العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...
اليوم سانقل لكم من منتدى اخر موضوع عن كتاب اعجبني كتاب جميل ومميز وفيه كثيرآ من الاشياء الخاصه كتاب يتكلم عن الساحر رونالدينهو عنوان الكتاب ((صديقي رونالدينهو)) للكاتب خوان كاستيل
كتاب صديقي رونالدينهو ... بقلم خوان كاستيل
حكايتي معه بدأت منذ ثلاث سنوات تقريباً ، بالتحديد يوم الـ 19 من شهر يوليو من عام 2003 ، منذ ذلك اليوم وانا قريب منه ، انصت لما يقوله ، اتابع نظراته و اعيش معه اسعد اللحظات واصعبها ، حتى اصبحت صديقاً مقرباً له ، وها انا الان اريد ان اتشارك معكم هذه المشاعر ... ربما تتعروفوا اكثر على صديقي رونالدينهو .
البدايه
اليوم هو الجمعه الموافق الـ 19 من شهر يوليو من عام 2003 ، وكمعظم ايام هذه السنه درجة الحراره الجو مرتفعه جداً بشكل خانق ، ولكن من يهتم فهنالك امر وحيد مسيطر على عقول الكاتلونيين في هذا اليوم ، امس الخميس توصل نادي برشلونه الى اتفاق مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي وذلك لشراء النجم البرازيلي رونالدينهو على الرغم من المنافسه الشديده مع نادي مانشستر يونايتد الانجليزي .
قبل ايام قليله كان الاعلام الاسباني يحتفل بقدوم ديفيد بيكهام الى ريال مدريد ، ولا تكاد تخلو صحيفة او مجله من صوره، ولكن على ما يبدو هذا لم يرضي مسؤولي نادي برشلونه مما جعلهم يحركون اوراقهم تجاه جوهرة اخرى هي رونالدينهو الذي بأعتقادهم سيرفع من الروح المعنويه للكاتلونيين على حد قول جوردي بوجول .
رونالدينهو وصل اخيراً في فترة بعد الظهر ، كانت برفقته شقيقته ديزي ومباشرة من ارض المطار توجه الى مقر النادي ليوقع عقداً لمدة خمس سنوات ، ساندرو روزل نائب الرئيس ارسل لي رسالة عبر هاتفه النقال تقول ( اوكي ) اي ان الامور كلها سارت على نحو ممتاز وان الجميع سيتوجه لمطعم ( بونتافيميرو ) للاحتفال .
لكم ان تتخيلوا اين كنت عندما وصلتني الرساله ؟ حسناً ربما التوقع امر صعب ، كنت في حفل زواج احد اعز اصدقائي وهو انطونيو كروز ، ولكنه - اشكر الرب على ذلك - تقبل بصدر رحب مغادرتي الحفل مبكراً نظراً لهذا الظرف الطارىء . توجهت الى مطعم بونتافيميرو ، في الحقيقه انه مطعم رائع وهو احد اهم المطاعم الاسبانيه في العالم يقع في قلب المدينة في حي غراسيا .
وصلت سريعاً ووجدت الجميع سعداء، كان هناك الرئيس خوان لابورتا ، روبرتو دي اسيس ، ساندرو روزل ، رونالدينهو ، شقيقة روني ديزي ، بريز فارجوال ، سوريانو وآخرين . اتذكر بأن الكرسي المخصص لي كان مقابل لرونالدينهو مباشرة ، جلست انظر إليه فقط وبعد وقت طويل تبادلنا بعض الكلمات .
العشاء كان ممتعاً بسبب جو المرح الذي اضافه ساندرو روزل خاصةً لأنه يعرف رونالدينهو و عائلته مسبقاً ، هذا سهل على رونالدينهو التواصل معنا ومع مرور الوقت اصبحنا نتبادل النكات وفي النهايه شربنا نخب هذه الليله وصحنا كلنا Visca Barça!, Visca Catalonia!, Visca Brazil
شخصيتــــــه
قبل كل شيء ، دعوني اشير الى شخصيته الاستثنائيه وقلبه الكبير ، يحب اصدقائه ، مرح ، منفتح على العالم ، يضع ثقته بالذين يحيطون به ، خجول الى حد ما ، لا يحب ان يكون موضع مراقبة دائماً ، لا يهمه ما يقوله الناس حول كونه اللاعب رقم واحد في برشلونه والعالم ، او ما يجنيه من ارباح ، اهتمامه الوحيد ينصب على الملعب وما قدمه من اداء .
على الرغم من شخصيته الغير اجتماعيه ، يحب ان يتواجد في المستشفيات لزيارة الاطفال المرضى و مساعدتهم ، هذه هي الحالة الوحيدة التي تجده سعيداً تماماً كما في الملعب ، هو شخص كريم ويحب العطاء .
هواياته
البرازيلين شعب صاخب للغايه يحب الحياة ، على العكس من الانجليز الملتزم بالصرامه في كل شيء حتى في الاكل ، بحكم قربي من الكثير من البرازيلين في برشلونه استطعت ان اتكيف مع عاداتهم ، فمثلاً في الاكل غالباً ما يصلون متأخرين وعلى رأسهم رونالدينهو وهذا امر اعتدنا عليه في الفريق . كما انهم يعشقون لعب كرة القدم في كل مكان حتى في البلاي ستيشن ، فهم عادة ما يجتمعون لمواجهة بعضهم البعض او يلعبون اثنان مقابل اتنان ، رونالدينهو مع ادميلسون ، و موتا مع بيليتي او ديكو . كفة روناليدنهو هي الارجح دائماً حتى في هذه الالعاب وكلنا نؤكد على مهارته ماعدا موتا وبكونه الخاسر دائماً لا يمل من قول ( روني ليس افضل لاعب ولكنه محظوظ فقط ) .
من الامور التي تميز البرازيلين ايضاً روحهم المرحه ، تجدهم يجلسون معاً لساعات عديدة لا تختفي الابتسامه من على وجوههم ( ما عدا سيلفينهو الذي يملك شخصيه جادة للغايه ) ، وغالباً ما يخططون لعمل مقالب في اللاعبين الآخرين او في اعضاء الجهاز الفني مثلي انا . رونالدينهو مثلاً يحب ان يخبي الامور الصغيرة مثل مفاتيح السيارات و الهواتف النقاله حتى ييأس ضحاياه ، في احدى المرات وبعد الانتهاء من الحصص التدربيه ذهبت لأخذ مفاتيح سيارتي ، ولكني لم اجدها احسست مباشرة بعلاقة لرونالدينهو بالموضوع ، ذهبت إليه وقلت ( اسمع ، اعطني مفاتيح سيارتي التي اعلم بأنها معك لأن الوقت اصبح متأخراً ولست في مزاج للمزاح ) ، رد علي روني وقال ( لا لا ، لم ارى مفاتيحك ) . ذلك اليوم عدت الى منزلي من دون السياره . سيارتي بقيت وحيدة في مواقف الكامب نو لمدة يومين متتالين، تصورا !!
في اليوم الثالث دخلت غرفة الملابس لأجدهم يسألون على مفتاح سياره وجوده في الغرفه ، طبعاً كانت مفاتيحي والذي كان يملكهم لم يكن غيره ، نعم كان رونالدينهو .
لدى رونالدينهو ايضاً مع موتا هواية غريبه جداً وهي اللعب بالمياه ، اينما كنا في فندق او ملعب ، تجد الاثنان يرميان المياه على الجميع وانا بالتأكيد من ابرز الضحايا .
عدا عن هذه الهوايات الغريبه والخطره ، روني كما يعلم الجميع عاشق للموسيقى وقد يجلس لساعات طويله يستمع و يرقص على انغام السامبا ، ولكن ما لا يعرفه معظم الناس ان روني مدمن على مشاهدة افلام الاكشن ، الفيلم المفضل لديه فيلم ( مدينة الآلهه ) للمخرج البرازيلي فيرناندو منديز ، كما يحب افلام كلاً من برويس ويلس ، ويل سميث و جوليا روبرتس .
الى جانب الموسيقى والافلام يحب روني تعلم اللغات ، فهو حالياً يتحدث البرتغاليه ، الاسبانيه و الفرنسيه ، يفهم الكثير من الانجليزيه ويتعلم حالياً بعض الكلمات باللغه الكاتلونيه . في سنته الاولى كان الحارس التركي روشتو منظم حديثاً للفريق ، وهذا الاخير كان يجد صعوبة في التواصل مع الآخرين بسبب عائق اللغه ، حرص روني على تعلم كلمات من اللغه التركيه ليتقرب من روشتو وهو الامر الذي اسعد الحارس التركي كثيراً .
روتينه اليومي
الساعه تشير الى التاسعه صباحاً موعد استيقاظ رونالدينهو ، يومه يبدأ عادة بتناول الافطار اما مع ابناء عمه او مع شقيقته ديزي ، ينطلق بعدها بسيارته البي ام دبليو الى النادي برفقة صديق الطفولة تياغو . يدخل روني غرفة الملابس قبل الموعد المحدد للتدريب بثلاثين دقيقة وذلك بأمر من ريكارد ، يبدأ بتغير بملابسه بجانب خزانته القريبة من خزانتي موتا وجيو ، الثلاثه غالباً ما يتحدثون وهم يشعرون بالنعاس ، في حين ان الجانب الاخر في الغرفة المتواجد فيه بويل وبيليتي يكون نشيطاً للغايه.
كسل رونالدينهو يتحول الى نشاط ما ان تبدأ الحصه التدريبيه ، تجده كالطفل الذي يلمس الكرة للمرة الاولى في حياته يداعبها ويحركها بأستمرار ، دائماً ما يحاول ان يقوم بحركات مختلفه تبهر الجميع .
مع انتهاء الحصه التدربيه يبدأ الطلب على رونالدينهو من كل الجهات ، كل وسائل الان تريد ان تسجل معه مقابله وهذه الطلبات تضاعفت منذ ان فاز بجائزة افضل لاعب في العالم ، عادةً ما يقول لي بأن لم يعد يحتمل هذه الامور ولكنه مجبر عليها . بعد هذا الماراثون اليومي مع وسائل الاعلام يعود روني الى منزله لتناول وجبة العشاء ، شهيته مفتوحه دائماً ووجبته المفضله هي اللحم مع البطاطا والمايونيز التي تعدها امه ، روني ايضاً مجنون بكل انواع الشوكولاه .
رونالدينهو لا يحب ان يكون وحيداً ابداً ولديه اصدقاء كثر ولكن ليس هنالك احد في نظره كتياغو صديق الطفولة الذي مايزال يعامل روني كالسابق من دون ان يتأثر بثروته وشهرته ، الى جانب تياغو لدى روني اصدقاء مقربين من اعضاء الفريق . يكن روني احتراماً خاصاً لقائد الفريق كارليس بويل ، كما لديه علاقة جميله جداً مع زافي و ماركيز ، لكن اصدقائه المقربين هم ابناء بلده موتا ، ادميلسون ، سيلفينهو ، ديكو وبيليتي .
يوم المباراه
عندما تحين لحظه الحقيقه ، يبدأ رونالدينهو في التركيز في كل شيء ، عادة ما تجده يوم المباراه هادئاً لا يشعر بالخوف كل ما يشعر به هو الاحترام ، سواء كان الفريق المنافس قوياً او ضعيفاً ، هو ينظر للمباراه على اساس انها مباراه ما بين 11 لاعباً ضد 11 لاعباً دون النظر الى الفوارق التاريخه او المهاريه .
خلال التجمع قبل المباريات اعتاد روني ان ينام لوحده ، في السابق كان يتشارك الغرفة مع موتا ولكن مع اصابة موتا الموسم الماضي اصبح ينام لوحده ، عموماً هو ينام في اي مكان حتى في الحافله التي تقلنا الى الملعب او الى الفندق ، لم ارى في حياتي شخص يستطيع ان يفصل نفسه عن الواقع الشديد التوتر ليعيش في عالم هادىء لوحده .
قبل الخروج من غرفة الملابس لارض الملعب يقترب رونالدينهو من كل لاعب يشجعه ، يعطيه الثقه ، يحفزه ، يحاول ان يشكل وحدة قويه ويشيع جو من السعاده . بعد ذلك يربط شعره الطويل و يلبس سوارين حول اليد احدهما باللون الاصفر ويدل على القوة والاخر باللونيين الاسود والابيض ويدل على نبذ العنصريه . هو الاخير دائماً في الدخول الى ارض الملعب ينظر الى السماء ويصلي ، يستمر في تشجيع زملائه بقوله ( هيا بنا ، نستطيع ان نفوز اليوم ) ، خلال المباراه لا يهتم رونالدينهو بمن يحرز الاهداف سواء كان هو او احد زملائه الفرحه ستكون واحده الاهم بالنسبه له مصلحه الفريق وتحقيق الفوز .
مئوية الفيفا
اليوم هو الـ 15 من شهر ديسمبر من عام 2003 ونحن مدعوين لحضور الاحتفال الذي يقيمه الفيفا بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيسه في العاصمه البريطانيه لندن ، وفد النادي مكون من الرئيس لابورتا ونائبه روزل وزوجتيهما كونستانزا و مارتا ، اللاعبين رونالدينهو وشقيقه روبيرتو ، لويس انريكه وزوجته ، كلويفرت ، روشتو ، ديفدز ، سافيولا ووالدته و انا ، ريكارد ايضاً تلقى دعوة لكونه احد اهم المدربين في الوقت الحالي ولكنه اعتذر بسبب إلتزاماته مع الفريق .
علي ان اعترف ، تلك الليله في لندن كانت من اكثر الليالي سحراً امضيتها في حياتي ، لقد سنحت لي الفرصه بأن اكون بالقرب من نجومي المفضلين في الماضي والحاضر ، طبعاً كل هذا بفضل رونالدينهو الذي اعاد برشلونه الى وضعه الطبيعي كأحد اكثر الفرق تميزاً مما جعل الجميع في تلك الحفله يقترب منه ليعبر له عن اعجابه الشديد بفنونه الكرويه .
اتذكر بأن روني احيط بعدد هائل من عباقرة كرة القدم مثل بيليه ، فالكاو ، زيكو ، كافو ، ميشيل بلاتيني ، تيري هنري و باولو روسي ، كنت اقف الى جانب روني اتابع المشهد بأعجاب كيف لهذا الصغير ان يحوز على اعجاب كل هؤلاء العمالقه .
شعوري تلك الليله لا يوصف بالكلمات ، كنت اعيش لحظه من الخيال لم تخطر على بالي من قبل ، في ذلك اليوم تحدثت مع الاسطوره البرتغاليه اوزيبيو و مع النجم الانجليزي غاري لينكر ( الذي اعرفه مسبقاً لكونه كان لاعباً في برشلونه ) ، تكلمت ايضاً مع الالماني العظيم مولر ، الايطالي فاكيتي ، الكاميروني ميلا ، الروماني هاجي ، الايطالي روبيرتو بايجو و فرانس بيكناباور ، جميعهم طلبوا مني ان اعرفهم على رونالدينهو وهو الامر الذي وافقت عليه على الفور وإلا ما فائدة وجودي هنا ؟
خلال الحفل توقعت ان اجلس بالقرب من رونالدينهو ولكني تفاجأت بوجود سيدة جميله جداً تجلس على الكرسي المخصص لي ، روني لم ينتبه لي فهو كان مشغول بالحديث معها ، شعرت بالغضب ووقفت افكر ماذا اقول لها حتى تقوم من على الكرسي ، يبدو انها حمقاء كيف لها ان لا تنتبه لأسمي الموجود خلف الكرسي ، اللاعبين الآخرين انتبهوا لي فقاموا بأفساح المجال لي لأحضار كرسي آخر والجلوس على نفس الطاولة .
لم تنجح هذه الطريقة ايضاً و مازلت تلك الحمقاء غير منتبهه لوجودي ، لويس انريكه الذي كان يجلس على طاولة قريبه لاحظ ارتباكي فقام بدعوتي للجلوس معه ومع زوجته . تركت رونالدينهو وذهبت للجلوس بجانب لوتشو وزوجته وكان معنا تريزغيه و زوجته ، كلويفرت ، ديفدز ، سافيولا وامه ، بالاضافه الى اميليو بوتاراجينو احد اداري ريال مدريد .
تريزيغه شخصيه متميزه للغايه وهو مع زوجته يشكلان ثنائي رائع ، بأسبانيه ممتازه تحدث معي تريزيغه واكد على اعجابه ببرشلونه وقالت لي زوجته بأن انتقال تريزيغه لبرشلونه قد يصبح في يوماً ما واقعاً ، هنا تدخل اميليو بوتاراجينيو وقال له ( ما دمت ترغب بذلك اترك عقدك مع اليوفي ووقع مع البرسا ) ، إلتفت إليه وقلت ( ناديك ريال مدريد اعتاد على مثل هذه الامور اما نحن في البرسا ملتزمون بقوانين الاتحاد الدولي لذلك نتحدث مع النادي اولاً ) ، لم يرد علي سوى بـ ( حسناً ) .
في تلك الحفله ايضاً تعرفت على زوجة لويس انريكه ، هي انسانه مميزه للغايه تماماً كزوجها . بعد الحفل سألني رونالدينهو عن سبب جلوسي في طاولة اخرى ، افرغت كل غضبي على تلك المرأه فيه ... وشعرت بعدها بالراحه .
حول العالم
طوال السنوات القليله الماضيه سنحت لي الفرصه بالسفر الى اماكن عديدة في العالم برفقة رونالدينهو و برشلونه ، اول رحلة مع روني كانت الى الولايات المتحدة وآخرها الى اليابان و الصين ، وما بين هاتين الرحلتين ذهبنا الى انجلترا، ايرلندا و المكسيك .
خلال رحلتنا الاولى الى الولايات المتحدة عام 2003 تعلمت شيئين عن رونالدينهو ، الاول هو انه لا يحب الطائرات ابداً وطوال الرحلة تجده اما قلق او نائم ، اما الشيء الثاني هو ان نجم كرة القدم ليس نجماً في الملعب فقط بل يجب ان تكون له شخصيه واضحه ومحببه في الحياة الاجتماعيه .
كانت تلك رحلتنا الاولى بالادارة الجديدة بقيادة لابورتا وبطاقم تدربيبي جديد بقيادة ريكارد . لعبنا اول مباراه ضد نادي اليوفنتوس الايطالي ، حينها دخل رونالدينهو في الشوط الثاني بديلاً للويس انريكه ولعب لفترة وجيزه . بعد المباراه اقتربت من روني احدى اهم مذيعات برامج الرياضه في التلفزيون البرازيلي كرستينا كوبر ، لم تكن هذه المرة الاولى التي تلتقي بها كرستينا روني ، ولكنها حرصت على ان تنظم إلينا في هذا المعسكر فقط من اجله لانه برأيها لاعب من كوكب آخر .
لعبنا ضد ميلان في المباراه الثانيه وانتصرنا بنتيجه هدفين مقابل لاشيء ، وبما اننا كنا في العاصمة واشنطن ذهبنا في اليوم التالي لزيارة البيت الابيض ، وحده رونالدينهو وقع على كمية لا تحصى من الاوتجرافات ، حسناً كلويفرت كان مشغولاً بالتوقيع ايضاً ولكن ليس كرونالدينهو خاصة وان روني قد فاز مؤخراً ببطولة كأس العالم في كوريا واليابان لذلك فهو معروف من قبل الجميع .
بعد امريكا اتجهنا الى ايرلندا ، في الحقيقه رحلتنا الى ايرلندا كانت من اكثر الرحلات التي حركت احاسيسي ، في ايرلندا لعب البرسا مباراة السلام ضد فريق مكون من لاعبين كاثوليك ، بروتستانت و يهود وذلك في ملعب برنادويل بمدينة ديري . انتهت المباراه بفوز البرسا بخمسة اهداف نظيفة ولكنها لم تكن مهمه بقدر اهمية الحدث الذي ساهم في احيائه الى جانب لابورتا الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 1998 السيد جون هولم .
في اليوم التالي زار رونالدينهو مركز الاطفال المعاقين في المدينة ، كانت تلك الفرصه الاولى بالنسبه لي لأكتشف الجانب الانساني في شخصية رونالدينهو ، منذ ان دخلنا الى المركز وابتسامة روني لا تفارقه ، ضحك و لعب مع الاطفال ، اعطاهم الهدايا ووقع على الكثير من الاوتجرافات . في نهاية الزيارة ودعنا عمدة مدينة ديري والدموع تملأ عينيه ( زيارة نادي برشلونه وموقف لاعبيه وخاصة رونالدينهو هي افضل هدية نقدمها لمدينة ديري في الكريسماس وخاصة الاطفال ) .
في آخر يوم لنا في ايرلندا ، اقام السيد جون هولم حفل كبير على شرف نادي برشلونه شكر فيها لابورتا بقوله ( بفضلكم نحن نعيش الان يوماً تاريخياً ، هذه خطوة مهمه نحو السلام في منطقة عاشت الكثير من الصراعات الدينيه ) .
على مر السنوات المئة التي قضت من عمر برشلونه ، لم ينضم الى النادي سوى شخص ايرلندي واحد ولم يكن لاعباً بل مدرباً ، هو السيد باتريك اوكونيل الذي ولد في دبلن عام 1887 وكان قد قاد نادي ريال بتيس الى الفوز ببطولة الدوري ، بقي اوكونيل مع برشلونه من عام 1935 الى عام 1938 ، ولم يلعب ولا بطولة بسبب منع برشلونه من المشاركة في بطولتي الدوري و الكأس لأسباب سياسية . كان هو المدرب الذي قاد الفريق في جولة لفرنسا ، امريكا والمكسيك والتي انتهت بنفي معظم اللاعبين بأمر من فرانكو . لهذا السبب ربما لامست هذه الرحلة مشاعري ، لأن اوكونيل ايرلندي الجنسيه وعاش معانتنا وها نحن الان نحاول ان نعوض عليه ما فاته من انتصارات وليس هنالك برأيي ما هو اجمل من انتصار السلام .
من ايرلندا الى مانشستر بأنجلترا ، ومباراة ضد نادي مانشستر سيتي النادي الثاني في المدينة في افتتاح ملعبه الجديد ، استقبل الفريق بحفاوة كبيرة وخاصه رونالدينهو ، جمهور ماشستر سيتي كان يلقبه بالبطل نظراً الى انه فضل برشلونه على الانتقال الى عدوهم التقليدي مانشستر يونايتد .
ان كانت رحلة ايرلندا حركة مشاعري فأن رحلة المكسيك اخافتني لدرجة الموت . اتجهنا الى المكسيك بدعوة من نادي امريكا وذلك في نهاية شهر سبتمبر من عام 2003 ، خلال رحلة الذهاب تعرضت الطائرة الى الكثير من المطبات الهوائية القويه ، لا اعرف بالضبط تقنياً ماذا حدث لها ولكنها كان تهبط وترتفع بشكل غير طبيعي ابداً ، الجميع اصابهم الهلع والخوف ما عدا رونالدينهو الذي كان نائماً كعادته . بعض اللاعبين ظنوا بأن الطائرة ستسقط ، كنت اراقب المشهد بخوف كبير وقف طبيب الفريق واقترح عليهم ان يعطيهم حبوب منومة ، معظمهم وافق على ذلك وبعد فترة وجيزه غطوا في نوم عميق وتخيلوا ان روني لم يصحوا من نومه حتى حطت الطائرة على ارض المطار بسلام .
في اليوم التالي لوصولنا ، كان عيد ميلاد المدرب فرانك ريكارد ولم نكن قد خططنا مسبقاً لأقامة حفله ولكن رئيس نادي امريكا فاجأنا بأقتراحه إقامة حفله صغيره لريكارد تكون بقيادة رافائيل ماركيز ورونالدينهو . وبالفعل اقمنا الحفله لريكارد الذي شعر بالارتباك وهو يقف في منتصف الطاولة ليطفىء الشموع ونحن نغني له ، لأنه كان قد اخبرنا في السابق انه لا يحب مثل هذه النوعية من الحفلات ، ولكن ماذا نفعل ان كانوا هم من اقترحوا ذلك .
بعد الحفله عرض علينا نائب رئيس الاتحاد المكسيكي السيد جيمي غولد سميث وهو مكسيكي من اصل امريكي ان يأخذنا بسيارته الى الفندق حيث بقية اللاعبين ، ركبت معه انا ، ماركيز ، روني و ريكارد ، وما ان وصلنا الى الفندق حتى سمعنا اصوات طلقات ناريه قربية جداً منا ، ريكارد اخفض رأسه وانا ورونالدينهو نظرنا الى بعضنا البعض بنظرات كلها رعب ، ماركيز اخذ هاتفه المتحرك وكان يتكلم بكل هدوء ، جيمي جولد سميث كان قد نزل مسبقاً وبعد فترة رأيناه يقترب من السياره ومعه رجال الشرطه ، طلبوا منا النزول والركض بسرعه الى الفندق لأنهم كما بدا لنا مايزالون يبحثون عن المجرمين الذين اطلقوا النار .
كانت رحلة انتحاريه ، بدايةً من الطاثرة ، حتى التلوث الذي كان يطغى على مدينة مكسيكو سيتي ، الى الملعب الذي يرتفع عن سطح الارض ب 2.300 متر ، وصولاً الى حادثة السياره وطلقات النيران ، مازلت اتسائل كيف نجونا بأنفسنا من كل هذا الجنون ؟
في يوليو الماضي ذهبنا لرحلة الى المنطقة الآسيويه برفقة العديد من اللاعبين الجدد كلارسون ، جولي ، سيلفينهو ، ديكو ، بيليتي وادميلسون وبعض من لاعبي الفريق الثاني كروبن و ميسي ، كانت جولة قصيرة ولكننا اسمتعنا بها كثيراً . كعادة روني لم يكن يرفض ان يوقع لأحد كان يقف لفترة طويلة فقط من اجل ان يرضي الجميع ، في اليابان مثلاً كانوا الاطفال يحيطون بروني اينما ذهب من اجل التصوير معه وكان هذا الامر يسعده كثيراً .
ودعنا الجولة بنتائج جيدة ولكننا غادرنا الاراضي الاسيويه من دون روني الذي بقي في اليابان لتصوير إعلان لشركة بيبسي .
البرازيل
في ديسمبر الماضي زرت البرازيل لعدة اسباب ، منها الاطمئنان على موتا وادميلسون اللذان تعرضا لأصابة ابعدتهما عن الملاعب لعدة اشهر ، وجودهم في البرازيل كان بسبب برنامج اعادة التأهيل الذي اعد لهما بأشراف اطباء برشلونه واحدى اهم عيادات العلاج الطبيعي في ساوباولو .
هدفي الآخر من الزيارة كان قضاء إجازة الكريسماس مع عائلة رونالدينهو ، ومن حس حظي ان يوم وصولي تصادف مع حفل تكريم اقيم في ولاية ريو دي جانيرو لرونالدينهو وذلك بسبب حصوله على جائزة افضل لاعب في العالم لعام 2004 ، لقد سنحت لي الفرصه ان ارى عن قرب مدى حب البرازيلين لروني ، لقد كان شعوراً عظيماً وانا ألتمس مرة اخرى مدى طبية وانسانيه روني ، كان يقف ليسلم على الجميع يحظن الاطفال ويتصور معهم ، كانت معه في ذلك اليوم عائلته بالكامل والدته ، شقيقه روبيرتو ، شقيقته ديزي ، زوجة روبيرتو ساندرا و طفل العائلة المدلل ديغو ابن روبيرتو .
اتذكر قبل ان يتسلم روني الوسام ، عرض على شاشة كبيره بعض اللقطات والاهداف له بشعار برشلونه مع مزج بين موسيقى السامبا و النشيد الرسمي لبرشلونه ، كنت فخوراً بذلك على الرغم من اننا كنا بعيدين ألاف الكيلومترات عن البرسا لكن الحديث لم يكن سوى عن برشلونه وكاتلونيا ، انه لمن المذهل ان تملك لاعب في قيمة رونالدينهو .
بعد الحفل مباشرة ذهبنا الى مزرعة تملكها عائلة رونالدينهو ، المزرعة جميلة لدرجة كبيرة بها تستطيع ان ترتاح من هموم وصخب المدينة ، وروني يحبها كثيراً . قضينا الايام ونحن نلعب كرة القدم في الصباح ونرقص على انغام السامبا في المساء ، كان روني يشكل فريقاً من اقربائه ويرفض ان يضمني إليه ، كان يحب دائماً ان يلعب ضدي حتى يضحك علي ، ولكن فريقي المكون من اقرباء واصدقاء روني كان قوياً ايضاً ولقد هزمنا فريق روني مرات عدة ، مما جعله يصاب بالجنون ، هو من نوعية الاشخاص الذين لا يحبون الهزيمة ابداً حتى في الالعاب .
مستحيل ان انسى هذه الايام ، الآن استطيع ان اتفهم ما يردده البرازيليون عادة عن شعورهم بالحنين لوطنهم ، لقد شاهدت روني مختلف ، وعلى الرغم من انه لا يتعب من ان يقول لي - مرارً وتكراراً - انه سعيد جداً في برشلونه ولن يجد مكاناً افضل من كاتلونيا ، ولكني في هذه الايام القيليه التي قضيتها معه في البرازيل شعرت بأن الانسان لايمكن ان يكون كاملاً ان لم يكن في وطنه .
كاتلونيا
يشعر رونالدينهو بأن انسان محظوظ ليس فقط في مجال كرة القدم ولكن ايضاً على المستوى الشخصي ، دائماً ما يقول لي ( انا من بلاد ليست لها مثيل ، البرازيل ، عشت في مدينة الاضواء باريس والشيء السلبي الوحيد بها كان البرد القارص ، وها انا الان تسنح لي الفرصه بأن اعيش في مدينة تضاهي باريس جمالاً ، برشلونه ، هذه ارض ساحره بها كل شيء : الشمس ، البحر ، الشواطىء ، الجبال و الثلوج ) . يحب روني التعرف على كاتلونيا اكثر واكثر ولكن جدوله المذحم بالمباريات يمنعه من ذلك ، ومن اكثر الاماكن التي يحبها في برشلونه هو الميناء الاولوبي الساحر والمتاحف التي تحوي على رسمومات فنانين كبار كبيكاسو و دالي .
روني مع كاستل ... علاقة انسانية رائعه ... نادراً ما تجد مثيلاً لها
تحياتـــــــــــــــــــــــي للجميــــــــــــــع واســــــــــــــف علـــــــــــــــــى الاطالـــــــــــــــــه..
رد مع اقتباس
المفضلات