من حق أي امرأة ان تقف أمام المرآة لتفكر كيف تخفي تلك التجاعيد التي تشوه وجهها، ومن حق أي شاب أن يفكر في التخلص من نوبات حب الشباب التي تشوه بشرته. وليس غريباً ان نعرض صغيرنا الذي ولد بشفة مشقوقة أو أصابع زائدة أو آذان ناقصة أو غير ذلك من التشوهات الخلقية على جراح التجميل ليصلح بما منحه الله من العلم ان يصلح.






وليس ترفاً أن تلجأ فتاة شابة او حتى فتى الى جراح التجميل لاصلاح ما ينغص عليهم حياتهم من كبر حجم أنفهم أو ترهل أجفانهم وتهدلها أو تشوهات أصابت جلودهم من آثار حروق سابقة تعرضوا لها.. الخ.

ولا عجب أن يقوم هذا الجراح بمساعدة سيدة على تخفيف وزن ثدييها الكبيرين المترهلين الذي يمثل عبئاً ثقيلاً على عنقها وعمودها الفقري، أو مساعدتها على استعادة شباب بطنها المترهل من آثار الولادات السابقة أو التخلص من بعض الدهون لإعادة التناسق المفقود بين اجزاء جسمها المختلفة.

جراحة التجميل أصبحت علماً قائماً بذاته.. بعد أن حققت خلال سنوات طويلة ما كان يعتبر فيما مضى حلماً بعيد المنال.

وهي لم تعد ترفاً أو مقصورة على فئة من الناس ترغب في التغيير أو التجديد.. ولكنها أصبحت ضرورة تحتمها حاجة الانسان للعيش بملامح أكثر جمالاً وتناسقاً ليبدو في صورة أكثر قبولاً تريحه نفسياً وتخلصه من عيوب الوجه والقوام. وأن يستمتع بحياته دون خوف بعد ان تخلص من هذه العيوب. فجراحة التجميل توصف عادة بأنها الجراحة السعيدة لأنها تعيد البسمة والفرحة والاستمتاع بالحياة والمشاركة الايجابية فيها.. والجراح الماهر هو الذي يستطيع ان يعيد للوجه اشراقه بعد عبوسه وأن يعيد للقوام المترهل تناسقه وجماله والذي يعلم متى وكيف يجري الجراحة ومتى لا يجريها. فلا أحد يكره ملامح الوجوه الجميلة ولا تناسق الجسم الممشوق وهذا هو الهدف الرئيسي من اللجوء لجراحة التجميل التي تصلح ما أفسدته السنوات وتزيل آثار الشيخوخة وتستعيد ما فقدته من الجمال بشرط الا تحدث تغييراً في خلقة الله من مثل ما نسمع ونقرأ من تغيير ملامح الرجولة الى الملامح الأنثوية والعكس والعياذ بالله.

وقد وفرت وسائل التقدم العلمي والطبي الكثير مما أتاح لهذه الجراحات أن تجري بكل يسر وسهولة، فالمنظار الضوئي أحدث ثورة في عالم التجميل وعن طريقه يستطيع الجراح اجراء جراحات رفع الحواجب والجبهة والتخلص من علامات التكشير بين الحواجب او اصلاح سقف الحلق المشقوق او استرجاع حجم أذن كبيرة أو تصغير أنف كبير لشاب صغير أو فتاة كان يعوقهما عن المشاركة الايجابية في الحياة.

وقد يتدخل جراح التجميل لاعادة بناء ثدي استؤصل بعد اصابته بورم او اصلاح جمال بطن سيدة بعد ولادات كثيرة اصابتها بالترهل.

وأصبح من الممكن عن طريق الميكروسكوب اجراء الجراحات الدقيقة لعلاج تشوهات الحروق واستخدام شعاع الليزر في ازالة الوشم وتشوهات الجلد.

وظهرت أساليب حديثة لزراعة الشعر وازالة تجاعيد الوجه وابتكار العديد من الوسائل لشد البطن وشفط الدهون.

وقد اصبحت هذه الجراحات ضرورة من ضرورات الحياة ولم تعد ترفاً ولا عيباً ولا شيئاً كمالياً. فهي تضع نهاية للكثير من المتاعب النفسية التي يعاني منها الانسان على ان نراعي عاداتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا الاسلامية ولا نذهب الى ما يجري في الغرب من ضرورة ان يذهب الشخص الى جراح التجميل على فترات متقاربة ويتابع حالته مثلما يتابع مع طبيب الأسنان ليطلعه على كل ما هو جديد او ان يختار ما يناسبه.

وكل ما أود أن أنوه به هو ألا يشعر الانسان بالخجل او الحرج اذا ما اقتضت الضرورة ذلك.

ومن أهم النصائح التي توجه الى من يقبل على جراحة التجميل هو افساح المجال للمناقشة بين المريض والجراح وعندما يتقابل ما في ذهن المريض وقدرة الجراح تكون الجراحة ناجحة، وعندما يذهب المريض الى الطبيب يجب ان يكون محدداً لما يريده بالضبط وان يكتب قائمة بالاسئلة التي يفكر فيها وأن يسمع من الجراح ما يقوله عن الامكانات التي لديه وأن يفهم تفصيلياً ماذا سيحدث بعد الجراحة ومدى ما يتعرض له من الألم وما هي الأدوية المسكنة لها والمضاعفات التي قد تحدث، وكم من الوقت تستغرق هذه المضاعفات ومتى يعود الجسم الى حالته الطبيعية ومتى تظهر نتائج العملية.. لأن شرح كل ذلك للمريض يجعله اكثر ثقة واقتناعاً وتعاوناً مع الجراح.
:36_1_47: