كلمة الثورة

اليمن والخليج!!
--------------
مرة أخرى نقول شكراً لخليجي20 الذي منح شعوب منطقة الجزيرة العربية والخليج سواء من حضر منهم لمتابعة فعاليات هذا الحدث الرياضي الكبير، التي احتضنتها محافظتا عدن وأبين أو من تابع أجواءها عبر الفضائيات ووسائل الإعلام فرصة للتعبير عن العلاقات الحميمة والوشائج والأواصر الأخوية والتاريخية التي تجمع بين نسيجها الاجتماعي، فقد ابرز هذا الحدث الرياضي الهام أن الشعب اليمني وأشقاءه في دول مجلس التعاون الخليجي يشكلون أسرة واحدة وأن ما يكنونه لبعضهم البعض من مشاعر المحبة قد جسد بحق دلالات تلك الرابطة الوثقى التي تجعل شعوب هذه المنطقة بمثابة شعب واحد هو من التجانس والتعاضد والتكاتف بما هو أقوى من أية تقاطعات تحول دون انصهاره في كيان واحد يلبي تطلعات أبنائه في النهوض والتطور وارتياد المكانة اللائقة بهم في عالم اليوم الذي صار التأثير فيه للتكتلات الأكثر حضوراً وفاعلية.

لقد أفصح خليجي20 عن كل تلك المعاني التي أظهرت المعطى الأصيل لخصوصية العلاقات الأخوية لشعوب هذه المنطقة والتي تستمد تلاقحها من أواصر القربى والرحم والدين والجوار واللغة والتاريخ والثقافة والتقاليد والعادات المشتركة والمصير الواحد. ولذلك فلم يكن مستغرباً أن يكون لقاء الأشقاء في اليمن حافلاً بكل تلك المشاعر الأخوية التي عكست بالدليل القاطع أن ما يميز علاقات اليمنيين بأشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي أنها نابعة من روح الانتماء لهوية واحدة ومن الإيمان الصادق بأن أبناء منطقة الجزيرة العربية والخليج ليسوا شعوباً أو قبائل أو مجتمعات غريبة عن بعضها البعض بل أن أبناء هذه المنطقة هم أبناء نسيج اجتماعي واحد.

هذه الحقيقة تجد ترجمتها من جديد في ما خرجت به قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي اختتمت أعمالها يوم أمس في أبو ظبي عبر تأكيدات القمة دعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره فضلاً عما وجه به قادة المجلس بشأن تكثيف الجهود لتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين دول الخليج واليمن انطلاقاً من سرعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من مشاريع وبرامج تنموية لخدمة أبناء الشعب اليمني.

وبالقدر الذي نثمن فيه للأشقاء مساندتهم ودعمهم لليمن ووقوفهم إلى جانبه فإننا نجد أن مباركتهم ومن خلال قمة أبو ظبي للجمهورية اليمنية بنجاحها في استضافة دورة كأس الخليج العشرين تعبير أخوي صادق يظهر بشكل طبيعي أن حالة التواصل التي رافقت خليجي20 ستسهم في تسريع اندماج اليمن وارتياد موقعه بين أشقائه في مجلس التعاون والانضمام إلى مختلف مكوناته ومؤسساته خاصة وأن الجميع بات يدرك أن مثل هذا الاندماج سينعكس بآثاره الإيجابية على اليمن وأشقائه، حيث وأن وجود اليمن في مجلس التعاون سيشكل إضافة حيوية لهذا التكتل بالنظر إلى الثقل السكاني والموقع الجغرافي الذي يتبوأه اليمن ناهيك عن أنه يشكل العمق الاستراتيجي لأشقائه.

ومع كل ذلك فإن اليمن سيبقى سنداً لأشقائه سواءً انضم كلياً إلى مجلس التعاون أو لم ينضم لقناعته الراسخة بأننا جميعاً في هذه المنطقة في سفينة واحدة وعلينا أن نسير بها إلى شواطئ الأمان، وذلك من خلال حماية هذه السفينة من كل الأنواء والأمواج المتلاطمة، باعتبار أن أمننا واحد ومصيرنا واحد ومصلحتنا أن نتكاتف ونتعاون في ما يحقق مصلحتنا المشتركة، فقدرنا أن نكون معاً في السراء والضراء وفي الحاضر والمستقبل لنمضَي بشعوبنا صوب الغد الآمن والمشرق.