نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الزبير بن العوام .. رضى الله عنه

انه ابن عمة الرسول وحواريه انه صاحب اول سيف يشهر في الاسلام أحد العشرة المبشرين بالجنة
الرجل الذي لديه قاعدة معينه في تسمية ابناءهـ أنه جار النبي " صلى الله عليه وسلم " في الجنة

نسبه الشريف : كان - رضى الله عنه - من اشرف الانساب * عمته ام المؤمين خديجه - رضى الله عنها - زوجة النبي " صلى الله عليه وسلم " وامه كانت صفية بنت عبدالمطلب
كما أنه يلتقي مع النبي " صلى الله عليه وسلم " في جدهـ قصي بن كلاب * اي ان نسبه يلتقي مع النبي " صلى الله عليه وسلم " من ثلاث نواحي * زوجته وجدهـ وعمته عليه السلام
كان اسمر البشرة * كثيف الشعر * خفيف اللحيه * طويل * احد العشرة المبشرين بالجنة * واحد السته الذين رشحهم عمر - رضى الله عنه - للخلافة في وصيته عند مماته رحمه الله
كما انه من اوائل من اسلم بالنبي " صلى الله عليه وسلم " وكان من ضمن السبعه الاوائل * وعندما اسلم كان لم يتجاوز الخامسة عشر من عمرهـ * لكنه صدق بالرسالة وآمن بها
كان احد التجار ولكن وهب كل ما يملك في سبيل الله * حتى انه مات مدينا من كثر ما انفق * كان شجاعاً وصارماً * وصاحب رأي سديد في كثير من الامور والمواقف - رضى الله عنه -

اول من اشهر سيفاً في الاسلام : ففي بداية الاسلام ظهرت احدى الشائعات بمقتل النبي " صلى الله عليه وسلم " فشهر سيفه وكان اول سيف يشهر في الاسلام منذ بعثته عليه السلام
واخذ يجول في مكه يبحث ويتطرق الخبر وفي احد قمم مكة وجد امامه النبي " صلى الله عليه وسلم " فسأله ما بك ؟ فقال له الخبر ففرح النبي بغيرته وخوفه عليه ودعى له ولسيفه بالنصرة
وكان في بداية الاسلام وهو من اوائل المسلمين وجد من العذاب الكثير من قبل عمه فكان عمه يعذبه عذاباً شديداً * فكان يأتي بالحصير ويلفه عليه ويشعل النار كي تزهق انفاسه من الدخان
وكان يقول له عمه : ( اكفر بما جاء به محمد اكفيك شر العذاب ) * ولكنه كان صامداً ومحتسباً ذاك العذاب فكان ردهـ دائماً وابداً لعمه : ( لا والله * لن اعود للكفر ابداً ) - رضى الله عنه -
كان من المهاجرين الاولين في الهجرتين للحبشة * وبعدها شهد جميع الغزوات والمعارك مع النبي " صلى الله عليه وسلم " حتى توفي عليه الصلاة والسلام * وسيفه لازال يجاهد في سبيل الله

جار النبي " صلى الله عليه وسلم " بالجنه : فكما صح عنه " صلى الله عليه وسلم " أنه قال : ( طلحة والزبير جاراي في الجنة ) فعندما يذكر الزبير دائماً يذكر طلحه والعكس كذلك
فكلاهما مكمل للاخر او بالاصح كلاهما - رضى الله عنهما - متشابهين في صفاتهما فكلاهما يجتمعان مع النبي " صلى الله عليه وسلم " في النسب وكلاهما نشأ بالتجارة وقوة الدين
وهما من المبشرين بالجنة كما انهما من السته الذين رشحهم عمر - رضى الله عنه - للخلافة من بعدهـ وكانت هناك صفات كثيرة تجتمع فيهما * كالشجاعه والسخاء وايضاً في الحديث الشريف
كما أن احدهم سأله لما لم تروي احاديث كثيرة للرسول " صلى الله عليه وسلم " وانت كنت من المقربين والملازمين له ؟ فقال اني سمعت الرسول " صلى الله عليه وسلم " يقول :
( من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ) وان اخاف ان اخطأ في شئ وادخل النار رضى الله عنه رغم انه مبشر بالجنه الاّ انهم يخافون الله ويخشونه ويطبقون ما يقوله عليه السلام

قاعدته الشهيرة لتسمية ابناءهـ : فقد صح عنه - رضى الله عنه - انه قال : ( كان طلحة يسمي ابناءهـ باسماء الانبياء * وهو يعلم أن لا نبي بعد محمد " صلى الله عليه وسلم " ) ولكني أنا
اسمي ابنائي على الشهداء لعلهم يموتون شهداء في سبيل الله * فقد سمى ابناءهـ كالتالي : عبد الله على الشهيد عبد الله بن جحش وسمى المنـذر على الشهيد المنـذر بن عمـرو
وسمى عـروة على الشهيد عـروة بن عمـرو وسمى حمـزة على الشهيد حمزة بن عبد المطلب وسمى جعفـر على الشهيد جعفر بن أبي طالب وسمى مصعب على الشهيد مصعب بن عميـر
كما سمى ولـده خالـد على الشهيد خالـد بن سعيـد * فكان جميع اسماء ابناءهـ مأخوذهـ من اسماء شهداء الصحابه - رضوان الله عليهم جميعا - فكانت هذهـ قاعدته في اختيار اسماء ابناهـ
وكان من المقربين للنبي " صلى الله عليه وسلم " ومن المحببين له فقد قال عليه السلام : ( إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير ) وقد صح عنه عليه السلام أنه قال له : ( ارم فداك أبي وأمي )

كان من أعظم الفرسان : كان رضى الله عنه من اعظم الفرسان في التاريخ الاسلامي شهد جميع الغزوات مع النبي " صلى الله عليه وسلم " كما ذكرت آنفاً فكان من اشجع الناس
وكما ذكرت في فقرة علي بن ابي طالب حيث انه بارز كبير اليهود مرحب وقتله فقد خرج ايضاً ياسر اخ مرحب بعد ما شاهد اخاهـ قتل فقال من يبارز فخرج الزبير وبارزه وقتل ياسر شقيق مرحب
وفي أحد خرج احد كبار المشركين صاحب بنيه قويه وقال من يبارز فلم يخرج احد فقفز الزبير واسقطه من بعيرهـ وذبحه فكبر المسلمين وكان ارسله النبي " صلى الله عليه وسلم "
لما عاد جيش المشركين في احد فارسله النبي هو وابو بكر ليلحقوا جيش المشركين وفي حنين شاهد مالك بن عوف قائد المشركين وزعيم هوازن ويحوط عليه فيلق من اصحابه يحمونه
فذهب بكل شجاعه وتوغل الصفوف وزعزعها بنفسه وحيداً لأنهم كانوا يترصدون للمسلمين العائدين من المعركه ففتح لهم الطريق وكان جسدهـ مليئ بالطعنات والجروح آثار المعارك التي خاضها

موقفه في واقعه الجمل : عندما قتل عثمان - رضى الله عنه - كان هو وطلحه من المبايعين لعلي - رضى الله عنه - وذهبوا للعمرهـ ومن ثم للبصرة لينتقموا لمن قتلوا عثمان
فلما تواجها كان الزبير وطلحة وعائشة - رضوان الله عليهم - في صف وعلي في الصف الآخر دمعت عينا علي وصاح بهم جميعاً فقال علي للزبير - رضى الله عنهم - وهو يذرف دموعه :
( يا زبير : نشدتك الله أتذكر يوم مّر بنا رسول الله ونحن بمكان كذا ، فقال لك : يا زبير الا تحب علياً ؟ فقلت : ألا أحب ابن خالي وابن عمي ومن هو على ديني ! فقال لك الرسول : يا زبير
أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) فرد الزبير على علي : ( نعم أذكر وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك ) * وعاد هو وطلحة ولم يشتركا في الحرب لكن دفعا ثمن هذا الرجوع ان قتلا في سبيل الله

مقتله ووصيته العظيمة : فقد ترصد لكل واحد منهم احداً لقتله اما الزبير فترصد له ابن جرموز وقتله وهو يصلي في وادِ السباع فذهب القاتل لعلي ومعه سيف الزبير يحسب ان علي سيفرح بهذا الخبر
فرفض علي مقابلته وقال للحاجب : ( بشر قاتل ابن صفية بالنار ) وقال علي وهو يبكي لما جاءوا بسيفه : ( سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله ) فذهب علي ودفنه
وقال علي - رضى الله عنه - عند قبرهـ : ( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )
وكان قد اوصى الزبير بن العوام - رضى الله عنه ابنه عبدالله قبل مماته بقضاء ديونه قائلاً له : ( إذا أعجزك ديني فاستعن بمولاي ) فسأله ابنه عبد الله : ( أي مولى تعني ؟ ) فقال له الزبير :
( الله نعم المولى ونعم النصير ) فيقول ابنه عبدالله بعد ممات والدهـ : ( والله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقضي دينه فيقضيه سبحانه ) .. رضى الله عنهم اجمعين .. !
منقول