وصية أب لأبنه شعراً في زمن الضعف والقوة
عهد الضعف (الخراف)
ولــدي إليـــك وصيتي عهد الجــدود — الخوف مذهبنا نخـــــاف بلا حـــدود
نرتــــاح للإذلال فــي كنــف القيـــود — و نعاف أن نحيــــــا كما تحيا الأسود
كن دائمــا بين الخــــراف مع الجميع — طأطئ وسـر في درب ذلتك الوضيع
أطع الذئاب يعيش منـــــا من يطيــع — إيـــــاك يا ولــــدي مفــــارقة القطيع
لا ترفع الأصــــــوات في وجه الطغاة — لا تحــــك يا ولـدي ولو كموا الشفاه
لا تحـــك حتى لو مشوا فوق الجباة — لا تحــك يا ولـــدي فــذا قدر الشياة
لا تستمع ولدي لقــــــول الطائشين — القـــــــائلين بأنهم أســــد العـــرين
الثائرين علـــــــى قيود الظـــــالمين — دعهــــم بني و لاتكـن في الهالكين
نحن الخراف فلا تشتتـــــــك الظنون — نحيـــا وهم حيـــاتنا ملىء البطــون
دع عزة الأحرار دع ذلك الجنــــــــون — إن الخــــراف نعيمهــــا ذل وهـــــون
ولدي إذ ما داس إخـــوتك الذئـــــاب — فاهـــرب بنفسك وانج من ظفر وناب
و إذا سمعت الشتم منهم والسباب — فاصبــــر فــــان الصبر اجر وثـــــواب
إن أنت أتقنت الهـــــــروب من النزال — تحيــــا خروفاً ســـالماً في كل حال
تحيـا سليمـــاً من سؤال واعتقــــال — من غضبـــة السلطـان من قيل وقال
كن بالحكيــــم و لاتكـــن الأحمـــــق — نــــافق بني مع الـــورى وتمـــــــلق
و إذا جررت إلى احتفــــــــــال صفق — و إذا رأيت النــــــــــاس تنهق فأنهق
انظر ترى الخرفان تحيــــــا في هناء — لاذل يؤذيها ولا عيش الإمــــــــــــــاء
تمشي ويعلو كلما مشت الثغــــــاء — تمشي و يحدوها إلى الذبح الحـذاء
ما العز ، ما هذا الكــــلام الأجــــوف — من قال إن الذل أمر مقــــــــــــــر ف
إن الخــــــــــروف يعيش لا يتأفــــف — مادام يسقى في الحيـــــــاة ويعلف
عهد القوة ( الأسود)
ولدي إليك وصيتي عهـــــــد الأسود — العــــز غايتنا، نعيش لكي نســــــود
وعريننا في الأرض معروف الحــــدود — فاحم العــرين وصنه عن عبث القرود
أظفارنا للمجـــــد قد خُلقــــت فدى — ونيوبنــــــــــــا سُنت بأجساد العدى
وزئيرنا في الأرض مرهوب الصــــدى — نُعلي على جثث الأعــــادي السؤددا
هذا العرين حمته آساد الشــــــرى — وعلى جــــــــــوانب عزه؛ دمهم جرى
من جـــــــار من أعــــــــدائنا وتكبرا — سقنا إليه من الضراغـــــــــم محشرا
إياك أن ترضـــــى الونى أو تستكين — أو أن تهـــــــــون لمعتدٍ يطـــــأ العرين
أرســـــل زئيرك وابق مرفوع الجبين — والثم جروحـــــــك صامتاً وانس الأنين
مزق خصــومك بالأظافر، لا الخطاب — فإذا فقـــدت الظفـــــــــــر مزقهم بناب
وإذا دُعيت إلى الســـلام مع الذئاب — فارفض، فمــا طعم الحياة بلا ضراب؟!
اجعل عرينك فوق أطــــراف الجبال — ودع السهول، يجوب في السهل الغزال
لا ترتضي موتاً بغير ذرى النصــــــال — نحن الليـــوث قبورنا ســـــــــــاح القتال
ولدي إذا ما بالســـــــلاسل كبلوك — ورمــــــوك في قعر السجــــون وعذبوك
وبراية الأجداد يوماً كفنـــــــــــــــوك — فغداً سينشرهـــــــــــــــا ويرفعها بنوك
إياك أن ترعــــى الكلا مثل الخراف — أو أن تعيـــــش منعَّمــــاً بين الضعــــاف
كن دائماً حــــــــراً أبياً لا يخــــــاف — وخض العبــاب، ودع لمن جبنوا الضفاف
هذي بنيَّ مبــــــــادئ الآســـــــادِ — هـــــي في يديك أمــــــــانة الأجـــــدادِ
جاهد بها في العـــــــالمين ونادي — إن الجهـــــــاد ضريبة الأسيــــــــــــــــادِ
لم أعرف كاتبها للأسف
Bookmarks