر، عن أبيه، وعن لوط يحيى العامري، عن محمد بن بشير الهمداني وغيره، وعن محمد بن الحجاج، عن عبد الملك بن عمير، عن هارون بن عيسى، عن يونس بن إسحاق، عن أبيه، وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي‏.‏

    قال محمد بن سعد‏:‏ وغير هؤلاء قد حدثني أيضاً في هذا الحديث بطائفة فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رضي الله عنه وأرضاه‏.‏

    قالوا‏:‏ لما بايع الناس معاوية ليزيد كان حسين ممن لم يبايع له، وكان أهل الكوفة يكتبون إليه يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية، كل ذلك يأبى عليهم، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية يطلبون إليه أن يخرج معهم فأبى، وجاء إلى الحسين يعرض عليه أمرهم‏.‏

    فقال له الحسين‏:‏ إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا، ويستطيلوا بنا، ويستنبطوا دماء الناس ودماءنا، فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم، مرة يريد أن يسير إليهم، ومرة يجمع الإقامة عنهم‏.‏

    فجاءه أبو سعيد الخدري فقال‏:‏ يا أبا عبد الله ‏!‏ إني لكم ناصح، وإني عليكم مشفق، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم، فإني سمعت أباك يقول بالكوفة‏:‏ والله لقد مللتهم وأبغضتهم، وملوني وأبغضوني، وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر، ولا صبر على السيف‏.‏

    قال‏:‏ وقدم المسيب بن عتبة الفزاري في عدة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن، فدعوه إلى خلع معاوية وقالوا‏:‏ قد علمنا رأيك ورأي أخيك‏.‏

    فقال‏:‏ إني لأرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين‏.‏
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  11. #47

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    وفي رواية‏:‏ أن يزيد كتب إلى ابن زياد‏:‏ قد بلغني أن الحسين قد توجه إلى نحو العراق، فضع المناظر والمسالح، واحترس واحبس على الظنة وخذ على التهمة، غير أن لا تقتل إلا من قاتلك، واكتب إليّ في كل ما يحدث من خبر والسلام‏.‏

    قال الزبير بن بكار‏:‏ وحدثني محمد بن الضحاك قال‏:‏ لما أراد الحسين الخروج من مكة إلى الكوفة مر بباب المسجد الحرام وقال‏:‏

    لا ذعرت السوام في فلق الصبح * مغيراً ولا دعيت يزيدا

    يوم أعطي مخافة الموت ضيماً * والمنايا ترصدنني أن أحيدا

    وقال أبو مخنف‏:‏ قال أبو جناب يحيى بن أبي خيثمة‏:‏ عن عدي بن حرملة الأسدي، عن عبد الله بن سليم، والمنذر بن المشمعل الأسديين قالا‏:‏ خرجنا حاجين من الكوفة فقدمنا مكة فدخلنا يوم التروية فإذا نحن بالحسين وابن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحى فيما بين الحجر والباب، فسمعنا ابن الزبير وهو يقول للحسين‏:‏ إن شئت أن تقيم أقمت فوليت هذا الأمر فوازرناك وساعدناك ونصحنا لك وبايعناك‏؟‏

    فقال الحسين‏:‏ إن أبي حدثني أن لها كبشاً يستحل حرمتها يقتل، فما أحب أن أكون أنا ذلك الكبش‏.‏

    فقال له ابن الزبير‏:‏ فأقم إن شئت وولني أنا الأمر فتطاع ولا تعصى‏.‏

    فقال‏:‏ وما أريد هذا أيضاً‏.‏

    ثم إنهما أخفيا كلامهما دوننا، فما زالا يتناجيان حتى سمعنا دُعَاةَ الناس متوجهين إلى منى عند الظهيرة‏.‏

    قالا‏:‏ فطاف الحسين بالبيت وبين الصفا والمروة، وقصَّر من شعره، وحل من عمرته، ثم توجه نحو الكوفة وتوجهنا نحن مع الناس إلى منى‏.‏

    وقال أبو مخنف‏:‏ حدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن عقبة بن سمعان‏.‏

    قال‏:‏ لما خرج الحسين من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد - يعني‏:‏ نائب مكة - عليهم أخوه يحيى بن سعيد، فقالوا له‏:‏ انصرف أين تريد‏؟‏

    فأبى عليهم ومضى، وتدافع الفريقان وتضاربوا بالسياط والعصي، ثم إن حسيناً وأصحابه امتنعوا منهم امتناعاً قوياً، ومضى الحسين على وجهه ذلك، فناداه‏:‏ يا حسين ألا تتقي الله‏؟‏

    تخرج من الجماعة وتفرق بين الأمة بعد اجتماع الكلمة‏؟‏

    قال‏:‏ فتأول الحسين هذه الآية‏:‏ ‏{‏لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 41‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/180‏)‏

    قال‏:‏ ثم إن الحسين مر بالتنعيم فلقي بها عيراً قد بعث بها بجير بن زياد الحميري نائب اليمن قد أرسلها من اليمن إلى يزيد بن معاوية، عليها ورس وحلل كثيرة، فأخذها الحسين وانطلق بها، واستأجر أصحاب الجمال عليها إلى الكوفة، ودفع إليهم أجرتهم‏.‏

    ثم ساق أبو مخنف بإسناده الأول‏:‏ أن الفرزدق لقي الحسين في الطريق فسلم عليه وقال له‏:‏ أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب‏.‏

    فسأله الحسين عن أمر الناس وما وراءه فقال له‏:‏ قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء‏.‏

    فقال له‏:‏ صدقت، لله الأمر من قبل ومن بعد، يفعل ما يشاء، وكل يوم ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يتعدّ من كان الحق نيته، والتقوى سريرته، ثم حرك الحسين راحلته وقال‏:‏ السلام عليكم ثم افترقا‏.‏

    وقال هشام بن الكلبي‏:‏ عن عوانة بن الحكم، عن ليطة بن غالب بن الفرزدق، عن أبيه‏.‏

    قال‏:‏ حججت بأمي فبينما أنا أسوق بها بعيرها حين دخلت الحرم في أيام الحج، وذلك في سنة ستين، إذ لقيت الحسين خارجاً من مكة معه أسيافه وأتراسه، فقلت له‏:‏ بأبي وأمي يا بن رسول الله، ما أعجلك عن الحج‏؟‏

    فقال‏:‏ لو لم أعجل لأخِذتُ، ثم سألني ممن أنت‏؟‏

    فقلت‏:‏ امرؤ من العراق، فسألني عن الناس فقلت له‏:‏ القلوب معك والسيوف مع بني أمية، وذكر نحو ما تقدم‏.‏

    قال الفرزدق‏:‏ وسألت الحسين عن أشياء وعن المناسك فأخبرني بها، قال‏:‏ وإذا هو ثقيل اللسان من برسام كان أصابه بمن بالعراق‏.‏

    قال‏:‏ ثم مضيت فإذا فسطاط مضروب في الحرم وهيئة حسنه، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص، فسألني فأخبرته أني لقيت الحسين، قال‏:‏ فهلا أتبعته‏؟‏ فإن الحسين لا يحيك فيه السلاح ولا يجوز فيه وفي أصحابه‏.‏

    فندم الفرزدق وهمَّ أن يلحق به، ووقع في قلبه مقالة ابن عمرو، ثم ذكرت الأنبياء وقتلهم فصدني ذلك عن اللحاق به‏.‏

    فلما بلغه أنه قتل لعن ابن عمرو، وكان ابن عمرو يقول‏:‏ والله لا تبلغ الشجرة ولا النخلة ولا الصغير حتى يبلغ هذا الأمر ويظهر، وإنما أراد ابن عمرو بقوله‏:‏ لا يحيك فيه السلاح، أي‏:‏ السلاح الذي لم يقدر أن يقتل به‏.‏

    وقيل‏:‏ غير ذلك‏.‏

    وقيل‏:‏ أراد الهزل بالفرزدق‏.‏

    قالوا‏:‏ ثم سار الحسين لا يلوي على شيء حتى نزل ذات عرق‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/181‏)‏

    قال أبو مخنف‏:‏ فحدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن على بن الحسين بن علي‏.‏

    قال‏:‏ لما خرجنا من مكة كتب عبد الله بن جعفر إلى الحسين مع ابنه عون ومحمد‏:‏

    أما بعد‏:‏

    فإني أسائلك بالله لما انصرفت حتى تنظر في كتابي هذا، فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الإسلام، فإنك علم المهتدين، ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير فإني في أثر كتابي والسلام‏.‏

    ثم نهض عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد نائب مكة، فقال له‏:‏ اكتب إلى الحسين كتاباً تجعل له فيه الأمان، وتمنيه في البر والصلة، وتوثق له في كتابك، وتسأله الرجوع لعله يطمئن إلى ذلك فيرجع‏.‏

    فقال له عمرو‏:‏ اكتب عني ما شئت وأتني به حتى أختمه‏.‏

    فكتب ابن جعفر على لسان عمرو بن سعيد ما أراد عبد الله، ثم جاء بالكتاب إلى عمرو فختمه بخاتمة، وقال عبد الله لعمرو بن سعيد‏:‏ ابعث معي أمانك، فبعث معه أخاه يحيى، فانصرفا حتى لحقا الحسين فقرآ عليه الكتاب فأبى أن يرجع وقال‏:‏ إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقد أمرني فيها بأمر وأنا ماضٍ له‏.‏

    فقالا‏:‏ وما تلك الرؤيا‏؟‏

    فقال‏:‏ لا أحدث بها أحداً حتى ألقى ربي عز وجل‏.‏

    قال أبو مخنف‏:‏ وحدثني محمد بن قيس‏:‏ أن الحسين أقبل حتى إذا بلغ الحاجر من بطن ذي الرمة، بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة، وكتب معه إليهم‏:‏

    بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا، والطلب بحقنا، فنسأل الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر‏.‏

    وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فاكتموا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامي هذه إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

    قال‏:‏ وكان كتاب مسلم قد وصل إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة، ومضمونه‏:‏

    أما بعد‏:‏

    فإن الرائد لا يكذب أهله، وإن جميع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تقرأ كتابي هذا والسلام عليكم‏.‏

    قال‏:‏ وأقبل قيس بن مسهر الصيداوي بكتاب الحسين إلى الكوفة، حتى إذا انتهى إلى القادسية أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلى عبيد الله بن زياد فقال له ابن زياد‏:‏ اصعد إلى أعلا القصر فسب الكذاب ابن الكذاب علي بن أبي طالب وابنه الحسين‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/182‏)‏

    فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أيها الناس ‏!‏ إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله، وهو ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجر من بطن ذي الرمة، فأجيبوه واسمعوا له وأطيعوا‏.‏

    ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعلي والحسين‏.‏

    فأمر به ابن زياد فأُلقي من رأس القصر فتقطع، ويقال‏:‏ بل تكسرت عظامه وبقي فيه بقية رمق، فقام إليه عبد الملك بن عمير البجلي فذبحه‏.‏

    وقال‏:‏ إنما أردت إراحته من الألم‏.‏

    وقيل‏:‏ إنه رجل يشبه عبد الملك بن عمير وليس به، وفي رواية‏:‏ أن الذي قدم بكتاب الحسين إنما هو عبد الله بن بقطر أخو الحسين من الرضاعة، فأُلقي من أعلى القصر، والله أعلم‏.‏

    ثم أقبل الحسين يسير نحو الكوفة ولا يعلم بشيء مما وقع من الأخبار‏.‏

    قال أبو مخنف‏:‏ عن أبي علي الأنصاري، عن بكر بن مصعب المزني‏.‏

    قال‏:‏ وكان الحسين لا يمر بماء من مياه العرب إلا اتبعوه‏.‏

    قال‏:‏ قال أبو مخنف‏:‏ عن أبي جناب، عن عدي بن حرملة، عن عبد الله بن سليم، والمنذر بن المشمعل الأسديين قالا‏:‏ لما قضينا حجنا لم يكن لنا همة إلا اللحاق بالحسين، فأدركناه وقد مر برجل من بني أسد فهمّ الحسين أن يكلمه ويسأله ثم ترك، فجئنا ذلك الرجل فسألناه عن أخبار الناس فقال‏:‏ والله لم أخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ورأيتهما يجران بأرجلهما في السوق‏.‏

    قالا‏:‏ فلحقنا الحسين فأخبرناه، فجعل يقول‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون مراراً‏.‏

    فقلنا له‏:‏ الله الله في نفسك‏.‏

    فقال‏:‏ لا خير في العيش بعدهما‏.‏

    قلنا‏:‏ خار الله لك‏.‏

    وقال له بعض أصحابه‏:‏ والله ما أنت مثل مسلم بن عقيل ولو قد قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع‏.‏

    وقال غيرهما‏:‏ لما سمع أصحاب الحسين بمقتل مسلم بن عقيل، وثب عند ذلك بنو عقيل بن أبي طالب وقالوا‏:‏ لا والله لا ترجع حتى ندرك ثأرنا، أو نذوق ما ذاق أخونا‏.‏

    فسار الحسين حتى إذا كان بزرود بلغه أيضاً مقتل الذي بعثه بكتابه إلى أهل الكوفة بعد أن خرج من مكة ووصل إلى حاجر، فقال‏:‏ خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج عليه، وليس عليه منا ذمام‏.‏

    قال‏:‏ فتفرق الناس عنه أيادي سباً يميناً وشمالاً حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من مكة، وإنما فعل ذلك لأنه ظن أن من اتبعه من الأعراب إنما اتبعوه لأنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهلها، فكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون على ما يقدمون، وقد علم أنه إذا بينّ لهم الأمر لم يصحبه إلا من يريد مواساته في الموت معه‏.‏

    قال‏:‏ فلما كان السحر أمر فتيانه أن يستقوا من الماء ويكثروا منه، ثم سار حتى مر ببطن العقبة فنزل بها‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/183‏)‏

    وقال محمد بن سعد‏:‏ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك قال‏:‏ حدثني من شافه الحسين قال‏:‏ رأيت أخبية مضروبة بفلاة من الأرض فقلت‏:‏ لمن هذه‏؟‏

    قالوا‏:‏ هذه لحسين‏.‏

    قال‏:‏ فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن والدموع تسيل على خديه ولحيته‏.‏

    قال‏:‏ قلت بأبي وأمي يا بن بنت رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد‏؟‏

    فقال‏:‏ هذه كتب أهل الكوفة إليّ ولا أراهم إلا قاتلي، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قرم الأمة - يعني‏:‏ مقنعتها -‏.‏

    وأخبرنا علي بن محمد، عن الحسن بن دينار، عن معاوية بن قرة‏.‏

    قال‏:‏ قال الحسين‏:‏ والله لتعتدنّ عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت‏.‏

    وحدثنا علي بن محمد، عن جعفر بن سليمان الضبعي‏.‏

    قال‏:‏ قال الحسين‏:‏ والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قرم الأمة‏.‏

    فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين‏.‏

    وقال يعقوب بن سفيان‏:‏ حدثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، ثنا شهاب بن حراش، عن رجل من قومه‏.‏

    قال‏:‏ كنت في الجيش الذين بعثهم ابن زياد إلى الحسين، وكانوا أربعة آلاف يريدون قتال الديلم، فعينهم ابن زياد وصرفهم إلى قتال الحسين، فلقيت حسيناً فرأيته أسود الرأس واللحية‏.‏

    فقلت له‏:‏ السلام عليك أبا عبد الله‏.‏

    فقال‏:‏ وعليك السلام - وكانت فيه غنة -‏.‏

    فقال‏:‏ لقد باتت فيكم سللة منذ الليلة - يعني‏:‏ سراقاً -‏.‏

    قال شهاب‏:‏ فحدثت به زيد بن علي فأعجبه - وكانت فيه غنة -‏.‏

    قال سفيان بن عيينة‏:‏ وهي في الحسينيين‏.‏

    قال أبو مخنف عن أبي خالد الكاهلي‏.‏

    قال‏:‏ لما صبحت الخيل الحسين بن علي رفع يديه فقال‏:‏ اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي من كل أمر نزل ثقة وعدة، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليك؛ رغبة فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت لي وليّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل غاية‏.‏

    وقال أبو عبيد القاسم بن سلام‏:‏ حدثني حجاج بن محمد، عن أبي معشر، عن بعض مشيخته‏.‏

    قال‏:‏ قال الحسين حين نزلوا كربلاء‏:‏ ما اسم هذه الأرض‏؟‏

    قالوا‏:‏ كربلاء‏.‏

    قال‏:‏ كرب وبلاء‏.‏

    وبعث عبيد الله بن زياد عمر بن سعد لقتالهم، فقال له الحسين‏:‏ يا عمر اختبرني إحدى ثلاث خصال‏:‏ إما أن تتركني أرجع كما جئت، فإن أبيت هذه فسيّرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فيحكم فيّ ما رأى، فإن أبيت هذه فسيّرني إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت‏.‏

    فأرسل إلى ابن زياد بذلك، فهمّ أن يسيره إلى يزيد، فقال شمر بن ذي الجوشن‏:‏ لا ‏!‏ إلا أن ينزل على حكمك، فأرسل إلى الحسين بذلك‏.‏

    فقال الحسين‏:‏ والله لا أفعل، وأبطأ عمر عن قتاله فأرسل ابن زياد شمر بن ذي الجوشن وقال له‏:‏ إن تقدم عمر فقاتل وإلا فاقتله وكن مكانه، فقد وليتك الإمرة‏.‏

    ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/184‏)‏

    وكان مع عمر قريب من ثلاثين رجلاً من أعيان أهل الكوفة، فقالوا له‏:‏ يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال فلا تقبلوا منها شيئاً‏؟‏ فتحولوا مع الحسين يقاتلون معه‏.‏

    وقال أبو زرعة‏:‏ حدثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوام، عن حصين قال‏:‏ أدركت من مقتل الحسين قال‏:‏ فحدثني سعد بن عبيدة قال‏:‏ فرأيت الحسين وعليه جبة برود ورماه رجل يقال له‏:‏ عمرو بن خالد الطهوي بسهمٍ، فنظرت إلى السهم معلقاً بجبته‏.‏

    وقال ابن جرير‏:‏ حدثنا محمد بن عمار الرازي، حدثني سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوام، ثنا حصين‏:‏ أن الحسين بعث إليه أهل الكوفة‏:‏ إن معك مائة ألف‏.‏

    فبعث إليهم مسلم بن عقيل فذكر قصة مقتل مسلم كما تقدم‏.‏

    قال حصين‏:‏ فحدثني هلال بن يساف‏:‏ أن ابن زياد أمر الناس أن يأخذوا ما بين واقصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة حفظاً فلا يدعون أحداً يلج ولا أحداً يخرج، وأقبل الحسين ولا يشعر بشيء حتى أتى الأعراب فسألهم عن الناس‏.‏

    فقالوا‏:‏ والله لا ندري، غير أنك لا تستطيع أن تلج ولا تخرج‏.‏

    قال‏:‏ فانطلق يسير نحو يزيد بن معاوية، فتلقته الخيول بكربلاء فنزل يناشدهم الله والإسلام‏.‏

    قال‏:‏ وكان بعث إليه ابن زياد عمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وحصين بن نمير، فناشدهم الله والإسلام أن يسيروه إلى أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده، فقالوا له‏:‏ لا ‏!‏ إلا أن تنزل على حكم ابن زياد، وكان في جملة من معهم الحر بن يزيد الحنظلي ثم النهشلي على خيل‏.‏

    فلما سمع ما يقول الحسين قال لهم‏:‏ ألا تتقون الله‏؟‏ ألا تقبلون من هؤلاء ما يعرضون عليكم، والله لو سألتكم هذا الترك والديلم ما حلّ لكم أن تردوهم فأبوا إلا حكم ابن زياد‏؟‏ فضرب الحرّ وجه فرسه وانطلق إلى الحسين، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلم عليهم ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمه الله‏.‏

    وذكر‏:‏ أن زهير بن القين البجلي لقي الحسين وكان حاجاً فأقبل معه، وخرج إليه ابن أبي مخرمة المرادي ورجلان آخران، وهما‏:‏ عمرو بن الحجاج، ومعن السلمي، وأقبل الحسين يكلم من بعث إليه ابن زياد وعليه جبة من برود‏.‏

    فلما كلمهم انصرف فرماه رجل من بني تميم يقال له‏:‏ عمرو الطهوي بسهم بين كتفيه، فإني لأنظر إلى السهم بين كتفيه متعلقاً بجبته، فلما أبوا عليه رجع إلى مصافّه وإني لأنظر إليهم وهم قريب من مائة رجل، فيهم لصلب علي خمسة، ومن بني هاشم ستة عشر، ورجل من بني سُليم حليف لهم، ورجل من بني كنانة حليف لهم، وابن عم ابن زياد‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 8/185‏)‏

    وقال حصين، حدثني سعد بن عبيدة قال‏:‏ إنا لمستنقعون الماء مع عمر بن سعد إذ أتاه رجل فسارّه فقال له‏:‏ قد بعث إليك ابن زياد جويرية بن بدر التميمي وأمره إن لم تقاتل القوم أن يضرب عنقك‏.‏

    قال‏:‏ فوثب إلى فرسه فركبها ثم دعا بسلاحه فلبسه وأنه لعلى فرسه، ونهض بالناس إليهم فقاتلوهم فجيء برأس الحسين إلى ابن زياد فوضع بين يديه فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول‏:‏ إن أبا عبد الله كان قد شمط‏.‏

    قال‏:‏ وجيء بنسائه وبناته وأهله قال‏:‏ وكان أحسن شيء صنعه أن أمر لهم بمنزل في مكانٍ معتزلٍ وأجرى عليهم رزقاً، وأمر لهم بنفقة وكسوة‏.‏

    قال‏:‏ وانطلق غلامان منهم من أولاد عبد الله بن جعفر - أو ابن أبي جعفر - فأتيا رجلاً من طيء فلجآ إليه مستجيران به، فضرب أعناقهما وجاء برأسيهما حتى وضعهما بين يدي ابن زياد‏.‏

    قال‏:‏ فهمَّ ابن زياد بضرب عنقه وأمر بداره فهدمت‏.‏

    قال‏:‏ وحدثني مولى لمعاوية بن أبي سفيان قال‏:‏ لما أتي يزيد برأس الحسين فوضع بين يديه رأيته يبكي ويقول‏:‏ لو كان بين ابن زياد وبينه رحم ما فعل هذا - يعني‏:‏ ابن زياد -‏.‏

    قال الحصين‏:‏ ولما قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع‏.‏

    قال أبو مخنف‏:‏ حدثني لوذان، حدثني عكرمة أن أحد عمومته سأل الحسين‏:‏ أين تريد‏؟‏

    فحدثه، فقال له‏:‏ أنشدك الله لما انصرفت راجعاً، فوالله ما بين يديك من القوم أحد يذب عنك ولا يقاتل معك، وإنما والله أنت قادم على الأسنة والسيوف، فإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطأوا لك الأشياء، ثم قدمت عليهم بعد ذلك كان ذلك رأياً، فأما على هذه الصفة فإني لا أرى لك أن تفعل‏.‏

    فقال له الحسين‏:‏ إنه ليس بخفي عليّ ما قلت وما رأيت، ولكن الله لا يغلب على أمره، ثم ارتحل قاصداً الكوفة‏.‏

    وقال خالد بن العاص‏:‏

    رُبَّ مستنصح يغش ويردي * وظنينٍ بالغيب يلقى نصيحاً

    وقد حج بالناس في هذه السنة عمرو بن سعيد بن العاص وكان عامل المدينة ومكة ليزيد، وقد عزل يزيد عن إمرة المدينة الوليد بن عتبة وولاها عمرو بن سعيد بن العاص في شهر رمضان منها والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  12. #48

    zero's Avatar
    Join Date
    Jan 2008
    Location
    13.569629* 44.014736
    العمر
    37
    Posts
    3,403
    Rep Power
    327

    رد: حسين مني وانا من حسين ... مدرسة الحسين الثورية

    ما اسم الكتاب الي اقتبست منة كل هذا يا دكتور فارس ؟

    اشتي اقراة

Page 4 of 5 FirstFirst 12345 LastLast

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. ارحلي (حزين)
    By الفراشة اللامعة in forum ملتقى تلفزيون الشباب اليمني (تورنت)
    Replies: 3
    Last Post: 31-03-2010, 03:01 PM
  2. في وصف ابا حسين
    By محمود العمري in forum ملتقى الشـعــر
    Replies: 11
    Last Post: 25-11-2009, 10:16 PM
  3. قبر حزين
    By زير المحبة in forum ملتقى النـثـر
    Replies: 1
    Last Post: 19-04-2008, 06:47 PM
  4. غزل في رغد صدام حسين
    By بسكوت مالح in forum ملتقى الشـعــر
    Replies: 4
    Last Post: 02-07-2007, 03:08 AM
  5. لاتقل انك حزين
    By أمـ من الشرق ـيرة in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 19
    Last Post: 26-05-2007, 02:54 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •