نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

خالد بن الوليد .. رضى الله عنه

" أبا سليمان وما ادراك ما ابا سليمان سيف الله المسلول
والدهـ اعظم من حارب النبي والاسلام أنه من وهب حياته للجهاد في سبيل الله "


نسبه وعائلته : هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة
أمه هي الصحابية الجليلة لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة
خالاته هن .. أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة الأسدية وأم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية وأروىو أسماء بنات عميس الخثعمي
لدى خالد بن الوليد - رضى الله عنه - اربعه اولاد هم : سليمان بن خالد بن الوليد والوليد بن خالد بن الوليد * ومهاجر بن خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد
أما اخوانه فكانوا كثر وعددهم ما يقرب الـ 10 او أقل بقليل منهم من اسلم كأخاهـ الوليد بن الوليد ومنهم من مات على كفرهـ فكان له ولاهله مكانه كبيرة وعظيمة في قريش .. !!

والدهـ الوليد بن المغيرة : كان والدهـ الوليد بن المغيرة من اعظم كفار قريش الذين حاربوا الرسول " صلى الله عليه وسلم " فكان من كبار قريش واحد ساداتها الكبار
كان ذال مالاً وولد كان من اغنياء قريش خاصة والجزيرة عامه كان من كثرت ماله كان يكسو الكعبه سنه لوحدهـ وقريش تكسيها السنة الاخرى كان لديه ثروة عظيمة
قيل عنه انه عندما قريش ترمير وتحسين الكعبة تكفل ببناء ركن من اركانها الاربعه وبقية الثلاثة على قريش كان في موسم الحج يذبح يومياً عشرة من الأبل للحجاج
وقيل أن قافلة تجارته كانت تقدر بمائة بعير حتى يقال انها لا تدخل من باب واحد في مكة بل من جميع أبواب مكة حتى تصل الجمال في وقت واحد الى مكانه في مكة
اما ابناءهـ فكانوا كثر ولديه ما يقرب العشرة ابناء فكان يجملهم بأبهى الحلل والملابس ويضع خمسة عن يمينه وخمسة عن شماله في المحافل وفي الاجتماعات يفخر بهم

قربه من الاسلام والايات التي نزلت به : لتعلم عزيزي القارئ أن ابو جهل والوليد بن المغيرة وكثير من كفار قريش كانوا قريبين من الدخول بالاسلام وكانوا يعلمون ان النبي على حق
ولكن ما كان يردهم هو كيف يتركون دين ابائهم واجدادهم اضافة الى انهم كانوا يغارون ان النبوة في بني هاشم وليست ببني مخزوم فكان ابو جهل يتضايق فكانوا يقولون بني هاشم يخرج منا نبي
وفي احد الايام كان الوليد يتسمع للنبي وهو يقرأ قوله : { حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب * شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير } هرب الوليد
وعاد لقريش وقال لهم : ( لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه )
خاف ابو جهل ان يسلم الوليد فهو سيد من سادات مكة ولو اسلم لاسلم معه كثير فلحقه وضغط عليه وقال له ان يعود ويغير مقولته امام قريش ففكر ثم عاد وقال : ( ما هو إلا ساحر ) !!
فنزل قول الله في الوليد : { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ }

خالد بن الوليد قبل الاسلام : نشأ خالد في بداية حياته مع اخوته في حياة الترف التي جلعها لهم اباهم وتعلم الفروسيه منذ صغره فكان أحد قادة فرسان قريش وكان خالد كثير التردد للإسلام !
ولكن لم يسلم الا متأخراً فقد كان له دور كبير في قتل الرماة في اُحد وكان مع المشركين في غزوة الاحزاب مع تغيبه عن اول معركة كبرى وهي بدر حيث كان في الشام ولم يشارك بها
حرب المسلمين في مناسبات كثيرة وقتل من المسلمين الكثير في غزوة احد فكان لم يهتدِ حتى الآن حتى جاء العام الثامن من الهجرة وبعد فتح المسلمين لخيبر وقبل فتحهم العظيم لمكه
جاءت أحدى الليالي فرأى في المنام أنه " ببلادٍ ضيّقة جديبة فخرج إلى بلد أخضر واسع " فجلس وتفكر وطلب من الله ان يلهمه الصواب حتى الهمه الله الصواب وقرر الخروج للمدينه ليسلم
ولما دخل الرسول " صلى الله عليه وسلم " مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد شقيق خالد الذي اسلم قبله عن أخيه خالد فقال الوليد : يأتي به الله . فقال النبي : ( ما مثله يجهل الإسلام )

قصه اسلام خالد : عندما قرر خالد الدخول في الاسلام يقول عن نفسه : ( وددت لو أجد من أصاحب فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة وخرجنا جميعا فأدلجنا سرا
فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص فقال: مرحبا بالقوم قلنا: وبك قال: أين مسيركم يا مجانين !! فأخبرناه وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم فاصطحبنا حتى المدينة وكانت اول صفر سنه ثمان
فلما رآهم رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال لأصحابه : ( رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ) يقول خالد : ولما اطلعت على رسول الله سلّمت عليه بالنبوة فرد على السلام بوجه طلق وبشوش
فأسلمت وشهدت شهادة الحق وحينها قال الرسول : (الحمد لله الذي هداك قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك الا إلى الخير) وبايعت الرسـول وقلت : " استغفر لي كل ما أوضعـت فيه من صد
عن سبيل اللـه" فقال : "إن الإسلام يجـب ما كان قبله " فقلت : "يا رسول الله على ذلك" فقال : "اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك" واسلم بعده عمرو وعثمان !

لقب سيف الله المسلول : بعد ما اسلم خالد قوى الاسلام فكان من اعظم المقاتلين في التاريخ الاسلامي وكان اول ما قام به مع النبي " صلى الله عليه وسلم " هو فتح مكه وكان له دور كبير في ذلك
وفي أول غزواته كانت غزوة مؤتة ضد الغساسنة والروم وقد استشهد فيها قادتها الثلاثة : زيد بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبد الله بن رواحة فجاء ثابت بن أقرم بالراية لخالد
فقال له : (خذ اللواء يا أبا سليمان) فلم يجد خالد أن من حقه أخذها فاعتذر قائلاً : ( لا، لا آخذ اللواء أنت أحق به ، لك سن وقد شهدت بدراً) فأجابه ثابت : (خذه فأنت أدرى بالقتال مني )
ثم نادى بالمسلمين : (أترضون إمرة خالد؟) قالوا : (نعم) فأخذ الراية خالد وأنقذ جيش المسلمين يقول خالد : (قد انقطع في يدي يومَ مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة لي يمانية)
وكان النبي يروي تلك الغزوة للصحابه فيقول : ( أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ الراية جعفر فأصيب ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله )

حروب الردة وما فعل بها : فعندما مات النبي " صلى الله عليه وسلم " ظهرت حروب الردة وقاتلهم ابو بكر - رضى الله عنه - اكثر من مرهـ فذهب وقاتل قبائل بني عبس وبني مرّة وذبيان وغيرهم
وانتصر عليهم ولكنهم يزداون في اكثر من مكان حتى في مصر وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة فجهز ابو بكر للخروج لقيادة الجيش الا ان الصحابة عارضوهـ وقال الامام علي :
( الى أين يا خليفة رسول الله ؟ اني أقول لك ما قاله رسول الله يوم أحد : لمّ سيفك يا أبا بكر لا تفجعنا بنفسك ) فلا تخرج يا امير المؤمنين وارسل من تريد لقيادة الجيش فارسل عكرمة ولم يستطع
فارسل خالد بن الوليد وقال له وهو على وشك الخروج وجاهز لقيادة الجيش قال ابو بكر : ( سمعت رسول الله يقول : خالد ابن الوليد سيف من سيوف الله سلّه الله على الكفار والمنافقين )
مضى خالد وحارب وقاتل قتالاً عظيماً رغم كثرت العدو الا ان حنكته وذكاءهـ قادهـ للنصر باذن الله سبحانه بل اُلفت كتب كبيرة وكثيرة حول ما حدث في تلك المعارك مع الردة بقيادة سيف الله

لا نصر بدون قيادة خالد بن الوليد : بعد انتصارهـ في حروب الردة امرهـ ابو بكر الصديق - رضى الله عنه - ان يتوجه لبلاد الشام والفرس ليدرك جيوش المسلمين هناك التي اصبحت تعاني وتصاب
فحول وجهته الى العراق ولما استقر بجيش ما يقرب الـ 9 الآف * فوجد عدة جيوش وامرها ان تتجمع تحت لواء جيش واحد وتحضيره لليرموك وقبل ان تقوم معركة اليرموك توفي ابو بكر
وتولى عمر الخلافة فارسل عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - خطاب الى أبو عبيدة بن الجراح - رضى الله عنه - " كما ذكرت سابقاً في مسيرة ابو عبيدة ان يتولى القيادة بدلاً عن خالد
وكان السبب الذي جعل عمر يسحب القيادة من خالد ويجعلها لابوعبيدة لأن الناس اصبحوا يعتقدون ويؤمنون بان لا نصر الا تحت قيادته وكما ذكرت سابقاً ان اباعبيدة اخفى الكتاب حتى انتصر خالد
وكان خالد يرسل الرسائل للملوك هناك ويدعوهم بالاسلام او انه سيقاتلهم اياً كان عددهم وجيشهم وحارب وقاتل حتى فتح الله عليه وكان له الدور الكبير في الفتوحات في الشمال فتولى حمص !

وفاته على فراشه بعد خوض مائة معركة : كان خالد بن الوليد - رضى الله عنه - يطلب من الله قبل كل معركة ان يموت شهيداً في سبيل الله فكان يحارب في غزوات وحروب كثيرة منذ اسلامه
ففي آخر حياته وعندما كبر أخذ القرآن يقرأهـ من صلاة الفجر حتى الظهر واخ يبكي ويقول : ( أشغلني الجهاد عن القرآن ) فوهب حياته كلها منذ اسلامه في الجهاد في سبيل الله
بل قيل أنه في كل غزوة يأتي بـ 100 فارس فيعطي كل واحد منهم سيفاً ورمحاً ويقول هذهـ في سبيل الله اي انه لم يهب حياته فقط في الجهاد بل ماله ونفسه وروحه وهبها في سبيل الله
ولما حضرته الوفاة قال : ( لقد شهدت مائة زحف ، وما في بدني موضع شبر ، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي ، فلا نامت أعين الجبناء )
وكان عندما حضرته الوفاة كان في حمص عام 21 وقيل عام 22 وبكى على موته الكثير ورثاهـ الكثير من الشعراء من المتقدمين والمتأخرين والله لا يمل الواحد منا من قراءة مسيرة خالد !