هذه هدية خاصة مني للمخزنين ...بس بلا زعل شباب


القات والشعر...

قصيدة القاضي علي بن يحيى الإرياني
تولعتمُ بالقات والقات قـــاتلُ
وفي حـذف حرف اللام منه دلائــل
وكم قد رأينـا من رجالٍ تولعوا
فـقـد ثكـــلتهم بعـد ذاك الثـــواكــل
إضاعة مالٍ ثــم فقرٌ وفاقــــةٌ
و يبسٌ يضـر الجسمَ والجسم ناحلُ
و ما هو إلا الضر من غير شبهة
ويقطع بالإكثار مــــــنه التـــناسـل
ومنه يـزول العقل من غير مرية
ومنه السهاد الأعظــم المتطــــاول
وكم فيه من داء عظيــم و إنمــا
لأجل التداوي بعضــــه يُـتـنـــاول
قليلا لإذهـاب البخار و إنـــــــه
يضـرك أحيــانـا وتــلــك قلائـــل
ولكنه مــــــن بعـد يورث غمة
على القلب منه الكرب لاشك نازل
فلا تكثروا من أكله يـا أحبـتـي
وقد يقبل النصـح الرجال الأفاضل
و قدْرُ الذي يعطي المريض تداويا
ثلاثا من الربط الذي يتفــــاضــل
يكون ملان الكف دون زيــــــادةٍ
وقدْرالذي يعطىالصحيح الحلاحل
إلى ربطة ٍوالخير في نصف ربطة
فهذا الذي أوما إليه الأوائــــــــل
ومن رام قولا غير هذا فإنني
أحاكمه يوما بما هو قــــائـــل


* * * * *
ومنها قصيدة الأديب السوري قسطنطين يني الذي زار اليمن إبان عهد الإمامية بصحبة أمين الريحاني
الـــقـات فيــه عِجــاب *** كما يقول الصـــحــابُ
درّتْ بـــه الــشـاة لمـا *** أن طـاردتـها الذئــاب
ذاقتـه فاستعــذبـــتــــه *** وســال منـــها اللعاب
أمســـــى يجــمــع منه *** حتى تملـــى الجـراب
مشى يحـــدث عنـــــه *** وفي الحديث الصواب
فصــــدقــوه و ذاقـوه *** مثــــله واستطابوا
مــا نفعــه أنبـــــئوني *** هل عند شخصٍ جواب
جربــته و اختبــاري *** يجدي به الإسهــــاب
تـنتاب جسـم الفتى قشـ *** ــعريرة والتهـــــاب
وفيه يــــفـعـل مـــا لا *** يقـوىعليه الشـراب
والصـدرفيه من الوخـ *** ـــز والعــذاب خراب
و النسـل يضعــف منه *** مـا في كلامي ارتياب
لا نفع فــي القـات لكن *** فيــه الشقا و العـذاب
و تـــزهق النفس منه *** و القلب والأعصـاب
والجفن يـذبـل حتـــى *** يغشى العيون سحاب
وسوء هضــم و قبض *** منـه يغيـب الصـواب
و الرأس يثقل وطئــــا *** و بــالدوار يصـــاب
و يعتـري بعـد هـذا الـ *** ــمفاصل الاضطـراب
بالبن عنه استعيضوا *** فالبـن منــه اكتسـاب
وسوقه رابحٌ في الدنيـ *** نـــيـا عليــه طــلاب
هــذا نتيـــجة خبـــري *** ما في كلامي ارتياب
ستدركــون بيــــانـــي *** متى أميــط النقـــاب
فــي تــــركه آل ودي *** أجـــــرٌ لكم وثواب
لم يبـق أرخـــت ريبا *** للقات للقتــل بــــاب


* * * * *
قصيدة علي بن يحيى الإرياني توفي سنة 1358هـ :
ألا إن بعض القــات أوله سُكْرُ *** و آخره حُزْن كما تفعـــل الخمـــــــــرُ
على أن هذا أصــل كل مضـرة *** وتلك بها نفع كما نطق الــذكـــــــــر
ولكنــه غطى على النفع إثمه *** فحرمها رب الـــورى مــن لـه الأمــر
وماالبعض منه مسكر فجميعه *** حــرام كما قــد قـــره الســادة الطهر
فما لـكم يا قومنــا قد جهلتم *** و لم تعلموا أن الولوع بــه خســــــر
وها قد علمتم أن منـه مخـدرا *** لبعض بني الإنسان فاتضح الـوزر
فلو قلتم الأصل الإباحة عندنا *** ولم يأت عن خير الأنام به حظر
لقلنا نعم لكنمــا الشرع قد أتى *** بتحريــم ما فيـه لآكلــــــه الضـــــر
وقـد جاء في جلب المصالح ضامنا *** كما جاء في درء المفاسد فاسَتقْروا
وكم في تعاطي القات ذامن مفاسد *** مبينة عظمى يضيق بها الصــــدر
فكم من غني مذ غدا مولعا به *** لقد مســه من بعد إيسـاره العســــر
كذلك كم ألهى امرأ عن صلاته *** فلولاه لم تُـتـرك بأرضكم العصـــــــر
وكم من أناس لازموه فأصبحوا *** لإكثــارهم منه ومثـــواهم القبــــــــر
ولو قلتم لوكان حظرا لما غدا *** له آكـــلا من قومنــا سـادة زهــــــر
لقلنا اجتهاد ذاك قد أخطأوا به *** وليسوا بمعصومين في شرعنا فادروا
ولم يُجمعواحتى يكون اجتماعهم *** لكم حجة تـنجي إذا جاءنـــا النشــــر
وكيف وذا بعض الأئمة قبلهم *** غدا آمرا في قلعـه إذ بــدا الشـــــــــر
وقد قلعوا إذ أصدرالأمرغرسه *** ولو لم يحـرمه لما صدر الأمـــــــــــر
ولو علم الباقون أضراره لما *** أباحوا الذي في بعض أنواعه سكْـــــر
ولو قلتم أضراره لم يقل بـه *** سوى من يعاني الطب من قوله نكــــر
ألا فاقبلوامني النصيحة فاقلعوا *** عن القات إن القات يا قومنا شــــــــر


* * * * *
وروى الشيخ العلامة محمد سالم البيحاني في كتابه الشهير إصلاح المجتمع هذه الأبيات ولم يعزوها ولعلها له :
إن رمت أن تعرف آفة الآفات *** فانظر إلى إدمان مضغ القات
القات قتل للمواهب والــقوى *** ومولِّد للهــــم و الحســـرات
ما القات إلا فكرة مســـمومة *** ترمي النفوس بأبشع النكبات
ينساب في الأحشاء داء فاتــــكا *** و يعرِّض الأعصـاب للصدمات
يذر العقول تـتيه في أوهامــــها *** ويذيقها كأس الشقاء العاتـــي
ويميت في روح الشباب طموحه *** و يذيب كل عزيمة وثبــــــات
يغتال عمر المرء مع أموالــــــه *** و يريه ألوانا من النقمــــــات
هو للإرادة والـــــــفتوة قاتــــل *** هو مــاحق للأوجه النضــرات
فإذا نظرت إلى وجــوه هواتـــه *** أبصرت فيـها صفرة الأموات


* * * * *
وأورد البيحاني في كتابه أبيات ولم يعزوها وقال : وصدق شاعرنا القديم :
عزمتُ على تركِ التـناول للقات *** صيانة عرضي أن يضيـع وأوقاتي
وقد كنت عن هذا المضر مدافعا *** زمانا طويلا رافعا فيــــه أصواتـي
فلما تبينتُ المضرة وانجلــــــت *** حقيقته بادرتـــــه بـالمنــــــــاواةِ
طبيعته اليُبْسُ المُـــلمُ ببـــــرده *** أخـا الموت كم أفنيتَ منا الكرامات
وقيمة شاري القات في أهل سوقه *** كقيمة مايدفعه من ثمن القــــــات

قصيدة للشاعر احمد على إسحاق
وطني اليوم أبشر
وطني مالي أراك بئيس
وثغرك اليوم حزينا
لو أن لسانك يروي
لأخرجت منه الدفينا
إغتال شبابك غدرا
ذلك الغصن اللعينا
القات أنهك قواهم
فأصبح حالهم يزري مهينا
وطني أين الشباب حقا
من الى المعالى مسارعينا
في حقول العلم تراهم
نهج البناء ممتطينا
أين الشباب يمضي
من الجهل ليبني العرينا
وهل يعود يوما
من طواه القات سنينا
وطني اليوم أبشر
إن للأجيال صحواً رصينا
هذه الجمعيات تغدوا
لإجتثاث الجهل إعلام مبينا
تنشر التوضيح للناس
أن القات للشيطان قرينا
يهلك الإقتصاد حرقا
وللصحة عدوا مبينا
وللوقت إهدار ويلقى
كل من يتعاطاه أنينا
ناحل الجسم عليلا
شاحب الجيب مدينا
[
&&&&&
يوميات مولعي
شعر: محمد عبد الولي
يا هذه الدنيا أفيقي واسمعي
هذا المقوت جاء يبغي مصرعي
قد جاء يحمل في يديه شوالة
ومن الدبور معاش فبراير معي
وضع الشوال على الرصيف وقال لي:
خزن فليس المرء يولد مولعي
القات نزي لا أروم فراقه
ولأن لي رازم يؤرق مضجعي
ومرتبي في الجيب يعصره الأسى
حزنا على حزن ويشرب أدمعي
فأخذت علاقي قطل من كيسه
وسحبت سبعاً من مئات تلمعي
وحسبت أخرى ثم أخرى مثلها
وسحبت ثالثة تمام القردعي
ورجعت أدراجي وكلي لهفة
قاتي ومائي والشعير غدى معي
وقبعت مدكى في المكان كأنه
إيوان كسرى أو كعرش التبعي
وبدأت أمضغ ما تيسر مضغه
وسددت أخراق المكان بأصبعي
فثملت لكن دون رشفة مسكر
وخرطت خرطاً لا يطابق واقعي
وبنيت قصراً شامخاً ومزخرفاُ
وجعلته باللؤلؤآت مرصعي
نظفت مدينتي الجميلة كلها
وعلى الطريق سبكت أيضاً شارعي
غيرت كل المفسدين بمكتبي
وكذا يتحسن في الوظيفة موضعي
شيئاً فشيئاً فاستعدت هويتي
وكذا من المكى أعالج أضلعي
وتبددت تلك الفعال كأنها
أضغاث حلم في منامي تدعي
أدركت أني كنت أحلم صاحياً
ربل المرتب وحده أضحي معي
وتكونت عندي القناعة أنه
ليس القات إلا مخدر موضعي






عافنا الله وإياكم

اخوكم : قسورة العرب



منقول