نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أبو ذر الغفاري .. رضى الله عنه

" انه الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده أنه من كسب اجر قومه جميعا
اول من جهر بالشهادة امام قريش واول من حيّا النبي بتحيه الاسلام امتنع من مبايعه ابو بكر ونفاهـ عثمان "


قبيلته وما اشتهرت به : فكان أبو ذر الغفاري - رضى الله عنه - من قبيله غفار وقبيله غفار اشتهرت في الجاهلية أنها من اعظم القبائل المشهورهـ بالسلب والنهب وقطع الطريق !
فكانت قبيله غفار يضرب بها المثل من بين القبائل عندما يُذكر النهب والسلب وقطع الطريق فكان يقال : " الويل لمن يقع في يد احدٍِ من غفار " لما اشتهروا فيه من قطعهم للطريق
فما كانت تمر قافله او قوم او اي شئ الاّ انقضوا عليه وسلبوا ما لديه من المال والماشية والزاد فالكل كان يخشاهم لاستمرارهم على هذا الطبع الذي يعيشون من خلاله !
وللمعلوميه فقطع الطريق والسلب والنهب لا يُعد فعلاً سيئاً او مسيئاً في الجاهلية على العكس بل كان الكل يفتخر بهذا العمل وبقطع الطريق على الناس لأنه يعد مفخرهـ لديهم
وكانت هذهـ تدل على قوة القوم وتزيد من شأنهم بين القبائل وهذا في الجاهليه لدى الجميع حتى جاء الاسلام ومنع وحرم هذا الأمر ونوّر عقول المسلمين بانه فعل سيئ وليس حسن !

قدومه لمكه لمعرفه خبر النبي : عندما سمع ابو ذر بالدين الجديد امر اخاهـ ان يذهب وياتي له بالخبر من مكه ذهب اخاهـ وعاد فسأله ابو ذر : ما الخبر ؟ قال : اني وجدته رجلاً
يأمر بالخير وينهى عن الشر قال ابا ذر : ( لم تشفني ) فأتجه مباشرة الى مكة لكي يتقصى امر هذا النبي الذي يدعو لدين جديد اصله " الامر بالخير والنهي عن الشر " فلما وصل مكة
لم يعرف النبي ولم يسأل عنه بالبداية فأخذ يشرب من زمزم فجاءهـ رجل " كان علي بن ابي طالب رضى الله عنه " فقال له : كأنك غريب ؟! رد ابو ذر : نعم قال علي - رضى الله عنه - :
اذاً انطلق الى المنزل فاخذ يمشي معه فقال له علي : ما أمرك وما أقدمك ؟ فرد : إن كتمت علي أخبرتك .. قال علي : فإني فاعل ، قال : بلغني برجل هنا يدعي النبوة فأتيت اريد رؤيته ولقاءهـ
فقال علي - رضى الله عنه - له : اما انك قد رشدت ! فانا ماضي أليه وان رأيت رجلاً اخاف عليك منه فأني سأصلح نعلي فامضِ انت وستجده حتى اوصله علي الى النبي " صلى الله عليه وسلم "

قصه اسلامه وشهادته امامه : لما وصل ابو ذر للنبي " صلى الله عليه وسلم " اقترب منه وقال : ( نعمت صباحاً يا أخا العرب ) فرد النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( وعليك السلام يا أخاه)
فقال أبو ذر : ( أنشدني مما جئت به ) .. فأجاب الرسول " صلى الله عليه وسلم " : ( ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم ) .. فقال : ( اقرأ علي ) فقرأ عليه النبي وهو يستمع
وما هي الا لحظات وقال : ( اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله ) فرح النبي " صلى الله عليه وسلم " وسأله : ممن الرجل ؟ فقال ابو ذر : من غفار .. ابتسم النبي وابتسم كذلك ابو ذر
لأنه يعرف أن قبيلته مشهوره بالقطع الطرق ويكون منهم رجل يسلم مباشرة فقال النبي " صلى الله عليه وسلم " : ( ان الله يهدي من يشاء ) فكان ابو ذر من اوائل من اسلم بالرسول اختلف في اسلامه
منهم من قال انه الخامس او السادس الاهم انه من الاوائل فامره النبي " صلى الله عليه وسلم " بان يكتم امره عن قريش وان يعود لقومه وان لا يرجع حتى يسمع بقوة وانتشار الاسلام * لأن الاسلام في بدايته

أول من جهر بشهادته واسلام قومه : فعندما اسلم على يد النبي " صلى الله عليه وسلم " وامرهـ بالعودة لاهله حتى يقوى الاسلام ويتنشر قال ابو ذر قبل ان يخرج من عند النبي بعد ما نطق بالشهادهـ قال :
والذي بعثك بالحق لا اعود حتى اصرخ بالشهادة امام قريش فخرج ونادى : يا معشر قريش أني أشهد أنه لا إله الا الله وان محمداً رسول الله فقاموا وضروبه واعاده فضربوه حتى جاء العباس وانقذهـ منهم
وانقذه العباس بقوله : ( اجننتم هذا رجلٌ من غفار وتجارتكم ورزقكم يمر من قبيله غفار ) فتركوه بهذا السبب لما عرفوا انه من غفار وكما ذكرت سابقاً ان قبيلة غفار كانت من اشهر القبائل القاطعه للطرق
اما ضربهم له فلم ينساه فخرج اب ذر واقام في عسفان يريد ان يثأر من ضربهم له فاخذ يقطع كل قافله قادمه وينزل ما عليها ويقول : ( ان اردتم حمل متاعكم مرهـ آخرى فقولوا لا اله الا الله )
من قالها تركه ثم عاد لقومه وعمل بنصيحه الرسول " صلى الله عليه وسلم " له وامن به مباشرة اخوه انيس ومن ثم امه ومن ثم نصف قومه والنصف الاخر قالوا حتى يجيئ الرسول للمدينه وآمن جميعهم لما جاء

الآية التي في مخيلته دائماً : يقول الله تعالى : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ، فبشرهم بعذاب أليم ) فكانت هذهـ الاية لا تفارقه وكان يرددها كثيراً وينكر بها اشياء كثيرة للصحابه
ففي احد الايام اعط عثمان مروان والحارث ابناء الحكم مبلغاً كبيراً من المال فلما رأهم ابو ذر قال : ( بشر الكانزين بعذاب أليم ) وأخذ يتلو الآية الكريمه فذهب مروان لامير المؤمنين عثمان وحدثه بالخبر
فناداهـ عثمان وقال : ( انتهِ عن ما بلغني عنك! ) فقال ابو ذر : اينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله فو الله لئن أرضي الله بسخط عثمان ، أحب الي وخير لي ، من أن أسخط الله برضائي لعثمان .. !!
وكان ينكر على معاوية اموراً كثيرة منها حينما بنى معاوية الدار الخضراء فقال ابو ذر : يا معاوية أن كانت من مال الله سبحانه فإنها خيانه وان كانت من مالك فإنه اسراف واستمر في حديثه قال :
والله حدثت امور لا اعرفها ليست من كتاب الله ولا سنة نبيه فكان زاهداً يقول ما يجول في خاطره وقلبه مباشرة فانكر الكثير من الامور ورفض فعل الكثير من الامور بل أنه لم يبايع ابو بكر للخلافة !

يمشي ويموت ويبعث وحدهـ : نعم فقد صح عنه " صلى الله عليه وسلم " عندما اراد السير الى تبوك تخلف بعض الصحابه فكلما ذكروا الصحابه اسماً ممن تخلفوا قال النبي " صلى الله عليه وسلم " :
( دعوه ان يرد الله به خيراً يلحقه بنا وان يرد الله به شراً فأراحنا منه ) وكان ابو ذر ابطأ به بعيره فاخذ متاعه وحمله على ظهره واخذ يسرع بقديمه كي يلحق القوم فلما نزل الرسول " صلى الله عليه وسلم "
في احد الاماكن رأى المسلمين رجلاً قادماً من بعيد فاخبروا النبي " صلى الله عليه وسلم " فقال : ( كـُن أبا ذر كـُن أبا ذر ) فلما قرب وعرفوه قالوا والله انه ابا ذر فقال النبي " صلى الله عليه وسلم " :
( رحم الله ابا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده ) وفعلاً هذا ما حدث فقد اعتزل الناس بعد ما نفاه عثمان - رضى الله عنه - في الربده حيث ابتسم لما سمع عثمان ينفيه للربده وقال صدق رسول الله
وبقى وعاش وحيداً مع زوجته ولما قاربته المنيه بكت زوجته وقال : لا تبكِ اذا مت فغسليني وكفنيني وضعيني على الطريق فقد وعدني رسول الله بذلك فلما مات غسلته زوجته وكفنته ووضعته على ناصية الطريق
فلما فعلت واذا بعبدالله بن مسعود قادماً معه اصحابه ووجد الجنازة فلما رأي اذا به ابا ذر فقال : ( صدق رسول الله عندما قال : رحم الله ابا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده ) فاخذه وصلى عليه ودفنه !

منقول