نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
التوراة كلمة عبرانية معناها الشريعة أو الناموس و يراد بها عند اليهود ، خمسة أسفار ، يعتقدون أن موسى عليه السلام قد كتبها بيده ، و يطلقون عليها أيضا البنتاتوك ، نسبة إلى بنتا ، و هي كلمة يونانية تعني خمسة أي الأسفار الخمسة المكونة للتوراة و هي
أولا : سفر التكوين ، و يتحدث عن خلق السماوات و الأرض و آدم عليه السلام و لأنبياء ، إلى موت يوسف عليه السلام
ثانيا : سفر الخروج : و يتحدث عن قصة بني إسرائيل من بعد موت يوسف عليه السلام إلى حين خروجهم من مصر ، و ما حدث لهم بعد الخروج مع موسى عليه الصلاة و السلام
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
ثالثا : سفر اللاوين ، و يطلق عليه هذا الإسم نسبة إلى بني لاوي و هو سبط من أسباط بني إسرائيل ، كانوا مكلفون بالمحافظة على الشريعة و تعليمها الناس ، و يتضمن هذا السفر أورا تتعلق باللاويين و بعض الشرائع الدينية
رابعا ، سفر العدد : و يتضن توجيهات و حوادث وقعت في بني إسرائيل بعد الخروج
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
خامسا : سفر التثنية و يعني إعادة الشريعة و تكرير الأوامر و النواهي عليهم مرة أخرى ، و ينتهي هذا السفر بقصة موت موسى عليه الصلاة و السلام و قبره و مكان دفنه
المصدر الثاني : التلمود
يتضمن التلمود ديانة و آداب و ديانة اليهود و يتكون من جزئين :
الجزء الأول و هو المتن و يسمى المشنا و هي كلمة عبرانية تعني : المعرفة و الشريعة المكررة ، و الجزء الثاني و هو الشرح و يسمى الكامارا و هي كلمة عبرانية أيضا معناها : الإكمال .
و التلمود هو الشريعة و الأوامر التي كان يتناقلها الحاخامات الفيريسيون من اليهود سرا جيلا بعد جيل ، ثم إنهم لخوفهم عليها من الضياع دونوها و كان ذلك في القرنين الأول و الثاني بعد ميلاد المسيح عليه الصلاة و السلام ، و أطلق عليها اسم المشنا ، و في ما بعد شرحت هذه الأخيرة و سميت كامارا ، و ألفت هذه الشروح في فترة طويلة امتدت من القرن الثاني بعد الميلاد ، إلى أواخر القرن السادس بعد الميلاد.
تعاقب على شرح المشنا حاخامات و كهان اليهود ثم سمي فيما بعد المتن و الكامارا في كلمة جامعة و هي التلمود . و ما كان عليه شرح و تعليقات حاخامات بابل سمي تلمود بابل ، و ما كان عليه شرح و تعليقات حاخامات فلسطين ، سمي بتلمود فلسطين ، و التلمون يقدسه و يعظمه الفيريسيون من اليهود ، و باقي الفرق اليهودية كما أسلفنا لا تؤمن به ، و يعتقد الفيريسيون أن ه قدسية و أنه من عند الله عز و جل بل يرون أنه أقدس من التوراة ، و يقولون فيه ما نصه :
إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها ، و من درس المشنا فعل فضيلة يستحق المكافأة عليها ، و من درس الكامارا فهو على أعلى فضيلة
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
فالتلمود على ذلك له قدسية و تأثير على نفسية اليهود الفيريسيين المفسدة
المصدر الثالث : و هو أخطرها ، و هي بروتوكولات حكماء صهيون
و هي جمع كلمة بروتوكول و معناها بالإنجليزية ، محضر أو مؤتمر ، و المراد ببروتوكولات حكماء صهيون : الوثائق لمحاضرة ألقاها زعيم صهيوني على مجموعة من الصهاينة ، ليستأنسوا و يستعينوا بها على السيطرة على العالم و ثرواته و حكامه ، و يرج تاريخ هذه الوثائق إلى المؤتمر الذي عقد في مدينة بال بسويسرا ، عام 1897 لميلاد المسيح عليه الصلاة و السلام ، و حضر إلى هذا المؤتمر نحو 300 من أعتى الصهاينة في العالم و الذين يمثلون خمسين جمعية يهودية و صراحة لا يعرف لها إلى الآن كاتب معين ، و المراد منها إطلاع الصهاينة عى الخطة التي بها سوف يستولي اليهود على باقي العالم ، واكتشفت هذه الوثائق في عام 1901 للميلاد ، و ذلك عبر امرأة فرنسية كانت قد اطلعت عليها ، أثناء اجتماعها بزعيم من أكبر رؤساء الصهيونية العالمية ، في وكر من أوكار الماسونية السرية في باريس ، و استطاعت هذه المرأة أن تختلس بعضا من هذه الوثائق و تفر بها ، و هي الموجودة الآن في العالم أجمع ، ثم وصلت هذه الوثائق بعد ذلك إلى رجل يدعى أكلس نيقولافيتش ، وهو كبير أعيان روسيا الشرقية في عهد القيصرية ، وكانت روسيا آنذاك تشهد حملات شديدة على اليهود بسبب فسادهم و مؤامراتهم ، فلما رآها هذا الرجل ، أدرك خطورتها على بلاده و على العالم أجمع ، فدفعها إلى صديق له روسي أديب اسمه : سيرجي ميلوس فدرسها هذا الأخير و تبين خطورتها و ترجمها بعد ذلك إلى اللغة الروسية ، ثم طبع الكتاب لأول مرة باللغة الروسية في عام 1902 للميلاد ، و كانت نسخا قليلة ، فلما رآها اليهود جن جنونهم ، و حملوا ضد الكتاب حملات مسعورة ، مجنونة ، و رأوا أن نجاتهم من التهم المنسوبة إليهم في ذلك الكتاب هو في التنصل منه ، غير أن الوقائع كانت تشهد على صدقه ، عندها حملت عليهم روسيا القيصرية بسببه حملة شديدة جدا حتى قتل منهم في أحد المذابح حوالي 10000 يهودي ، ثم طبع الكتاب مرة أخرى في سنة 1905 للميلاد ، و نفذت هذه الطبعة أيضا بشكل سريع جدا ، و بوسائل خفية ، لكون اليهود جمعوا النسخ من الأسواق و حرقوها ، و طبع أيضا عام 1911 للميلاد ، فنفذت نسخه أيضا على النحو السابق ، و في 1917 طبع أيضا فصادره الشيوعيون اليهود لأنهم كانوا قد استلموا زمام الحكم في روسيا بعد أن أسقطوا الدولة القيصرية ، و قد كانت نسخة من النسخ الروسية قد وصلت إلى المتحف البريطاني في لندن ، و ختم عليها بخاتمه حتى 196 للميلاد ، و بقيت هذه النسخة حتى الإنقلاب الشيعي في روسيا سنة 1917 للميلاد ، فطلبت جريدة المورنينغ بوست من مراسلها فيكتور ماتسن أن يوافيها بأخبار الإنقلاب فقام بالإطلاع على عدة كتب روسية ، و كان من بينها كتاب البروتوكولات الذي كان بالمتحف ، فحين عرفها و أدرك خطرها ، عكف على ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ، ثم نشرها ، و طبعت خمس مرات ، كان آخرها سنة 1921 للميلاد ، ثم لم يجرأ ناشر في دولتي بريطانيا و أمريكا على نشرها بعد ذلك ، بسبب تغلغل اليهود النافذ في الدولتين المذكورتين ، و رغم محاولات اليهود احتواء الكتاب ، إلا أنه طبع بلغات مختلفة و بنسخ كبيره جدا .
نتلكم الآن إخواني عن العقيدة اليودية
و التي ظلت و لا زالت غامضة عند الكثير من شباب الإسلام ، بل و عند كهولهم أيضا ، نعلم جيدا أن العداء بين اليهود و المسلمين قديم قدم الدعوة الإسلامية الأولى و منذ عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ، غير أنه من اللازم على كل مسلم أن يعرف عقيدة القوم ، فمن علم عقيدتهم أمن الكثير من مكرهم !
لا يختلف اثنان ، من المسلمين طبعا ، أن موسى عليه الصلاة و السلام قد جاء بالشريعة من عند رب العالمين تبارك و تعالى خالصة نقية ، إلا أن اليهود بدلوا بعده و طالت يد التحريف ، جميع النواحي فيها ، حتى فيما يتعلق بالذات الإلاهية حيث وصل تحريفهم إلى الطعن في الله جل و علا ، و قد ذكر الله تعالى شيئا من جرأتهم عليه سبحانه و تعالى عما يصفون علوا كبيرا فقال :
فما ذكره الله تبارك و تعالى لم يصدر عنهم من فراغ ، بل هي عقيدة ، أملتها عليهم نفوسهم الخبيثة ، و التي منها أنهم وصفوا الله عز و جل بالتعب ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فيزعم اليهود في كتابهم ، أن الله عز و جل قد تعب من خلق السماوات والأرض فاستراح في اليوم السابع ، فقد ورد في سفر التكوين ما نصه :
و فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل ، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل
كما وصف اليهود الله تبارك و تعالى بالجهل ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، حيث زعموا أنه يجب أن توضع له علامة ليستدل بها عليهم ، حيث قالوا أن الله تباركو تعالى أمرهم قبل خروجهم من مصر أو يلطخو عتبة أبوابهم العليا و قوائمها بالدم و يعللون ذلك بقولهم في سفر الخروج ما نصه :
فإن الرب يجتاز ليضرب المصريين ، فحين يرى الدم على العتبة العليا و على القائمتين ، يعبر الرب عن الباب ، و لا يدع المهلك ليضرب و يدمر بيوتكم
كما يعتقد اليهود أن الله عز و جل قد ندم على فعله ، و من ذلك قولهم في سفر الخروج ما نصه :
فندم الرب على الشر الذي قال أنه سيفعله بحق شعبه
أما عن عقيدة اليهود في أنبياء الله تعالى فحدث و لا حرج ، فكما يعرف كل مسلم ، فالأنبياء هم صفوة البشر من عباد الله ، و دعاة الخير الذين أخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، و لذلك هم قدوة البشر في جميع أعمالهم ، وهم معصومون من الكبائر ، منزهون عن كل نقيصة أو رذيلة ، صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، هذه عقيدتنا نحن المسلمون فيهم ، أما اليهود فلهم في أنبياء الله تعالى نظرة أخرى ، منبعثة من واقع اليهود المنحرف العفن الفاسد ، و لهذا سجلوا و دونوا في كتابهم ، هذه النفسية المعقدة المنحرفة ، بإلصاقهم بالأنبياء عظائم الأمور و البلايا و النقائص نسأل الله العافية ، نذكر من ذلك ما يلي :
أولا نوح عليه الصلاة و السلام : فد زعم اليهود أن نوحا عليه السلام قد شرب الخمر و تعرى و من ذلك ما جاء في سفر التكوين قولهم :
و ابتدأ نوح يكون فلاحا و غرس كرما و شرب من الخمر و تعرى
ثانيا : لوط عليه الصلاة و السلام : فقد زعموا أن لوطا عليه السلام قد زنى بابنتيه و أنجبت منه كل واحدة منهما ابنا ، و هذا ما ذكروه في سفر التكوين ، الإصحاح التاسع عشر
ثالثا : هارون عليه الصلاة و السلام : فيزعم اليهود أن هارون عليه الصلاة و السلام هو الذي أمرهم بعبادة العجل و الذبح و السجود له ، حيث ذكروا ذلك في سفر الخروج
رابعا عيسى عليه الصلاة و السلام ، حيث يقول اليهود في تلمودهم المحرف عن المسيح عليه الصلاة و السلام ما نصه :
إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين القار و النار و إن أمه مريم ، أتت به من العسكري بن دارى عن طريق الخطيئة ، و إن الكنائس النصرانية ، هي مقام القاذورات و الواعظون فيها أشبه بالكلاب النابحة
كما أن للمسلمين صلاة يتقربون بها إلى الله تبارك و تعالى ، فلليهود أيضا صلاة خاصة بهم ، نذكرها هنا على النحو التالي :
أولا صلاة الفجر ، و تسمى صلاة السحر و بالعبرانية يطلق عليها :
شحاريت ، shehareet
ووقتها كما حددته المنشا ، حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأزرق إلى ارتفاع عمدة النهار
ثانيا : صلاة نصف النهار أو القيلولة و بالعبرانية :
Menhet –
منحت
و تجب عندهم عند انحراف الشمس عند الزوال إلى ما قبل الغروب
ثالثا : صلاة المساء و الغروب ، و بالعبرانية
عربيد
aarbeed
ووقتها منذ غروب الشمس عند الأفق إلى أن يحل الليل و هو ما يقابل عند المسلمين صلاة العشاء
و لصلاة اليهود أيضا طريقتها ، حيث تبدأ بشيء يشبه الوضوء عند المسلمين ، و هو غسل اليدين فقط ، ثم يوضع الشال الصغير على الكتفين ، أو الشال الكبير في الصلاة التي تقام جماعة في المعبد أيام السبت و الأعياد ، و هذا الشال يكون من نسيج أبيض مستطيل أو مربع ، و في كل زاوية من زواياه حلية مكونة من 8 أهذاب أو خيوط ، أربعة بيضاء و أربعة زرقاء رمزا للتعرف على طلوع الفجر بتمييز الخيط الأبيض من الخيط الأزرق عندهم ، و لهذا الشال طهارة خاصة عند اليهود ، أهمها أنه لا تلمسه النساء عندهم أبدا ، و يخصص له مكان مميز بالمنزل ، و يجب على اليهودي أن يلبسه عن بلوغ سن التكليف بالعبادة و هي 13 سنة ، و يبقى عنده إلى أن يموت فيكفن عادة فيه !!
و الصلاة اليهودية يجب فيها تغطية الرأس و هي عموما تعبير عندهم عن الإحترام ، إذا ذكروا في كتبهم المقدسة إسم الله ، أو قابلوا عظيما من العظماء
>>>> و كذلك يلبسون شيئا يسمى (( التفلين )) ، و هي عبارة عن علبة صغيرة من الخشب أو من الجلد محفوظة بداخلها رقعة من جلد الغزال مكتوب فيها قراءة السماع أي قراءة من التوراة ، و هذه العلبة مثبثة في شريط من الجلد و يجب وضعها عند الصلاة في وسط الجبهة ، بحيث يربط شريط الجلد فوق الرأس و حوله و فوق الجبهة و توضع واحدة أخرى على الكف اليسرى بحيث يلف شريطها حول اليد و تكون العلبة مثبتة عند أصل الإبهام ، و إذا كان المصلي يستعمل يده اليسرى وجب عليه أن يربطها على الكف اليمنى
و على كل سنعود لنتكلم عن التفلين بتفصيل أكثر فيما بعد .
يزعم اليهود أن أرواحهم جزء من الله تبارك و تعالى و أنهم عند الله أرفع من الملائكة و أن من يضرب يهوديا فكأنما ضرب العزة الإلاهية ، كما يعتقد اليهود أنهم مسلطون على أموال باقي الأمم و نفوسهم ، لأنها في الواقع أموال اليهود ، و إذا استرد الإنسان ماله فلا لوم عليه ! و أن الناس إنما خلقوا لخدمتهم و من أجلهم ، و لليهودي إذا عجز عن مقاومة الشهوات ، أن يقدم نفسه إليها و يعتقدون أن الجنة لا يدخلها إلا اليهود ، و إلا من كان يهوديا ، أما فيما يتعلق بموقف اليهود من غيرهم ، فيعتقدون أن أرواح غير اليهود هي أرواح شيطانية ، و شبيهة بأرواح الكلاب و الحيوانات ، و أنهم مثل الحمير أكرمكم الله تعالى ، و إنما خلقوا على هيئة الإنسان ، حتى يكونوا لائقين لخدمة اليهود ، و لا يجوز لليهودي أن يشفق على غير اليهودي و لا أن يرحمه و لا يعينه ، بل أنه توجب عليه أنه إذا وجده واقعا في حفرة سدها عليه ، كما لا يجوز لليهودي أن يرد لغير اليهودي ما فقد منهم ، أو يقرضه إلا بالربا و يزعمون أن الله تبارك و تعالى أمرهم بذلك تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، و كذلك الزنا بغير اليهود جائز عندهم و لا عقاب عليه ، و على اليهودي أن يسعى لقتل الصالحين من غير اليهود ، كما و يعتقدون أن جميع الناس من غير اليهود مأواهم النار و القار أي جهنم بزعمهم ، و أنها _ أي جهنم _ أوسع من الجنة بستين مرة
أما عقيدة اليهود في المرأة ، فإنهم يعتقدون أن إتيان زوجات الأجانب جائز ، و استنتج من ذلك الحاخام رشا أن اليهودي لا يخطئ إذا تعدى على عرض الأجنبي لأن كل عقد نكاح عند الأجانب فاسد ، ولأن المرأة إذا لم تكن من جنس بني إسرائيل فهي كالبهيمة ، و العقد لا يكون مع البهائم و ما شاكلها ، و قد أجمع على هذا الرأي كثير من الاخامات ، و منهم بيشاي ، و ليفي و لورسن ، فلا يرتكب اليهودي محرما إذا أتى امرأة نصرانية و من باب أولى المرأة المسلمة كما أفتى بذلك الحاخام الكبير ميمانوت ! و هنا أتعجب جدا حينما أرى أن الحاخامات يخرجون بهذه الفتاوى على الهواء مباشرة ، واضح عداءها و شرها المستطير ، و لا يزال عدد من المسلمين يدافع عنهم !
و بعد الزواج عند اليهود تعد المرأة اليهودية مملوكة لزوجها ، و مالها ملك لزوجها ، و لكن لكثرة الخلافات و المشاكل فقد أقبعد ذلك أن تملك المرأة اليهودية رأس المال و الزوج يملك المنفعة !
لليهود أيضا تقاليدهم في الطعام و الشراب و من ذلك أنه يحل من الحيوانات ذوات الأربع كل ما له ظلف مشقوق و ليست له أنياب و يأكل العشب و يجتر ، فالخيل مثلا و البغال و الحمير تحرم لحومها لأنها ليست ذات أظلاف مشقوقة و كذلك الجمل لأنه ذو خف لا ظلف و يحرم الخنزير أيضا بسبب أن له ناب ، كما تحرم السباع كلها عند اليهود لأنها ذ ات مخالب و أنياب ، و لحم الأرانب حرام على اليهود و ما يتصل بها من القوارض آكلة العشب لأنها ذا أظافر لا أظلاف مشقوقة ، و يحرم من الطيور كل ما له منقار معقوف أو مخلب أو كان من أوابد الطير التي تأكل الجيف و الرمم فيحرم عند اليهود أكل الصقر و النسر و البومة و الحدأة و الببغاء لكونها ذات مخلب ، و يحرم أكل الغراب و الهدهد و نحوها خوفا من الخطر و لأنها من أوابد الطير التي لا يعرف ماذا تأكل ، و يحل أكل الدجاج و الإوز و البط عند اليهود و نحوها من الطيور الأليفة التي يمك تربيتها في البيوت و الحقول ، كما يحل عند اليهود أكل السمان و العصافير البرية آكلة العشب و الحب ، و يشترط اليهود في حيوانات التي تذبح للأكل أن تون سليمة من العطب و من الجروح و الكسور و الأمراض و أن تذبح من منحرها ، بعد تلاوات البركات اليهودية ، أما عند الأحياء المائية عند اليهود ، فيحل منها السمك الذي له زعانف و عليه قشور و فيما عدى ذلك فكل صيد البحر حرام ، فممنوع على اليهود مثلا أكل الأسماك الملساء ، كما يحرم على اليهود أكل الإخطبوط ، و الجنبري أو الربيان ، و السرطان ، و لا يجوز لليهودي الجمع بين اللحم و اللبن و الحليب أو أي شيء يمت إليه بصلة في طعام واحد ، فحرام على اليهود طبخ اللحوم في السمن أو الزبدة ، بل يجب أن تطبخ في زيوت نباتية ، و حرام أن يتناول اليهودي اللحم و الجبن أو الزبدة أو اللبن أو نحوها في وجبة واحدة ، بل حرام أن يوضع اللحم في إناء كان قد وضع فيه لبن أو جبن من قبل أو أن تستعمل سكين واحدة في تقطع اللحوم و تقطيع الأجبان ، فكل هذا محرم عند اليهود ، و لذلك يتعين على كل يهودي متمسك بشريعته ، و على كل مطعم يهودي يهتم بأن يكون ما يقدمه حلالا أن يتوفر له مجموعة من الآنية و الصحون و أدوات المطبخ مخصصة للحوم فقط و توضع في مكان محدد و آنية مخصصة للألبان و الأجبان و مشتقاتها و لها كان منعزل أيضا ، كما يحرم على اليهود خلط الأنبذة و الخمور
ولبيت المقدس أيضا قدسية عند اليهود ، فيجب على كل يهودي ذكر رشيد ، أن يزور بيت المقدس مرتين في العام و أن يبقى به أسبوعا كل مرة ، و يبدأ الأسبوع يوم الجمعة و تقام خلاله احتفالات يحضرها الوافدون و يتزعمها الكهنة و اللاويون ، و يكون القصد من هذه الزيارة إتاحة الفرصة لليهود أيا كانت مناقهم أن يتعارفوا فيما بينهم ، و تكثر الأعياد عند اليهود و منها ما يتصل بالأحداث التاريخية ، و منها ما يتصل بمواسم الزراعة و الحصاد ، و منها ما يتصل بالهلال و التوبة أو التكفير عن الذنوب ، و قد وردت هذه الأعياد بكثرة في الإصحاح الثالث و العشرين في سفر التكوين ، و هنا نذكر بعضا من أهمها :
عيد الفصح : و هو يوم الذكرى لخروج إسرائيل من مصر و من العبودية التي كانوا يخضعون لها ، و يقول اليهود أن هذه الذكرى لا يمكن أن تنسى فقد جاء الرب بنفسه دون أن يكتفي بملائكته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، و يزعمون أنه قاد شعبه المختار و أخرجهم من إطار العبودية ، و كان خروجهم سريعا ، فلم يستطيعوا أن يعدوا خبزهم كالعادة ، و إنما أعدوه فطيرا دون أن يختمر ، و على هذا ففي عيد الفصح الذي يستغرق الأسبوع الثالث من شهر إبريل يكون طعام اليهود خبزا و فطيرا غير مختمر و يبدأ هذا الأسبوع و يختم بحفلين مقدسين و فيهما تتلى أدعية و تقام صلاة و تحرق قرابين
عيد الهلال الجديد : يلقى الإحتفال بالهلال الجديد عناية كبيرة في العقيدة اليهودية و يسمى أيضا بعيد النفير لأن الأبواق كانت تستعمل للإخبار عن ظهوره ، و كان الناس يتبارون في رؤية الهلال و محاولة السبق في الكشف عنه ، و كان الذي يراه أولا يسارع إلى بيت المقدس ليخبر بذلك الكهنة ، و أحيانا كان يقام سباق بين الذين رأوا الهلال و كل منهم يحاول أن يكون له السبق ، و عندها ينفخ في البوق إعلانا للشهر الجديد و تشعل النيران على جبال الزتون و عندما يراها سكان التلال البعيدة يشعلون بدورهم النيران على تلالهم
عيد يوم السبت : فيوم السبت هو من الأيام المقدسة عند اليهود و الذي يجب مراعاته مراعاة تامة ، فلا يجوز لليهودي الإشتغال فيه ، و من خالف حرمته بالإشتغال فيه يكون قد ارتكب جرما عظيما و مما ورد في كتابهم المقدس عن يوم السبت ما نصه :
تحفظون السبت لأنه مقدس لكم من دنسه يقتل قتلا
عيد يوم التكفير : هو يوم في العام يحاول فيه اليهودي أن يعبد الله لا كإنسان بل كملاك بزعمهم ، فعلى اليهودي أن يعيش هذا اليوم كما تعيش الملائكة في صوم جاد و عبادة دائمة ، و هذا اليوم يسبق بتسعة أيام تسمى : أيام التوبة ، و في اليوم العاشر يوم الصوم و العبادة تكمل طهارة اليهود و تغفر لهم سيئاتهم على الماضي كما يزعمون ، و يستعدون لاستقبال عام جديد ، و تقع هذه الأيام في الشهر السابع من شهور السنة اليهودية
عيد المضلات : و يقع في شهر اكتوبر ، حين يحتفل اليهود في العالم بعيد المضلات أو ما يطلق عليه أيضا بعيد الخيام ، و في هذا العيد يذهبون إلى المعبد حاملين السعف و أغصان الشجر ، و في الطريق يقيمون الخيام ، أو أكواخا من القش ، يمضون به أياما ، رمزا منهم إلى الأيام الطويلة التي قضوها في فترة التيه مع موسى عليه الصلاة و السلام ، و ليست لهم بيوت ثابتة ، حيث كان لهم بيوت من الأغصان وورق النخل وهم يذهبون إلى المعبد لشكر الرب أن أنهى عنهم حياة المكابدة و منحهم الإستقرار ، و يمتد هذا العيد 10 أيام و يكون آخر يومين فيه حافلين بالبهجة و السرور و الرقص و شرب الخمور بكافة أنواعها !!
Bookmarks