إذا كان لكل فترة زمنية قضاياها و أفكارها المطروحة بقوة من الانتداب و النكبة والنكسة والانفصال....
وصولاً إلى مكافحة الفساد بشقيه الفاسد و المفسد و بما أن أغلب المواطنين مسيّس مع أو ضد بغض النظر عما يطرح ويناقش ويقترح مقترباً أو مبتعداً عن الصواب فقد يبدو المظهر كنار موقد في بيت فقير برد ودخان ونار تتراقص وبقايا حطب... ولكن ما أصعب أن يتعاطى الرويفض بالشأن العام و كل ما يهمه هو تجاذب الحديث و تسجيل النقاط و تمييع الأفكار كالزيت الرديء يصب فوق زيت أصلي فيظهر مزيج لا يصلح إلا للمجاري خوفاً على البيئة و أظن أنه يوجد من يصل عمله متأخراً ويغادره مبكراً ويمارسه مترهلاً يوقف آلته في المعمل ويريح قلمه وضميره عن متابعة شؤون الوطن وقضايا المواطن يتجاذب الحديث في كيفية القضاء على الفساد بل و أظن أن الكثير من المهربين و المتعهدين و لجان المال بيع وشراء المقصرين في المؤسسات يسرقون أفكار مكافحة الفساد من أصحابها.
فهل الموضوع أصبح فلكلور احتفالي تتسابق إليه الألسن لتناقض الأيدي و القلوب فالبعض أيديهم في جيوب الدولة مختلساً بأشكال عديدة و لسانه يلعن ظلمة الفساد و التقصير لأنه يجد في الآخر أفسد منه فالجميع ينددون كوطنيين شرفاء و يلقون اللوم على الآخر الفاسد حتى ليبدو المشهد أن حبال سفينة الإنقاذ أقرب إلى الضياع .
إن البعض يريد أن يضيّع الفكرة و الحل على الدولة قبل الشعب في الاهتداء إلى الطريق القويم
ثم ماذا لو أن الذئاب تبنت ابن الغزال لحمايته و رعايته من المفترسين و هل ننتظر من الصراصير أن تجني العسل وهل اهتدينا إلى الطريق الصحيح ! وهل ينبري المثقف قولاً و ممارسة للتصدي للفساد و كيف نفسر هرولة بعض المثقفون للتسبيح بحمد مسؤول فاسد وكيف نبرر للمرتشي و المقصر بحجة ضعف المعاش وغلاء المعيشة .
إن الفكر النير هو الفكر الذي يستطيع أن يطرح التساؤلات المطلوبة في الوقت المناسب لأنه يستشعر المشكلة ويستشرف حلها لأن كل ما تتمتع به الإنسانية هو نتاج أسئلة جريئة وأحلام سابقة كانت في زمانها ضرباً من الجنون وكل الجلابيب القديمة أصبحت سمة الشعوب الصامتة المتيبسة التي تعيش على هامش هذا العالم كطفل مسكين صفعته زوجة الأب بعد أن اتهم بالشقاء إن الشعوب الحية تتسابق نحو القمة في التطور وكرامة الإنسان الذي كرمه الله على سائر الخلق ، أيها السادة لنتفق على وجود الفساد بقوة و لنقر
أنه ليس كالصداع إن هيئته كالأورام الخبيثة تنتشر في الجسم فيزداد هزالاً و نحولاً بأشكالٍ عديدة اقتصادية واجتماعية و تربوية... دعونا نتساعد في طرح الأسئلة ونحاول الإجابة عليها:
هل نهرب ونلقي اللوم على الأقدار هل نتهم الإمبريالية و الصهيونية والعملاء هل نختبئ خلف الضعف والجهل و اليأس و الطريق المسدود هل نقول الحقيقة كاملة هل ننافق و نوافق أم نمد يدنا وعقولنا إلى كل الشرفاء داخل الدولة وخارجها ونطرح الأسئلة ونبحث عن الإجابات الوافية.


السؤال الأول من سيطفئ هذه النار اللعينة من سيخلّص البيادر الباقية.
السؤال الثاني كيف و بأية حلول و أين نزرع الأمل و ما هي حدود الأحلام.
السؤال الثالث كيف نتعامل مع المقصّر والفاسد وكيف نواجه الأذناب المنظّرة للفاسدين.
السؤال الرابع ماذا نقول لأبنائنا وإخوتنا وأصدقائنا في المفاصل الحساسة ضمن مؤسسات الدولة.
السؤال الخامس كيف نجهز للموت القادم إلى الشرق.
السؤال الآخر......