يتسلم نجم كرة القدم البرازيلية وفريق برشلونة الاسباني المعروف (رونالدينيو) يوم 19 ديسمبر الحالي جائزة لقب أفضل لاعب في العالم مع باقي الفائزين بجوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الحفل الكبير الذي سيقام بهذه المناسبة بمدينة زيوريخ السويسرية، وذلك بعد أن حصل قبل أيام على الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة (فرانس فوتبول) سنويا لأفضل لاعب في أوروبا.
ورغم تألق عدد كبير من النجوم هذا العام إلا أن جميعهم لم يستطيعوا أن يقدموا ما قدمه نجم السامبا الأول الذي نال جائزة أفضل لاعب في العالم العام الماضي واستطاع أن يحقق مع برشلونة في الموسم الماضي بطولة الدوري الاسباني، وها هو يقترب من إنهاء عام 2005 بمستوى كبير وتألق ملفت للنظر.
ونظرا لما حققه هذا النجم من شعبية جارفة وإعجاب من معظم الجماهير الرياضية فسنستعرض عبر هذه السطور سيرة هذا النجم الكبير.
النشأة في وطن السامبا
ولد (رونالدينيو اسيس دي موريرو) يوم 1980/3/21 في غاوشو وهي المدينة المسماة على أحد رؤساء البرازيل السابقين ونظرا لتعلق العديد من أبناء هذه المدينة بالرئيس السابق، فقد أطلق والده وهو لاعب سابق في نادي كروزيرو أسم (غاوشو) على ابنه الذي يعتبر أصغر أبناء العائلة المكونة من ثلاثة أبناء وابنة واحدة وعانى (رونالدينيو) منذ صغره من حياة الفقر والبؤس مثل العديد من لاعبي البرازيل ورغم ذلك كان متفوقا دراسيا ومولعا بلعب الكرة في شوارع المدينة وكان يقضي أغلب وقته في مداعبتها والإنشغال بها.
الالتحاق بنادي جريميو
نظرا لتميز (رونالدينيو) في لعب الكرة طلبه نادي جريميو للالتحاق به لينضم لصفوف الناشئين، وأظهر مهارة عالية جعلته يحقق العديد من النجاحات مع فريقه، وبالتالي تم ضمه لمنتخب السامبا الصغير وهناك عرفته الجماهير البرازيلية أكثر، ثم انضم لمنتخب الشباب وحقق معه كأس العالم التي أقيمت في مصر عام 1997 وأحرز لقب أفضل لاعب وساعده هذا الانجاز للصعود نحو الفريق الأول لنادي جريميو واختاره المدرب (لوكسمبورجو) للمنتخب البرازيلي الأول استعدادا لكوبا أمريكا عام 1999 التي سجل فيها سبعة أهداف، كما شارك مع بلاده في تصفيات أولمبياد سيدني وأحرز فيها تسعة أهداف وتوج هدافا لهذه التصفيات وشارك أيضا في بطولة القارات التي أقيمت في المكسيك وقدم مستوى كبيرا وكان أحد أبرز نجوم السامبا.
الاحتراف في أوروبا
بعد أن عرف (رونالدينيو) من خلال تألقه مع منتخب البرازيل تلقى عرضا من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بمبلغ خمسة ملايين دولار حيث انتقل إليه بصعوبة، وتم توقيع العقد في ديسمبر 2001 ووصل (رونالدينيو) إلى باريس ولعب تحت قيادة المدرب الفرنسي الشهير (فيرنانديز) الذي كاد أن يقتل موهبته بتقييد حركته ويسند له أدوارا محددة علما بأنه يفضل اللعب خلف المهاجمين ويكون أداؤه حرا طليقا في أرجاء الملعب كيف يشاء وانتهى موسم 2002/2001 وأتت بطولة كأس العالم في كوريا واليابان.
يحمل كأس العالم
ساهم (رونالدينيو) بشكل كبير في حصول منتخب البرازيل على كأس العالم وكان من أكثر اللاعبين عطاء وفائدة لمنتخب السامبا، وشهدت مباراة إنجلترا مع البرازيل تألقا كبيرا للاعب وذلك بعد أن غير مجريات الأحداث من تقدم إنجليزي إلى فوز برازيلي وكان ذلك بالمجهود الكبير والفاصل المهاري الذي قدمه مع النجم الآخر (ريفالدو) في الهدف الأول وكذلك الثاني الساقط داخل الشباك الإنجليزية عندما نفذ كرة ثابتة بكل مهارة داخل مرمى (سيمان) وكانت هذه أفضل مباراة له في كأس العالم التي تشرف بحملها بعد النهائي الكبير ضد الألمان.
الساحر بعد كأس العالم
بعد كأس العالم عاد (رونالدينيو) إلى سان جيرمان، ورغم قدرته ومواهبه، إلا أن خطط (فيرنانديز) لم تكن تناسبه وحصل خلاف بين الاثنين، وكان يلعب أحيانا في الاحتياطي، والغريب أن مدربه كان مقتنعا به تماما ولكن لأسباب شخصية يجلسه على الدكة وعندما كان الفريق يتأخر بالنتيجة كان (فيرنانديز) يتنازل عن عناده ويشرك (رونالدينيو) ليسعف النتيجة وتلقى اللاعب أثناء ذلك الموسم 2003/2002 عروضا من مانشستر يونايتد وريال مدريد وبرشلونة، وكان الريال أكثر حرصا على صفقة بيكام من (رونالدينيو)، وحاول مسؤولو الشياطين الحمر التعاقد مع (رونالدينيو) لتعويض (بيكام) المنتقل للريال ولكنه انتقل في نهاية الأمر إلى برشلونة.
رونالدينيو في البرشا
كان الموسم الأول لرونالدينيو مع برشلونة في عام 2004/2003 وكان الفريق الكاتالوني في وضع سيئ لمدة ثلاث سنوات، وحاول المدرب الجديد الهولندي (ريكارد) أن يبني الفريق مجددا وكان رونالدينيو يشكو من إصابة حرمته المشاركة في الدور الأول وبالذات في مباراة الريال بالنوكامب والتي خسرها البرشا 2/1 وفي الدور الثاني عاد برشلونة للتألق بعد عودة رونالدينيو وإعارة ديفيدز من اليوفي وقاد رونالدينيو برشلونة لتحقيق إنتصارات عظيمة وانتشل الفريق من مراكز الوسط وانتهى به الحال في المركز الثاني، وكان هذا مؤشرا لنية برشلونة في تحقيق لقب الليجا للموسم الذي يليه.
بطولة الدوري الاسباني
وأصبح رونالدينيو الرجل الأول في قائمة الفريق الكاتالوني في الموسم الماضي 2005/2004 وتحقق حلمه مع ريكارد وبقية اللاعبين بعد موسم قوي استحق فيه الفريق لقب الدوري، كما نال (رونالدينيو) جائزة أفضل لاعب لعام 2004 متفوقا على (هنري وشيفتشنكو) كما وصل بفريقه إلى دور الـ16 من دوري الأبطال وخرج على يد أقوى فريق وهو تشلسي الإنجليزي في المباراة التي أقيمت في ستامفورد بريدج وفاز بها تشلسي 2/4 وسجل رونالدينيو هدفي البرشا.
رونالدينيو هذا العام
ويتطلع رونالدينيو إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا هذا العام في ظل توفر كل معطيات النجاح للفريق الكاتالوني لحصد الكأس وكذلك البطولة الهامة (الليجا) الاسبانية ويسير رونالدينيو مع فريقه حاليا بنجاح في البطولتين حتى الآن وسجل رونالدينيو حتى مباراة ريال مدريد الأخيرة ثمانية أهداف في الليجا كما سجل في دوري أبطال أوروبا حتى الجولة الخامسة، خمسة أهداف وما يميز اللاعب ذكاؤه الشديد وسرعته الباهرة وقدرته على المراوغة وإجادته لتنفيذ الضربات الثابتة وتمكنه من اجتياز كتل المدافعين والوصول إلى المرمى بأي طريق كان، مما جعله حاليا النجم الأول في العالم واللاعب المحبوب بين جميع الجماهير التي تعشق هذا النجم المحلي بنكهة السامبا البرازيلية وينتظر العالم بأجمع تتويج رونالدينيو في نهاية هذا العام كأفضل لاعب في العالم لعام 2005 للمرة الثانية على التوالي.