:68: مهر......دولة الجنوب... الاحتلال
اختياري لهذا العنوان ذات دلالات تتوافق مع احتفالات شعب الجنوب بأعياد الثورة...حين نستعيد ذكرى أولئك الذين استشهدوا و يستشهدون حتى اليوم من اجل قضية الوطن و تحرره إننا لنتذكر أنفسنا أيضا بان المسؤولية تجاه الدماء التي أراقوها ورووا بها تراب الجنوب لاتقلل من مسؤولياتنا تجاه تحريره من الاحتلال المتخلف, و بهذا يعني من الناحية العملية مواصلة إعادة تكوين الإنسان الجنوبي لتجري في عقلة ووجدانه و سلوكه , بحيث تصبح قضية الانتماء للجنوب مرتبطة بقضية النضال من اجل تحريره من الغزاة الطامعين في ثروته.أن كثير ما نسمع من يقول بان كل ما نشاهده من وضع منذ أنتها الحرب الظالمة علينا غير صحيح و كثير ما نسمع العكس, و الحقيقة أن كلاهما ينطلقان حسب و جهة نظرة.... فالزمن لايمكن أن يكون صحيحا ألا بالاستناد إلى و حدات قياس ... فالإنسان و حدة قياسه تفكيره و فعلة و يستمد صوابه بالقياس إلى نقطة الانطلاق التي ينطلق منها تفكيره لصواب فعلة في الواقع. و عادة مايكون الخطأ بين الناس من نقطة الانطلاق لتفكيرهم و ليس أفعالهم كما حصل من الرئيس للجنوب و السبب أنة كيفما تكون نقطة الانطلاق لتفكيرهم يكون فعلهم كما هو حاصل ألان في الجنوب..... فالجنوبيين الذين ينطلقون من وجهة نظر الحرب عليهم التي باحت المحرم و المسموح صحيحة لمقاومة الاحتلال...أما الذين ينطلقون من وجهة نظر الوحدة فأنهم يرون كل ما يجري في الجنوب من نهب و سلب و قمع و اضطهاد هو صحيح(( ثمن نصرهم)) و من هنا يصعب التوافق بين النظرتين لان ابنا الجنوب يرون ما حصل من حرب 94 هو احتلال لأرضهم بينما الشماليين يرون ما حصل هو ثمن نصرهم.
أن ما يجري على صعيد الممارسة لهذا النظام يدل على عدم الفهم لشعاراته المستخدمة فحسب بل لم يدرك مضمونها فان المسافة بينة و بين المعرفة شاسعة مهما ادعاء استيعابها..... حتى لو تمكن الرئيس من أقناع غالبية الأميين من شعبة بان لدية معرفة و هو في الواقع لايحملها فانه لاستطيع أن يخفي إلى مالا نهاية غبأه ولهذا فانه لم يفعل سوى خديعة نفسه و شعبة و ضياع الزمن.لقد عمل الرئيس و نظامه إلى تهميش المنجزات الجنوبيه لأنه لم يساهم فيها فيكون حاقد عليها. ان نشوة الانتصار الوهمي ينبقي أن تكشف الحقائق التي خلفها, لقد سرق النظام نصرا عسكريا في ساحة جغرافية تكمن فيها الثروة , لحرب اخترعها و كان الخاسر فيها شعب الجنوب منمى أدت إلى تمزيق العقول و النفوس و إيجاد الحقود و الكراهية بين الشمال و الجنوب. لهذا الحرب لغز غامض يستحق التنقيب عن منابعه و الكشف عن جذوره باعتبارها أفظع من وباء الكوليرا و الايدز و غيرهم من الإمراض المنتشرة في العالم, أنها دمرت زهرة شعب يتطلع للحرية و الحياة الكريمة و ما زالت هذه الإمراض تنتشر في كل شارع و حي, و الغريب ان النظام لا يعتبرها مرضا رهيبا و جرائم حمقاء بل يراها بطولات خارقه و سياسة متقنه بامتياز....و ما ظاهرت قطاع الطرق و عصابات النهب و التهريب بأشراف السلطة هي تعكس الانهيار الاجتماعي الذي أصاب النظام .....ان هذا الرئيس يذكرني بالمطربه ناتاشا التي احتلت المركز الأول في مهرجان استعراضي للجمال و أصبحت ملكة الاستعراض ... فانهالت عليها العروض بالهاتف مشترطة أباحة جسدها ثمنا لإظهارها و فتح طريق الشهرة أمامها... و دفعت الغيرة بزوجها الى تكسير أضلاعها , فهل الرئيس يبحث عن نفس الشهر ليدفع شعب الجنوب و الشمال ثمنها بحجة حفاظه على الوحدة التي قتلها قبل ان ترى النور... هذا الرئيس لازال يحمل الثقافة الاقطاعيه التي تجعل حاملها يفصل ذاته عن أمته و بحجم تاريخ أمته في تاريخه.
لكم تحياتي اخوكم الدكتور الزامكي.
Reply With Quote
Bookmarks