[size=3] بسم الله الرحمن الرحيم
الموازين المقلوبة:-
*من طبيعة البشر ومن فطرة الإنسان عندما يتكلم عن الميزان بحد ذاتها،تعني العدل والقسط.ولقد ذكر القرآن الكريم الميزان في سورة هي أروع سورة،وسميت بعروس القرآن لأن فيها ذكر العدل والقسط في الميزان وعدم الحيف فيه قال تعالى(والسماء رفعها ووضع الميزان(1)أن لا تطغوا في الميزان).
فالميزان حق وعدل وصدق.وبه قامت السموات والأرض.وإذا اختل أو اضطرب ضاع الكون كله وتحطمت البشرية التي هي مأمورة أن تقوم بالقسط والعدل.في جمع شؤون حياتها من هنا اردنا أن نكتب عن الموازين المضطربة والموازين المختلة عند الأمم والشعوب.فما أروع الأمم حين تلتزم بالعدل والقسط وتحكم بالحق على جميع الأمور.تضع الأمور في نصابها.
*واليوم تلاحظ وجود الموازين المقلوبة والمضطربة التي تريد أن تغير مسار التاريخ وهي لا ترى إلا بنصف عين أو بعبارة أصح وأوضح-حقوقها لاحقوق غيرها.
ومع ذلك تدعي العدل والإنصاف وأن غيرها أصحاب أفكار منكوسة وأصحاب مبادئ مخالفه ويرمى غيرها بألوان الأكاذيب والإتهامات،ولكن نصحح هذا الأسلوب الذي ما اذاق الأمة إلا إذ لا لاً وما زادها إلا قهراً يجب أن نضع النقاط على الحروف ونحكم بميزان السماء على الأمور.
*في الدول التي هي راعية السلام العالمي نلاحظ أنها تجعل مصالحها فوق كل الأعتبارات وأن حقوق غيرها لا تقيم لها وزناً ولا تتخذ لها قراراً.حيث ضيعت الحقوق بسم القضاء على الأرهاب. اليوم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وتحالفاتهم في العراق يعيث في الأرض الفساد.أما في فلسطين خمسون عاماً ويزيد،وهي ترزح تحت وطأت الظلم اليهودي.مذابح وتصفيات لشعب أعزل بطائرات ودبابات وصواريخ وغيرها.ومع هذا نجد أن أصحاب الموازين المقلوبة يقولون بل يدعون أن إسرائيل تقاوم الإرهاب وأن أطفال الحجارة هم الإرهابيون أليس من حق الشعوب أن تستعيد حقوقها وتدافع عن مقدساتها وكرامتها؟!أم أنها توصف المقاومة المشروعة إرهاباً في الموازين اليوم.
وعندما يرجع الكاتب إلى ما يعرض في شاشات التلفاز على مرأى ومسمع من العالم يجد أن الأمة الإسلامية في شرق البلاد وغربها حقوقها مهدرة وإذا وقف واقف أو تكلم متكلم وصف بما يعجز عن ذكره الإنسان لماذا هذا؟ نحن لا نريد أن نهدر حقوق غيرنا أو أن نضيع حقوقهم حتى بمجرد الكلام ولكن نريد أن نأخذ حقوقنا المشروعة وبالطرق المشروعة.أما أن نردد أقوال أصحاب الموازين المقلوبة فهذا لا يصح بأمة تدعي الحضارة أن تردد كل الأقوال المخالفة ااعدل والقسط.
*ومن الموازين التي يجب أن تصحح في نظر البشر مسألة حقوق الإنسان اليوم تضيع حقوق الإنسان بسبب الحفاظ على حقوق الإنسان وهل من الإنصاف أن تهدد حقوق الأمة الإسلامية؟بسبب بعض المخالفات من قبل الحماعات أو أفراد نهجوا نهج مغاير لسنن غيرهم.أم أن الأمة ليس لها ولا كرامة ولاحقوق،من حق الدول أن تعاقب المخطئ بالشيء المناسب له.ولكن ليس من حقها أن تهدد حقوق الإنسان وأن تضيع كرامته.
ضرب من الواقع المر الذي نعيشه بسبب النظام العراقي السابق وما جرى فيه للشعب العراقي،صحيح أنه نظام جائر ولكن ضع المقارنة بين الصواريخ والطائرات والقنابل والقتل الذي ذاقه الشعب العراقي وإلى اليوم وهو يعيش هذه المأساة، أليس أرحم له أن يعيش بنظام وهيبة دولة أم حالة من الإنفلات والمجازر التي يروح ضحيتها الأبرياء وأين حقوق هؤلاء !!بل ما حدث في سجن أبوغريب شاهد على انتهاك حقوق الغير بغير حق...أما سجناء قُنتناموا فهي مأساة أخرى من مأسي أمة المليار،لنفترض أن لهم الحق في سجن أولئك البشر لكن ليس لهم الحق في معاملتهم بما يعامولنهم به إلى اليوم أين الميزان الحق في هذه القضايا؟!ليس هم من يدعون إلى حقوق الإنسان أم إنها عندما يكون لهم الحق يقيمون الدنيا ولا يقعدونها.وإن كان لغيرهم الحق ناموا عنه أو تناموا.
*من هذه المأسي ينشأ جيل مضادٍ لكل أنواع العنف من رحم هذه الموازين الغير الصائبة ينشأ مسألة الإرهاب الذي هو جزاء من فطرة الإنسان.عندما يرى كرامة تبدد وحقوقه تنتهك وأمواله تصادر أليس من حقةه أن يعيش حر كريماً؟![/size]
Bookmarks