أهداف من خليجي عشرين

بقلم / محمد عبدالماجد العريقي
------------------------------
حتى وقت قريب كان البعض غير واثق من قدرة اليمن على تنظيم بطولة خليجي عشرين بحجة انعدام الخبرة في تنظيم مثل هذه الفعاليات، وضعف البنية التحتية التي تحتاجها إقامة مثل هذه البطولات، كما استغلت أعمال الشغب والفوضى التي تقوم بها الجماعات الخارجة على النظام والقانون في تشويه سمعة اليمن امنيا.
ومع اقتراب العد التنازلي لانطلاق البطولة، انكشفت الأمور، وترسخت الحقيقة، وهي ان اليمن نجحت في التعامل مع كل المحطات التي مر بها قطار تنظيم البطولة، المحطة الاولى كانت (انشائية) ممولة من خزينة الدولة وبأكثر من مائة وعشرين مليار ريال اسفرت عن انجاز مرافق رياضية بمعايير عالمية ومنشآت سياحية وخدمية حديثة ومشرفة، هذه الارضية الصلبة شجعتها ودفعتها للتصميم على تنظيم البطولة في عدن وأبين، كما رسم لها وفق اول قرار للجنة المنظمة.
وكانت هذه الخطوة منطلقا للخطوة الثانية، والتي تمثلت في تلك الجهود الماراثونية باتجاه العواصم الخليجية لتوضيح الصورة، وإزالة كل لبس وفتحت كل القنوات والتواصل المباشر وغير المباشر للاطلاع عن كثب لمستوى التنظيم والاستعداد لضمان نجاح خليجي عشرين، فاستقبلت عدن وأبين وفوداً متتالية من الدول الخليجية والعراق وشاهدوا كل شيء بأعينهم ومستوى الجاهزية المطلوبة، وهذا ماجعل بلدانهم تحسم الحضور بالمشاركة.
وحتى الثلاثين الالف من رجال الامن والقوات المسلحة الذين خصصوا للحفاظ على الامن والاستقرار خلال أيام البطولة، لايعني هذا أن هناك وضعا امنيا خطيرا يستدعي كل ذلك، وانما كان وراء هذا القرار منح الاخوة الخليجيين المزيد من الاطمئنان، وازالة الهاجس الامني من اذهانهم، والذي بالغت وضخمت من وصفه بعض وسائل الاعلام، ومع ذلك فقد اخذ الجانب الامني بعين الاعتبار لجعل الأشقاء يشعرون بالهدوء والارتياح النفسي، فنقول لهم اطمئنوا انتم ضيوف كل اهل اليمن.
وعندما قلت في بداية هذا المقال، انه مع الساعات الاخيرة التي تسبق موعد انطلاق خليجي عشرين انكشفت الأمور وترسخت الحقيقة ان هذه البطولة ستكون إن شاء الله من انجح الدورات، وسوف تشهد تفاعلاً جماهيرياً منقطع النظير.
ونلمس هذا حاليا من تصريحات رؤساء بعثات الفرق الرياضية الخليجية المشاركة التي بدأت تتوافد إلى عدن، حيث اعربت هذه الوفود عن سعادتها للمشاركة، واشادتها بما انجز من مرافق وإحساسها بالاطمئنان الكامل.
كما تدلل قوافل السيارات والحافلات التي دخلت اليمن في الأيام الأخيرة عبر المنافذ الحدودية وعليها المشجعون القادمون من دول الخليج والعراق، ووصل عددها إلى أكثر من ثلاثة عشر الف سيارة وحافلة، ناهيك عن الرحلات الجوية المتواصلة إلى عدن، كل ذلك يدل على ان هذه البطولة ستكون مثيرة، أضف إلى ذلك الجمهور اليمني الواسع الذي يتشوق ويتشرف بإقامة هذه البطولة على ارضه، والذي سيتواجد بعشرات الآلاف، وقد توافدوا إلى عدن والمناطق القريبة، حرصا منهم على مشاهدة المباريات في الملاعب وتشجيع فريقهم، والفرق الخليجية المعجبين بها، كل ذلك سيضفي زخما جماهيريا قويا.
وانكشفت الأمور بتلك المنشآت الفندقية الرائعة التي شاهدنا جزءاً منها في لقطات تلفزيونية اثناء زيارات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، ونائبه عبدربه منصور هادي لتلك الفنادق التي ستفتح خدماتها لاستقبال الزائرين إلى جانب مائة فندق تتهيأ لذلك.
إذاً بعد هذا كله يحق لنا أن نحث ونشدد على ضرورة الاستفادة من هذه البطولة الاقليمية، بعد كل هذا الجهد وهذه الأموال التي انفقت.
ويمكن هنا الاجتهاد في طرح رؤى محددة في هذا الموضوع من خلال تحديد اربعة أهداف ينبغي ان نضعها امام الجهات المعنية وكل فرد يمني،تمكنا من تحقيق استفادة ملموسة ألخصها :
1-اكتساب الخبرة التنظيمية
2- الاستفادة السياحية
3- التوعية المجتمعية
4- السعي للفوز بالبطولة
-----------------------
صحيفة الثورة