كشفت الأزمة الأخيرة فى الخليج عن وجود (47) قصرا لصدام حسين بعضها - كما ذكر كلينتون - يزيد فى حجمه عن مدينة واشنطن العاصمة.

نحن نعلم ان الولايات المتحدة تستخدم ذريعة القصور لمواصلة الحصار على العراق، لكن من ناحية أخرى نعلم ان معلوماتها عن قصور صدام صحيحة ومدعمة بصور مفصلة من اقمارها الصناعية.

كنا نظن ان صدام حسين رئيس (تقدمى) يؤمن بالاشتراكية ويطبق نظريات ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث، وليس بين نظريات عفلق ما يفيد أو يسمح لأمين عام حزب البعث ببناء (47) قصرا بخاصة عندما تكون الأمة محاصرة والشعب يتضور جوعا.

لو ان الذى فعلها شيخ نفطي مثل الشيخ زايد لفهمنا المعادلة، فهذا الشيخ يقعد على بحيرة من النفط لا يقاسمه فيها أحد، وله من الزوجات والعشيقات والجوارى الكثير، وهو يبنى قصرا لكل ولد جديد (تبزره) احدى زوجاته أو جواريه، ولا يشذ زايد فى هذا عن الشيوخ الآخرين، ففى دبى عشرات القصور أحدها مملوك لابن عم الحاكم وقد دخلت مواصفات هذا القصر كتاب جينس للأرقام القياسية عندما نشرت الصحف الأجنبية صورا للقصر ولغرف النوم فيه وللنظام الهيدرولوجى الذى يحرك سرير النوم القائم على بحيرة من الزئبق وللأذرع الفولاذية التى تنقل النائم الى الحمام ليقضى حاجته بل وتقوم بالنيابة عنه بتسحيل كلسونه ولولا العيب لشخت بدلا منه !!

كل الصحف العربية (بما فيها الأردنية والكويتية) استهجنت الخبر وندندت بصدام، حتى ليظن القارى ان الملك حسين - يا حرام - يعيش فى خيمة أو فى احدى شقق وادى السير وليس فى عشرات القصور الفخمة وبعضها يحتل جبلا كاملا فى عمان القائمة على سبعة جبال هذا عدا عن قصوره فى بريطانيا وواشنطن وعدد آخر من العواصم الأوروبية ، ومثله صنع شيوخ آل الصباح الذى طرزوا الكويت طولا وعرضا بالقصور.

حتى ياسر عرفات ، جعل بناء القصور له ولزوجته على رأس قائمة الأولويات وبدأت صور وتماثيل عرفات تظهر فى المدن الفلسطينية بكثافة تزيد عما تراه لصدام حسين فى بغداد.

وحدة شيخ قطر اكتفى بالقصور التى سرقها من أبيه، ولم يزد عليها إلا قصرين، الأول فى لندن والآخر اشتراه فى أمريكا ليقضى فترة النقاهة بعد العلمية الجراحية الناجحة التى أجراها فى أوهايو لاستبدال احدى الكلى الخربانة بكلية جديدة اشتراها من مواطن غلبان رافق الشيخ فى رحلته الى (مايو كلينك) لانتزاع الكلية منه !!

للعلم فقط، بنيامين نتنياهو ، حاكم اسرائيل يسكن فى شقة مؤجرة من ثلاث غرف وتقوم زوجته بغسل الكلاسين والجرابات لأولادها، وهو لايتزهد فى الحياة عن بخل وإنما لأن حكام اسرائيل أدركوا ان الانتصار على أعدائهم (العرب) لا يكون إلا بانتهاج عدالة الحكم ودبلوماسية التقشف التى وضع أسسها الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز.



المقال منكوش انتبهوا
هههههههههههه