أبعدوا سمومكم عن عدن وأبين ..!!

بقلم / راسل عمر القرشي
------------------------
• لم أشعر قط براحة بال حقيقية كما شعرت بها خلال الأسبوعين الماضيين، والسبب هو احتفاؤنا بخليجي 20 وترحيبنا اللا منتهي بأشقائنا المشاركين والقادمين من دول الخليج العربي، وابتعادنا عن السياسة وأخبارها المزعجة وعن أصحابها المسكونين بالأزمات.
راحة بال لا يمكن وصفها، ورغم أن منتخبنا اليمني الباحث عن «الاحتكاك» على الدوام كدّرها بالهزيمة القاسية في أول أيام انطلاق البطولة التي أحبها كثيراً؛ إلا أن ذلك الكدر سرعان ما تخلصت منه بسهولة بعد اقتناعي أن انتصارنا في هذه البطولة لا يكمن في تحقيق منتخبنا انتصاراً واحداً على أي من الفرق التي تضم مجموعته، وأمتعتنا بلعبها الفني ومهاراتها الإبداعية الرائعة، ولا يمكن أن نصل إلى مستواها؛ لأن لاعبينا جميعهم مصابون بهشاشة العظام، ولا يمكن أن يتخلصوا منه إلا بعصا سحرية، وإنما يكمن هذا الانتصار في نجاحنا في تنظيم البطولة ونقل صورة مشرّفة عن اليمن أرضاً وشعباً.
• أعود إلى موضوعي الرئيسي في هذه التناولة وأقول لأولئك الذين يحاولون إعادتنا إلى أجواء السياسة التي لا نريدها من خلال استغلال الأجواء الآمنة والمستقرة التي تعيشها عدن وأبين ونقل صورة مشوهة عبر كتاباتهم التي لا تقل هشاشة عن هشاشة لاعبينا والقائمين على الشباب والرياضة في البلد.
أقول لهم: ابعدوا السياسة عن خليجي 20، ودعونا نعيش فرحة استضافتنا هـذه البطولة التي أثير حولها الكثير والكثير وانتهت في دول الخليج.. ومازالت تثار في بلادنا ومن أبناء البلد.
معيب حقاً ما نقرأه في بعض الكتابات في صحفنا المحلية ومن قبل أسماء كنا نعتبرها تنويرية، وتمقت كلياً النبرات المناطقية والشللية ولغة الكراهية، والتي للأسف الشديد انغمست فيها مؤخراً وغاصت في ضحالتها حد القرف.
مؤسف حقاً أن تسقط تلك الأسماء التي عرفناها عبر لغة الحب المكتوبة شعراً وكلمة مليئة بالشجن والإبداع في أتون القبح فتكشف عن كراهيتها للجمال الذي كانت تدعيه فيما قيل.
• انظروا كيف يكتب زملاؤنا الأشقاء الخليجيون من عدن وأبين اليوم عن الصورة الحقيقية التي تعيشها اليمن عموماً وعدن وأبين على وجه أخص.. وتعبر عن أسفها عما كان يثار ويقال بعيداً عن الحقيقة.
انظروا كيف يبدو إيمانهم بالكلمة منزهاً عن كل الشبهات وعن كل ما يثير الاشمئزاز والحقارة والحقد.. فما بالنا نحن أبناء البلد لا نجيد غير جلد أنفسنا ونقل صورة مشوهة وكاذبة عما يجري ويعيشه أبناء عدن وأبين وأبناء الوطن ككل هدفاً في تعكير الأجواء وجرياً وراء السياسة القذرة، ومناكفاتها البعيدة عن الأخلاق.
ما الهدف من وراء تلك البلبلة وتشويه الواقع والهرولة نحو تزييف صورة ما تعيشه عدن وأبين وأبناؤهما الذين أكدوا لكل بائعي الكلمة والساعين لإفسادها وإفساد الواقع الوطني الأبهى والأزهى أنهم يبيعون الفرح ولا يبيعون الكراهية، ولا مجال اليوم لتلبيد الأجواء وتسميم اللحظة بالترهات التي ينفثها المسكونون بالأوهام.
• آآه ما أقسى على القلب ما نقرأه من أبناء البلد، من شعراء وأدباء ومثقفين وهم من يدّعون الانتصار للكلمة والانتصار للواقع، والانتصار لكل القيم الحية التي تهدف إلى تعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصف الوطني ونبذ كل صور وأشكال المناطقية والشللية والفئوية الممقوتة!!.
يا هؤلاء ابتعدوا عن المناكفات السياسية خلال هذه الفترة بالذات، ودعوا البطولة الخليجية التي تستضيفها اليمن وشعب اليمن تنتهي على خير، ومن ثم عودوا إلى ترديد ترهاتكم كما شئتم وكيفما تريدون.
ويكفي أن أقول هنا: «إن الحقيقة محسومة، فقد يستاء منها الرعب، ويسخر منها الجهل، ويحرفها الحقد، لكنها تبقى موجودة».
أخيراً تحية حب لجماهير الشعب التي أكدت للعالم أجمع أنها هي منتخبنا الذي انتزع الإعجاب والفوز في هذه البطولة الخليجية الأبرز والأروع.
جماهير الشعب من أبناء عدن وأبين ومن كل محافظات الوطن هي من تستحق الثناء والإعجاب وكل التقدير، وهي صاحبة الانتصار الحقيقي في هذه البطولة كونها من باعت الفرحة لأحبتنا وضيوفنا الأشقاء، وزرعت الحب في القلوب والنفوس في آن.
جمهورنا الوفي الذي أدهش الكل.. وكان حقاً فاكهة البطولة الخليجية في نسختها العشرين .
------------------
صحيفة الجمهورية