دورة الفهد .. الفكرة والنجاح

عبدالعزيز الهياجم
----------------
و يسدل الستار على بطولة خليجي 20 بحفل الختام ولقاء القمة التاريخية بين منتخبي الكويت والسعودية لنيل لقب البطولة الأكثر زخما واهتماما وحضورا جماهيريا وإثارة إعلامية سبقت البطولة " سلبيا " و واكبتها " ايجابيا ".
وإذا كنا نحن الإعلاميين اليمنيين قد سعينا جاهدين قبل البطولة لمخاطبة الأشقاء وتطمينهم إلى أن اليمن آمن ومستقر ولن يعكر صفو البطولة شيء وثقتنا نابعة من أصالة هذا الشعب المسالم الذي يضع أشقاءه وضيوفه في حدقات العيون فإن ما أثلج صدرنا على مدى أيام البطولة هي تلك المقالات والكتابات والتصريحات التي ظلت تطالعنا بها الصحف الخليجية يوميا عبر أقلام شريفة ومنصفة سعت جاهدة إلى تصحيح الصورة ومسح كل ما علق بذاكرة الأشقاء من نظرة قلقة ومخاوف بشأن الوضع في اليمن ومجازفة ومغامرة الوصول إليه أو تنظيم البطولة فيه.
وبقدر فرحتي بنجاح اليمن في تنظيم هذه البطولة بشهادة الأشقاء وكل المراقبين والمتابعين فإن سعادتي لا توصف حين كان لفكرتي بخصوص تسمية الدورة صدى وتفاعل تكلل بإعلان فخامة الأخ رئيس الجمهورية رسميا يوم الافتتاح إطلاق اسم دورة الشهيد فهد الأحمد على بطولة خليجي عشرين تكريما لهذه الشخصية الرياضية الخليجية التي وقفت إلى جانب اليمن في كافة المراحل.
فقد كان لي تصريح صحفي ضمن تقرير بثه موقع إيلاف الالكتروني السعودي والذي مقره لندن وذلك يوم12سبتمبر الماضي اقترحت فيه أن تسمى البطولة بدورة الشهيد فهد الأحمد عرفانا بمواقف الرجل الداعمة لليمن وكونه أول من نادى بمشاركة اليمن في كأس الخليج * وإيمانا بأن مثل هذا العمل المعنوي سيكون له أثرا إيجابيا في نفوس الأشقاء وتفاعلهم وشعورهم بأننا نسيج واحد وهو ما حصل . وكان لذلك المقترح غير الرسمي حينها صدى وأعادت نشره الكثير من المواقع والصحف الخليجية والمحلية حتى تبلورت الفكرة لتخرج بصورة رسمية *وكان لبعض الصحف ومنها أسبوعية " سبورت " الرياضية مبادرة التذكير بأن هذه فكرتي في عددها رقم "283" الصادر في 30 أكتوبر الماضي.
ولا أقول ذلك من باب البحث عن تكريم أو مقابل بقدر ما أعبر عن فرحة وايمان بأن التكريم الحقيقي هو عندما يكون للكلمة دورها وعندما يتم الأخذ بمقترحات وأفكار هادفة تنطلق من ضمير ومسؤولية مهنية ووطنية وليس للمزايدة أو الإدعاء أو ركوب الموجة كما يفعل البعض الذين لا يتورعون عن أن ينسبوا لأنفسهم فضلا يعود لغيرهم .
وبالتالي فإن حب اليمن والولاء لها هو ما يجعلنا نساهم قدر الإمكان بجهد يصب في خدمة هدف أسمى كذلك الذي تحقق عبر هذه البطولة التي أردنا لها أن لا تكون مجرد منافسات رياضية ونتائج كروية وإنما تسجيل أهداف ثمينة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية * وكانت الأولوية هي لإزالة ما علق بالنفوس من مواقف وأحكام وانطباعات جراء ظروف سياسية معينة أثرت سلبيا على علاقات بلدنا بأشقائه هنا أو هناك .
وما أجمل أن تكون بطولة خليجي 20 ( دورة الشهيد فهد الأحمد ) قد نجحت في تشكيل صورة جديدة وواضحة لليمن أبرز معالمها أن هذا البلد هو مع أشقائه وجزء من نسيجهم الإقليمي وليس "ضد " أحد كما كان يعتقد البعض ..والنجاح في تقديم اليمن كبلد ينعم بالأمن والاستقرار والبيئة الحاضنة لنشاطات استثمارية وسياحية واعدة .
---------------
صحيفة الثورة