نجا من 637 محاولة إغتيال.كاسترو في آخر ظهور له يتنبأ: هجوم اسرائيلي - اميركي على ايران وحرباً نووية

تمرّد على الثراء شاغلاً بال والديه ثمّ مربكاً لبال العالم أكثر من نصف قرن. أكمل فيديل الخاندرو كاستروروز ثورة التمرّد فتخرّج من المدارس الكاثوليكية واليسوعية ملحداً ثمّ مطبقّاً لمبادئ العلمانية.

قائدٌ شعبي واحد من كوبا صمد في وجه تسعة من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية فنجا من 637 محاولة إغتيال آخرها تفخيخ سيغاره المفضّل بالمتفجرات.

زعيم الجزيرة التي لا تبعد عن فلوريدا اكثر من 100 كلم كسّر 45 عاماً من امواج الحصار الأميركي على صخرة صمود هافانا التي فاقت بثباتها ثبات تمثال الحرية.

رأى كاسترو النور في 13من أيار 1927 في مزرعة قصب السكر التي يملكها والده الإسباني وعند بلوغه السادسة أقنع والديه بارساله الى المدرسة فتعلّم القراءة في مدرستين كاثوليكيتين ثم في مدرسة يسوعية وقال عنه اساتذته بانه سيملأ كتاب حياته بصفحات براقّة.

جدّ كاسترو في دراسته فوجد لقب أفضل رياضي عام 1944 ثم تخرّج من جامعة هافانا عام 1950 بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون. لكاسترو 6 خلفاء من بنينه ثمرة زيجتين وابنة واحدة ثمرة علاقة غرامية. لم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ نعومة أظافره وقد أقساه الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي وعندما انهار الإتحاد السوفياتي وتخلّى الغرب في مطلع التسعينيات، سُمح للبابا بزيارة كوبا الذي اعلن أنّ المسيحية تؤيد الإشتراكية وتوجّت المصالحة بقول كاسترو "نحن اليوم نتفّق مع البابا فقد كاد يقول يا عمّال العالم اتحدوا".

مارس مهنة المحاماة مدة عامين وخططّ للترشّح في مقعد البرلماني الكوبي عام 1952 لكنّ الإطاحة بحكومة كارلوس ساكراراس على يد باتيستا اطاحت بسعيه. وفي سنة 1953 حمل كاسترو السلاح ضدّ نظام باتيستا بعد رفض دعواه القضائية التي اتهمّه فيها بانتهاك الدستور وقاد هجوماً فاشلاً على ثكنات عسكرية في سان دييغو وسجن ثم أعفي عنه بعد عامين.

عاش في منفى إختياري في الولايات المتحدة والمكسيك مدة عامين ثمّ عاد الى كوبا عام 1956 على رأس مجموعة قليلة من الثائرين اطلقت على نفسها حركة 26 يوليو وانضمّ الى الزعيم الثوري ارنست شي غيفارا واقتلع حكم باتيستا الدكتاتوري سنة 1959.

عام 1960 بدا يشتري النفط من الإتحاد السوفياتي لسدّ إحتياجات السوق المحلي وعندما رفضت شركات أميركية العاملة في كوبا تحسين شروط تكريرها للنفط وتوفيره في الأسواق أممّ كاسترو وقطع العلاقة الدبلوماسية مع اميركا وبدأت كوبا التوجّه نحو الإتحاد السوفياتي وفي نيسان 1961 قادت اميركا محاولة فاشلة لإسقاط حكومة كاسترو من خلال تجنيدها جيشاً خاصاً من المنفيين لغزو الجزيرة وفي خليج الخنازير مُني الغزاة بهزيمة مرّة.

إعتمد على الإتحاد السوفياتي إقتصادياً لكنّ موسكو رفعت دعمها عن هافانا في الثمانينات وضاقت الأرض على الشعب الكوبي بما رحبت ومعها ضاق الخناق على شعبية الثائر. خلال فترة حكم كاسترو خطت كوبا خطى واسعة في مجالات عدّة منها الرعاية الطبية التي اصبحت في عهده مجانية للجميع وانخفضت معدلات وفيات الأطفال وقد اصبحت قريبة جداً من الدول المتقدمة وكذلك في مجال معرفة القراءة والكتابة التي وصلت نسبتها الى 98%.

في عام 2008 سلّم كاسترو راية التمرّد لأخيه معلناً استقالته من منصبه كرئيس للدولة وبقي عدد من الكوبيين على كرههم له، الاّ أنّه في المقابل ثبت أنّه كثيرون يحبونه ويعتبرونه مخلص كوبا الذي صمد في وجه اميركا.

ومنذ تسلّم راوول السلطة غاب فيديل عن الصورة الى ان ظهر مؤخراً بمشهد هزيل الشكل نووي المضمون متنبئاً بهجوم اميركي اسرائيلي على ايران نهايته حرب نووية وعادة ما يقال ان تأملات كاسترو لا تُخطئ".