أي شباب شباب أمتي .....
خبزهم الصمت , وحياتهم الموت, في ظلام ليلهم المدلهم يتراقصون, يهتزون تحت سماء مثقله
بالعواصف والصواعق, وفوق ارض حملت هيبة من غادروها إلى الفناء بلا رجوع ...هنا تقام لهم
مهرجانات الغناء(الفناء) يبحثون عن نجومهم المنكدره فلا يجدونها ...فلا نجم لهم ولا قمر...
تتمايل الأجساد, وتضطرب الحركات, حشود هائلة لنصرة من أضلها الطريق, وشاشات ضخمه لا لعرض محمد الدرة وإخوانه, ولا نخيل الرافدين وسكانه, بل لعرض فاتنة من هنا وبغي من هناك ...
بغداد شرقهم تعاني وجع الانكسار, ووحشه الانكفاء, وذل الهوان, فوضى يباع فيها الحر للعبد ,وتسلم الحصون إلى الخونة, لتتهاوى بيارق الإسلام دون ضجيج والقدس تمر بهم تلتفع الألم, وتتخضب بالدماء, تحبس الأسود في الأقفاص ,وتخلو الساحة للجرذان والقرود والأمر لا يعني أكثر من معلومة مؤجل التفكير بها !...
أولئك شباب أمتي,,, يتهافتون على النار ويتسابقون إلى الوراء والكل في انحطاط سافل, تقودهم شيطانه متراقصه يفعل بهم مرآها ما لم يفعله بهم مرأى إيمان حجو يمزق أحشائها وبراءتها المسفوحة وصمتها الابلغ من أي كلام لكن الآذان سكارى ما داموا في الأرض تتعفر وجوههم ما سمعوا أنين نخيل الرافدين, ولا وعوا نشيج الأقصى في وداع الأبطال ...
ظلم وظلام, جهل وهيام ,أيقاظ نيام, وأنقاض خيام ,هؤلاء قومي يلوثهم عدوهم بدمهم فيهدرون منه المزيد ويتجاوزون الذل إلى الاذل ...
يتفاخرون بالسقوط ويتمايلون على أنقاض أرواحهم باعوا مآذن الطهر والنور في لحظه سفه ومجون يغمضون أعينهم عن وجع أمتهم السائرة على رؤوس الحراب تقترب منهم المنايا وعيونهم يسكنها الظلام فلا يرون ...
تلك هي الصورة وذلك هو الوجه السقيم الذي رسم لهم وارتدوه والبقية من الشباب مدعوون للسير على نفس الطريق طريق الشهوة للنضال وطريق الانحطاط للسمو وطريق الهوان للتحرير ....
هؤلاء شباب أمتي يبددون الطاقات ويهدرون الأوقات ويشدون أزر الأعداء بأذيال بغي سافلة يتعلقون ويتراقصون كالظلال في زمن هم في اشد الحاجة فيه للثبات تسكن العتمة أعينهم وهم في أمس الحاجة للضياء ...
يتناسون الآم إخوتهم ويتجاهلون وجع أمتهم يتناسون الأرض الولود التي ما انفكت تنشق عن براعم الإقدام وتغذ قوافلها المسير للوصول إلى المسرى الأسير يتناسون العراق الذي تفتحت فيه أزهار الإباء وعاود النخيل الشموخ والعزة واستوى الفرسان على الصهوات في وجه من حارب الله ورسوله يتجاهل شباب قومي الدماء التي ما فتئت تراق لتعيد
لهم كبريائهم المراق على أعتاب المجرمين والسفلة والبواغي .
إلى متى يظلون على وقفتهم وسط الطريق يوزعون النظرات حيارى ولا يدرون أي المسالك يسلكون ؟ يزرعون الشوك في طريق سعادتهم ويغرسون الجبن في طريق الانتصار ؟ يقاطعون عدوهم تارة وتارة يوطئون لتماثيله النواصي يبكون وجع الامه وهم يلهون بسكاكينهم في ظهرها المثخن بالجراح يلهون بالامهم وتقتلهم بلاهتهم ويبشرون بالخلاص على أيديهم ولا يملك احدهم تحديد طريقه ....
لهؤلاء تقام المهرجانات ولهم دون غيرهم تهدى الأمسيات التي لا صباح لها ولهم وحدهم الأضواء لتزيد من وحشه العتمة ...
يا فارس الفجر : زاد ظلام الليل فمتى تشق بنورك العتمة ؟ ومتى ينقذ الله بك الامه ويرفع بسيفك الغمة ؟ اقبل ولا تعبا بشباب أمتي المتعثرة رجولتهم على الحجارة الصماء انبلج أيها الفجر ولا تعبا بظلام أيامهم أنقذنا ودعهم في سكرتهم يعمهون ....
خذ طريقك ...لا تأبه بدنياهم ...لهم الاهتزاز على أرضهم المهتزة ولك إن أخلصت لله الثبات ....
ولعل هذه الأبيات تعبر بما يدور في نفسي المثقلة بالألم والحزن لما وصلت إليه الامه من ذل وهوان فقد أصبحت دمائنا من ارخص الدماء .... فإليكم إخوتي علنا نقيد النفوس ونقول قوله على ابن طالب رضي الله عنه فقال : يا دنيا غري غيري يا دنيا غري غيري طلقتك ثلاث طلقتك ثلاث .......
من القلب للقلب ومن الروح للروح .....
أسير ورائها كلفا أسير... أسير وبالهوى قلبي أسير
أسير ورائها بهواي عبدا.... أسير ولست اعرف ما المصير
أسير وما أبالي في هواها.... أظل حف دربي أم هجير
إذا نادت هلم اهتز قلبي.... وكاد لهمس داعيها يطير
تنازعني منامي حين اغفوا ....وتصرخ قم أنى أسير
وكم أشقى بخدمتها كأني.... لما شاءت نوازعها أجير
كأني بالتخبط في هواها.... إذا أبصرت شاردها ضرير
شقيت بحبها فغدت حياتي.... كأشقى ما يرى الصب الفقير
ولست بعاشق فالعشق مهما.... تطاول فهو عما بي قصير
هي النفس الشرودة ضللتني.... نوازعها فأرهقني المسير
تزل ولست أنهى عن هواها.... وتبعث أمرها وأنا السفير
ابرهن صدق حبي بالخطايا.... وتثبته بأهواء الشرور
أمتعها وازعم ذاك حبا .... وما هو بالهوى إلا غرور
أسير على النعيم وراء نفسي.... وخلفي امة دمها يمور
تغطي أرضها جثث الضحايا.... فلا نفس تهيج ولا تثير
ويصرخ من أذى الجوع اليتامى .... وهم النفس انتم لا القدور
أنام على الوفير وألف شيخ.... يجرح ظهر كفيه الحصير
تثور بحمئه الأهواء نفسي .... ويخمدها عن القمم الفتور
متى سافك بالعزمات اسري ....متى سيثور لله الشعور
متى سأمد أجنحتي شموخا.... يري رب السياط من الحقير
بإيماني وأقلامي وسيفي.... مصاريع تسد بها الثغور
مناي عن النفور كفاف نفسي.... وثورتها إذا هتف النفير
مناي أقودها لحمى الهي .... لسبق فوزه الفوز الكبير
مناي وليس تنفعني الأماني.... ولا شهد اللسان ولا السطور
إذا لم آسر النفس اصطبارا.... يصول جوامحي فانا الأسير
******************
إن ما خرج من القلب لن يصل إلا إلى القلب
فهل وصلت للقلب ؟؟؟
أختكم المحبة دوما أسيرة الآلام M
Reply With Quote
.gif)
Bookmarks