التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا خدمات الطباعة | أنواع وأهمية خدمات الطباعة لقطاع الأعمال والتسويق
بقلم : غير مسجل
قريبا


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 13 إلى 22 من 22

الموضوع: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

  1. #13


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي رحمة الله

    مولده ونشأتــه:
    هو الشيخ شمس الدين محمد بن بخيت بن حسين المطيعي، ولد -رحمه الله- ببلدة المطيعة مركز ومديرية أسيوط في 10من المحرم سنة 1271 هـ الموافق سنة 1856 م.
    ذهب إلى كتاب بلدته في الرابعة من عمره، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم كله وجوَّده، ثم التحق بالأزهر الشريف في عام 1282هـ، وكان حنفي المذهب، وتتلمذ على كبار الشيوخ في الأزهر وخارجه، وكان منهم الشيخ محمد عليش، وعبد الرحمن الشربيني، وأحمد الرفاعي، وأحمد منة الله، والسقا، ومحمد الخضري المصري، وحسن الطويل، ومحمد البهوتي، وعبد الرحمن البحراوي، ومحمد الفضالي الجرواتي، والسيد جمال الدين الأفغاني، وغيرهم. وكذلك التقى ببديع الزمان سعيد النورسي.
    نال شهادة العَالِمية من الدرجة الأولى في عام 1294 هـ، وأنعم عليه بكسوة التشريفة من الدرجة الثالثة مكافأة له على نبوغه وفضله.

    مناصبــه:
    في سنة 1295 هـ اشتغل بتدريس علوم الفقه والتوحيد والمنطق إلى أن عُيِّن قاضيًا للقليوبية في سنة 1297 هـ 1880م، ثم قاضيًا للمنيا في 1298هـ، ثم إلى قضاء بورسعيد سنة 1300هـ، ثم إلى قضاء السويس سنة 1302هـ، ثم الفيوم سنة 1304هـ ثم أسيوط سنة 1309هـ، واستمر ترقيه في سلك القضاء إلى أن عُيِّن مفتشًا شرعيًّا بنظارة الحقانية (وزارة العدل) في سنة 1310 هـ، وفي سنة 1311هـ عُيِّن قاضيًا لمدينة الإسكندرية ورئيسًا لمجلسها الشرعي، وفي سنة 1315هـ عُيِّن عضوًا أول بمحكمة مصر الشرعية، ثم رئيسًا للمجلس العلمي بها، وفي هذه الأثناء ناب عن قاضي مصر الشيخ عبد الله جمال الدين ستة أشهر حال مرضه إلى أن عُيِّن بدله، ثم تركه عام 1905م. ثم عُيِّن رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الشرعية عام 1907م ثم نقل منها إلى إفتاء نظارة الحقانية في أوائل سنة 1912م. وأحيل عليه قضاء مصر مرة ثانية نيابة عن القاضي نسيب أفندي، ثم أحيل عليه مع إفتاء الحقانية رئاسة التفتيش الشرعي بها.
    تقلده لمنصب الإفتــاء:
    في 9 من صفر سنة 1333هـ الموافق 21 ديسمبر1914م عُيِّن مفتيًا للديار المصرية، واستمر يشغل هذا المنصب حتى 16من شوال سنة 1338 هـ 1920م حيث أحيل إلى المعاش، أصدر خلالها ( 2028) فتوى.
    من صفاته وسجاياه:
    كان فضيلته -رحمه الله- نابغة عصره وإمام دهره، ووسم بأنه حلال المشكلات ورجل المعضلات، وكان مبرزًا في علم الأصول واستنباط الأحكام الشرعية، وكان شديد التمسك بالحق ينسى مصالحه الخاصة في سبيل نصرة الحق، وكان لا ينقطع عن تدريس العلوم الشرعية النقلية والعقلية لطلبة العلم الشريف في أي مكان حلَّ فيه، وقد درَّس الكتب المطولة في علوم التفسير والحديث والفقه وأصول الفقه والتوحيد والفلسفة والمنطق وغيرها.
    وقد تخرج على فضيلته كثير من أفاضل العلماء الذين نفعوا الناس بعلمهم، وقد وصلت طبقات من تخرج عليه من الطلبة إلى الطبقة الرابعة أو بعدها، وممن تخرج عليه السيد عبد الله بن الصديق الغماري، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف الأستاذ السابق بكلية الشريعة وغيرهم.
    من مؤلفــاته:
    مع كثرة مشاغل الشيخ -رحمه الله- في مناصبه المتعددة فإنه لم يهمل التأليف بل زين المكتبة الإسلامية بالمصنفات الرائقة الفائقة، نذكر منها:
    1- حاشية على شرح الدردير على الخريدة البهية، طبع مطبعة الإسلام بالقاهرة سنة 1314هـ.
    2- إرشاد الأمة إلى أحكام الحكم بين أهل الذمة. فرغ من تأليفها سنة 1317هـ، طبعت بالمطبعة الأدبية بالقاهرة سنة 1317هـ.
    3- حسن البيان في إزالة بعض شبه وردت على القرآن. طبع بمطبعة الإسلام بالقاهرة سنة 1314هـ.
    4- القول الجامع في الطلاق البدعي والمتتابع. طبع المطبعة الخيرية بالقاهرة سنة 1320هـ.
    5- رسالتا الفونوغراف والسوكرتاه.
    6- إزاحة الوهم وإزالة الاشتباه عن رسالتي الفونوغراف والسوكرتاه. طبع مطبعة النيل بالقاهرة سنة 1324هـ.
    7- الكلمات الحسان في الحروف السبعة وجمع القرآن. طبع المطبعة الخيرية بالقاهرة 1323هـ.
    8- القول المفيد على وسيلة العبيد في علم التوحيد. طبع المطبعة الخيرية بالقاهرة 1354هـ.
    9- أحسن القرا في صلاة الجمعة في القرى. طبعت بالمطبعة الشرفية بالقاهرة سنة 1327هـ.
    10- الأجوبة المصرية عن الأسئلة التونسية. أجاب فيها عن أسئلة وردت إليه من الشيخ محمد العروسي السهيلي الشريف المتطوع بالجامع الأعظم بتونس. طبعت بمطبعة النيل بالقاهرة سنة 1324هـ.
    11- حل الرمز عن معمي اللغز.
    12- إرشاد أهل الملة إلى إثبات الأهلة. فرغ من تأليفه سنة 1329هـ، طبع بمطبعة كردستان العلمية بالقاهرة سنة 1329هـ.
    13- البدر الساطع على جمع الجوامع، في أصول الفقه.
    14- إرشاد العباد إلى الوقف على الأولاد. طبع مطبعة الرغائب بالقاهرة 1334هـ.
    15- الكلمات الطيبات في المأثور عن الإسراء والمعراج.
    16- إرشاد القارئ والسامع إلى أن الطلاق إذا لم يضف إلى المرأة غير واقع. طبع المطبعة السلفية بالقاهرة 1347هـ.
    17- أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام. طبعت بمطبعة الشعب بالقاهرة سنة 1320هـ، ثم في مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة 1329هـ.
    18- المخمسة الفردية في مدح خير البرية.
    19- متناول سبيل الله في مصارف الزكاة. فرغ من تأليفها سنة 1348هـ، طبع مطبعة الترقي بدمشق الشام سنة 1348هـ
    20- الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي. طبع المطبعة الخيرية بالقاهرة.
    21- الدراري البهية في جواز الصلاة على خير البرية. طبع مطبعة الآداب البهية بالقاهرة 1307هـ.
    22- رفع الإغلاق عن مشروع الزواج والطلاق. فرغ من تأليفه سنة 1345هـ، طبع المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1346هـ.
    23- محاضرة في نظام الوقف. طبع المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1345هـ.
    24- المرهفات اليمانية في عنق من قال ببطلان الوقف على الذرية. طبع المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1344هـ.
    25- تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد وهو كالمقدمة على كتاب شفاء السقام لتقي الدين السبكي طبع بالمطبعة الأميرية ببولاق 1318هـ.
    وفاتـه:
    وتوفي -رحمه الله- في21 من رجب عام 1354هـ، الموافق 18 أكتوبر 1935م بعد حياة حافلة بالعلم والعمل.

  2. #14


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    السيرة الذاتية لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ،

    وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .







    هكذا يبدأ فضيلة الشيخ الدكتور راتب النابلسي حديثه في محاضراته الدينية المتنوعة

    من هو راتب النابلسي ؟

    ولد في دمشق عام 1938 ، من أسرة ؛ حظها من المال قليل ، ومن العِلم كثير ، فقد كان والده " عالماً من علماء دمشق ، وكان يدرس في مساجد دمشق وترك مكتبة كبيرة تضم بعض المخطوطات
    هو عالم من علماء دمشق مدرس ، ومحاضر من الطراز الأول ، ألفته أذن المستمع من خلال دروسه ومحاضراته القيمة ، جال على مختلف نواحي المجتمع وأرشد ، بدأ بتعليم الزوج كيف يختار زوجته ، ثم تربية الأبناء في الإسلام .تحدث عن المعاني السامية فأبدع ، الإخلاص ، الصدق ، الإيمان ، الأمانة الاستقامة ، فكانت سلسلة مدارج السالكين ، كما تكلم عن أسماء الله الحسنى ، وعن الشمائل النبوية .والكثير الكثير

    تخرج الدكتور محمد راتب النابلسي من معهد إعداد المعلمين عام 1956 ، تخرج عام 1964 من جامعة دمشق بعد أن حصل على اللسانس في آداب اللغة وعلومها ،
    تابع دراسته العليا ، ونال دبلوم التأهيل التربوي بتفوق عام 1966 ، بعدها التحق بجامعة ليون

    مؤلفاته :
    وقد ألف أوشارك في تأليف عدة كتب متعلقة بعمله الوظيفي أبرزها كتاب ( من أدب الحياة ) وهو كتاب المطالعة المقرر لشهادة الدراسة الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي ، والذي استمر تدريسه قرابة عشر سنوات ، وكتاب أصول تدريس اللغة العربية لطلاب الدراسات العليا * (دبلوم التأهيل التربوي) في كلية التربية في جامعة دمشق .
    وله مؤلفات إسلامية من أبرزها كتاب ( نظرات في الإسلام ) ثلاث طبعات ، وطبعة مترجمة إلى اللغة الإنكليزية ، وكتاب ( تأملات في الإسلام ) ، أربع طبعات ، وطبعة مترجمة إلى اللغة الإنكليزية ، وكتاب (كلمات مضيئة ولقاءات مثمرة مع الشعراوي) طبعتان ، وكتاب ( الإسراء والمعراج ) ، وكتاب ( الهجرة ) ، وكتاب ( الله أكبر ) * وكتاب ( موسوعة الأسماء الحسنى ) ثلاثة مجلدات ، وثلاث طبعات ، وكتاب ( موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة / آيات الله في الآفاق ، آيات الله في الإنسان ) مجلدان ، وثلاث طبعات ، و كتاب ( ومضات في الإسلام ) وكتاب ( مقومات التكليف ) الذي صدرا حديثاً * وله مقالات إسلامية في كل أعداد مجلة ( نهج الإسلام ) التي تصدر في دمشق ، ‏والتي يشارك في الإشراف عليها ، ومجلة ( منار الإيمان ) التي تصدر عن دار الرشيد بدمشق ، وفي مجلة ( منبر الداعيات ) التي تصدر في بيروت ، وفي مجلة ( الميرا ) التي تصدر في لندن وفي كل أعداد مجلة ( الأصيل ) التي تصدر في دمشق ‏، ومجلة ( بانوراما ) التى تصدر في دمشق أيضاً
    وله مقالات وحواريات منشورة في الصُحف السورية ( الثورة ) ، واللبنانية ( اللواء ، والشرق ) وفي صحيفة ( المسلمون ) التي تصدر في لندن ، وفي صحيفة ( الاعتدال ) التي تصدرها الجالية السورية في أمريكا ، وفي صحيفة ( الديار) التي تصدرها الجالية العربية في أوستراليا ( سدني )

    دروس وندوات تلفزيونية :
    وله دروس وندوات تلفزيونية ، يبثها التلفزيون العربي السوري بقناتيه الأولى والثانية في المناسبات الدينية ، وله ندوات تلفزيونية دورية تبثها القناة الفضائية السورية ، منها ( الإسلام والحياة ) ، و( الفقه الحضاري ) ، وآخرها ( الإيمان هو الخلق ) تبث كل يوم إثنين من كل أسبوع الساعة الثانية ظهراً بتوقيت دمشق وهناك ندوات يبثها تلفزيون أبو ظبي ، وتلفزيون الشارقة ( المحطة الفضائية ) وبعض المحطات الفضائية الأخرى كمحطة الواحة ، ومحطة انفنتي الخليجيتين * وهو عضو مؤسس لجمعية ( مكافحة التدخين والمواد الضارة ) في سورية * ورئيس لجـمعية ( حقوق الطفل ) في سورية






    نصائح يقدمها لنا فضيلة الدكتور راتب النابلسي :

    1- علينا بالعلم
    ما من صفة في الإنسان مادية إلا وفي الحيوانات ما يفوقه بها ، إلا صفة العلم والإيمان ، فالإنسان حينما يتخلى عن طلب الحقيقة ، ويتخلى عن طلب العلم ، ويقنع أن يعيش ليومه ، ولوقته ، يهبط من مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به أبداً .
    لذلك قالوا : إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل .

    2 ـ الدين ضمانٌ لسلامة الإنسان وليس قيدا لحريته :
    حينما يرى الإنسان أن الدين قيود يكون شارداً ، أنت تمشي في طريق ، أو تمشي في حقل ، فإذا به لوحة كتب عليها ، منطقة ألغم ممنوع التجاوز ، هي ضمان
    لسلامتك حينما أفهم أوامر الدين ضمان لسلامتي لا يمكن أن أخالفها ، وحينما الإنسان ينطلق من معرفة الله عز وجل ، ومعرفة سر وجوده وغاية وجوده يصح عمله .

    3 ـ لابد أن نعرف الهدف من حياتنا :
    يقول فضيلة الشيخ : أنا أقول لك كلمة : لو أنك ذهبت إلى بلد غربي ، ونزلت في أحد الفنادق ، واستيقظت صبيحة اليوم الأول ، وسألت : إلى أين أذهب ؟ سؤال غريب،
    أسألك أنا : لماذا جئت إلى هنا ؟ إن كنت جئت طالب علم فاذهب إلى المعاهد والجامعات ، وإن جئت تاجراً فاذهب إلى المعامل والمؤسسات ،وإن جئت سائحاً فاذهب إلى المقاصف والمتنزهات .

    معنى ذلك أن حركة الإنسان في الحياة لا تصح إلا إذا عرف سر وجوده

    رأي الدكتور النابلسي باستخدام الانترنت 1ـ الإنترنت لغةُ العصر :

    العلماء حينما قرؤوا قوله تعالى :
    ﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ﴾

    ما معنى (( بِلِسَانِ قَوْمِهِ )) ؟ قد يفهم الإنسان هذه الآية على أنه جاء لقوم عرب ، فلغته عربية ، لا ، هناك أساليب النشر ، الإنترنت أوسع أداة للنشر ، أداة عالمية ، إذا
    كان مستخدمو الانترنيت يزيدون على مئتي مليون ، فأنت إذا أحدثت موقعاً في الإنترنت ، وكان ناجحاً في تجديد يومي ، وأسبوعي ، وفي قضايا تمس حاجة الإنسان تكون داعية من الطراز الأول .

    2ـ مواقع النابلسي على شبكات الإنترنت :والفضل لله عز وجل لي موقعان : الموقع الأول زواره يزيدون على عشرة آلاف زائر في الأسبوع ، بسبب الكم الكبير في هذا الموقع ، حوالي ستون ألف صفحة .

    3ـ الفتاوى عبر الإنترنت :
    شيء آخر ، أنا هذا الموقع وضعته في خدمة موقع إحصائي ، هذا الموقع يقول لي : علامَ يقبل الناس على هذا الموقع ، فأنا أهتدي بالإقبال الناس فأجدد في المواقع التي عليها طلب شديد ، فيها فتاوى ، وفيها كل شيء


    كلمة عن الدعوة :
    ما من عمل يتذبذب بين أن يكون عملاً خطيراً جداً يرقى إلى مستوى صنعة الأنبياء كالدعوة إلى الله ، والدعوة إلى الله نفسها تهبط إلى مستوى أن تكون عملاً لا يستأهل إلا ابتسامة ساخرة ، حينما تعيش للدعوة ، وحينما تموت من أجلها ، تكون بمستوى صنعة الأنبياء ، أما حينما ترتزق بها تكون في مستوى لا يليق بالداعية إطلاقاً .

    وله موقع على الإنترنيت: www.nabulsi.com
    وله عنوان في الإيميل nabulsi@net.sy
    وزيارات الموقع تزيد عن ( 5ر1 ) مليون زيارة في الشهر الواحد

  3. #15


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    ترجمة الامام المحدث الشيخ محمد المنتصر الكتاني

    هو محـدث الحرمين الشريفين ، الداعية الإسلامي الكبير ، ورائد الحـركة الإسلامية المعاصرة الأول بالمغرب ؛ الشيخ الإمام العلامة المفسر المحدث الحافظ الفقيه المؤرخ الأديب شيخ الإسلام أبو الفضل وأبو علي محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي ابن محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الإدريسي الحسني .
    ولادته ونشأته وبيئته:
    ولد – رحمه الله تعالى – في الثاني عشر من ربيع الأول عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف ( 1332 – 1914 ) بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وأول ما ولد أدخل الحجرة النبوية على عادة أهل المدينة المنورة حينذاك مع أبناء العلماء.
    ووالده هو : الشيخ الإمام العلامة المؤرخ المصلح محمد الزمزمي – صاحب "عقد الزمرد والزبرجد في سيرة الابن والوالد والجد" ، في تاريخ القرن المنصرم ؛ كان من أئمة العلم المصلحين ، والدعاة المهتدين ، والمحدثين المسندين ، سافر في البلاد من المغرب للهند واجتمع بكبار العلماء الأعلام ، وأصلح بين عدة من طوائف المسلمين ، وألف كتابه الواسع في ترجمة نفسه ووالده وجده ، ونجله الشيخ المنتصر ، وذكر أهم أخبار العالم الاسلامي ؛ بالأخص في الحجاز والمغرب والشام أواسط القرن المنصرم ، كتابة شاهد عيان ، وكان ورعا عابدا عارفا بالله تعالى ، صاحب أذكار ونصرة للمجاهدين . توفي – رحمه الله تعالى - عام 1371 بدمشق الشام .
    وجده هو : شيخ الإسلام الإمام أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني – صاحب "الرسالة المستطرفة" في مشهور كتب السنة ، و"سلوة الأنفاس" في أعلام فاس ..وغيرهما ، الذي أذعن له علماء زمانه مشرقا ومغربا لعلمه وعمله ، والمتوفى بفاس بالمغرب عام 1345 .
    ووالدته هي : السيدة الفاضلة الصابرة ، المحتسبة المربية ؛ فضيلة بنت الوجيه المتفاني في حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، الذاكر لله تعالى ؛ أمين أمناء فاس الحاج المكي ابن عبد الله الأندلسي أصلا ، الفاسي قرارا..
    وعمه : شيخ علماء الشام ، المصلح الكبير ، العلامة العارف بالله محمد المكي الكتاني .
    وعاش في بيت كله علماء ومصلحون ومجددون ؛ كما قال فيهم الشاعر :



    ما حاز أصناف الفواضل وال فضائل والعلا إلا بنوا الكتاني
    ما فيهمو إلا ولي كامل أو عالم في علمه فرقاني
    أو جامع الوصفين جمعا لا يجا رى أو يساوى قط في ميدان
    لو أنصفوا لخطو بنعلهمو على هام الورى في سائر البلدان
    هم نخبة الدنيا وزينة أهلها وأمانها من سائر الحدثان




    وقال الآخر :
    وكل كتان منهم على سمة أعظم بها سمة برا وإقبالا

    كما كان بيتهم مأوى العلماء والزعماء والوجهاء ، بل والملوك فمن دونهم ، مليئا بأصناف العلوم والمعارف من شتى الوجهات ، وقد ساعدته عيشته في المشرق والمغرب على تلقيح ذهنه وفهومه ، والجمع بين الحسنيين : ثقافة المشارقة ، ودين المغاربة..
    كما أنه عاش في بداية فترة الاستعمار في العالم الإسلامي ، وانهيار الخلافة في المغرب وتركيا ، وقيام الحركات الفكرية والثورية والعلمانية والإسلامية بمختلف اتجاهاتها ، وكذلك عصر الاستقلال للعالم الإسلامي ودول العالم الثالث ..
    وفي وقت – بالرغم من ذلك – كثر فيه العلماء والنبغاء في شتى ميادين العلوم والمعارف الدينية ، تسنى له الاغتراف من معينهم ، وملازمة بعضهم ، والاستفادة من آخرين ، ومذاكرتهم أو قراءة كتبهم وأفكارهم..
    طلبه العلم وحياته وأعماله الإصلاحية بالمغرب :
    عاش في المدينة المنورة أربع سنين تفتق فيها لسانه وتفتحت عيناه على حب بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، غير أن الظروف السياسية اضطرت أسرته إلى الهجرة من المدينة المنورة إلى دمشق الشام ؛ حيث حفظ القرآن الكريم في رياضها الغناء ، وتلقى أساسات العلم ، وحضر الكثير من دروس جده ؛ خاصة في شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل التي كان يحضرها نجباء العلماء والطلبة .
    ودرس على مجموعة من أهل العلم بالشام تلك الفترة وبعدها ، وحضر دروسهم ، وأخذ عنهم ؛ كإمام الشام وبركتها الشيخ بدر الدين بن يوسف البيباني الذي كان من أشد الناس صحبة لجده ، والخطيب المفتي الشيخ عبد الجليل الدرا ، والعلامة المصلح علي الدقر ، والعلامة الداعية الأثري هاشم الخطيب ، والعلامة المصلح محمد توفيق الأيوبي الأنصاري ، والعلامة العارف الأصولي محمد أمين سويد ...وغيرهم .
    ثم في عام 1345 انتقل مع أسرته إلى مدينتهم الأصلية فاس ؛ التي كانت تعج بالعلماء والأئمة الأعلام الذين لا يجارون في العلم والفهم في زمانهم ، وحضر دروس جده في القرويين في مسند الإمام أحمد بن حنبل التي ما شهد القرويون مثلها ؛ حيث كان يحضرها أكثر من عشرة آلاف شخص ، وفي نفس العام توفي جده المذكور رحمه الله تعالى .
    وأخذ العلم بفاس عن علماء أهل بيته ؛ كوالده المذكور ، وخاتمة الحفاظ الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني ، والإمام أبي الفضل محمد الطاهر بن الحسن الكتاني ، والعلامة المؤرخ عبد الرحيم بن الحسن الكتاني ، وشيخ الجماعة عبد الله بن إدريس الفضيلي ، والعلامة اللغوي عبد السلام بن عبد الله الفاسي الفهري ، والعلامة النابغة أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي ، وشيخ الجماعة الطائع ابن الحاج السلمي ، والعلامة محمد بن عبد الحفيظ الشامي الخزرجي ، والفقيه الفيلسوف القاضي محمد بن عبد السلام السائح ، بل المترجم هو الذي عرف الطلبة به كما أخبرني نجله الأستاذ الحسن السائح حفظه الله تعالى ...وغيرهم من أقطاب العلم والمعرفة ، ووالده هو عمدته في العلوم وإليه ينتسب ، وهو موجهه ووالده الروحي والجسدي .
    فأخذ عنهم علوم التفسير والحديث والأصول والفقه واللغة والتاريخ وفلسفة التاريخ والاجتماع والأدب وفلسفة التشريع والتصوف ..وغير ذلك من العلوم الغزار .
    أما علم الأنساب ؛ فقد أخذه عن إمام نسابي المغرب الشيخ عبد الكبير بن هاشم الكتاني صاحب "زهر الآس" ، ونجله النسابة الاجتماعي محمد بن عبد الكبير بن هاشم الكتاني صاحب "تحفة الأكياس" .
    كما رحل إلى طنجة للأخذ عن تلميذ جده الإمام العارف الشريف محمد بن الصديق الغماري ، ولازمه مدة استفاد به فيها في العلم والسلوك ، وكان كثير التردد إليه ؛ لما كان بينه وبين والده وأسرته من خالص المودة .
    وزار شتى مدن المغرب ؛ كزرهون ومكناس ومراكش ، وتطوان التي التقى فيها بشيخ جماعتها الإمام أحمد بن محمد الرهوني ، وحافظها الشيخ محمد بن محمد الفرطاخ ..وغيرهما . وطنجة ، والرباط التي التقى فيها بعالمها الكبير الحـافظ الواعية الشريف محمد المدني ابن الحسني وأخذ عنه وعن طبقته ، وسلا التي أخذ بها عن ابني عمه العلامة العارف الشيخ محمد المهدي بن محمد بن عبد الكبير الكتاني ، والإمام العلم الشيخ محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني ، وعن شيخ الإسلام أبي شعيب بن عبد الرحمن الدكالي ؛ أخبرني – رحمه الله تعالى – أنه زاره صباحا واستجازه وحادثه ، وفي المساء بلغه نعيه رحمه الله تعالى .
    وفي هذه الفترة – وهو ابن 17 عاما فقط – خرج في مظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي ، فاعتقل وضرب بالسياط ، ثم فكه الله تعالى . وكان يشارك في خلايا الحركة الوطنية الأولى ، وينشر الوعي في أوساط المجتمع ضد الاستعمار وأطماعه .
    وفي عام 1352 زار رفقة والده الشام ، والتقى بعمه شيخ علمائها محمد المكي الكتاني وبقية علماء الشام . ومنها ذهب إلى مصر ومكث يدرس بها بالأزهر مدة من عامين ؛ أخذ فيهما عن عدد من أعلامها ؛ كمفتي مصر الإمام محمد بخيت المطيعي الحنفي ، والعلامة الكبير محمد بن أحمد أبو زهرة ، وحافظها أحمد بن محمد شاكر ، ومسندها أحمد بن رافع الطهطاوي ، واستفاد كثيرا من صديقه وشيخه الإمام الحافظ الصاعقة الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري خاصة في علم الحديث ، وصارت بينهما محبة ومودة تامة ، زيادة على المشيخة . وأخذ بمصر كذلك عن مشاهير علمائها ، والتقى بالإمام المصلح حسن البنا . ثم عاد إلى المغرب ، واشتغل بالدراسة والتدريس والإصلاح الاجتماعي والسياسي .
    وبعد تمكنه من فقه المالكية ؛ اتجه إلى فقه الظاهرية مطالعة وبحثا ونقدا ، ودرس محلى ابن حزم في مدة من اثنتي عشرة عاما جرد فيها مسائله جردا ، وبحثها واستخرج عللها وقارنها بالمذاهب الأخرى ، وكان شيخاه في هذه المرحلة : ابن عمه الإمام المجاهد البحاثة محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني ، والعلامة ابن عبد السلام السائح الرباطي .
    وكانت له حافظة قوية وذهن وقاد ، بحيث ذكر عن نفسه – كما أخبرني بذلك شقيقي الشيخ الحسن الكتاني عنه – أنه قال : (( لقد رزقني الله تعالى حافظة ما أودعتها شيئا ونسيته )).
    وفي عام 1362/1942 أسس حزب الخلافة ، وانضم إليه في حزبه صديقه وشيخه الشيخ أحمد ابن الصديق الغماري بطريقته الصديقية الدرقاوية ، وحاول إحياء الجهاد المسلح ضد الاستعمار ين الفرنسي والإسباني مستطاعه ، وجمع الناس وألقى خطابات فيهم ، يقطع المغرب من أقصاه إلى أقصاه من أجل ذلك ...
    وقد بنى فكرة هذا الحزب على إحياء الخلافة الإسلامية في المغرب ، وطرد الاستعمار ، وتحكيم الشريعة الإسلامية ، وضمن أفكاره في كتاب "فتية طارق والغافقي" الذي طبع بدار إدريس ببيروت حدود عام 1975 ، والذي يعد مشروعا متكاملا لنظام الدولة الإسلامية.
    غير أن حركته لم يكتب لها النجاح بسبب ما عانته من محاربة ما يسمى بالحركات الوطنية الأخرى التي كانت تشي به وشايات كاذبة إلى الملك محمد الخامس ، فاضطر إلى حل حزبه وإدماجه في حزب الشورى والاستقلال عام 1370/ 1950 ، غير أن أفكاره لم تفشل ؛ فقد أحياها على أرض الواقع كما يأتي لاحقا .
    واستمر في حياته العلمية والثقافية ؛ فأسس ودرس في عدة مدارس بفاس وسلا وطنجة ، وشغل مديرا لبعضها ، كذلك ، ودرس العلوم الشرعية والفكر الإسلامي في مختلف مساجد المغرب الكبيرة ، وعمل فقيها ضابطا بمحكمة الاستئناف الشرعي العليا بالرباط ، وأستاذا للفقه المالكي والحضارة الإسلامية بمعهد الدراسات المغربية العليا في قسم الحقوق بالرباط .
    واشتغل أثناء ذلك بالدعوة إلى الله تعالى والتعليم ؛ وأسلم على يديه مجموعة من الرهبان واليهود والقسس ، وكانت داره مقصدا للمثقفين والمستشرقين منهم خاصة ، لما اتسمت به ثقافته من موسوعية وعمق . واستمر أثناء كل ذلك مدرسا في عدة من مساجد المغرب .

    هــجــرته إلى المــشــــرق :
    ثم لما ضاقت به الأرض بالمغرب :
    وكان ما كان مما لست أذكره فظن شرا ولا تسأل عن الخبر
    رحل إلى دمشق الشام عام 1375/1955 ، ليستقبله أهلها وأعلامها بكل حفاوة وتقدير ، ودرس في جامعة دمشق التفسير والحديث والفقه المقارن بكلية الشريعة ، وعين رئيسا لقسم علوم القرآن والسنة في عموم كليات سوريا ، ودرس بجامع دمشق وبمنزله بحي الميدان ، وكان مفتيا للمالكية بدمشق .
    واستمر في الشام داعية إلى الله تعالى ، والتقى بزعماء القيادات الإسلامية ؛ كالإمام المصلح أبي الأعلى المودودي ، ومفتي باكستان محمد شفيع الديوبندي العثماني ، والعلامة عبد المحسن الأسطواني ، والعلامة محمد إدريس القندهاري اللاهوري ، والإمام المفسر محمد الطاهر ابن عاشور التونسي ، والعلامة العارف أبو القاسم الدباغ الحسني ، وشيخ علماء الشام أبي الخير الميداني ، والأصولي الكبير أحمد بن محمد الزرقا الحلبي ، والعلامة الشيخ عبد القادر الحواري الحجازي ، والعلامة المجاهد الكبير محمد البشير الإبراهيمي الجزائري الإدريسي الحسني ، وكانت بينهما صحبة ومودة خالصة وتعاون .
    ووضع يده في يد عمه شيخ الإسلام بسوريا ، والإمام المصلح الداعية إلى الله تعالى أبي الفيض محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني مؤسس رابطة علماء سوريا ، والذي لم تكن تعين وزارة بسوريا لعدة سنوات إلا بموافقته الشخصية ، فعملا على إصلاح البلاد ، ومساعدة الحركات التحررية في العالم الإسلامي ، وتوجيهها الوجهة الإسلامية ، كما كان عليه والده الشيخ محمد الزمزمي – رحمهم لله تعالى – وكذا وضع يده في يد الأستاذ الكبير مصطفى السباعي ، ونشر مقـــالات عــــدة في مجـلته "المسلمون" وغيرها .
    وعمل مع عمه المذكور على توحيد سوريا ومصر عام 1381/1961 بالاتفاق مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر ، غير أن ذلك الاتحاد فشل نظرا لتعنت جمال عبد الناصر ، ومحاولته استغلال ثروات وخيرات الشام دون مقابل ، وبعيدا عن الشريعة الإسلامية .
    ثم اضطرته الظروف إلى الهجرة من الشام إلى عمان بالأردن ثم منها إلى مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية حيث اصطفاه الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود مستشارا له ، لما وجد فيه من الروح الإسلامية الجياشة ، والعلم العميق المتمكن .
    وعمل في الحجاز في سلك التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي كان أحد مؤسسيها ؛ أستاذا للتفسير والحديث والفقه ، والمذاهب الإسلامية والاجتماعية المعاصرة في كلية الشريعة وكلية الدعوة ، ودرس الحديث في كلية الشريعة وكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، ثم بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، وعضوا ومستشارا برابطة العالم الإسلامي .
    وكان مواظبا على التدريس بالحرمين الشريفين ؛ فدرس بالحرم المكي والحرم النبوي الشريف تفسير القرآن الكريم إلى أن أتمه ، والموطأ ، ومسند الإمام أحمد ... وغير ذلك ، متنقلا نصف الشهر في مكة المكرمة ، والنصف الآخر بالمدينة المنورة .
    وقد أشار على الملك فيصل – رحمهـــما الله تعالى – بعدة إشارات وجد منه فيها القبول التام ؛ منها فكرة : (( منظمة المؤتمر الإسلامي )) ، التي كان ينوي عن طريقها جمع الدول الإسلامية في هيئة واحدة تكون مقدمة للخلافة الإسلامية الجامعة ، وسافر سفرات طويلة إلى مختلف البلاد الإسلامية والتقى بقادتها من أجل إقناعهم بهذه الفكرة ، ولتكون في مقابلة جامعة الدول العربية التي هي فكرة بريطانية في الأصل . وقد تمت هذه الفكرة ؛ غير أنها لم تستمر كما أراد ، نظرا لاستشهاد الملك فيصل – رحمه الله تعالى - بعد ذلك .
    كما حاول الصلح بين المغرب والجزائر في أزمة الحدود الشهيرة التي كادت تندلع الحرب بينهما بسببها ، حيث أرسله الملك فيصل للتوسط بين البلدين الشقيقين من أجل المصالحة .
    وقد اقترح على الملك المذكور فكرة الدينار الإسلامي ؛ عملة نقدية يتوحد عليها العالم الإسلامي في مقابلة الدولار الأمريكي ، وأن لا تقبـل الدول التعامل إلا بهذه العملة ، غير أن هذا المشروع أقبر باستشهاد الملك المذكور .
    وهو صاحب فكرة : (( موسوعة الفقه الإسلامي )) في مصر ، بل أول من دندن حولها في العالم الإسلامي ، وهي من اختراعه وابتكاره ، وكان المقصود منها : تيسير الوصول إلى مظان الفقه الإسلامي ؛ خاصة المذاهب الفقهية غير المتبوعة والمنقرضة ، وذلك لتيسير إحياء الحكم بالشريعة الإسلامية كما كان الحال في أيام الخلافة الإسلامية المزدهرة . وبسبب توجيهاته أسست : "موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي" ، التي سميت من بعد : "موسوعة الفقه الإسلامي".
    ولما استوطن سوريا ؛ نقل تلك الفكرة ؛ فعملت جامعة دمشق على إصدار أول مؤلف من نوعه في هذا الميدان ؛ وهو كتابه : "معجم فقه الظاهرية" في مجلدين باسم موسوعة الفقه الإسلامي ، ثم ألـف :"معجم فقه السلف : صحابة وتابعين وعترة " في تسعة أجزاء طبعتها جامعة أم القرى عام 1406 .
    وقد عمل – كذلك – في مجال الدعوة إلى الله تعالى في مختلف القارات الخمسة ، وأسلم على يديه وبسببه جمع كبير من غير المسلمين ، وألقى محاضرات كثيرة في التعريف بالإسلام والمسلمين .
    كما ركز على الدعوة الإسلامية في الأندلس ( إسبانيا ) ، غير أن الكبر أصابه ، وتكاثرت الابتلاآت عليه ، فقام بعمله نجله والدنا الإمام الداعية العلامة الشهيد الدكتور مولاي علي بن المنتصر الكتاني – رحمه الله تعالى – فقام بذلك أتم قيام وأفضله ، جزاهما الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
    وتقديرا من الأندلسيين للمترجم – رحمه الله تعالى - سمت حكومة مدينة قسطلة الأندلسية الشارع الرئيس بها باسمه ؛ تقديرا لجهوده في إرجاع القومية والهوية الأندلسية إلى الشعب الأندلسي .
    وأعماله العلمية والوطنية كثيرة جدا يخطئها الحصر ، كل ذلك حملا لهموم الأمة الإسلامية ، محاولة لإخراجها من ربقتي الجهل والظلم ، على مبدأ العلم والجهاد الذي هو – كما ذكر في مقدمة كتابه "فتية طارق والغافقي" – كجناحي طائر لا يطير إذا فقد أحدهما .
    حاله وأفكاره :
    كان – رحمه الله تعالى – إماما من أئمة العصر ؛ ذا فكر وقاد ، وعقل راجح كبير ، وفكرة سديدة ، وذكاء مفرط ، وهمة عالية ، وشخصية متميزة ...
    كان في أصول الدين والمذاهب الإسلامية القديمة والمعاصرة ، والتيارات الفكرية العصــــرية ؛ حــــذام أخبارها المصدق ، وعذيقها المرجب ، بحيث إليه المرجع في ذلك كله .
    أما التفسير ؛ فقد كان عالما بارعا فيه ، تم له تفسير القرآن الكريم بالحرم المكي الشريف مسجل كله على الأشرطة ، ثم كتب تفسيرا أتم منه أربعة مجلدات . عارفا للناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ...وغير ذلك من فنون التفسير ، علاوة على التفسير الإشاري للقرآن الكريم .
    وفي أصول الفقه ؛ كان علامة متمكنا ، عارفا بمدارسه واختلافهم واتفاقهم ، ومدى استنباطهم ، وتطبيق الأصول على الفروع .
    وكان – رحمه الله تعالى – وعاء من أوعية الفقه ؛ اطلع على المذاهب الأربعة وأقوال أئمتها ، والمقارنة بين أقوالهم ، واستدلال كل فريق منهم . مع الاطلاع على أقوال الأئمة من المجتهدين المتقدمين والمتأخرين ، والاطلاع على فقه الظاهرية والتبحر فيه ؛ حتى إنه كان يستدل لبعض مسائلهم بأدلة لم يستدلوا هم بها – كما في الجزء 54 من مذكراته العــــلمية ، مع الــرجوع إلى أئمة مشايخه كقاضي فاس أبي عبد الله السائح – رحمه الله تعالى .
    وقد كان – بالرغم من ذلك – ينتسب إلى مذهب الإمام مالك ، وقد درسه على أئمته من أهل فاس ومصر ، وذكر لنا أن أصحابه من آل ابن الصديق الغماريين دعوه إلى ترك التمذهب كلية ، والاجتهاد ؛ فلما أراد ذلك ؛ وجد أن المسألة ليست بالسهلة ، فترك ذلك وعاد إلى المذهب . لأن الخلاف ليس في مسائل الصلاة والصيام والعبادات فقط ؛ إنمامنهج متكامل في العبادات والمعاملات وغيرها من سائر قوانين الحياة . غير أنه كان يرجع إلى الدليل ويخالف مشهور المذهب إن تبين له ذلك ، طبقا للأصول والقواعد المذهبية . ثم بعد ذلك ذكر لنا أنه يأخذ من الكتاب والسنة اجتهادا مباشرة ، وأنه لا مالكي ولا ظاهري ! .
    أما علم الحديث ؛ فقد كان فارسا من فرسانه ، حافظا من حفاظ الحديث في عصره ، بحرا لا تكدره الدلاء ، مطلعا على طرق الأسانيد ، حافظا لتراجم رجالها . وقد قال لي تلميذه العالم الأجـــل الشـــريــف محمد يحــظي الشنقيطي بالحرم المكي : (( إن جدك يعرف رجال الحديث كما يعرف أبناءه ، لا أقول : أصحابه ، إنما : أبناءه ! )) . وأثنى لي العلامة الشريف محمد ( الكتاني ) بن عبد الهادي المنوني – رحمه الله تعالى – على علم سيدنا الجد ؛ خاصــة في علم الحديث الذي لم يوجد من يتقنه كإتقانه بين أقرانه بفاس والمغرب ، وقال لي : (( إن جدك كان محسودا !)) .
    وقد أخبرنا – رحمه الله تعالى – كما سبقت الإشارة إليه ؛ أنه ماعهد على نفسه أنه حفظ شيئا ونسيه ، وسألته عن مدى حفظه في الحديث ؛ فقال : (( كثير )) . ولو علمت أن طريقته في تدريس الحديث كانت بأنه : يحفظ الحديث ، ورجال إسناده ، وأحوالهم ، ويدرس فقهه ، واختلاف الأئمة المجتهدين في ذلك ، ثم يتلو ذلك في درسه بنغمة خاصة ، ذاكرا مرتبة الحديث من حيث الصحة والضعف مجتهدا غير مقلد ، كل ذلك من حفظه ، وأنه درس البخاري ومسلما والموطأ وأكثر من ثلاثة آلاف حديث من مسند الإمام أحمد ...وغير ذلك من كتب الحديث ، ورحل من أجل تعلمه وكتب وجمع ؛ لعلمت أن الرجل كان حافظا من حفاظ الحديث القلائل ، وأنه يحفظ ما لا يقل عن عشرين ألف حديث بأسانيدها ومتونها ؛ فهو من الذين تفردوا بهذه الرتبة في عصرهم ، علاوة على من أنتجهم من العلماء في الحديث ، وما ألفه من التآليف .
    أما اللغة بعلومها ؛ فقد كان عالما بها مشاركا ، متمكنا فصيحا بليغا ، مرجعا في ذلك ...
    وفي الأدب : بحر لا تكدره الدلاء ، إمام يجارى به أعلام الدلاء1 ، وكأنه تخرج من جامع قرطبة ، أو معاهد إشــبيلية ، أو أنه درس على ابن بسام أو الثعالبي . علاوة على حفظه أشعار وأخبار القدامى من الأدباء وغيرهم .
    أما التاريخ القديم والحديث ؛ فقد كانت إليه المرجعية فيه ، وفي فلسفة التاريخ ، يملأ مجالسه بأخبار الأمم السالفة واللاحقة ، وقد دون مذكرات لنفسه أربت على مائة جزء...
    أما الأنساب ؛ فقد كان نسابة عارفا بفروع الأشراف وأصولهم ؛ وخاصة الأدارسة منهم ، وبالأخص : أنساب الأشراف الكتانيين ، فهو المرجع في ذلك ، ومنبع أنهار ما هنالك ، وعلى شجرته ذيل مولانا الوالد رحمه الله تعالى ورضي عنه .
    أما علوم الشريعة الباقية ؛ فقد كانت له فيه المشاركة التامة ، واليد الطولى ، حتى إنه كان إذا اجتمع في مجلس مع علماء أهل بيته ؛ كشقيقه محدث المغرب الشيخ محمد الناصر الكتاني ، وابن عمه علامة المغرب عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني ..وغيرهما ؛ يخيل إليك أن لسن العلم والأدب والفلسفة الإسلامية العليا قد اجتمعت في صعيد واحد ...
    قل ما تشاء فأنت فيه مصدق الحب يقضي والمحاســـــن تشهد
    وكان – رحمه الله تعالى – طلبة للكتب ؛ لا يتركها وإن تركته ، ولا يملها وإن ملته ، حتى ذكر زملاؤه في الدراسة أنه كان يبقى ساهرا طول الليل إلى الصباح مطالعا ودارسا ، وكذلك بقي إلى أن أقعد آخر عمره ؛ يسهر الليل في المطالعة والعبادة إلى الضحى ، ثم ينام إلى قبل الظهر بساعة ، وينام القيلولة ساعة أو ساعتين ، ولا يغير نظامه هذا إلا نادرا ..
    وكان السبب في نهمه على المطالعة – كما حدثني والدي عنه – أنه شكا إلى ابن عم والده وشيخه الإمام محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني قلة اصطباره على المطالعة – وهو في يفاعته – فقال له ابن عمه : (( عندي دواؤك إن اتبعتني !)) ، فأعطاه قصصا صغيرة ، وكلما أنهى واحدة يعطيه أخرى ، ثم أعطاه قصص جرجي زيدان واحدة بعد الأخرى ، ثم كتاب "ألـف ليلة وليلة" ؛ فالـتهمها التهاما ، ثم قال له : (( أما الآن ؛ فلنبدأ بالجد! )) ، وأعطاه الكتب الكبيرة والمتخصصة في العلوم . وفي ذلك الوقت كان من السهل عليه قراءة تلك الكتب ؛ لأن الأمر أصبح عادة وهواية لا تكلفا !.
    أما سياسة العصر ؛ فقد انتهت إليه معرفتها والتنبؤ بمستقبلها ، كل من جالسه أو عاشره أو عرف سيرته ؛ جزم بذلك ، وكانت له اليد البيضاء على الأمة في ذلك قدر مستطاعه الفردي .
    وكانت له محبة غير متناهية في الأمة الإسلامية ، غيورا عليها ، دافعا عمره وماله وجاهه من أجلها وأجل إعزازها . بل إن أردت اختصار حياته في لفظة واحدة ، فقل : (( محاولة النهوض بأمة الإسلام !)) . وقد عمل الكثير الكثير من أجل ذلك ، وأصيب بمحاربات ونكبات شديدة كانت هي السبب في سكناه المغرب ثم الشام ثم الحجاز ...ثم الرجوع إلى المغرب .
    فإنه لم يكن كباقي الفقهاء العادييين ، أو ممن ليس لهم اعتناء بالواقع ومعرفته ، فقد كان يرى أن الإسلام مصحف وسيف ، دعوة ودولة ، علم وعمل ..وأنه يعلو ولا يعلى عليه ، حكيما في أفعاله وأقواله وحركاته .
    وكان دائم الحسرة على ما وصل إليه المسلمون من ذلة وصغار وهوان على الناس ، وخنوع وسقوط همة ، والرضا بالدون ، وترك العلم الشرعي الذي هو أساس الإسلام ، والاكتفاء بالقليل دون الكثير منه ومن غيره .
    رادا على المستشرقين وكذباتهم ، وهجومهم على الإسلام والمسلمين في مختلف مؤلفاته وندواته وخطبه ، مظهرا عوارهم وتآمرهم على الإسلام والمسلمين ، حتى صدق فيه ما خرجه غير واحد من الأئمة عن جمع من الصحابة بسند حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله قال : (( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ...)) .
    وكان شديد البغض لمن يسمون بالإصلاحيين من أتباع جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ، ويعتبرهما من أسباب بلاء الأمة وانتكاس أهلها ، وانحرافهم الفكري.
    وكان ينبذ التفرنج وتقليد الغربيين في الهيأة والفكر واللباس..وكل شئ ، داعيا إلى العروبة ، يعتبرها هي أساس الإسلام ، ويرى أن كل من تكلم بالعربية فهو عربي ، رافضا للشعوبية الرعناء ، والقومية الجهلاء ، فهو لا يحب القوميين العرب ولا الشعوبيين الجهلة .
    وكانت بينه وبين العلامة الحاج أمين الحسيني محبة تامة ، ومودة خاصة ، وكان يدعمه في كل نشاطاته التحريرية ، وعندما بلغه نعيه ؛ بكى عليه - على رباطة جأشه – بكاء مرا . رحمهما الله تعالى .
    وكانت له محبة كبرى في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دائم الثناء عليه والذكر لسيرته ، وإذا سمع القصائد في ذكر سناه ومزاياه ؛ تفيض عيناه شوقا إليه صلى الله عليه وسلم . يذكر شمائله ، وينشر حديثه ، ويقرأ كتب السيرة والشمائل النبوية بلهف واستنباط ومقارنة . دائم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله ، وإذا شكوت إليه منقصة في ؛ يقول : (( أكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم !)) ، فأجد الدواء في ذلك . جــزاه الله خـــيرا . كما كانت له مـــراء لرســـول الله صـــلى الله عليه وسلم لا يســـع المقام لذكرها .
    وكان له اعتقاد كبير في الصالحين وأهل الخير والدعوة إلى الله تعالى ، ذابا عنهم ، محبا لهم .
    وكان – رحمه الله تعالى – صاحب أذكار كثيرة وصلوات ، بحيث لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى ؛ فهو بين علم أو تدريس أو تأليف أو ذكر .
    وكان يكره ما وصل إليه صوفية العصر من الانحطاط والانحراف عن الجادة ، وتركهم لمنهج مشايخهم الأوائل ؛ كالشيخ عبد القادر الجيلاني ، والشيخ عبد السلام ابن مشيش الإدريسي الحسني ، والشيخ أبي العباس الرفاعي ، والشيخ أبي الحسن الشاذلي ...رضي الله عنهم ، الذين قارنوا العلم بالعمل ، والدعوة إلى الله تعالى والذكر بالجهاد في سبيل الله تعالى .
    وكان ضد ما وصل إليه دعاة السلفية من الغلو في أفكارهم ، وقلة العلم ، ونبذهم لجميع ما كان عليه المتأخرون واعتبارهم ضالين مضلين ، ويعيب عليهم تركهم العمل مقرونا بالعلم كما كان عليه الشيوخ الأوائل ؛ كأئمة السلف ، والإمام ابن تيمية والحافظ ابن القيم رحمهما الله تعالى .
    وينزعج من ترك التيارات الإسلامية المتأخرة للمنهج العلمي ، وتشدقهم بالآراء والأفكار بعيدا عن العلماء الذين هم – في الحقيقة – ورثة الأنبياء .
    وكان جميلا في شكله وهيئته ، ذا نخوة ، يحب الجمال والتجمل في الثياب ؛ وراثة ورثها من جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، ويحب التعطر والحلوى والمناظر الجميلة ، أندلسيا في مشربه وأسلوبه وشعوره..حتى كناه شيخه الإمام أبو الهدى محمد الباقر الكتاني بأبي الشعور !.
    وكان ذا هيبة كبيرة ، وشخصية قوية للغاية ، لا يرضى بالدون ولا يقبله ، أبيا يهابه ويوقره الملوك فمن دونهم ، وله – رحمه الله تعالى – قصص كثيرة قد تذكر في المطولات إن شاء الله تعالى .
    وكانت تحصل له كرامات كثيرة وكشوفات ومساعدات من الله تعالى يعلمها كل من عاشره وعامله ، وذلك لما كان له من الهمة القوية في الله تعالى ، والأذكار الكثيرة ، والمحبة في جناب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله والدين الإسلامي الحنيف ، وأخباره في ذلك تعد من الغرائب .
    إذا لم تر الهلال فســــلم لأناس رأوه بالأبــصــــار
    وقد كان مواظبا على تربية أبنائه وحضهم على محبة الإسلام وأهله ، والغيرة على تعاليم الدين الحنيف ، والمواظبة على شعائر الإسلام ؛ خاصة الصلاة التي لم يكن يتهاون فيها ، وكانت له دروس لأهل بيته يومية بعد العصر يوجههم ويثقفهم فيها ، وعند ختمه للقرآن الكريم الذي كان مواظبا على ختمه كل شهر ؛ يجمع جميع أفراد البيت – حتى الخدم – لحضور الختمة ، ويدعو للجميع ويأمرهم بالدعاء لأنفسهم ، حتى عمت الروح الإسلامية في جميع أبنائه وبناته وأصهاره وأحفاده وأبناء أحفاده ، لا يعرف متهاون في الصلاة منهم ، أو حامل للأفكار العلمانية أو الحداثية .
    وكان اعتقاده اعتقاد السلف الصالح وأهل الحديث الشريف ، لا يخرج في ذلك عن أقوالهم وأحوالهم قدر فهمه وعلمه ، حاضا على الرجوع إلى السلف الصالح في الفهم ، والابتعاد عن الفلسفات الأجنبية عنا ، مبتعدا عن كل ما فيه تفرقة بين المسلمين ، متعاونا في الخير ونصرة الإسلام مع الجميع . محبا لآل البيت حبا جما ، وللصحابة الكرام جميعهم ، تاركا الخوض فيما كان من التنازع بين الصحابة ، معظما لجميعهم ، مترضيا عنهم دونما استثناء ، يرى أنهم تلاميذ خير أستاذ صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، فهم من العظمة بقدر مقدارهم – رضي الله عنهم أجمعين .والحاصل ؛ فقد كان كتانيا بما يعنيه هذا اللفظ من مدلول !.
    آثاره رحمه الله تعالى :

    ترك مترجمنا – رحمه الله تعالى – آثارا كثيرة ؛ منها : أعماله وتلاميذه ومؤلفاته . أما أعماله ؛ فقد أشرت إشارة عابرة إليها ، وأتكلم عن تلاميذه ومؤلفاته بإذنه تعالى :
    1 – تلاميذه :ترك المترجم – رحمه الله تعالى – تلاميذ كثرا في مختلف البلاد الإسلامية وغير الإسلامية ؛ خاصة في المغرب والهلال الخصيب ، منهم المصلحون والمجددون والعلماء العاملون ...
    منهم : ولده الأكبر ؛ والدنا الإمام القائم بالدعوة إلى الله تعالى في القارات الخمسة ، الذي أفنى عمره وماله في الدعوة إلى الله تعالى ، العلامة البارع في العلوم العقلية والهندسة والطاقة ، والتاريخ والأقليات الإسلامية والتنظيم ؛ بحيث إليه المرجعية في كل ذلك ، الأستاذ الدكتور محمد علي ، المستشهد – رحمه الله تعالى – بقرطبة عام 1422 ، فهو خليفته في أفكاره والدعوة إلى الله تعالى .
    ومنهم : محدث المغرب الشيخ عبد الله بن عبد القادر التليدي الطنجي ، والأستاذ الإمام سعيد حوى الحموي ، ومحدث الحجاز محمد بن علوي المالكي المكي ، والأستاذ الداعية الكبير عبد السلام ياسين – وهو ممن تأثر به كثيرا في مجال الدعوة إلى الله تعالى - والمحدث المؤرخ خليل ملا خاطر المدني ، والعلامة النظار محمد بدر الدين بن الشيخ عبد الرحمن الكتاني ، ومفتي العراق العلامة الشيخ عبد الملك السعدي العراقي ، والمحدث الداعية الدكتور همام سعيد الأردني ، والمفتي الخطيب نافع العلواني الحموي ، والدكتور محمد رواس قلعـجي الدمشقي – وهو وارثه في علم الموسوعات الفقهية – والعالم المخلص عصام عرار الدمشقي ، والعالم النزيه المدرس إبراهيم بن شعيب الهوساوي المكي ، والدكتور محمد توفيق بن محمد تيسير المخزومي الدمشقي ، والدكتور عبد اللـطيف بن صالح فرفور الدمشقي ، والداعية عبد القادر قويدر الدمشقي ، والدكتور محمد فاروق النبهان الحلبي المغربي ، والخـطيب الداعية محمد ابن موسى الفاسي ، والمحدث الدكتور فاروق حمادة القنيطري ، والعالم المحدث المؤلف محمود سعيد ممدوح المصري الإماراتي ، والمؤلـف المناظر حسن بن علي السقاف الأردني ، والعالمة الداعية إلى الله تعالى السيدة منيرة القبيسي الدمشقية ؛ وهي ممن تخرج به ، وشقيقنا العلامة الداعية إلى الله تعالى الأستاذ مولاي الحسن بن علي الكتاني ، وكاتب هذه السطور عفا الله عنه ، وغيرهم المئات ...حفظ الله الأحياء ورحم الأموات بمنه تعالى وكرمه .
    وغيرهم وغيرهم وغيرهم كـقطـــــر ماء لا يفيض غيرهم

    2 – مـــؤلــفـــــــاتـــه :

    ترك – رحمه الله تعالى – مؤلفات كثيرة في مختلف الفنون ، وقد كان أبعد ما يكون عن الردود ؛ لأنه رأى أن يكون سببا في إصلاح الأمة الإسلامية لا سببا في تفرقتها وانقسامها . وأذكر هنا بعضا من مؤلفاته :
    1. نظام الدولة الإسلامية ، المسمى : "فتية طارق والغافقي ".
    2. ترجمة القاضي عياض .
    3. ترجمة الإمام الغزالي .
    4. تقديم وتحقيق لكتاب جده : "الرسالة المستطرفة" .
    5. تفسير صوتي للقرآن الكريم ، تام في أكثر من 500 شريط .
    6. فاس عاصمة الأدارسة . ط .
    7. ترجمة الحافظ ابن تيمية .
    8. ترجمة الإمام مالك . ط .
    9. ترجمة جده الإمام محمد بن جعفر الكتاني . نشرت مقدمته بمجلة الرسالة ، عام 1952 .
    10. ترجمة جد جده أبي العلاء إدريس بن الطائع الكتاني .
    11. ترجمة الحافظ ابن حزم الأندلسي .
    12. ترجمة شيخه العلامة عبد الرحمن بن القرشي الإمامي .
    13. ترجمة شقيقة الفيلسوف محيي الدين الكتاني .
    14. ترجمة حافظ الأندلس بقي بن مخلد الأندلسي .

    --------------------------------------------------------------------------------

    15. تخريج أحاديث كتاب "تحفة الفقهاء" في فقه الأحناف لأبي الليث السمرقندي ، بالتعاون مع العلامة الدكتور وهبة الزحيلي .طبع في مجلدين .
    16. جهاد أسرة .
    17. الدولة الإسلامية المنتظرة .
    18. ذيل على الشجرة الكتانية في الأنساب للشيخ عبد الكبير بن هاشم الكتاني .
    19. الرحلة الجزائرية عام 1347 .
    20. شرح موطأ الإمام مالك تسجيل صوتي .
    21. شرح وتخريج مسند الإمام أحمد . أتم عشره في ستة عشر جزءا .
    22. فاس عاصمة الأدارسة ورسائل أخرى . ط .
    23. كتاب في آل الكتاني .
    24. معجم فقه السلف صحابة وعترة وتابعين . 9 أجزاء . ط .
    25. معجم فقه ابن حزم الظاهري . مجلدين . ط .
    26. المعذبون في الله في القرون الفاضلة .
    27. المستدرك على"نظم المتناثر في الحديث المتواتر" . ضمنه ألف حديث .
    28. مذكرات في أكثر من مائة جزء ضمنها من كل فن طرفا .
    29. مذكرات علمية . في عشرات الأجزاء .
    30. المعقب في رجال الحديث . عقب فيه على الحافظ ابن حجر وغيره من أئمة علم الرجال .
    31. مؤلف في إثبات التدوين في القرن الأول الهجري ، والرد على المستشرقين الذين ادعوا أن التدوين لم يكن إلا في القرن الثاني .طبع في مقدمة تخريجه لأحاديث "تحفة الفقهاء" .
    32. مسند الإمام بقي بن مخلد الأندلسي . جمع .
    33. مسند الإمام ابن حزم الأندلسي . جمع .
    34. مراحل تبع . في الأدب والتاريخ والعبر . في عدة مجلدات ...وغير ذلك .


    وفــــــــــاتـــــــــــــــه :

    وبعد عمر كله جهاد وكفاح ، ونضال وعلم ، ونشاط قل مثيله ؛ أقعد في مكة المكرمة بسبب وقعة وقعها انضافت إلى ما كان به من مرض السكري وضغط الدم ، وما أغم نفسه من حالة المسلمين المتدهورة يوما بعد يوم . ومما زاد نكبته النفسية ؛ أنه منع من التدريس بالحرمين الشريفين بحجة أنه ليس (( سعوديا !)) ، وهو لم يذهب إلى الحجاز أصلا ويرتضيها مسكنا إلا للقرب والتدريس في الحرمين الشريفين الذين هو من سلالة بانيهما ، ومولود وناشئ بهما !!!.
    وكانت إصابته عام 1406 ، فأقعد ، وما منعه ذلك من إكمال ما تيسر من بعض مؤلفاته ، ثم في عام 1409 انتقل إلى الرباط بالمغرب تاركا الحجاز الذي امتزج حبه بطينته ولحمه ودمه .
    وفي المغرب كان يتوافد عليه بعض المخلصين من طلبة العلم والعلماء لزيارته واستفتائه في مختلف القضايا العلمية ، وبالرغم من سوء صحته ؛ كان يجيب عن كثير منها بأتم وأوفى تحقيق ما لم يكن يفعله الأصحاء من بعض الأئمة في هذا العصر ، بالرغم من إغمائه لمدة تقارب العامين أو تزيد، الأمر الذي كنا ندهش له ؛ سواء في الفقه والحديث والتاريخ ...وغير ذلك .
    كما كانت تتقاطر عليه الرسائل والطلبات من مختلف البلاد ؛ من المغرب وتونس والجزيرة العربية عامة ، واليمن والكويت والهند والشام والأردن ...يطلبون منه الإجازة بالرواية عنه مصرين ومتلهفين إلى هذه الكرامة ، حيث إن إسناده في هذا العصر يعد من أعلى الإسناد . وفي هذا الاتجاه كتبت باسم مسند نجد العالم الأعز الشيخ محمد بن عبد الله الرشيد العبيد ثبتا لمولانا الجد جمعت فيه أهم أسانيده للكتب التسعة والحديث المسلسل بالأولية ، وختمته بترجمة مقتضبة له ، وسميتــه : "فتح السد عن أسانيد مولانا الجد" . فكان مولانا الجد يجيز به من طلب منه الإجازة .
    وفي الثلاثاء الثامن من صفر الخير لعام تسعة عشر وأربعمائة وألف الموافق 2 – 6 – 1998 الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا تقريبا ؛ انطلقت روحه المباركة إلى بارئها منهية بذلك تاريخا مجيدا حافلا ، وممثلا رجلا من أواخر من مثل السلف الصالح وعلماء الصدر الأول في علمه وهيأته وتفانيه من أجل الإسلام والمسلمين . ووجدت سبابته منتصبة على هيئة المتشهد في الصلاة .
    ودفن اليوم الموالي – وهو يوم الأربعاء – في مقبرة الشهداء بالعلو ، بمدينة الرباط ، ملاصقا لقبر والدته – رحمهما الله تعالى – بعد أن حمل في جنازة عظيمة مهيبة إلى مثواه ومستقره الأخير . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من كان آخر كلامه من الدنيا : لا إله إلا الله ؛ دخل الجنة! )) .وشهد بعض أبنائه أن رائحة العطور بقيت بمحل وفاته ثلاثة أيام .
    ولك أن تسمي هذه الترجمة : " الشهد المنصهر بترجمة الإمام محمد المنتصر".

  4. #16


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    لمحة عن حياة الشيخ الحافظ الجامع المتقن الفقيه
    محيي الدين الكردي أبي الحسن رحمه الله تعالى .

    احد قراء دمشق السبعة

    1_ اسمه الكامل :
    محيي الدين بن حسن بن مرعي بن حسن آغا بن علي الكردي الداري .والداري نسبة إلى دارة في ديار بكر ( تركيا ).
    2_ مكان وتاريخ الميلاد :
    ولد الشيخ أبو الحسن في دمشق الشّام ، في حي الحيواطيّة ، حيث دار والده[1"> وذلك سنة 1912م.
    3_ النشأة :
    نشأ في حجر والديه وكان لهما الأثر الكبير في تربيته وخاصة والدته المرأة الصالحة التقية الورعة التي كانت كثيرة القيام والصيام.
    أضف إلى ذلك فلقد كانت تسكن إلى جانب بيت والده امرأة صالحة اسمها _ فاطمة بنت علي الحجة[2">_ لم يكن عندها أولاد ، فكانت تحبه حباً شديداً ، حتى إنه ليقولُ عنها بأنها نفعته كثيراً إذ عندما بلغ من العمر أربع أو خمس سنوات تقريباً ، أخذته بيدها إلى الخجا _ وهو بيت لامرأة من أهل الحي تعتني بتربيةِ الأولاد وقتها _ وقد أغرتها بالمالِ الوفير إن هي اهتمت به ، فاعتنت به أشد عناية ، حتى لقنته القرآن كاملاً من المصحف _حاضراً_ فلما انتهى من ختم القرآن فرحت به فاطمة هذه فرحاً شديداً حتى إنها عملت له مولداً وجمعاً من الناس وكان عمره وقتئذٍ ست سنوات .
    ثم إنها لم تكتف بهذا ، فأخذته إلى الكُتّاب فكان أحسن مكتب يقوم على تربيةِ الأولاد ويهتم بهم وبتعليمهم مكتب الشيخ عز الدين العرقسوسي ، وكانت أم الشيخ عز الدين صديقة حميمة لفاطمة فأوصتها أن يعتني به ، ولما سمع منه تلاوة القرآن سُرَّ به واعتنى به عناية فائقة .
    4_ حفظ القرآن الكريم :
    بدأ بحفظ القرآن الكريم عند الشيخ عز الدين وكان عمره 12سنة .ثم لم يجد والده بُداً للظروف التي كانت تمر به إلا أن يأخذه معه إلى العمل فكان يحفظ الصفحة في العمل ثم يذهب بعد ذلك إلى الشيخ عز الدين ليسمّعها له حتى وصل إلى سورة طه . اضطّرته الظروف ليسافر ويعمل في عَمّان، ثم عاد بعدها إلى دمشق وعاد لحفظ القرآن إلى أن انتهى وكان عمره سبعة عشر عاماً .
    5_ مشايخه :
    في الوقت الذي كان يحفظ فيه القرآن عند الشيخ عز الدين وكان قد قرأ عليه ختمةً كاملةً بروايةِ حفص وأجازه بها ، حتى إنّ الشيخ عز الدين كان معجباً بقراءتهِ كثيراً وكان يتدارس معه القرآن الكريم ، يقول الشيخ لقد مَرَّت بنا أيام كنا نقرأ في الجلسة الواحدة عشرة أجزاء ، وكان في حيّهم جامع الحيواطيّة وكان إمامه الشيخ رشيد شميس رحمه الله تعالى ، حيث أعطاه العوامل في النحو ليحفظها ولما حفظها بسرعة سُرَّ به الشيخ رشيد كثيراً وقال إن شاء الله سيخرج من هذا الحي عالم من علماء المسلمين . كما قرأ عليه شيئاً من الفقه الحنفي.

    • ومن مشايخه الشيخ محمّد بركات ، كان إماماً في جامع العنّابي في حي باب سريجة ، فقرأ عليه أول كتاب عمدة السالك في الفقه الشافعي.
    • من مشايخه الشيخ حسني البغّال إمام جامع عز الدين في حي باب سريجة ، فقرأ عليه كتاب ابن القاسم والأزهرية والقطر وأكثر من نصف شرح ابن عقيل ، وحفظ أثناءها متن الغاية والتقريب ، ويذكر الشيخ أنه كان معهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله تعالى ، والشيخ جميل الخوّام رحمه الله تعالى ، وبقي في جامع عز الدين حتى توفي الشيخ حسني رحمه الله.
    • ومن مشايخه الشيخ العلامة الشافعي الصغير صالح العقاد رحمه الله .وقد قرأ عليه كتاب مغني المحتاج بشرح المنهاج مرتين وكتاب التحرير ، وقرأ عليه الورقات في الأصول ، وبقي ملازما للشيخ صالح حتى توفي رحمه الله تعالى.
    6_ اجتماعه بالشيخ فايز :
    وكان ذلك في درس الشيخ صالح العقاد حيث كان الشيخ فايز وشيخ آخر اسمه الشيخ عفيف العظمة _ و كان على معرفة قوية بالشيخ فايز_ يحضران الدرس أيضاً، فكان الشيخ عفيف كلما رأى الشيخ أبا الحسن يقول له: ( لازم تقرأ على الشيخ فايز) ، وكان للشيخ عفيف مكتبة في البزورية فمرة كان الشيخ أبو الحسن ماراً من جانب مكتبة الشيخ عفيف * فقال له: تعال معي الآن * فأخذه بيده إلى الشيخ فايز حيث كان له غرفة بالمدرسة الكاملية بالبزورية وهي غرفة آل الحلواني ، وكان عند الشيخ فايز طلاب يقرءون القرآن * فلما انتهوا قال الشيخ عفيف للشيخ فايز : أتيت لك بواحد جديد * فقال الشيخ فايز بلهجة عاميّة : ( لسَّا بتلملم وبتجبلي ) فقال له : اسمع منه ، فلما سمع تلاوته سُرَّ به وحدد له موعداً للقراءة عليه ، فقرأ عليه ختمةً كاملةً برواية حفص وأجازه بها ، ثم شجعه الشيخ على جمع القراءات ،فجمع عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.
    وكان أيضاً الشيخ محمد سكر حفظه الله قد بدأ بحفظ الشاطبية * فبدءا معاً وكانا يسمعان للشيخ صحيفة أو أكثر بقليل على حسب وقت الشيخ ، فكان مرة يبدأ الشيخ محمد سكر ثم يعيد الشيخ أبو الحسن نفس الصفحة وفي الجلسة الأخرى يبدأ الشيخ أبو الحسن ويعيد الشيخ محمد إلى أن انتهيا من الجمع * وكان قد استغرق الجمع معهما خمس سنوات ، وكان الشيخ أبو الحسن قد بلغ من العمر ثلاثين عاماً أو يزيد .
    كما قرأ على الشيخ فايز في هذه الأثناء بعض كتب القراءات والشذور في النحو * ولازمه ملازمةً تامةً حتى توفي الشيخ فايز رحمه الله تعالى.
    • ومن مشايخه الشيخ العلامة المربي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى .
    اجتماعه به :
    في أثناء جمعه للقراءات أسند إليه إمامة جامع الفاخورة في حي قبر عاتكة بالوكالة ، وعندما توفي الشيخ أبو عمر النداف رحمه الله تعالى إمام جامع الذهبية _ الإمام الذهبي حالياً _ أسند إلى الشيخ أبي الحسن بالأصالة الإمامة والخطابة في جامع الذهبية ، وفي هذه الأثناء كان الشيخ عبد الكريم الرفاعي يعطي الدروس في بيوت الحي ، فلما استلم الشيخ أبو الحسن جامع الذهبية كان الشيخ عبد الكريم يأتي إلى جامع الذهبية ويقرأ العلوم في غرفة المسجد فقرأ عليه الكثير من العلوم : الأصول والفقه والمنطق وعلم التوحيد واللغة العربية وغيرها .
    ثم أسند للشيخ عبد الكريم إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت وأخذ يدعو الناس. و لمّا توافد الشباب إلى مسجد زيد، فرَّغ الشيخ عبد الكريم الشيخ أبا الحسن لإقراء القرآن الكريم . وطُبعت بعد ذلك الإجازة في حفظ وتجويد وإتقان القرآن برواية حفص فقط _ وكان لطباعتها دورٌ كبيرٌ في استقطاب الشباب وحفظهم للقرآن الكريم _ ثم بعد ذلك طُبعت إجازة جمع القراءات العشر وكل ذلك بتوجيه ورأي الشيخ عبد الكريم رحمه الله وجزاه عن المسلمين خير الجزاء .
    وهذه قائمة بأسماء الإخوة الجامعين للقراءات العشر على الشيخ :
    1. يوسف بن ديب أبو ديل دمشق متوفى
    2. أحمد بن طه الزبداني متوفى
    3. تميم بن مصطفى عاصم الزعبي حمص
    4. الشيخ ياسين بن أحمد كرزون دمشق
    5. عثمان بن عبد الرحمن كامل دمشق
    6. عدنان بن غالب الأبيض دمشق متوفى
    7. د.أيمن بن بهجت دعدع دمشق
    8. نعيم بن بشير عرقسوسي دمشق
    9. د.أيمن بن رشدي سويد دمشق
    10. درويش بن موفق جانو دمشق متوفى
    11. راتب بن صبحي علاوي دمشق
    12. محمد كمال بن بشير قصار دمشق
    13. أسامة بن ياسين حجازي كيلاني دمشق متوفى* صهر الشيخ
    14. محمد هيثم بن محمد سعيد منيني دمشق متوفى
    15. عبد المنعم بن أحمد شالاتي دمشق
    16. سامر بن بهجت الملاح دمشق
    17. موفق بن محمود عيون دوما
    18. محمد بن أحمد بو ركاب الجزائر
    19. عبد الرحمن بن محمد حسن مارديني دمشق
    20. أسامة بن محمد خير طباع دمشق
    21. خالد بن عبد السلام بركات دمشق
    22. محمد حسام بن إبراهيم سبسبي حمص
    23. محمد نزار بن محيي الدين الكردي دمشق ابن الشيخ
    24. زياد بن محمد حوراني دمشق
    25. وئام بن رشيد بدر دمشق


    وهناك عدد من الأخوات النساء الجامعات للقراءات أيضاً وعددهن سبع نساء .


    وهذه قائمة ببعض أسماء الإخوة المجازين في رواية حفص فقط:
    1. عبد الفتاح السيد
    2. أحمد رباح
    3. رضوان عرقسوسي
    4. محمد غياث الصباغ
    5. ناظم الخولي
    6. رضوان العمري
    7. ياسين السائق
    8. محمد هاشم رباح
    9. طه سكر
    10. هشام سكر
    11. زياد حورية
    12. محمد دروبي
    13. خير نجيب
    14. عبد السلام العجمي
    15. عمر أمغار
    16. معتز النوري
    17. عمر شاكر
    18. منير خربطلي
    19. منير أبو غيدة
    20. عماد دهمة
    21. فياض علي وهبة
    22. سليم مولود المغربي
    23. سمير الحلبي
    24. فايز محضر
    25. محمد رجب آغا
    26. ياسر القاري
    27. أحمد هزيمة
    28. بشار مكية
    29. شمس الدين قسومة
    30. عبد الله حمامي
    31. بشار مرادني
    32. ابراهيم علاوي
    33. رمضان معتم
    34. خالد موسى
    35. محمد بركات
    36. ياسر العلبي
    37. نزار الدقر
    38. فؤاد جباصيني
    39. خلدون مرزوق الباشا
    40. أحمد الكردي
    41. إحسان المصري
    42. ياسين كردي
    43. أيمن قاوقجي
    44. غالب زريق
    45. معاذ نعمان
    46. محمد طيب كوكي
    47. عبد اللطيف طرابلسي
    48. عادل السنيد
    49. عبد الرزاق بلهوان
    50. عبد الرحمن نوفلية
    51. بشير قسومة

    7_ أولاد الشيخ :

    للشيخ ستة أولاد ذكور وهم : حسن رحمه الله ، وصلاح الدين ، ومحمد أيمن ، ومحمد هشام ، ومحمد نزار_ كاتب هذه الترجمة_، وبدر الدين .
    كما أن للشيخ تسع بنات . وأكثر أصهار الشيخ هم من أهل العلم وحفظة القرآن الكريم وهم : الشيخ درويش نقاشة رحمه الله ، والشيخ محمد سعيد كوكي ، والشيخ عبد السلام العجمي ، والشيخ عمر شاكر ، والشيخ أسامة حجازي كيلاني رحمه الله_وهو من أحد المتميزين في إتقان القرآن وجمع القراءات _ والشيخ أحمد الكردي ، والشيخ فايز محضر ، حفظهم الله تعالى جميعاً .

    8_ وأختم هذه اللمحة بأبياتٍ من الشعر كتبها فضيلة الشيخ المقرئ الجامع الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى ، وكان قد كتبها في مصر عندما كان يدرس اللسانس في الأزهر الشريف سنة 1401هـ والشيخ أيمن هو أحد الذين جمعوا القراءات العشر على الشيخ وهو أحد المبرّزين في هذا الفن حتى قال الشيخ أبوالحسن مرة في حقه: إن الشيخ أيمن سابق فسبقنا ، وهذه أبيات القصيدة :

    سموت يــا سيّدي فوق البريّـات مذ قمـتَ تنشـر علمـاً للقراءات
    أضحيت قبلة أهـل الشـام قاطبةً في الفقه والتجويـد والروايــات
    إذ هم فزعـوا يوماً لنائبةٍ في الـد هرِ جـاؤوك يرجـون الكرامـات
    أن يكشـف الله إكرامـاً لجـانبكم كربـاً وهمّـاً وغمـاً و البليّـات
    ماذا أقـول لكـم شيخي أبا الحسن مقـدار حبـكـم قدر السمـاوات
    شكـوت لله بعـدي عن مجـالسكم في أرض مصـر وشوقي للّقـاءات
    يا حسرتـايَ فلـم أعرف لقـربكم قـدراً ولم أستـزد فيه بطاعــات
    شباب زيـد لمحيي الديـن فاغتنموا شبـاب زيـد احذروا رفع القراءات
    قد اصطفاكم إله العرش فاغتنمـوا وحصِّـلوا وادأبوا في كـلِّ الاوقات
    قد خصكـم ربنا فضـلاً بشيخكـم حبـرٌ جليلٌ حـوى شتَّى الكمـالات
    فقهـاً ونحواً وقرآنـاً ومعرفة الـ مـرويِّ للعشـر منـه والدِّرايـات
    يتوِّج الكـلَّ زهــدٌ زانـهُ ورعٌ وحسـن خلـْقٍ وخُلْـقٍ كالنبـوّات
    سألـت ربي لكـم موفـورَ عافيةٍ وعمـرَ نـوح مليئـاً بالسعـادات
    وأن أُرَى خادمـاً في حمـل نعلكم لحجّ بيـتِ إلـه العـرش كـرّات
    وزَورَ طيبـة في ذا العـام آمينـا ورؤيـةَ القبّـة الخضـرا ونخلات
    ولسـت مـن عصبة الشعر ولكني قيّـدتُ ماجـاشَ في القلب بأبيات
    ثم الصـلاة مع التسليـم بعـد على مَـنْ بَعْثُهُ كـان ختمـاً للرسالات
    والآل والصحـب والأتباع ما قُرِئَتْ سمـوتَ ياسيّـدي فـوق البريّات

    ومازال الشيخ يُقرئ إلى الآن والحمد لله، وهناك عدد من الاخوة سائرين في جمع القراءات العشر على الشيخ حفظه الله وبارك في حياته وأدام نفعه آمين .



    --------------------------------------------------------------------------------


    [1"> - سُكنى حسن آغا الأصلي في حي الأكراد * وهو ينسب الى عائلة أصلها من دارة تلقب عائلة أبو مرق *وكان وجيها مضيافا وله مضافة في الحي وكان ثريّاً *ولما توفي رحمه الله تصرف ولده مرعي وهو وحيد له في ثروته كلها وكانت مالا وفيرا
    وبأسرع وقت لم يبق شيئا وكانت الجدة (صفية بنت علي الحجة) قد ولدت حسن (والد المترجَم الشيخ محيي الدين) فلما رأت أن زوجها مرعي لم يبق من الثروة شيئا (حتى انه قد باع الدار أيضا رحمه الله تعالى ) ذهبت مع ولدها الرضيع حسن إلى حي الحيواطيّة وسكنت جوار دار أختها فاطمة بنت علي الحجة* وكانت للجدة صفية صنعة يدوية تنفق منها على نفسها وطفلها حسن. وكان زوج أختها جزّارا (بائع لحم) فلما كبر حسن تربى عند صهره اللّحام وتعلم منه هذه الصنعة* فهذا سبب السكنى في حي الحيواطيّة (قبر عاتكة) وفيه نشأ (المترجم الشيخ محيي الدين) وتربى .

    [2"> - هي أخت جدة المترجم لأبيه وعلي الحجة أصله من زقاق العسكري في حي الميدان* وكانت له بنتان فاطمة وصفية* وكان جمالاً لقوامة الحج زمن سعيد باشا اليوسف باشا الحج أيام تركيا* وكان حسن آغا يلقب أبا مرق مرافقاً لباشا الحج ، وعلى أثر ذلك خطب حسن آغا صفية بنت علي الحجة لولده مرعي فأنجبت له حسن والد المترجم الشيخ محيي الدين
    .................................................. ..........
    بقلم ولده الشيخ محمد نزار الكردي

  5. #17


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    الشيخ أحمد ديدات رحمه الله تعالى قاهر الصليبين في هذا العصر

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين




    الشيخ ديدات

    توفِّي الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات اليوم الإثنين 8-8-2005 في ديربان بجنوب أفريقيا عن 87 عامًا قضى معظمها في نشر الإسلام والدفاع عنه.

    وأسس الشيخ أحمد ديدات المركز العالمي للدعوة الإسلامية في ديربان، ووزع من خلاله أكثر من 20 مليون نسخة من كتبه وأشرطته السمعية مجانًا لخدمة الدعوة الإسلامية. وقد دخل في الإسلام المئات من أبناء بلده جنوب أفريقيا بينهم عدد كبير من المبشرين بفضل مجهوداته في مجال الدعوة.

    وألقى الشيخ ديدات محاضرات في كل أنحاء العالم، ونجح في مواجهة مسيحيين إنجيليين في مناظرات عامة.. ومن أشهر مناظراته مناظرة "هل صُلب المسيح؟" التي ناظر فيها بنجاح الأسقف جوسيه ماكدويل في ديربان عام 1981.

    ومن أهم الكتب التي أثرى بها العلامة ديدات المكتبة الإسلامية "الاختيار بين الإسلام والمسيحية" و"هل الكتاب المقدس كلام الله؟" و"القرآن معجزة المعجزات" و"ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد؟" و"مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء".

    وظل ديدات الذي وُلِد في عام 1918 بمقاطعة سورات الهندية طريح الفراش منذ عام 1996 بعدما تعرض لسكتة دماغية.

    السباحة ضد التيار

    وذكر موقع الشيخ أحمد ديدات على الإنترنت أن الشيخ ديدات لم يكمل دراسته الرسمية، ولكنه علَّم نفسه بتزوده بخبرة واسعة وساعده على ذلك ولعه بالقراءة والمجادلة والمناقشة، وحسه العميق وإلزامه لنفسه بتحقيق هدف.

    ووصفه الموقع بأنه كان شديد التركيز ولم يكن يترك أي عمل قبل أن ينجزه، وكان واسع الإدراك وصريحًا ومتحمسًا وجريئًا في تحديه لمن يناظرهم، خاصة من ساووه في حماسته الدعوية وجراءته.

    وأضاف الموقع لم يؤثر عدم استكماله دراسته الرسمية على شجاعته الإبداعية وتماسكه وطموحه ونشاطه وجرأته المتناهية في "السير ضد التيار".

    وحسب الموقع ذاته تمتع الشيخ ديدات ببصيرة ومعرفة بالكتاب المقدس دفعت العديد من المسيحيين إلى إعادة التفكير ومراجعة معتقداتهم، خاصة تناول الكتاب المقدس والقرآن لمسألة الرسالة الدينية وحياة الرسول عيسى عليه السلام.

    وقد منحت مؤسسة الملك فيصل جائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الإسلام للشيخ ديدات عام 1986 مناصفة مع الفيلسوف والمفكر الإسلامي الفرنسي الشهير روجيه جارودي.

    وعقب إصابته بالسكتة الدماغية عام 1996، فقد الشيخ ديدات قدرته على التحدث، تلك الموهبة الفريدة التي طالمها استثمرها بكفاءة في مناظراته لنشر الإسلام.

    وقد ألقى الشيخ ديدات آخر محاضراته في سيدني بأستراليا عام 1996 والتي اعتبرت إحدى أقوى خطبه تأثيرًا، وذلك قبل فترة وجيزة من إصابته بهذا المرض العضال.


    *************************************************
    أحمد ديدات.. رفاق على طريق الدعوة


    شعبان عبد الرحمن **



    ربما لا نعرف كثيرا من البلدان إلا بأشهر شخصياتها، ولا شك أننا حين نذكر كلمة "جنوب أفريقيا" فإن اسم "نيلسون مانديلا" سرعان ما يندفع إلى أذهاننا، ليس وحده، ولكن بالطبع سيكون معه اسم "أحمد ديدات" ففي الحين الذي كان يخوض فيه الأول نضالاً سياسيا لتحرير البلاد من داخل زنزانته، كان الثاني يقود نضالا عقديا لتحرير العقول من الخلط والغلط…

    وأجدني -بعد أن تعرضت لشخصية ديدات بالكتابة- أستطيع أن أقول بلا وجل: إن أحمد ديدات قد أحدث دويا في الغرب بمناظراته الشهيرة التي ذاعت منذ منتصف السبعينيات وما زال صداها يتردد حتى اليوم.. فالحديث حول تناقضات الأناجيل دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والعديد من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مكتباتها لمناظرات ديدات وكتبه وإخضاعها للبحث والدراسة سعياً لإبطال مفعولها.

    ورغم إصابة الداعية الكبير بشلل تام في كل جسده -عدا دماغه- يلزمه الفراش منذ عام 1996 فإن الرجل ما زال يواصل دعوته... فسيل الرسائل المتدفق عليه يوميا من جميع أنحاء العالم لم ينقطع ويصل في المتوسط إلى 500 رسالة يومية سواء بالهاتف، أو الفاكس أو عبر الإنترنت والبريد.

    الحانوت الجامعة



    أكمل "ديدات" تعليمه في المرحلة الابتدائية، لكنه عند نهاية السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، توقف عن التعليم واضطرته ظروف الحياة إلى البحث عن عمل لكسب قوته ومساعدة أسرته، فلم يجد سوى ذلك الحانوت الصغير ليعمل به نظير أجر شهري. وقطع ديدات صلته تماماً بالمدرسة، وانهمك في عمله، ولم يكن يدري أن ذلك الحانوت الصغير سيكون بمثابة جامعة كبرى، فقد بدأ في شراء نسخ من الأناجيل المتنوعة، وانهمك في قراءاتها ثم المقارنة بين ما جاء فيها فاكتشف تناقضات غريبة وأخذ يسأل نفسه: أي من الأناجيل هذه أصح؟ وواصل وضع يده على التناقضات وتسجيلها لطرحها أمام أولئك الذين يناقشونه بحدة كل يوم في الحانوت.

    رفاق على طريق الدعوة

    يبدو أن ديدات حين كبر وأصبح شاباً يافعاً واتسعت ثقافته ونضج فكره وواصل تعليم نفسه.. أدرك حينئذ أن خير وسيلة للدفاع عن الإسلام هي الهجوم.. وذات يوم تعرف ديدات على صديق عمره الأول "غلام حسن فنكا" من جنوب أفريقيا الحاصل على الليسانس في القانون والذي يعمل في تجارة الأحذية، وقد جمعت بين الرجلين صفات عديدة.. أهمها: رقة المشاعر.. والاهتمام بقضايا الإسلام.

    التقى "غلام" مع ديدات في رحلة البحث والدراسة والقراءة المتعمقة في مقارنات الأديان، وساعد ديدات كثيراً في التحصيل العلمي وصقل الذات.

    وفى تلك الآونة كانت ملكة المناظرة قد نضجت لدى أحمد ديدات من خلال مناقشاته اليومية التي تطورت إلى مناظرات على نطاق ضيق مع القساوسة في مدن وقرى صغيرة داخل جنوب أفريقيا، وحين أصبحت الدعوة تملك "غلام" قرر التفرغ تماماً عام 1956، واتفق الرجلان في نفس العام على تأسيس "مكتب الدعوة" في شقة متواضعة بمدينة ديربان، ومنه انطلقا إلى الكنائس والمدارس المسيحية داخل جنوب أفريقيا حيث قام أحمد ديدات بمناظراته المبهرة والمفحمة.

    لقد جاب البلاد بطولها وعرضها ومعه رفيق دربه "غلام" وأحدث اضطرابًا في الوسط الكنسي ومن ثم المجتمع كله، وهز مفاهيم ومعتقدات راسخة ومقدسة واستطاع تغييرها، وأحدث ثغرة داخل الكنيسة بعد أن تحول المئات بإرادتهم إلى الإسلام إثر حضور مناظراته أو بعد زيارته في مكتبه الذي تحول إلى منتدى للزائرين والوافدين من كل مكان.

    كيب تاون.. أم أحمد ديدات تاون؟!!

    ثم تعرف ديدات بعد ذلك على "صالح محمد" وهو من كبار رجال الأعمال المسلمين، وكيب تاون مدينة ذات طبيعة خاصة، حيث تتميز بكثافة سكانية إسلامية عالية، لكن أوضاع المسلمين ليست على ما يرام، وبالمقابل تتميز بأغلبية قوية ومنظمة جدًّا من المسيحيين، بالإضافة إلى أنها ذات موقع مهم ولها أهميتها التجارية والسياسية.

    لكل هذه الأسباب قام "صالح محمد" بدعوة "ديدات" لزيارة المدينة، حيث رتب له أكثر من مناظرة مع القساوسة في المدينة، ولكثرة عددهم ورغبتهم في المناظرة فقد أصبحت إقامة ديدات في كيب تاون شبه دائمة، وتمكن ديدات من خلال مناظراته أن يحظى بمكانة كبيرة بين سكانها جميعاً الذين تدفقوا على مناظراته حتى أصبح يطلق على "كيب تاون".. أحمد ديدات تاون!!

    وهكذا صار غلام حسن وصالح محمد ملازمين لديدات في حله وترحاله، وأصبح الرجلان يمثلان جناحي طائر ينطلق به إلى الفضاء محلقاً في جولات ناجحة ومناظرات فتحت عشرات الآلاف من القلوب والعقول للإسلام فاهتدت إليه، الجناح الأول: غلام حسن الذي لازمه في البحث والدراسة والقراءة فكان كمزود الوقود.

    والجناح الثاني: صالح محمد الذي تولى ترتيب المناظرات من الألف للياء متحملاً كل الأعباء، فكان كممهد الطريق أمام ديدات.

    التواضع.. أقصر طريق إلى القلوب

    إن أهم ما يتمتع به ديدات "تواضعه".. ورغم ما حققه من شهرة واسعة، فقد ظل محتفظاً بتواضعه وبساطته في كل شيء بدءًا من ملبسه حتى سيارته الصغيرة من طراز (فولكس فاجن) القديم، وكل من عايشه أو تعامل معه عن قرب انتبه إلى هذا الملمح فيه؛ ما ساعده على نجاح دعوته وجذب الناس إليه، بالإضافة إلى ذكائه الاجتماعي فهو دقيق الملاحظة، لا يترك شاردة ولا واردة إلا لاحظها بدقة وتوقف عندها.

    هذه العوامل الشخصية والبيئية المحيطة به تضافرت مع إخلاص ووفاء أصدقائه الذين جردوا أنفسهم للوقوف وراءه في رحلته الدعوية.. تضافرت في صياغته وإنضاجه وجعلت منه نموذجا للداعية المسلم، ولذلك فإنه قبل أن يخرج إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 بقاعة لندن الكبرى "ألبرت هول" كانت جنوب أفريقيا كلها تعرفه جيداً بعد أن عاينت فيه مناظراً من طراز فريد.. وللأسف فإن رفيقيه غلام حسن فنكا وصالح محمد قد توفيا قبل أن يصحباه في رحلته هذه إلى لندن، لكنهما تركا إلى جانب ديدات تلامذة كُثْرا، يعد أقربهم اليوم إليه هو "إبراهيم جادات".

    الدعوة لآخر رمق..

    يطلب معظمها نسخاً من مناظراته وكتبه كما أن زائري مسجده الكبير في ديربان من الأجانب يصل تعدادهم إلى أربعمائة سائح أجنبي يوميا، يتم استقبالهم وضيافتهم من قبل تلامذة ديدات، كما يتم إهداؤهم كتبه ومحاضراته ومناظراته التي جاءوا يطلبونها.

    يحاول ديدات فيما يخص منهجه أن يقوم بـ "التوريث" لضمان استمرار نهجه في الدعوة إلى الله بالمناظرة، فأنشأ 6 وقفيات في ديربان من بينها المركز العالمي للدعوة الإسلامية، والذي يقوم على "الدعوة على طريقة ديدات"، ويجري تنظيم دورات لمدة عامين تتضمن (8 كورسات) ويقوم بالتدريس فيها علماء ودعاة، ويشارك فيها دارسون من جميع أنحاء العالم رجالاً ونساء لتعلم هذه الطريقة الفريدة.

    كما أن ثمة وقفية أخرى لتشغيل معاهد مهنية لتدريب المهتدين إلى الإسلام على حرف جديدة، مثل النجارة والكهرباء يكسبون بها قوتهم. ويطمح المسئولون في مؤسسات ديدات إلى مد يد الرعاية والتطوير لتواكب هذه المؤسسات. 2002/11/24 500 رسالة يوميا تصل لمكتبه في ديربان،

    وما زال الرجل يحلم…

    تعتبر أهم أمنية لديدات الآن هي ما عبر عنها بقوله: "لئن سمحت لي الموارد فسأملأ العالم بالكتيبات الإسلامية، وخاصة كتب معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية".

    لقد كان ديدات -ولا يزال- يتطلع لطباعة معاني القرآن الكريم، وقد أكد ذلك لأعضاء مجلس أمناء المركز في زيارتهم الأخيرة له حاثاً إياهم على ضرورة طبع معاني القرآن الكريم ونشرها في العالم: "ابذلوا قصارى جهودكم في نشر كلمة الله إلى البشرية.. إنها المهمة التي لازمتها في حياتي…".

    وفي سعيه الدءوب لطباعة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية كثيراً ما يستشهد الشيخ ديدات بجهود الكنيسة في ترجمة وطباعة الإنجيل إلى 2000 لغة، ولا يزال الشيخ متفائلا بأن المسلمين سيطورون قدراتهم وإمكاناتهم لطباعة معاني القرآن الكريم بالملايين، وتوزيعها في العالم، إن شاء الله.

    هل تتحقق البشارة؟


    وقد تعلق ديدات بهذا الهدف منذ أن رأى رؤيا في منامه، يرويها رفيقه إبراهيم جادات قائلاً: "في عام 1976م روى لنا الشيخ ديدات أنه رأى في منامه أنه يقدم بيده مليون نسخة من القرآن الكريم لكل من يناظره حول الإسلام.. وبعد أن استيقظ من منامه أخذ على نفسه عهداً بطباعة وتوزيع مليون نسخة من معاني القرآن الكريم في كل مكان يذهب إليه من العالم".

    وعندما أصيب بالمرض عام 1996م كان الشيخ قد أتم توزيع 400 ألف نسخة من معاني القرآن الكريم مترجمة بواسطة العالم البارع "يوسف علي" أشهر مترجم لمعاني القرآن، يضيف السيد إبراهيم جادات: "وقد استدعاني الشيخ بعد مرضه، وحمّلني أمانة إكمال هذه المهمة، والحمد لله ما زلت أقوم بإكمالها بالتعاون مع المركز العالمي للدعوة الإسلامية برئاسة الأستاذ أحمد سعيد مولا الذي أكد مراراً أن المركز تعهد للشيخ بضمان استمرار نشر رسالة القرآن الكريم على نطاق واسع ودون انقطاع…".

    سبحان الله
    اليوم نحن مطالبون بشراء كتب الداعية احمد ديدات
    واهدائها للدنماركين وغيرهم ممن يعادون الاسلام

  6. #18


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف رحمة الله

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف رحمة الله

    مولده ونشــأته:
    هو الشيخ حسنين بن الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي ولد يوم السبت16 من رمضان 1307هـ الموافق 6 مايو سنة 1890م بباب الفتوح بالقاهرة، تعهده والده الشيخ محمد حسنين مخلوف -والذي كان مديرًا للجامع الأزهر- بالرعاية والعناية فحفظ القرآن الكريم بصحن الأزهر حتى أتمه وهو في العاشرة من عمره، كما جوَّد قراءته على شيخ القراء «محمد علي خلف الحسيني»، ثم التحق بالأزهر طالبًا وهو في الحادية عشرة من عمره، وتلقى دروسه في مختلف العلوم على كبار الشيوخ، وكان منهم والده الشيخ «محمد حسنين مخلوف العدوي» والشيخ «محمد الطوخي» والشيخ «يوسف الدجوي» والشيخ «محمد بخيت المطيعي» والشيخ «عبد الله دراز» وغيرهم، ولما فتحت مدرسة القضاء الشرعي أبوابها لطلاب الأزهر، تقدم للالتحاق بها، وكانت تصطفي النابغين من المتقدمين بعد امتحان عسير لا يجتازه إلا الأكفاء المتقنون، ثم حصل على شهادة العَالِمية لمدرسة القضاء سنة 1332هـ، في يونيه سنة 1914م وهو في الرابعة والعشرين من عمره وكان من أعضاء لجنة امتحانه الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر، والشيخ بكري الصفدي مفتي الديار المصرية.
    مناصبــه:
    وبعد تخرجه أخذ يلقي دروسه في الأزهر متبرعًا لمدة عامين إلى أن عُيِّن قاضيًا بالمحاكم الشرعية في قنا سنة (1334هـ/ 1916م)، ثم تنقل بين عدة محاكم في «ديروط» و«القاهرة» و«طنطا»، حتى عُيِّن رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الكلية الشرعية سنة (1360هـ/1941م) ثم رُقِّي رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل سنة (1360هـ/1942م)، وفي أثناء توليه هذه الوظيفة المرموقة أسهم في المشروعات الإصلاحية، مثل إصلاح قانون المحاكم الشرعية وقانون المجالس الحسبية، ومحاكم الطوائف المحلية، كما انتدب للتدريس في قسم التخصص بمدرسة القضاء الشرعي لمدة ثلاث سنوات، ثم عُيِّن نائبًا للمحكمة العليا الشرعية سنة (1363هـ/1944م)، ثم تولَّى منصب الإفتاء فعمل مفتيًا للديار المصرية في الفترة من 3 ربيع الأول سنة 1365 هـ الموافق 5 من يناير سنة 1946م وحتى 20 من رجب سنة 1369 هـ الموافق 7 من مايو سنة 1950م، وعُيِّن عضوًا بجماعة كبار العلماء بالأزهر سنة 1367هـ/1948م.
    ومنذ انتهت خدمته القانونية لم يركن إلى الدعة والراحة، بل أخذ يلقي دروسه بالمشهد الحسيني يوميًّا، ويصدر الفتاوي والبحوث المهمة، إلى أن أعيد مُفتيًا للديار مرة ثانية في جمادى الآخرة من عام (1371هـ/ مارس سنة 1952م) وظل في الإفتاء حتى ربيع الآخر من عام 1374هـ/ ديسمبر سنة 1954م، وقد أصدر خلالها حوالي (8588) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
    بعدها عمل الشيخ رئيسًا للجنة الفتوى بالأزهر الشريف مدة طويلة كما اختير عضوًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وتولى رئاسة جمعية البحوث الإسلامية بالأزهر، وتولى رئاسة جمعية النهوض بالدعوة الإسلامية، وكان عضوًا مؤسسًا لرابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، وشارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، واختير في مجلس القضاء الأعلى بالسعودية.
    وكان الشيخ حسنين مخلوف -رحمه الله- مقصد الفتوى في مصر، والملجأ الصادق حين تدلهم بالناس المشكلات، وكانت أولى فتاواه وهو لا يزال طالبًا في مدرسة القضاء الشرعي حين دفع إليه أبوه برسالة وصلت إليه، يطلب مرسلها حكم الإسلام في الرفق بالحيوان، وطلب منه أن يكتب الرد بعد الرجوع إلى المصادر الشرعية، فعكف الشيخ -وهو بعد لا يزال طالبًا- أسبوعين حتى أخرج رسالة مستوفاة، سُرَّ بها والده الشيخ، وبادر إلى طباعتها من فرط سعادته بابنه النابغ، وفي ذلك يقول الشيخ في مقدمة تلك الرسالة: «وبعد.. فقد أمرني والدي صاحب الفضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي مدير الأزهر والمعاهد الدينية بجمع ما تيسر من النصوص الشرعية في (الرفق بالحيوان) لحاجة كثير من الناس إلى معرفة حكمه في الشريعة الإسلامية، فصدعت بالأمر متوخيًا سبيل الإيجاز ومستعينًا بالله».
    وكان هذا التوفيق في الإجابة والفتوى إرهاصًا لما سيكون عليه في قابل الأيام من كونه مفتيًا فذًّا وعالـمًا كبيرًا.
    مؤلفاته وتحقيقاته:
    شغل الشيخ بأعماله في القضاء والدرس عن التأليف والتصنيف، واستهلكت فتاواه حياته، وهي ثروة فقهية ضخمة أحلته مكانة فقهية رفيعة.
    ومع ذلك فإن للشيخ كُتبًا نافعة جدًّا نذكر منها:
    • حكم الإسلام في الرفق بالحيوان. وهي باكورة تصانيفه وقد فرغ من تأليفها في شهر يوليو عام 1912م.
    • أسماء الله الحسنى والآيات القرآنية الواردة فيها. طبع بدار المعارف بالقاهرة 1394هـ.
    • أضواء من القرآن الكريم في فضل الطاعات وثمراتها وخطر المعاصي وعقوباتها. طبع بمؤسسة مكة للطباعة بمكة المكرمة عام 1393هـ.
    • أضواء من القرآن والسنة في وجوب مجاهدة جميع الأعداء. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1394هـ.
    • فتاوى شرعية وبحوث إسلامية. طبع بمطبعة دار الكتاب العربي بالقاهرة 1371هـ.
    • تفسير سورة يس. طبع بمطبعة الكيلاني بالقاهرة 1402هـ.
    • حكم الشريعة الإسلامية في مأتم ليلة الأربعين وفيما يعمله الأحياء للأموات من الطاعات. طبع بمطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة 1366هـ.
    • آداب تلاوة القرآن وسماعه.
    • المواريث في الشريعة الإسلامية. طبع دار المدني بجدة.
    • شرح البيقونية في مصطلح الحديث.
    • شفاء الصدور الحرجة في شرح قصيدة المنفرجة.
    • شرح جالية الكدر بنظم أسماء أهل بدر.
    • أخطار المعاصي والآثام ووجوب التوبة منها إلى الملك العلام.
    • رسالة في فضل القرآن العظيم وتلاوته.
    • رسالة في فضائل نصف شعبان.
    • رسالة في دعاء يوم عرفة.
    • رسالة في ختم القرآن الكريم ووجوب بر الوالدين.
    • رسالة في شرح أسماء الله الحسنى.
    • رسالة في تفسير آية الكرسي وسورة الإخلاص وسورة الضحى.
    • رسالة في تفسير سورة القدر.
    • أدعية من وحى القرآن الكريم والسنة النبوية.
    • نفحات زكية من السيرة النبوية.
    • شرح الوصايا النبوية من النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
    • شرح وصايا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    كما أن الشيخ -رحمه الله- كانت له جهود مشكورة في تحقيق بعض الكتب النافعة، منها:
    • بلوغ السول في مدخل علم الأصول. طبع مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 1386هـ.
    • الحديقة الأنيقة في شرح العروة الوثقى في علم الشريعة والطريقة والحقيقة لمحمد بن عمر الحريري. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1380هـ.
    • الدعوة التامة والتذكرة العامة لعبد الله بن علوي الحداد طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1383هـ.
    • النصائح الدينية والوصايا الإيمانية لعبد الله بن علوي الحدَّاد. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1381هـ.
    • شرح الشفا في شمائل صاحب الاصطفا للملا علي القاري. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1398هـ.
    • هداية الراغب بشرح عمدة الطالب لعثمان بن أحمد النجدي. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1379هـ.
    • شرح المدحة النبوية للشيخ أحمد أبو الوفا الشرقاوي.
    • شرح لمعة الأسرار للشيخ أحمد أبو الوفا الشرقاوي.
    • قصيدة في مدح النعال النبوية للشيخ أبي الوفا.
    • شرح نصيحة الإخوان للإمام ابن طاهر الحدَّاد.
    • شرح الحكم للإمام عبد الله بن علوي الحدَّاد.
    منزلته وأوسمته:
    كان الشيخ محل تقدير واحترام لسعة علمه وشدته في الحق، وكانت الأوساط العلمية والرسمية تنظر إليه بعين التقدير لجلائل أعماله في الدعوة والقضاء والإفتاء، فمُنح كسوة التشريفة العلمية مرتين: الأولى حين كان رئيسًا لمحكمة طنطا، والأخرى وهو في منصب الإفتاء، كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة (1402هـ/1982م)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وامتد تكريمه إلى خارج البلاد، فنال جائزة الملك فيصل العَالَمية لخدمة الإسلام سنة (1403هـ/1983م).
    وقد كُتِبَ في جوانب من علم الشيخ رسائل علمية، منها رسالة بعنوان: «الشيخ حسنين محمد مخلوف مفسرًا» حصل بها باحث من لبنان على درجة الماجستير من أحد جامعاتها.
    وفاته:
    طالت الحياة بالشيخ حتى تجاوز المائة عام، قضاها في خدمة دينه داخل مصر وخارجها، حيث امتدت رحلاته إلى كثير من البلاد العربية ليؤدي رسالة العلم، ويلقي دروسه، أو يفتي في مسائل دقيقة تُعرض عليه، أو يناقش بعض الأطروحات العلمية في الجامعات، وظل على هذا النحو حتى لقي ربه في (19 من رمضان 1410هـ، الموافق 15 من إبريل 1990م).

    مصادر الترجمة:
    أحمد عمر هاشم: المحدثون في مصر والأزهر، مكتبة غريب، القاهرة، 1993م.
    محمد رجب البيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، دار القلم، دمشق، 1420هـ / 1999م.
    محمد خير رمضان يوسف: تتمة الأعلام للزركلي، ج1 ص (140، 141) دار ابن حزم، بيروت، 1418هـ /1998م.
    محمد حسام الدين: فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف -مجلة الأزهر- السنة الثالثة والستون، الجزء الخامس، 1411هـ / 1990م.

    منقول من موقع دار الافتاء المصرية
    http://www.dar-alifta.org

  7. #19


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود







    ولد د/عبد الحليم محمود في قرية أبو احمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ= 12من مايو 1910م)، ونشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان أبوه ممن تعلم بالأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه.



    بعد أن أكمل الصبي حفظ القرآن الكريم التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة (1351هـ=1932م) ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي في باريس، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراة في التصوف الإسلامي، عن الحارث المحاسبي في سنة (1359هـ= 1940م).
    وبعد عودته إلى مصر عمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في مناصبها العلمية حتى عين عميدا للكلية سنة (1384هـ= 1964م) ثم اختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينا عاما له، ثم اختير وكيلا للأزهر سنة (1390هـ= 1970م) ثم وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.
    وللشيخ أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، ومن أشهر كتبه: أوربا والإسلام، والتوحيد الخالص أو الإسلام والعقل، وأسرار العبادات في الإسلام، والتفكير الفلسفي في الإسلام، والقرآن والنبي، والمدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي.
    إرهاصات الإصلاح
    بدت بوادر الإصلاح واضحة في سلوك الشيخ عبد الحليم محمود بعد توليه أمانة مجمع البحوث الإسلامية الذي حل محل جماعة كبار العلماء، فبدأ بتكوين الجهاز الفني والإداري للمجمع من خيار رجال الأزهر، وتجهيزه بمكتبة علمية ضخمة استغل في تكوينها صداقاته وصلاته بكبار المؤلفين والباحثين وأصحاب المروءات.
    وعمل الشيخ على توفير الكفايات العلمية التي تتلاءم ورسالة المجمع العالمية، وفي عهده تم عقد مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، وتوالى انعقاده بانتظام، كما أقنع المسئولين بتخصيص قطعة أرض فسيحة بمدينة نصر لتضم المجمع وأجهزته العلمية والإدارية، ثم عني بمكتبة الأزهر الكبرى، ونجح في تخصيص قطعة أرض مجاورة للأزهر لتقام عليها.
    وأثناء توليه لوزارة الأوقاف عني بالمساجد عناية كبيرة، فأنشأ عددا منها، وضم عددا كبيرا من المساجد الأهلية، وجدد المساجد التاريخية الكبرى مثل جامع عمرو بن العاص أقدم المساجد في إفريقيا، وأوكل الخطبة فيه إلى الشيخ محمد الغزالي فدبت فيه الروح، وعادت إليه الحياة بعد أن اغتالته يد الإهمال، وتدفقت إليه الجماهير من كل صوب وحدب، وأنشأ بمساجد الوزارة فصولا للتقوية ينتفع بها طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية جذبت آلافا من الطلاب إلى المساجد وربطتهم بشعائر دينهم الحنيف.
    ورأى أن للوزارة أوقافا ضخمة تدر ملايين الجنيهات أخذها الإصلاح الزراعي لإدارتها لحساب الوزارة، فلم تعد تدر إلا القليل، فاستردها من وزارة الإصلاح الزراعي، وأنشأ هيئة كبرى لإدارة هذه الأوقاف لتدر خيراتها من جديد، وعلم أن هناك أوقافا عدت عليها يد الغصب أو النسيان، فعمل على استرداد المغتصب، وإصلاح الخرب.
    استعادة هيبة الأزهر وشيخه
    صدر قرار تعيين الشيخ عبد الحليم محمود شيخا للأزهر في (22 من صفر 1393هـ= 27 من مارس 1973م)، وكان هذا هو المكان الطبيعي الذي أعدته المقادير له، وما كاد الشيخ يمارس أعباء منصبه وينهض بدوره على خير وجه حتى بوغت بصدور قرار جديدمن رئيس الجمهورية في (17 من جمادى الآخرة 1394هـ= 7 من يوليو 1974م) يكاد يجرد شيخ الأزهر مما تبقى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، وما كان من الشيخ إلا أن قدم استقالته لرئيس الجمهورية على الفور، معتبرا أن هذا القرار يغض من قدر المنصب الجليل ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالم العربي والإسلامي.
    روجع الإمام في أمر استقالته، وتدخل الحكماء لإثنائه عن قراره، لكن الشيخ أصر على استقالته، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض تناول راتبه، وطلب تسوية معاشه، وأحدثت هذه الاستقالة دويا هائلا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدم أحد المحامين الغيورين برفع دعوى حسبة أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضد رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، طالبا وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية.
    وإزاء هذا الموقف الملتهب اضطر أنور السادات إلى معاودة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قرارا أعاد فيه الأمر إلى نصابه، جاء فيه: شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر.
    وتضمن القرار أن يعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة، وانتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه ليواصل جهاده. وجدير بالذكر أن قرارا جمهوريا صدر بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.
    مسئولية شيخ الأزهر
    كان الشيخ عبد الحليم يدرك خطورة منصبه، وأنه مسئول عن القضايا التي تتعلق بالمسلمين، وأنه لا ينتظر من أحد توجيها إلى النظر في بعض القضايا وغض النظر عن بعضها، فكان للأزهر في عهده رأي ومقال في كل قضية وموضوع يتعلق بأمر المسلمين، فتصدى لقانون الأحوال الشخصية الذي حاولت الدكتورة عائشة راتب إصداره دون الرجوع إلى الأزهر، وحرصت على إقراره من مجلس الشعب على وجه السرعة، وكان هذا القانون قد تضمن قيودا على حقوق الزوج على خلاف ما قررته الشريعة الإسلامية.
    ولما علم الإمام الأكبر بهذا القانون أصدر بيانا قويا حذر فيه من الخروج على تعاليم الإسلام، وأرسله إلى جميع المسئولين وأعضاء مجلس الشعب وإلى الصحف، ولم ينتظر صدور القانون بل وقف في وجهه قبل أن يرى النور، لكن بيان الشيخ تآمرت عليه قوى الظلام فصدرت التعليمات إلى الصحف بالامتناع عن نشره، واجتمعت الحكومة للنظر في بيان الشيخ عبد الحليم محمود، ولم تجد مفرا من الإعلان عن أنه ليس هناك تفكير على الإطلاق في تعديل قانون الأحوال الشخصية، وبذلك نجح الإمام في قتل القانون في مهده.
    الكتب الدينية المشتركة
    اقترح البابا شنودة بطريرك الأقباط في مصر تأليف كتب دينية مشتركة ليدرسها الطلبة المسلمون والمسيحيون جميعا في المدارس، مبررا ذلك بتعميق الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة، وتقوية الروابط بينهما.
    لقي هذا الاقتراح قبولا بين كبار المسئولين، وزار الدكتور مصطفى حلمي وزير التربية والتعليم آنذاك الإمام الأكبر ليستطلع رأيه في هذا الاقتراح، لكن الشيخ الغيور واجه الوزير بغضبة شديدة قائلا له: من آذنك بهذا، ومن الذي طلبه منك، إن مثل هذه الفكرة إذا طلبت فإنما توجه إلينا من كبار المسئولين مباشرة، ويوم يطلب منا مثل هذه الكتب فلن يكون ردي عليها سوى الاستقالة.
    وما كان من الوزير إلا أن استرضى الشيخ الغاضب وقدم اعتذارا له قائلا له: إنني ما جئت إلا لأستطلع رأي فضيلتكم وأعرف حكم الدين، ويوم أن تقدم استقالتك لهذا السبب فسأقدم استقالتي بعدك مباشرة.
    المحاكم العسكرية غير مؤهلة
    ومن مواقف الشيخ الشجاعة ما أبداه تجاه المحكمة العسكرية التي تصدت للحكم في قضية جماعة التكفير والهجرة المصرية، وكانت المحكمة قد استعانت بعدد من علماء الأزهر لإبداء الرأي في فكر هذه الجماعة، غير أن المحكمة لم تسترح لرأيهم، وكررت ذلك أكثر من مرة، وكانت في عجلة من أمرها؛ الأمر الذي جعلها تصدر أحكاما دون استئناس برأي الأزهر.
    ولم تكتف هذه المحكمة بذلك بل تضمن حكمها هجوما على الأزهر وعلمائه، وقالت: إنه كان على المسئولين عن الدعوة الدينية أن يتعهدوا الأفكار بالبحث والتدبر بدلا من إهمالها وعدم الاعتناء بمجرد بحثها.
    ولمزت المحكمة علماء الأزهر بقولها: "وواأسفا على إسلام ينزوي فيه رجال الدين في كل ركن هاربين متهربين من أداء رسالتهم أو الإفصاح عن رأيهم أو إبداء حكم الدين فيما يعرض عليهم من أمور، فلا هم أدوا رسالتهم وأعلنوا كلمة الحق، ولا هم تركوا أماكنهم لمن يقدر على أداء الرسالة".
    وكانت كلمات المحكمة قاسية وغير مسئولة وتفتقد إلى الموضوعية والأمانة، وهو ما أغضب الإمام الأكبر لهذا الهجوم العنيف، فأصدر بيانا امتنعت معظم الصحف اليومية عن نشره، ولم تنشره سوى صحيفة الأحرار.
    وفي هذا البيان اتهم عبد الحليم محمود المحكمة بالتعجل وعدم التثبت، وأنها لم تكن مؤهلة للحكم على هذا الفكر، وأنها تجهل الموضوع الذي تصدرت لمعالجته، وكان يجب عليها أن تضم قضاة شرعيين يقفون موقفها ويشاركونها المسئولية ويتمكنون من الاطلاع على جميع ظروف القضية ونواحيها فيتمكنون من إصدار الحكم الصحيح.
    واتهم الإمام المحكمة بأنها لم تمكن علماء الأزهر من الاطلاع على آراء هذا التنظيم أو الاستماع إلى شرح من أصحابه، والاطلاع على كافة الظروف التي أدت بهم إلى هذا الفكر، واكتفت بأن عرضت عليهم المحضر الذي سجلته النيابة من أقوال ومناقشات، وهذا لا يرقى أن يكون مصدرا كافيا يقوم عليه بحث العلماء، أو أساسا متكاملا تصدر عليه أحكام.
    التوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية
    تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في وقت اشتدت فيه الحاجة لإقامة قاعدة عريضة من المعاهد الدينية التي تقلص عددها وعجزت عن إمداد جامعة الأزهر بكلياتها العشرين بأعداد كافية من الطلاب، وهو الأمر الذي جعل جامعة الأزهر تستقبل أعدادا كبيرة من حملة الثانوية العامة بالمدارس، وهم لا يتزودون بثقافة دينية وعربية تؤهلهم أن يكونوا حماة الإسلام.
    وأدرك الشيخ خطورة هذا الموقف فجاب القرى والمدن يدعو الناس للتبرع لإنشاء المعاهد الدينية، فلبى الناس دعوته وأقبلوا عليه متبرعين، ولم تكن ميزانية الأزهر تسمح بتحقيق آمال الشيخ في التوسع في التعليم الأزهري، فكفاه الناس مئونة ذلك، وكان لصلاته العميقة بالحكام وذوي النفوذ والتأثير وثقة الناس فيه أثر في تحقيق ما يصبو إليه، فزادت المعاهد في عهده على نحو لم يعرفه الأزهر من قبل.
    تطبيق الشريعة الإسلامية
    ومن أهم دعوات الشيخ دعوته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية من ميادين الجهاد التي خاضها في صبر وجلد داعيا وخطيبا ومحاضرا ومخاطبا المسئولين في البلاد، فكتب إلى كل من سيد مرعي رئيس مجلس الشعب، وممدوح سالم رئيس مجلس الوزراء يطالبهما بالإسراع في تطبيق الشريعة الإسلامية، ويقول لهمها: "لقد آن الأوان لإرواء الأشواق الظامئة في القلوب إلى وضع شريعة الله بيننا في موضعها الصحيح ليبدلنا الله بعسرنا يسرا وبخوفنا أمنا...".
    ولم يكتف الإمام الأكبر بإلقاء الخطب والمحاضرات وإذاعة الأحاديث، بل سلك سبيل الجهاد العلمي، فكون لجنة بمجمع البحوث الإسلامية لتقنين الشريعة الإسلامية في صيغة مواد قانونية تسهل استخراج الأحكام الفقهية على غرار القوانين الوضعية، فأتمت اللجنة تقنين القانون المدني كله في كل مذهب من المذاهب الأربعة.
    الاهتمام بأمور المسلمين
    كان الشيخ عبد الحليم محمود يستشعر أنه إمام المسلمين في كل أنحاء العالم، وأنه مسئول عن قضاياهم، وكان هؤلاء ينظرون إليه نظرة تقدير وإعجاب، فهم يعتبرونه رمز الإسلام وزعيم المسلمين الروحي، ولهذا كان يخفق قلب الإمام لكل مشكلة تحدث في العالم الإسلامي، ويتجاوب مع كل أزمة تلمّ ببلد إسلامي.
    فقد أصدر بيانا بشأن الأحداث الدامية والحرب الأهلية في لبنان، دعا الأطراف المتنازعة من المسلمين والمسيحيين إلى التوقف عن إراقة الدماء وتخريب معالم الحياة، وأهاب بزعماء العرب والمسلمين إلى المسارعة في معاونة لبنان على الخروج من أزمته، وفاء بحق الإسلام وحق الأخوة الوطنية والإنسانية، وقياما ببعض تبعات الزعامة والقيادة التي هي أمانة الله في أعناقهم.
    ولم يكتف الشيخ بذلك بل أرسل برقية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية يناشده العمل بحسم وعزم على وقف النزيف الدموي الذي أسالته المؤامرات المعادية على أرض لبنان.
    الأزمة المغربية الجزائرية
    قامت أزمة عنيفة بين المغرب والجزائر بشأن مشكلة الصحراء الغريبة التي كانت أسبانيا تحتلها، وأدى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحول إلى حرب عنيفة.
    ولما علم الإمام بأخبار هذه التحركات سارع إلى إرسال برقية إلى كل من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلب على نوازع الخلاف وعوامل الشقاق والفرقة، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله.
    وأرسل في الوقت نفسه برقية إلى الرئيس السادات يرجوه التدخل للصلح بين القطرين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب".
    وقد رد السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحل الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأود أن أؤكد لكم أن مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح العرب والمسلمين، وما زال السيد محمد حسني مبارك نائب الرئيس يقوم بمهمته المكلف بها، أرجو الله عز وجل أن يكلل جهوده بالنجاح والتوفيق...".
    وفي الوقت نفسه أرسل برقية إلى خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة السعودية آنذاك يدعوه للتدخل إلى حقن الماء بين الشقيقين وفض النزاع بينهما، وقد أحدثت هذه البرقيات أصداء قوية، وكانت عاملا في هدوء الحالة بين الدولتين الشقيقتين.
    وفاة الشيخ
    لقد كانت حياة الشيخ عبد الحليم محمود جهادا متصلا وإحساسا بالمسئولية التي يحملها على عاتقه، فلم يركن إلى اللقب الكبير الذي يحمله، أو إلى جلال المنصب الذي يتقلده، فتحرك في كل مكان يرجو فيه خدمة الإسلام والمسلمين، وأحس الناس فيه بقوة الإيمان وصدق النفس، فكان يقابل مقابلة الملوك والرؤساء، بل أكثر من ذلك؛ حيث كانت الجموع المحتشدة التي هرعت لاستقباله في الهند وباكستان وماليزيا وإيران والمغرب وغيرها تخرج عن حب وطواعية لا عن سوق وحشد وإرهاب.
    وفي ظل هذا النشاط الجم والرحلات المتتابعة لتفقد المسلمين شعر بآلام شديدة بعد عودته من الأراضي المقدسة فأجرى عملية جراحية لقي الله بعدها في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق (15 من ذي القعدة 1397هـ= 17من أكتوبر 1978م) تاركا ذكرى طيبة ونموذجا لما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر.

  8. #20


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    محدث الحرمين والحجاز محمد بن علوي المالكي رحمة الله

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    محدث الحرمين والحجاز محمد بن علوي المالكي رحمة الله
    وهذه نبذة صغير عن علمة ومشايخة وهم ليسوا علي سبيل الحصر.

    - اسمه كاملا:
    السيد محمد الحسن بن علوي بن عباس بن عبد العزيز المالكي مذهبا، المكي الحسني الإدريسي نسبا..
    - ولادته ونشأته ودراسته الأكاديمية:
    ولد بمكة المكرمة عام 1367هـ في منزل علماء، فأبوه عالم ومحدث وجده عالم ومحدث، وكذا حال كثير من عائلته. والسيد يروي كثيراً من الكتب وخاصة الحديث عن أبيه عن جده. ونشأته كانت بمكة المكرمة حيث تعلم في حلقات العلم بالمسجد الحرام لدى كبار العلماء بالحرمين الشريفين وأخذ عنهم الحديث والتفسير والأصول وعلوم اللغة العربية ، بالإضافة إلى دراسته في المدارس النظامية في مدرسة الفلاح والمدرسة الصولتية ثم تخرج من الأزهر حيث حصل على درجة التخصص والعالمية (والمعروفة بدرجة الماجستير والدكتوراه ) من كلية أصول الدين ،
    - رحلاته لطلب العلم :
    رحل في طلب العلم الي مصر والمغرب وسوريا والهند وباكستان، واستفاد كثيراً من هذه الرحلات من اطلاع على علم وقراءات وأحاديث جليلة واطلاع على آراء متنوعة من كل المذاهب ومن جمع للمخطوطات ولقاء الرجال ومعرفة الآثار وزيارة المشاهد وكتابة الفوائد.
    -شيء من علمه :
    بدأ بالتدريس وهو دون البلوغ بأمر والده المرحوم السيد علوي المالكي حيث كان يدرس الطلبة كل كتاب يتمه على والده.
    جمع الأسانيد على المحدثين والفقهاء في شتى بقاع العالم الإسلامي حتى تحصل له أكثر من 200 شيخ، يسر الله طبع الجزء المفرد بهم.
    قرأ القراءات السبع على شيخ القراء بمدينة حمص بالشام الشيخ عبد العزيز عيون السود وأجازه بها.
    كان رئيساً للجنة التحكيم في مسابقة القرآن الكريم الدولية بمكة المكرمة حتى كفر -بشد الكاف-.
    تعين مدرساً رسمياً في كلية الشريعة بمكة سنة 1390 هـ..
    بعد وفاة والده بثلاثة أيام اجتمع علماء مكة في دار السيد علوي وكلفوه بالتدريس في مقام والده في المسجد الحرام.
    قام بالقاء كثير من المحاضرات في المذياع والتلفاز السعودي، وخاصة عن السيرة النبوية.
    قدم استقالته من الجامعة وتفرغ للتأليف والدعوة الى الله محتسباً لوجه الله في مكة المكرمة وخارجها. ولا يزال حفظه الله على ذلك.
    شارك في عدة مؤتمرات إسلامية عالمية قدم بحوثاً طبع أكثرها.
    قام بعدة رحلات شخصية ورسمية زار فيها كثيراً من بلاد المسلمين، ألقى فيها جملة من المحاضرات والدروس نفع الله بها آمين.
    - مؤلفاته وكتبه :
    -دراسات حول الموطأ.
    -فضل الموطأ وعناية الأمة الاسلامية به.
    -دراسة مقارنة عن روايات موطأ الإمام مالك .
    -شبهات حول الموطأ وردها.
    -إمام دار الهجرة مالك بن أنس.
    - التصوف.
    كتب في علم الحديث و كتب علوم القرآن:
    -أسماء الرجال.
    -علم الأسانيد.
    -الاثبات.
    ثلاثيته النافعة المختصرة للوقت والجهد لتعلم علم الحديث:
    -القواعد الأساسية في علم مصطلح الحديث
    -القواعد الأساسية في علوم القرآن
    -القواعد الأساسية في أصول الفقه.
    -زبدة الاتقان في علوم القرآن.
    -العقود اللؤلؤية في الأسانيد العلوية.
    -اتحاف ذوي الهمم العلية برفع أسانيد والدي السنية.
    -الطالع السعيد المنتخب من المسلسلات والأسانيد.
    -حول خصائص القرآن.
    كتب عن آثار مكة:
    -كتاب في رحاب البيت الحرام.
    كتب عن الحج:
    -لبيك اللهم لبيك.
    صنف في الشمائل المحمدية:
    -الانسان الكامل.
    -تاريخ الحوادث النبوية.
    - كتاب الذخائر المحمدية.
    وكتب:
    -وهو بالأفق الأعلى.
    -وشفاء الفؤاد بزيارة خيرالعباد.
    -والزيارة النبوية بين الشرعية والبدعية.
    -ورسالة عن أدلة مشروعية المولد النبوي.
    -وككتاب مفاهيم يجب أن تصحح..(والذي ارتضاه السواد الأعظم من الأمة*و انبهر به كبار علماء الأمة والذي لا يستغني عنه باحث عن الحق ، ولا منصف لاخوانه الذين يخالفوه في بعض الفرعيات. لكن أقام شيوخ الوهابية والحنبلية الدنيا ولم يقعدوها تذمرا من هذا الكتاب.)
    كذلك قام السيد بالتحقيق والتعليق على المرفوع من رواية ابن القاسم للموطأ في كتاب.
    وعلق على المولد النبوي للحافظ ابن البديع في كتاب.
    وعلق علي المولد النبوي للحافظ الملا علي القاري ، ونشره لأول مرة.
    وغير ذلك كثير مما يقارب المئة مؤلف، منها الذي ظهر ومنها الذي لم يظهر..
    - أهم مشايخ السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي :
    السيد علوي بن عباس المالكي الحسني ـ توفي 1391
    الشيخ محمد يحيى بن الشيخ أمان ـ توفي 1387
    الشيخ محمد العربي التباني ـ توفي 1390
    الشيخ حسن بن سعيد يماني ـ توفي 1391
    الشيخ محمد الحافظ التيجاني شيخ الحديث بمصر ـ توفي 1398
    الشيخ حسن بن محمد المشاط ـ توفي 1399
    الشيخ محمد نور سيف بن هلال المكي ـ توفي 1403
    الشيخ عبد الله بن سعيد اللحجي ـ توفي 1410
    الشيخ محمد يس الفاداني ـ توفي 1410 وما أدراك من هو الشيخ الفاداني : مسند مكة وشيخ دار العلوم الدينية بها رحمه الله حدث في مجلس واحد عن 200 شيخ مبتدئاً بمشرق العالم الاسلامي ومنتهياً بمغربه !
    الشيخ عبدالله أحمد دردوم ـ توفي 1407
    الشيخ الفقيه شيخ العلماء حسنين بن محمد مخلوف مفتي مصر ـ توفي 1411
    الشيخ محمد ابراهيم أبو العيون شيخ الخلوتية بمصر
    وهؤلاء أكثر الذين لازمهم السيد وأخذ عنهم واستفاد منهم.
    -شيوخه (رواية ودراية) :
    شيوخه من الحجاز:
    السيد علوي بن السيد عباس المالكي الحسني.
    الشيخ محمد يحيى بن أمان .
    الشيخ محمد العربي بن التباني .
    الشيخ حسن بن سعيد يماني .
    الشيخ حسن بن محمد المشاط .
    الشيخ محمد نور سيف بن هلال .
    السيد محمد امين كتبي .
    السيد إسحاق بن هاشم عزوز .
    الشيخ ابراهيم داود فطاني.
    الشيخ محمد ياسين بن عيسى فادن.
    السيد حسن بن محمد فدعق .
    السيد عبد القادر بن عيدروس البار .
    الشيخ محمد خليل طيبة .
    الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر شيخ القراء بالمدينة المنورة .
    السيد أحمد بن ياسين الخياري المدني شيخ القراء بالمدينة المنورة .
    الشيخ محمد بن إبراهيم المبارك الإحسائي .
    الشيخ محمد بن أبي بكر الملا الإحسائي .
    الشيخ محمد المصطفى بن الإمام بن عبد القادر العلوي الشنقيطي .
    الشيخ محمد المجتبى بن المختار الشنقيطي
    الشيخ المعمر ضياء الدين احمد بن عبد العظيم القادري المدني .
    الشيخ عبد الغفور بن شاه سيد العباسي المدني النقشبندي .
    شيوخه من اليمن وحضرموت:
    الحبيب عمر بن أحمد بن سميط
    الحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب
    الحبيب محمد بن علوي بن شهاب
    الحبيب عبدالرحمن بن عبدالله بن علوي العطاس
    لحبيب احمد مشهور بن طه الحداد
    الحبيب علوي بن عبدالله السقاف آل القاضي
    الحبيب محمد بن سالم بن حفيظ
    الحبيب علي بن سالم بن احمد بن حسن العطاس
    الحبيب حسن بن عبدالله الشاطري
    الحبيب محمد بن أحمد الشاطري
    الحبيب عطاس بن عبدالله الحبشي
    الحبيب عبدالقادر بن أحمد السقاف
    السيد حسن بن احمد الأهدل
    السيد مطهر بن مهدي الغرباني اليماني
    السيد اسماعيل بن مهدي الغرباني
    الشيخ فضل بن محمد بن عوض بافضل التريمي
    السيد احمد بن محمد زبارة
    السيد محمد يحيى دوم الأهدل
    الشيخ عبدالله بن سعيد اللحجي
    الشيخ اسماعيل عثمان الزين
    المعمر السيد إبراهيم بن عمر بن عقيل باعلوي الحسيني .
    شيوخه من المغرب العربي:
    الشريف عبدالكبير بن محمد الصقلي الماحي
    السيد عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري
    السيد عبدالعزيز بن محمد بن الصديق الغماري
    الشيخ محمد المنتصر بن محمد الزمزمي الكتاني
    السيد عبدالله بن محمد قنون الحسني
    الشيخ الفاروقي بن الرحالي المراكشي
    الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي
    الشيخ الطيب بن المولود بن مصطفى الجزائري
    شيوخه من مصر :
    الشريف محمد الحافظ التيجاني
    الشيخ حسنين بن محمد مخلوف مفتي مصر
    الشيخ صالح بن محمد الجعفري
    الشيخ أمين بن محمود خطاب السبكي المصري
    الشريف محمد بن إبراهيم الخلوتي
    المعمر الشيخ محمد بن عبد الله بن إبراهيم العقوري
    شيوخه من بلاد الشام:
    الشريف محمد المكي بن محمد الكتاني
    الشيخ حسن بن محمد مرزوق حبنكة
    الشيخ عبدالعزيز بن محمد علي عيون السود
    الشيخ محمد صالح بن عبدالله الفرفور الحسني
    الشيخ محمد أسعد العبجي
    الشيخ محمد سعيد بن أحمد الإدلبي الرفاعي
    الشيخ محمد أبو اليسر بن محمد أبي الخير بن أحمد عابدين الحسيني مفتي الديار الشامية .
    شيوخه من الهند وباكستان:
    الشيخ محمد زكريا بن محمد يحيى الكاندهلوي شيخ الحديث بسهارنفور .
    الشيخ حبيب الرحمن بن محمد صابر بن عناية الله الأعظمي شيخ الحديث في مظهر العلوم مِدراس
    الشيخ السيد محمد يوسف بن محمد زكريا البنوري شيخ الحديث في كراتشي .
    الشيخ محمد شفيع بن محمد ياسين العثماني الديوبندي مفتي باكستان .
    الشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي الهندي .
    الشيخ محمد إبراهيم البلياوي
    الشيخ السيد فخر الدين أحمد المراد أبادي شيخ الحديث بديوبند .
    الشيخ المفتي السيد مهدي حسن الشاهجهانبوري .
    الشيخ المفتي محمود بن الشيخ صديق الملتاني .
    الشيخ محمد يوسف بن محمد إلياس الكاندهلوي
    الشيخ إنعام الحسن .
    الشيخ محمد أنظر شاه بن محمد أنور شاه الكشميري .
    الشيخ المفتي مصطفى بن الإمام أحمد رضا خان البريلوي الهندي
    الشيخ أبو الوفا الأفغاني الحيدرأبادي
    شيوخه من أندونيسيا:
    الحبيب علي بن عبدالرحمن الحبشي
    الحبيب علي بن حسين بن محمد العطاس
    الحبيب حامد بن حامد السري
    الحبيب محمد بن أحمد بن زين الحداد
    الحبيب شيخ بن سالم بن عمر العطاس
    الحبيب سالم بن أحمد بن جندان
    الحبيب محمد بن سالم بن احمد العطاس
    الحبيب المعمر عبدالرحمن بن عبدالله الحبشي
    الحبيب محمد بن أحمد بن حسن الكاف
    - جملة من أئمة الدين الذين يروي عنهم السيد محمد علوي المالكي :
    الشيخ المحدث محمد زكريا الكاندهلوي شيخ الحديث بالهند
    الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي شيخ الحديث
    الشيخ المحدث محمد يوسف البنوري بكراتشي
    الشيخ محمد شفيع مفتي باكستان
    الشيخ محمد أسعد العبجي مفتي الشافعية بحلب
    السيد حسن بن أحمد بن عبد الباري الأهدل اليماني منصب المراوعة
    السيد المسند العارف بالله مكي بن محمد بن جعفر الكتاني الدمشقي
    الشيخ الفقيه شيخ العلماء حسنين بن محمد مخلوف مفتي مصر
    الشيخ المحدث أمين بن محمود خطاب السبكي المصري
    الشيخ المعمر محمد عبدالله عربي المصري المعروف بالعقوري وهو تلميذالشيخ الباجوري.
    ويروي عن الأمير الصغير مباشرة بلا واسطة ، فسنده في غاية العلو.

    رحمة الله الامام العلامة محدث الحرمين والحجاز
    الدكتور\ محمد بن علوي المالكي

  9. #21


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    --------------------------------------------------------------------------------

    العلامة عبد الفتاح أبوغدة
    1335-1417 = 1917-1997



    ولادته
    ولد الأستاذ الشيخ عبدالفتاح بن محمد بن بشير بن حسن أبوغدة - يرحمه الله تعالى- في مدينة حلب الشهباء شمالي سورية، في 17 رجب 1335 الموافق 9 مايو 1917 في حي الجبيلة في بيت ستر ودين، وكان هو الأخ الثالث والأصغر بين إخوته الذكور، فيما تكبره أخته الحاجة شريفة رحمها الله وتصغره أخته الحاجة نعيمة أمد الله في عمرها.

    وكان والده محمد - يرحمه الله - رجلاً مشهوراً بين معارفه بالتقوى والصلاح والمواظبة على الذكر وقراءة القرآن، وكان يعمل في تجارة المنسوجات التي ورثها عن أبيه، حيث كان الجد بشير- يرحمه الله تعالى - من تجار المنسوجات في حلب، والقائمين على صناعتها بالطريقة القديمة، أما والدة الشيخ فهي السيدة فاطمة مزكتلي المتوفاة سنة 1376-1956.

    وينتهي نسب الشيخ رحمه الله تعالى من جهة والده إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان لدى أسرة الشيخ شجرة تحفظ هذا النسب وتثبته أما اسم أبوغدة فهو حديث نسبيا ومن فروع العائلة فرعان يحملان اسم صباغ ومقصود.
    وقد عمل الشيخ في حداثته بالنسيج مع والده وجده رحمهم الله ثم عمل أجيراً مع الحاج حسن صباغ في سوق العبي، وكان من زملائه الحاج عبد الرزاق قناعة أمد الله في عمره، ولا تزال الدكان التي عمل بها موجودة يعمل فيها آل أبو زيد أصهار الشيخ عبد الباسط أبو النصر رحمه الله تعالى.












    عائلته

    كان والد الشيخ وجده رحمهما الله يعملان – كما أسلفنا في النسيج وصباغته – وقد تزوج من السيدة فاطمة مزكتلي، وقد توفي جد الشيخ بشير عام 1355/1935 عن عمر يناهز 95 سنة ويقال أنه لم يسقط له سن ، فيما توفي والد الشيخ رحمهم الله جميعا عام 1360/1940 عن 63 عاما، وللشيخ أخوان من الذكور و أختان من الإناث، هم :

    عبد الكريم 1322–1 شعبان 1402/1905-24/5/1982 : ومن أولاده محمد سعيد رحمه الله وهو من أوائل الصناعيين بحلب، والدكتور عبد الستار الحائز على شهادة الدكتوراه في الفقه من الأزهر والذي عمل مع الأستاذ مصطفى الزرقا في موسوعة الفقه الإسلامي في الكويت ويعمل مستشارا شرعيا لكثير من المصارف الإسلامية وعلى رأسها شركة دلة في جدة، وكان الشيخ قد وجهه لطلب العلم الشرعي وأدخله في نشأته دار الحفاظ في جامع العثمانية، وعبد الهادي الذي توفي في 25 محرم 1384 المصادف 5/6/1964 في حلب بسرطان الدم وأهداه الشيخ كتابه (رسالة المسترشدين)
    .



    عبد الغني 1328/-28 ذي الحجة 1393/1907- 22/1/1974: ومن أولاده أحمد تاجر العقار في حلب، والشيخ الدكتور حسن أبوغدة الأستاذ في جامعة الملك سعود، وله من الأحفاد الشيخ الناشئ معن حسين نعناع وفقه الله ويعمل أمينا للمكتبة في المدرسة الكلتاوية في حلب، والتي يديرها فضيلة الشيخ محمود الحوت
    السيدة شريفة زوجة السيد محمد سالم بيرقدارالمتوفى سنة 1398/1978 عن 73 عاما، وقد ولدت عام 1332/1914 ولها من الذكور الأستاذ عبد المعطي رجل الأعمال المعروف في مدينة حلب والمولود فيها عام 1365/1944.

    السيدة نعيمة زوجة السيد علي خياطة والمولودة عام 1920: ولها من الأولاد محمود ويعمل في صناعة البلاستيك، وسعد الدين ومحمد، ولها من الأحفاد غياث طالب العلم الشرعي في المدرسة الكلتاوية في حلب.


    تزوج الشيخ من السيدة فاطمة دلال الهاشمي اخت صديقه الدكتور علي الهاشمي، ووالدها المرحوم عبد اللطيف هاشمي ووالدتها المرحومة السيدة نبيهة كبه وار، فكانت له نعم الزوجة الصالحة، نهضت عنه بعبأ البيت وتربية الأولاد ليتفرغ للدعوة والعلم الشرعي، ووقفت بجانبه في الشدائد والأمراض خير زوجة وأنيس . وللشيخ ثلاثة أبناء و ثمان بنات، هم على التوالي:

    محمد زاهد (محرم 1372=25/9/1952): أسماه الشيخ على اسم والده وأستاذه، وقد حاز شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الرياض ثم الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو حيث يقيم الآن في كندا، وله بعض المشاركات في العلم الشرعي والأدب. وهو متزوج من السيدة نجوى ناصر آغا ولهما أربعة أبناء أكبرهم عبد الفتاح.
    السيدة ميمونة وهي متزوجة من المهندس فاروق أبو طوق المولود في حماة والذي يعمل مهندسا في مكة المكرمة، ولهما سبع بنات وولد واحد هو المهندس أسامة.
    السيدة عائشة وهي متزوجة من المهندس صلاح الدين مراد آغا المولود في حماة والذي يقيم الآن في فانكوفر بكندا، ولهما أربعة أولاد وأربع بنات، وتحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
    الدكتور أيمن المتخصص بأمراض القلب والذي يعمل طبيبا في مدينة ريجاينا إلى جانب عمله في إدارة المدرسة الإسلامية، وهو متزوج من السيدة منى عبد الحسيب الياسين المولودة في حماة، وله من الأولاد ثلاثة أولاد وأربع بنات.
    السيدة فاطمة ولها أربعة أولاد من الدكتور أحمد البراء الأميري وهو نجل الأديب الشاعر الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله. و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
    السيدة هالة المتزوجة من المهندس عبد الله المصري الذي يعمل في ميدان المقاولات بالمملكة العربية السعودية، و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية ولهما خمسة أولاد وابنتان.
    السيدة حسناء وهي متزوجة من الدكتور بشار أبوطوق المولود في حماة والذي يعمل جراح أطفال في جدة، ولهما أربعة أولاد من الذكور وابنتان.
    السيدة لبابة وهي متزوجة من المهندس عمر عبد الجليل أخرس المولود في حلب والذي يقيم الآن في تورنتو بكندا، وتحمل شهادة الماجستير في أصول الدين ولهما خمسة أولاد وبنت.

    الشيخ سلمان وهو متزوج من السيدة نهى ابنة المهندس غازي شبارق رحمه الله وحفيدة السيد عبد الجليل شبارق رحمه الله أحد أحباء الشيخ القدامى في حلب، ولهما ثلاثة أولاد وبنت، ويحمل الشيخ سلمان شهادة الماجستير في الحديث ويحضر لمتابعة الدكتوراة.
    السيدة أمامة وهي متزوجة من الدكتور عبد الله أبوطوق المولود في حماة والذي يعمل طبيباً في تقويم الأسنان بجدة، وتحمل شهادة البكالوريوس من كلية الدعوة بجامعة الإمام ولهما ولد وأربع بنات.
    السيدة جمانة وهي متزوجة من المهندس محمد ياسر عبد القادر كعدان المولود في حلب والذي يعمل مهندسا كيميائيا في مجال تحلية المياه في الرياض ولهما ثلاثة أولاد وبنت.


    ولزوجة الشيخ أخوان هما :


    الدكتور محمد علي الهاشمي: أستاذ الأدب العربي في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض والكاتب والأديب المعروف.
    الدكتور محمد عادل الهاشمي الذي كان أستاذ الأدب الإسلامي في جامعات السعودية والجزائر والإمارات العربية المتحدة، وصاحب المؤلفات المعروفة في هذا المجال.
    طلبه العلم


    شعر جده أن الشيخ سيكون له شأن آخر ولمس ذكاءه وتطلعه لطلب العلم فألحق الشيخ بالمدرسة العربية الإسلامية في حلب، حيث درس فيها أربع سنوات ثم التحق من تلقاء نفسه سنة 1356ِ/1936 بالمدرسة الخسروية التي بناها خسرو باشا أحد ولاة حلب أيام الدولة العثمانية، والتي تعرف الآن باسم الثانوية الشرعية وتخرج منها سنة 1362/ 1942، ومما يجدر ذكره أن الشيخ عندما تقدم للمدرسة كانت سنه تزيد سنة على السن القانونية، وكان زوج أخته السيد محمد سالم بيرقدار على علاقة طيبة بالأستاذ مجد الدين كيخيا مدير أوقاف حلب آنذاك، فحدثه في أمره فاستثناه من شرط السن.






    شيوخه و أساتذته
    شيوخه في مدينة حلب:
    الشيخ راغب الطباخ (1293-1370/1877-1951)
    الذي كان عالما في الحديث والتاريخ، ألف ونشر كتباً عديدة من أبرزها "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" في سبعة مجلدات
    الشيخ أحمد بن محمد الزرقا (1285-1357/1869-1937) العالم ابن العالم، الأصولي الفقيه الحنفي المتفنن، والد فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا رحمها الله .


    الشيخ عيسى البيانوني: (1290-28 ذي الحجة 1362/1874-26/12/1942) العالم الفقيه الشافعي، كان مسجده يعرف بمسجد أبي ذر - وهو في كتب التاريخ دار سبط ابن العجمي - ويقع في الجبيلة بالقرب من بيت والد الشيخ، فكان الشيخ يتردد عليه قبل طلبه العلم وبعده، وقد تركت تقواه وصلاحه أثرا لا يمحى في نفس الشيخ، وكان ولده الشيخ أحمد المتوفى سنة 1394/1974 من أقرب الأصدقاء للشيخ وألف معه كتابا اسمياه "قبسات من نور النبوة"، أما أحفاد الشيخ عيسى الشيخ الدكتور أبي الفتح و الشيخ أبي النصر فقد تتلمذوا على الشيخ في كلية الشريعة بدمشق.
    الشيخ محمد الحكيم (1323-1400/1904-1980): الفقيه الحنفي ومفتي الحنفية في حلب.
    الشيخ أسعد عبجي (1305-1392/1895-1972) : الفقيه الشافعي ومفتي الشافعية بحلب.
    الشيخ أحمد بن محمد الكردي (1299-1377/1885-1957) :
    العلامة الفقيه الحنفي البارز
    الشيخ محمد نجيب سراج الدين (1292-1373/1876-1954) :
    العلامة الرباني الفقيه المفسر الواعظ، والد الشيخ عبد الله سراج الدين زميل الشيخ والعالم المرموق رحمه الله تعالى.
    الشيخ مصطفى الزرقا (1321-19 ربيع الأول 1420/1901-3/7/1999) ابن العلامة الشيخ أحمد الزرقا والفقيه الأصولي المتفنن، فقيه عصره لا سيما في المعاملات والفقه المقارن، وهو إلى جانب ذلك ضليع باللغة العربية والأدب، تتلمذ على يديه ألوف من المشايخ والحقوقيين خلال تدريسه في جامعة دمشق 1944-1966، ولا يزال كتابه المدخل الفقهي العام مرجعا أساسا في فهم علم الفقه ودراسته
    دراسته في الأزهر


    بعد تخرجه من الثانوية الشرعية، رحل الشيخ في طلب العلم إلى مصر عام 1364/1944 للدراسة في الأزهر الشريف، فالتحق بكلية الشريعة ودرس فيها على يد نخبة من كبار علمائها في القترة ما بين 1364-1368/ 1944-1948، ثم تابع دراسته فتخصص في علم النفس أصول التدريس في كلية اللغة العربية في الأزهر أيضاً وحاز على شهادتها سنة 1370/1950.

    شيوخه في الأزهر:
    الشيخ محمد أبو زهرة (1316-1395/1898-1974): العلامة، الأصولي، الفقيه، كتب أكثر من أربعين كتابا في أصول الفقه و تاريخه ومقارنته، أثنى ثناء عاطرا على الشيخ عبد الفتاح في رسائله إليه.
    الشيخ محمد الخضر حسين (1292-1377/1876-1958): علامة التفسير والفقه في زمانه لاسيما الفقه المالكي والفقه المقارن، انتهت إليه إمامة الأزهر.


    الشيخ يوسف الدجوي (1310-1383/1893-1963): الفقيه العلامة .
    الشيخ عبد المجيد دراز: الفقيه العلامة.
    الشيخ أحمد محمد شاكر (1310-1383/1893-1963) : المحدث العلامة
    الشيخ محمود بن محمد شلتوت (1310-1383/1893-1963) : المفسر والفقيه وشيخ الجامع الأزهر
    الشيخ مصطفى صبري (1286-1373/1869-1954) : شيخ الخلافة العثمانية سابقا، هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن، والفلسفة والسياسة، من أبرز كتبه

    الشيخ عبد الحليم محمود (1328-1398/1907-1978): المفسر، الأصولي، الفقيه، المتصوف، الأديب، انتهت إليه إمامة الأزهر
    الشيخ عيسى منون (1306- 4 جمادى الثانية 1376/1889-1956) : الفقيه الأصولي الشافعي ولد بفلسطين و توفي بالقاهرة.
    الشيخ زاهد الكوثري (1296-1371/1879-1952) أمين المشيخة في الدولة العثمانية هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة ، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن،ورث عنه الشيخ عبد الفتاح معرفته وولعه بالكتب والمخطوطات و أماكنها، حقق ونشر كثيرا من الكتب والمخطوطات.
    الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي (1301-1375/1885-1958) والد الإمام حسن البنا، كان عالما بالحديث والفقه الحنبلي.
    الشيخ عبد الوهاب خلاف (1305-1375/1888-1956): المحدث، الأصولي، الفقيه، الفرائضي ألف ونشر كثيرا من الكتب، من أبرزها : أصول الفقه

    زملاؤه في الدراسة في مصر
    درس مع الشيخ في مصر لفيف مبارك من علماء الأمة الإسلامية نذكر فيما يلي بعضا منهم وقد أشرنا بنجمة * لمن توفاه الله:
    الشيخ محمد الحامد* : العالم التقي الصالح توفي بحماة في سورية
    الشيخ محمد علي المراد*: العالم الفقيه ولد بحماة في سورية توفي بالمدينة المنورة
    الشيخ محمد علي مشعل: ولد بحمص في سورية و يعيش بجدة في المملكة العربية السعودية
    الشيخ محمود صبحي عبد السلام: من ليبيا، وكان أول أمين عام لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية عندما تأسست عام 1972 في ليبيا
    الشيخ د. محمد فوزي فيض الله : ولد بحلب ودرس في كليات الشريعة بجامعتي دمشق والكويت
    الشيخ سيد سابق*: الفقيه المعروف صاحب كتاب فقه السنة ولد وتوفي بمصر.





    جهوده العلمية

    يعد الشيخ عبدالفتاح أبوغدة من العلماء الثقات، الذين يفخر بهم العالم الإسلامي في هذا القرن، وقد أحاط بالعلوم الشرعية، و ملك زمام اللغة العربية والشعر والتاريخ، وتبحر في علمي الفقه والحديث، حيث أكب منذ بداية حياته العلمية على تحقيق ونشر الكتب النفيسة في هذين الفنين وغيرهما.

    وأول كتاب نشره الشيخ هو (الرفع والتكميل في الجرح والتعديل) للإمام عبد الحي اللكنوي، وقد طبعه في حلب عند مطبعة الأصيل التي كان صاحبها الأستاذ سامي الأصيل من أصدقائه، فصبر على دقة الشيخ في التصحيح و إتقانه في إخراج كتبه، بتعاون المحب وتفهم الساعي للكمال، وقد أصبحت كتبه بعد ذلك – في إخراجها – مدرسة للعلماء والباحثين من بعده، ينهجون نهجها و ينسجون على منوالها، وقد قام بطبع أغلب كتب الشيخ الأستاذ المهندس رمزي دمشقية صاحب دار البشائر الإسلامية في بيروت رحمه الله تعالى، وكانت دائما غنية بمضمونها، راقية في شكلها، تنم على إحساس عال لدى الشيخ في تكريم الكتاب، وعلى ذوق رفيع في طريقة إخراجه.
    ويمتاز تحقيق الشيخ عبدالفتاح، بأنه يُقَدِّم مع الكتاب المحقق، كتاباً آخر، مليئاً بالفوائد النادرة والتوضيحات النافعة، التي توضح الغامض، وتسدد وتصوِّب وتُرَجِّح وتُقّرب العلم إلى طالبه، وتحببه إليه.
    وللشيخ رحمه الله تعالى، ولع شديد بكتب العلم، يتتبعها في مظانها، مطبوعة ومخطوطة، ويصرف وقته وجهده وماله، في سبيل اقتنائها وخدمتها، فتجمعت لديه مكتبة من أمهات المكاتب فيها الأعلاق النفيسة والنسخ النادرة من الكتب، وذهب جلها في الأحداث الأليمة التي طالت سورية في أعوام 1978-1982، وأعادت الحكومة السورية ما تبقى منها للشيخ عند عودته إلى سورية في عام 1995.
    وكان منهج الشيخ في التحقيق والتأليف منهج المتأني الحريص على خدمة الكتاب من حيث الشكل والمضمون، فلم يكن يهدف إلى ربح مادي أو شهرة معنوية، ولذا كان الكتاب يبقى لديه حبيس التأليف والتحقيق سنين طويلة حتى إذا اطمأن إلى أنه قد قارب الاكتمال والحد المرضي من الجودة، أرسل به إلى المطبعة، وعكف شخصيا على مراجعة تجاربه المرة تلو المرة، وكانت زوجة الشيخ في كل هذه المراحل إلى جانبه عونا وسندا ومعاونا لا يفتر، و بخاصة بعد أن تأثر بصره، فما توقف إنتاجه العلمي حتى آخر أيام حياته فجزاها الله أفضل الجزاء.

    وتتوجت حياة الشيخ العلمية عندما قام مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في لندن بتكريم الشيخ فاختاره لنيل أول جائزة علمية تحمل اسم سلطان بروناي في حفل كبير في لندن في صيف عام 1415/1995 تقديراً لجهوده في التعريف بالإسلام ومساهماته القيمة في خدمة الحديث النبوي الشريف، و قد حضر الحفل سلطان بروناي ووزير التعليم فيها داتو عبد العزيز بن عمر الذي كان يحب الشيخ ويجله، كما حضره عدد كبير من الدبلوماسيين والعلماء، و على رأسهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، كما حضر الحفل السفير السعودي الدكتور غازي القصيبي، والسفير السوري محمد خضر الذي تقدم مع أركان السفارة السورية بلندن من الشيخ في نهاية الحفل و شد على يده مهنئا وقائلا له: لقد رفعت رأس سورية عاليا وإننا نفتخر بك و بأمثالك من العلماء.
    وقد وجه السلطان الدعوة للشيخ لزيارة بروناي في العام القادم لحضور حفل تقديم الجائزة لباحثين في علوم القرآن – قدر الله أن يكون أولهما من حلب والثاني من دمشق - هما د. أحمد خراط و د. محمد عدنان زرزور، وقد حضر الحفل ولي العهد ثم قابل السلطان العلماء في قصره تكريما لهم، و زار الشيخ خلال الزيارة جامعة بروناي ومفتي السلطنة، ودار تحفيظ القرآن الكريم.

    مؤلفات الشيخ عبدالفتاح أبوغدة
    أولاً- المحققة وفقاً لترتيبها في النشر:
    1- الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للإمام عبد الحي اللكنوي وطبع 3 طبعات أولها سنة 1383-1963 بحلب
    2- الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة للإمام اللكنوي وطبع 3 طبعات أولها سنة 1384-1964 بحلب
    3- رسالة المسترشدين للإمام الحارث المحاسبي وطبع 8 طبعات أولها سنة 1384-1964 بحلب، وترجم إلى اللغة التركية
    4- التصريح بما تواتر في نزول المسيح لمحمد أنور الكشميري، وطبع 5 طبعات أولها سنة 1385-1965 بحلب
    5- إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة للإمام اللكنوي طبع بحلب سنة 1966-1386
    6- الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام للإمام القرافي وطبع طبعتان أولاهما سنة 1387-1967 بحلب
    7- فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية في الفقه الحنفي للملا علي القاري الهروي المكي، طبع الجزء الأول بحلب محققاً سنة 1387-1967، ولم يقدر للشيخ أن يتمه تحقيقاً ثم طبع في لبنان دون تحقيق
    8- قاعدة في الجرح والتعديل للحافظ تاج الدين السبكي، وطبع 5 طبعات أولها ببيروت سنة 1388-1968
    9- المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام ابن قيم الجوزية، وطبع 5 طبعات أولها سنة 1389-1969 في بيروت
    10- المصنوع في معرفة الحديث الموضوع للإمام ملا علي القاري، وطبع 3 طبعات أولها سنة 1389-1969 بحلب
    11- فقه أهل العراق وحديثهم للأستاذ محمد زاهد الكوثري و طبع ببيروت سنة 1390-1970
    12- خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ الخزرجي طبع مصوراً أربع مرات أولها ببيروت سنة 1390-1970 مع مقدمة ضافية وتصحيح أغلاط وتحريفات كثيرة .
    13- قواعد في علوم الحديث لمولانا ظفر الله التهانوي، وطبع 6 طبعات أولها ببيروت سنة 1392-1972 وترجم بعضه إلى التركية
    14- المتكلمون في الرجال للحافظ السخاوي، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1400-1980
    15- ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل للحافظ الذهبي، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1400-1980
    16- قصيدة عنوان الحكم لأبي الفتاح البستي أولها ببيروت سنة 1404-1984
    17- الموقظة في علم مصطلح الحديث للحافظ الذهبي وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1405-1985
    18- سنن الإمام النسائي طبعه الشيخ مصوراً ومفهرساً، وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1406-1986
    19- الترقيم وعلاماته للعلامة أحمد زكي باشا، وطبع طبعتان أولاهما سنة 1407-1987 ببيروت
    20- سباحة الفكر بالجهر بالذكر للإمام عبد الحي اللكنوي، وطبع 3 طبعات أولها ببيروت سنة 1408-1988
    21- قفو الأثر في صفو علم الأثر ابن الحنبلي، وطبع طبعتان أولاهما ببيروت سنة 1408-1988
    22- بلغة الأريب فيمصطلح آثار الحبيب للحافظ الزبيدي، و طبع ببيروت سنة 1408-1988
    23- جواب الحافظ المنذري عن أسئلة في الجرح والتعديل، وطبع ببيروت سنة 1411-1991
    24- التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن للعلامة الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي، و طبع ببيروت سنة 1412-1992
    25- تحفة الأخيار بإحياء سنة سيد الأبرار ومعه حاشيته نخبة الأنظار على تحفة الأخبار للإمام عبد الحي اللكنوي، وطبع ببيروت سنة 1412-1992
    26- التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز للشيخ زاهد الكوثري، و طبع ببيروت سنة 1413-1994
    27- تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة للعلامة أحمد شاكر، وطبع ببيروت سنة 1414-1994
    28- تحفة النساك في فضل السواك للعلامة الميداني، و طبع ببيروت سنة 1414-1993
    29- كشف الالتباس عما أورده الإمام البخاري على بعض الناس للعلامة عبد الغني الميداني، وطبع ببيروت سنة 1414-1993
    30- العقيدة الإسلامية التي ينشأ عليها الصغار للإمام ابن أبي زيد القيرواني و طبع طبعتان أولاها ببيروت سنة 1414-1993
    31- الحث على التجارة والصناعة والعمل للإمام أبي بكر الخلال الحنبلي، و طبع ببيروت سنة 1415-1995
    32- توجيه النظر إلى أصول الأثر تأليف الشيخ طاهر الجزائري وطبع ببيروت سنة 1416-1995
    33- ظفر الأماني في شرح مختصر الجرجاني للإمام عبد الحي اللكنوي وطبع ببيروت سنة 1416-1995
    34- رسالة الألفة بين المسلمين للإمام ابن تيمية ومعها رسالة في الإمامة للإمام ابن حزم الظاهري، وطبع ببيروت سنة 1417-1996
    35- مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث للشيخ العلامة المحدث محمد عبد الرشيد النعماني، وطبع ببيروت سنة 1416-1996
    36- الحلال والحرام وبعض قواعدهما في المعاملات المالية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وطبع ببيروت سنة 1416-1996
    37- شروط الأئمة الخمسة للحازمي، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
    38- شروط الأئمة الستة للحافظ ابن طاهر المقدسي، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
    39- كتاب الكسب للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وقد ألحق الشيخ به رسالة الحلال والحرام وبعض قواعدهما، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
    40- ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ورفع اليدين بعد الصلوات المكتوبة، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
    41- الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء للإمام ابن عبد البر، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
    42- خطبة الحاجة ليست سنة في مستهل الكتب والمؤلفات كما قال الشيخ ناصر الألباني، وهذه الرسالة نشرت بعد وفاة الشيخ ضمن مجلة مركز بحوث السنة والسيرة بجامعة قطر .
    43- لسان الميزان للحافظ ابن حجر، وقد اعتنى الشيخ‎بالكتاب إلا أن المنية اخترمته قبل أن يتمه، فأكمله ابنه‎ الشيخ ‎سلمان‏ في عشرة مجلدات وقام بعمل فهارس الكتاب. ‏ وقد لاقت هذه الطبعة المحققة المدققة القبول لدى طلبة العلم والحمد لله.
    ثانياً: المؤلفات وفقاً لترتيبها في النشر:
    1- مسألة خلق القرآن وأثرها في صفوف الرواة والمحدثين وكتب الجرح والتعديل، و طبع ببيروت سنة 1971-1391
    2- صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1391-1971، وقد ترجم إلى اللغتين التركية والأردية
    3- كلمات في كشف أباطيل وافتراءات، وقد طبعه الشيخ سنة 1394-1974 رداً على أباطيل ناصر الألباني و صاحبه سابقاُ زهير الشاويش ومؤازريهما، وكان الشيخ يقدمها لبعض العلماء الذين يطلبونها، ولم تعرض للبيع في المكتبات حتى عام 1411-1991 حين طبعت ضمن رسالة جواب الحافظ المنذري
    4- العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1402-1982
    5- قيمة الزمن عند العلماء، وطبع 6 طبعات أولها ببيروت سنة 1404-1984، وترجم إلى التركية والأردية والفارسية والإنجليزية
    6- لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث، وطبع 4 طبعات أولها ببيروت سنة 1404-1984
    7- أمراء المؤمنين في الحديث، و طبع ببيروت سنة 1411-1991
    8- من أدب الإسلام، وطبع عدة مرات أولها ببيروت سنة 1412-1992، وقد ترجم إلى الإنجليزية والأردية والتركية والصينية والفارسية.
    9- الإسناد من الدين ومعه: صفحة مشرقة من تاريخ سماعات الحديث عند المحدثين، وطبع ببيروت سنة 1412-1992
    10- منهج السلف في السؤال عن العلم وفي تعلم ما يقع وما لم يقع، وطبع ببيروت سنة 1412-1992
    11- السنة النبوية وبيان مدلولها الشرعي والتعريف بحال سنن الدارقطني، وطبع ببيروت سنة 1413-1993
    12- تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي وطبع ببيروت سنة 1414-1993
    13- الرسول المعلم وأساليبه في التعليم، وطبع ببيروت سنة 1417-1996 وترجم إلى الأردية والإنجليزية.
    14- نماذج من رسائل أئمة السلف وأدبهم العلمي، وطبع ببيروت سنة 1417-1996
    15- تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر وآثارهم الفقهية، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
    16- رسالة الإمام أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه، وقد صدر بعد وفاة الشيخ سنة 1417-1997
    17- الأحاديث الإذاعية للشيخ عبد الفتاح أبوغدة، وقد أخرجه نجله الأكبر محمد زاهد، وطبع بحلب بمناسبة مرور عشرة أعوام على وفاة الشيخ رحمه الله.
    وقد ترك الشيخ مؤلفات ومحققات وأبحاث عديدة تنتظر النشر بعون الله تعالى.


    شخصيته






    كان الشيخ عبدالفتاح أبوغدة بشخصيته القوية المتميزة، شخصية العالم المسلم العامل المجاهد، فهو واسع العلم، رحب الإطلاع، يعيش قضايا أمته وعصره، يضع هموم المسلمين نصب عينيه، مدركاً كل الأبعاد التي تحيط بهم وهو مع اتصافه بكل ما تقتضيه شخصيته العلمية، من رزانة وهيبة ووقار، حلو الحديث، رشيق العبارة، قريب إلى قلوب جلسائه، يأسرهم بحسن محاضرته، وطيب حديثه، وبُعد غوره، مع حضور بديهة، وحسن جواب، فلا غرو بعد ذلك أن تلتقي عليه القلوب ، وتتعلق به النفوس، وأن يكون موضوع الحب والتقدير والثقة لدى جميع من خالطه من إخوانه وأحبابه.

    وهو إلى جانب ذلك كان بعيداً عن الغلو والانفعال، يزن الأمور بميزانها الشرعي الدقيق، وقد أخذ بذلك نفسه وتلامذته، ولا أدل على ذلك ، من أن يستشهد الإنسان بموقف الشيخ رحمه الله تعالى، من العالم الجليل الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد كان الشيخ يدرس ويعلم في بيئة فيها كثير من التحفظ تجاه الإمام ابن تيمية، وإذا أضفنا إلى ذلك تتلمذ الشيخ على الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله، وكان هو الآخر شديد الازورار عن الإمام ابن تيمية، إلا أن كل هذا وذاك لم يمنعا الشيخ عبدالفتاح أن ينصف شيخ الإسلام، وأن يذكره في مجالس علمه في مدينة حلب في الخمسينيات والستينيات، بما هو أهل له، وأن يغرس في نفوس أجيال الشباب من الدعاة والعالمين حبه واحترامه، على أنه العالم المجاهد وأن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله غير عابئ بما يجره ذلك من مخالفة من الوسط العلمي، أو مخالفة شيخ له، يحبه ويجله ويرى في ابن تيمية ما لا يراه.
    وعلى الصعيد الشخصي كان الشيخ مثالا لا يجارى في الأخلاق والذوق والكياسة، تأثر به كل من احتك به، كان رفيقا شفيقا يفضل التلميح على التصريح، متأسيا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان شامة بين العلماء، ويحب للمسلم أن يكون شامة بين الناس اتباعا لهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكان يحب اللباس المتوسط النظيف البعيد عن المغالاة، ويحرص على نظافة ملابسه وحذائه، لا يفارقه الطيب في كل أحيانه يشتريه من حلب من محل كرزة وفتوح أو ينفحه به محبه الحاج عبد الغني بوادقجي، و من قرأ كتابه (من أدب الإسلام) أدرك الذوق الرفيع والخلق السامق الذي تمتع به رحمه الله .







    كان خط الشيخ مثالا في الإتقان يعجب به كل من رآه، وكان حريصا على انتقاء أٌقلامه من أجود الأقلام ليبقى خطه متسقا منسجما، وكان يستعمل في أول أمره قلم حبر من صنع ألماني Tropen ثم استعمل قلم باركر ثم استعمل في السنين الأخيرة من حياته قلم الحبر الجاهز، وكان رحمه الله يرغب في الحبر السائل ويعرض عن الحبر الجاف، ويستعمل قلم الرصاص للتعليقات والملاحظات السانحة، حيث كان لا يفارقه قلم صغير وأوراق يقيد بها الخواطر والأفكار.







    أحبابه وأصدقاؤه و معارفه

    كان للشيخ أحباب وأصدفاء ومعارف في كل بلد
    وصقع ، من العلماء العاملين والدعاة إلى الله ، ومنهم من كانوا أشخاصا عاديين في الظاهر ولكنهم كانوا من المحبين القريبين إلى نفسه لتواضعه ، ولأنه لم ينس في يوم من الأيام أنه من أسرة مستورة الحال، و نذكر هنا بعضا منهم مرتبين بحسب أسمائهم الأولى مع اعتذارنا لمن فاتنا ذكره :
    الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري: العالم الإسلامي المعروف الذي يعيش في الرياض، وأحد قلائل في العالم الإسلامي يتبعون المذهب الظاهري، كان يستشير الشيخ في المسائل والقضايا الفقهية والحديثية، وذكره مراراً في أحاديثه وكتاباته مشيراً إليه بشيخي.

    الحاج أحمد أسطه: المولود سنة 1342/1924 وهوتاجر من مؤسسي جمعية التعليم الشرعي في حلب ، والتي ابتدأت في جامع الحموي ولما ضاق بها طلبت من الآستاذ سليمان النسر مدير الاوقاف منحها المدرسة الشعيانية فوافق على ذلك ، الحاج أحمد كان من المقربين إلى الشيخ في بحلب ويستعين به في قضاء أموره المعيشية.
    الدكتور أحمد بن عثمان التويجري: عميد كلية التربية الأسبق في جامعة الملك سعود حيث درس الشيخ بضع سنوات قبل تقاعده .
    الأستاذ أحمد خيري*: من تلاميذ الكوثري المقربين في مصر، بيعت مكتبته بعد وفاته إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
    الشيخ أحمد سحنون*: من أبرز علماء الجزائر ، التقى بالشيخ عند زيارته للجزائر وكتب تقريظا لرسالة المسترشدين
    الشيخ أحمد القلاش: من زملاء الشيخ في تدريس التربية الدينية بحلب
    الشيخ إسحاق عزوز*: من علماء الحرم المكي
    الشيخ اسماعيل الأنصاري*: العلامة المحدث أصله من شنقيط (موريتانيا) ، وعاش بالرياض باحثا في دار الإفتاء عيشة متواضعة، كان الشيخ لا يمل زيارته، ويمضيان الساعات الطوال في المراجعات العلمية والحديثية.
    الشيخ أمجد الزهاوي (1300-1386/1880-1966)*: من أبرز علماء العراق في وقته ، كان زاهدا متواضعا ، زاره الشيخ في بغداد وهو في طريقه للهند ثم زار هو الشيخ في حلب، عرض الشيخ عليه بعض المال لما رأى من حاله، ولكنه لم يقبلها لزهده وبساطة عيشته، وكان الشيخ يكرر قولته: (أيش أصنع بالدراهم ، آني ذاهب إلى بغداد)
    الشيخ حسن خالد*: مفتي لبنان، كان مع الشيخ في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي
    الشيخ حسن محمد مشاط*: من علماء الحرم المكي زار سورية عام 1374 هجرية والتقى بعلمائها ومنهم الشيخ عبد الفتاح واستمرت الصلة بينهما بعد ذلك.

    السيد حسين شوا: لحام في حلب لم يكن فقط لحامه ومن يشتري الطعام لبيته متيحا للشيخ فرصة التفرغ للعلم ، بل كان حبيبا إلى قلب الشيخ لخفة دمه ولباقته .
    الشيخ د. خالد المذكور: أبرز علماء الكويت ، كان الشيخ يثني عليه ويعجب بأناته وسمت العلماء فيه ويقول: (المذكور بالخير)
    الشيخ طاهر خير الله*: العالم الخطيب المفوه ، ولد وعاش بحلب ، كان خطيب جامع بانقوسا في البلد القديمة ثم خطيب جامع الروضة ، وتوفي نزيل المدينة المنورة .
    د. عبد الرحمن الباشا*: الأديب ومفتش اللغة العربية ، عاش مع الرسول وصحابته و ألف كتب "صور من حياة الصحابة" و "صور من حياة الصحابيات" و "صور من حياة التابعين"

    الشيخ عبد العزيز عيون السود(1335-1399/1915-1979)*: شيخ القرآء وعالم القراءات ، والداعية والفقيه ، مفتي حمص ولد وتوفي بها
    الشيخ عبد الغني عبد الخالق*: الفقيه الحاذق ولد وتوفي بمصر.
    د. عبد القدوس أبو صالح : الأديب المعروف ورئيس رابطة الأدب الإسلامي ، والصديق الأثير لدى الشيخ ، ولد بحلب ويعيش الآن في الرياض، وهو ابن الشيخ محمد ناجي أبو صالح رحمه الله أحد علماء حلب من الرعيل السابق .

    د. عبد الله التركي: الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة والوزيرالسابق للشؤون الإسلامية والأوقاف في السعودية، أسس -عمليا- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، كان صديقا خاصا للشيخ يحبه ويقدره .
    الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود*: رئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية بدولة قطر، وصاحب الأيادي البيضاء في نشر العلم وطباعة الكتب الإسلامية، وقد توفي مع الشيخ في أسبوع واحد.
    الشيخ عبد الله بن كنون*: عالم المغرب ورئيس رابطة علمائها
    الشيخ عبد الله العلي المطوع*: أحد رجالات الكويت ومن زعماء التيار الإسلامي فيها
    الشيخ عبد الوهاب البحيري(1329-1407/1909-1987)*: العلامة الأزهري المحدث الأصولي كان أستاذاُ مع الشيخ في السعودية وتوفي بالرياض ، كان الشيخ يجله كثيراً ويراجعه في كثير من القضايا الفقهية .
    الشيخ عبد الوهاب ألتونجي*: القاضي الشرعي الممتاز بمدينة حلب
    الشيخ عدنان سرميني: من مشايخ حلب ويعيش في السعودية
    الشيخ علوي مالكي*: عالم الشافعية في مكة المكرمة والمدرس بالحرم المكي
    الشيخ علي الطنطاوي*: الكاتب الإسلامي ذو القلم السيال والقريحة المتدفقة ، ذكر في مذكراته موقف الشبخ الصلب في المجلس النيابي السوري من قضية دين الدولة.

    الأستاذ عمر بـهاء الدين الأميري*: الأديب والشاعر الإسلامي، درس بباريس ، وكان سفير سورية لدى دولة الباكستان عند استقلالها، هاجر للمغرب حيث درس في دار الحديث ، وتوفي بالسعودية . تزوج ابنه الأكبر د. أحمد البراء الأميري من ابنة الشيخ رحمه الله.
    الشيخ فهد الثنيان: من تلاميذ الشيخ وأحد كبار رجال الأعمال في السعودية ، كان وفياً حفياً بالشيخ في حياته وبعد وفاته

    د. معروف الدواليبي*: رئيس وزراء سورية الأسبق ، ولد بحلب ودرس الحقوق بباريس ، هاجر إلى السعودية حيث عمل مستشارا للملوك فيصل و خالد وفهد.
    الشيخ محمد أبو اليسر عابدين*: حفيد الإمام ابن عابدين ، كان طبيبا حاذقا وعالما يشار إليه بالبنان حتى أصبح مفتي سورية


    الشيخ محمد أمين سراج : إمام جامع الفاتح باستانبول ، ومستشار البروفسور نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق، و أحد المقربين المحببين للشيخ ، درس بمصر، وصلى على الشيخ صلاة الغائب في مسجد الفاتح .
    الشيخ محمد أمين كتبي: من علماء الحرم المكي ينتهي نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان الشيخ يحرص على زيارته في مكة المكرمة .
    الشيخ محمد جميل عقاد*: العالم والداعية والخطيب ، ولد بحلب وكان من أوائل الدارسين بالأزهر ، ومن السابقين لدعوة العامة في الأرياف والسجون ، في أسلوب يتميز بالبساطة والأصالة توفي بحلب عام 1968 .

    الشيخ محمد الحبيب بلخوجة: العالم التونسي المعروف والأمين العالم لمجمع الفقه الإسلامي بجدة
    الشيخ محمد الحجار*: الداعية التقي النقي ، من علماء حلب وخطيب جامع الزكي فيها ثم نزيل المدينة المنورة
    الشيخ محمد حميد الله*: العلامة المعمر المتبحر في السيرة والحديث والتاريخ ، أصله من الهند وعاش معظم حياته في باريس حياة تقشف متفرغا للعلم
    الشيخ محمد الحموي*: من زملاء الشيخ في تدريس مادة الديانة في حلب، أصله من دمشق ، وتوفي في حادث سيارة وهو في الأربعين من عمره ، فحزن عليه الشيخ حزنا شديدا حيث كان محببا إليه
    الشيخ محمد عبد الله الرشيد : تلميذ الشيخ وصفيه ، لزمه في السنوات الأخيرة ملازمة الظل ، وألف عنه كتابه الجامع (إمداد الفتاح بأسانيد و مرويات الشيخ عبد الفتاح)
    الشيخ محمد الشامي*: من علماء حلب ، درس بمصر ، وكان من الداخلين على الحكام يسعى في مصالح الناس، استشهد بحلب أثناء أحداث 1980، واستشهد معه زوج ابنة أخت الشيخ السيد محمد صبحي لبنية ، واستاء الشيخ لمقتله .
    الدكتور محمد المبارك*: العالم التقي، كان أول عميد لكلية الشريعة بدمشق، وعمل في السودان والسعودية حيث توفي بها


    الشيخ محمد عمر الداعوق*:مؤسس جماعة عباد الرحمن في لبنان .

    الشيخ محمد محمود الصواف*: الداعية المتجرد والخطيب المفوه ، ولد بالموصل ودرس في مصر ، ثم هاجر إلى السعودية حيث عمل مستشارا للملك فيصل .
    الشيخ محمد نور سيف*: من علماء مكة المكرمة كان الشيخ يتبرك بزيارته ، ونقل عنه في كتبه .
    الدكتور مصطفى السباعي*: الداعية والخطيب المفوه ، مؤسس جماعة الإخوان في سورية ، أسس مجلة حضارة الإسلام، وتوفي سنة 1965 مريضا بالسرطان، رثاه الشيخ بمقالة في مجلة حضارة الأسلام

    الشيخ ملا رمضان البوطي*: العلامة التقي المعمر والد فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي العالم والداعية المعروف ، توفي رحمه الله في 20 شوال 1410 عن عمر يناهز 104 سنوات ، كان يحب الشيخ ويقدره ويقدمه على غيره من العلماء.
    الشيخ مناع القطان*: العالم والداعية ، ولد بمصر ودرس بها ثم هاجر إلى السعودية حيث عمل في مناصب علمية و إدارية متنوعة منها إدارة المعهد العالي للقضاء الذي درس به الشيخ، توفي في الرياض

    البروفسور نجم الدين أربكان: رئيس وزراء تركيا الأسبق ، والسياسي الإسلامي المخضرم ، كان للشيخ في نفسه اعتبار خاص ، فكان الشيخ موضع حفاوته إذا زار تركيا.

    الشيخ نديم الجسر*: مفتي طرابلس ألف كتاب قصة الإيمان وزينه بتقريظ الشيخ
    الشيخ وهبي سليمان الغاوجي: الفقيه الحنفي الأصولي المتجرد.
    الشيخ يوسف القرضاوي: العلامة الفقيه الداعية، ولد بمصر ودرس بالأزهر ثم استوطن قطر وكتب الله له القبول لدى العامة والخاصة في العالم كله ، كان يقدر الشيخ ويجله واستضافه أستاذا زائرا في مركز السنة بقطر، ورثاه من على المنبر عند وفاته.

    عمله في التدريس بسورية
    بعد أن أكمل الشيخ دراسته في مصر ، عاد إلى سورية وتقدم سنة1371/1951 م لمسابقة اختيار مدرسي التربية الإسلامية لدى وزارة المعارف فكان الناجح الأول فيها، ودرس مادة التربية الإسلامية أحد عشر عاماً في أبرز ثانويات حلب: هنانو، والمأمون، والصنائع، كما شارك في تأليف الكتب المدرسية المقررة لهذه المادة، ودرّس إلى جانب ذلك في المدرسة الشعبانية ، وهي مدرسة شرعية أهلية متخصصة بتخريج الأئمة والخطباء، ودرّس في الثانوية الشرعية "الخسروية" التي تخرج فيها، ثم انتدب للتدريس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ودرّس فيها لمدة ثلاث سنوات "أصول الفقه" و"الفقه الحنفي" و "الفقه المقارن بين المذاهب" وقام بعد ذلك بإدارة موسوعة "معجم فقه المحلى لابن حزم" وكان قد سبقه للعمل فيه بعض الزملاء فأتمه، وأنهى خدمته، وطبعته جامعة دمشق في ضمن مطبوعاتها في مجلدين كبيرين..

    نشاطه الدعوي في سورية
    بعد أن عاد الشيخ إلى بلده سورية ، حمل على عاتقه عبء الدعوة إلى الله تعالى، فكان له نشاطه الدعوي، وتعلق الإخوان بدورهم بالشيخ رحمه الله تعالى ووثقوا به،

    منذ عودته إلى سورية من مصر، كان الشيخ إلى جانب عمله في التدريس، نشيطا في الدعوة إلى الله، فنال ثقة العامة والخاصة، واحترام أقرانه، لورعه وتقواه وعلمه ورجاحة عقله وحكمته، فكان مرشداً وسنداً وموئلاً،. بل و كان بشخصيته المتميزة وسلوكه السامق مدرسة دعوية حية متحركة، تتلمذ عليه فيها ثلاثة أجيال أو أكثر من الدعاة العاملين، كلهم يفخر بأنه قد نال شرف الاغتراف من بحر فضيلته رحمه الله تعالى وأفسح له في جناته، وكانت دروس مادة التربية الدينية التي يدرسها من أحب الدروس للطلبة وموضع إقبالهم واهتمامهم، بعد أن كانوا يعرضون عن أمثالها.
    وفي مسجد "الخسروية" حيث كان يجتمع أسبوعياً آلاف المصلي لحضور خطبة الجمعة، كان الشيخ يطرح على منبره قضايا الإسلام والمسلمين المعاصرة متصدياً للاستبداد، وللنزعات العلمانية، غير عابئ بما قد يناله من أذى، مرددا بجرأة العالم المسلم المجاهد قولة الصحابي الشهيد خباب بن الأرت:

    ولست أبالي حين أقتل مسلماً
    على أي جنب كان في الله مصرعي
    أما دروسه فقد كانت تغص بها المساجد ويتحشد لها المستمعون، وكان للشيخ الأنشطة التالية:

    خطبة الجمعة الأسبوعية، التي كان يلقيها على منبر الجامع الحموي أولا، ثم جامع الثانوية الشرعية "الخسروية"
    جلسة للتفقه في الدين بعد خطبة الجمعة فيها أسئلة وأجوبة، تغطي حياة المسلمين الخاصة والعامة ، يجيب الشيخ فيها عن جميع التساؤلات بمنهج رشيد سديد، يربط الفتوى بدليلها الشرعي، وبالعصر الذي يعيشه المسلمون، ممعناً في الترغيب والترهيب والتوجيه
    درس في الحديث والتربية والتهذيب بين مغرب وعشاء يوم الخميس في جامع سيف الدولة
    درس في الفقه بين مغرب وعشاء يوم الإثنين في جامع زكي باشا المدرس، بالإسماعيلية حيث كان الشيخ يغمر الحاضرين بواسع علمه، في المقارنة بين المذاهب وذكر الأدلة والترجيح بين الأقوال
    درس متقطع في السيرة في جامع الصديق بالجميلية

    إلى جانب هذا الدروس كان للشيخ لقاءات دورية مع علماء حلب ومدرسي التربية الدينية فيها للتشاور فيما يهم المسلمين في المدينة ومايتعلق بالتعليم فيها، وهو في كل ذلك عمدة الميدان والمشار إليه بالبنان.
    انتخب الشيخ سنة 1382/1961م نائباً عن مدينة حلب، بأكثرية كبيرة، فنال بذلك ثقة مواطنيه، على الرغم من تألب الخصوم عليه من كل الاتجاهات، ومحاولاتهم المستميتة للحيلولة بينه وبين الوصول إلى مجلس النواب، وفي مجلس النواب السوري، قام الشيخ عبدالفتاح مع إخوانه بنصرة قضايا الإسلام والمسلمين في سورية، وقد أشار الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في مذكراته لبعض مواقف الشيخ إزاء محاولات من جهات شتى لإغفال الإسلام دينا للدولة من الدستور السوري، وفي عام 1965 بعد عامين على حل المجلس النيابي ، غادر الشيخ سورية ليعمل مدرسا في كلية الشريعة بالرياض، ولما عاد إلى بلده في صيف 1386/1966 أدخل السجن مع ثلة من رجال العلم والفكر والسياسة ، ومكث في سجن تدمر الصحراوي مدة أحد عشر شهرا، وبعد كارثة الخامس من يونيو/حزيران سنة 1967 م أفرجت الحكومة آنذاك عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان الشيخ رحمه من بينهم.
    كانت عضوية الشيخ في جماعة الإخوان المسلمين مبنية على قناعته بضرورة العمل الجماعي لنصرة الإسلام والمسلمين لا جريا وراء المناصب والمسميات، فقد كان التفرغ للعلم والتحقيق الرغبة الدائمة التي رافقته طوال حياته، ومع رغبة الشيخ الملحة في الانصراف بكليته إلى الجانبين العلمي والدعوي، فقد اضطر أكثر من مرة، أن يستجيب لرغبة إخوانه، فيتحمل معهم بعض المسؤوليات التنظيمية، فكان أن تولى – على غير رغبة منه أو سعي - منصب المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية مرتين، ثم تخلى عنه في أقرب فرصة مناسبة متفرغاً للعلم والتأليف.


    حياته في السعودية
    بعد خروجه من السجن انتقل الشيخ ثانية إلى المملكة العربية السعودية، متعاقداً مع جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض حيث عمل مدرساً في كلية الشريعة ثم في المعهد العالي للقضاء الذي أسس حديثا، وأستاذاً لطلبة الدراسات العليا، ومشرفاً على الرسائل العلمية العالية، فتخرج به الكثير من الأساتذة والعلماء، وقد شارك خلال هذه الفترة 1385-1408/1965-1988 في وضع خطط جامعة الإمام محمد بن سعود ومناهجها، واختير عضواً في المجلس العلمي فيها، ولقي من إدارة الجامعة ومدرائها فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، و الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي كل تكريم وتقدير، ولقي مثل ذلك من فضيلة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى الذي ترجم له الشيخ في كتابه "تراجم ستة من علماء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر"، كما كان محل احترام و تقدير من وزير المعارف المرحوم حسن بن عبد الله آل الشيخ.
    انتدب الشيخ أستاذاً زائراً لجامعة أم درمان الإسلامية في السودان ولجامعة صنعاء في اليمن، ولمعاهد الهند وجامعاتها، وشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات الإسلامية العلمية، التي تعقد على مستوى العالم الإسلامي، وكانت له جهود طيبة في جميع هذه المجالات حيث درس في الأردن والباكستان وتركيا والجزائر والعراق وقطر، وعمل فترة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض ثم انتقل للعمل متعاقداً مع جامعة الملك سعود في الرياض وقبل وفاته بسنوات تفرغ من العمل وعكف على العلم والتأليف حتى وافته المنية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
    كذلك اختير الشيخ لتمثيل سورية في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بعد شغور مقعدها بوفاة الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله، فقام بذلك خير قيام مع الأعضاء الآخرين لنشر الدعوة إلى الله ومتابعة قضايا المسلمين في العالم حتى توفاه الله تعالى.
    قام الأستاذ عبد المقصود خوجة الوجيه الحجازي المعروف بإكرام الشيخ في "الإثنينية" التي يعقدها في بيته بجدة في المملكة العربية السعودية وكانت أمسية تكريم الشيخ عام 1414 للهجرة أمسية لا تنسى لم ينقطع بكاء الشيخ فيها وهو يسمع الثناء عليه وتسجيلها موجود في قسم المحاضرات، وهذا نصها مستلاً من ملفات الإثنينية

    وقد تتلمذ على الشيخ رحمه الله ألوف مؤلفة أثناء تدريسه في مدارس وجامعات سورية والسعودية والمغرب والسودان واليمن والهند وباكستان، نذكر بعضاً منهم مع الاعتذار لمن فاتنا ذكره:
    الشيخ علي جمعة: سماحة مفتي جمهورية مصر العربية
    الشيخ حسن قاطرجي: الداعية اللبناني مؤسس جمعية الإتحاد الإسلامي، ومن أنشطتها مجلة: منبر ‏الداعيات، ودور تحفيظ القرآن الكريم، ودار للحوار مع غير المسلمين. وقد كتب الشيخ حسن رعاه الله مقالة ضافية عن شيخه الشيخ عبد الفتاح يمكن الإطلاع عليها بالضغط على صورته المرفقة.

    الشيخ سلمان بن فهد العودة: الداعية الإسلامي والذي دعا لإنصاف الشيخ إزاء إجحاف بعض علماء السعودية له، وذلك في مقال يمكن الاطلاع عليه بالضغط على الصورة أدناه.

    ‏ الشيخ موسى بن محمد القرني‏
    الشيخ عايض القرني
    الشيخ سعد بن سعيد الحجري
    الشيخ محمود عكام: مفتي حلب
    الشيخ أحمد الشتوي
    الشيخ عبد الوهابالطريري
    ‏الشيخ محمد العمير‎: عميد كلية التربية في جامعة ‎الملك فيصل بالدمام
    الشيخ علي بن عبد الله الجمعة: رئيس قسم السنة في جامعة‏‎ ‎القصيم سابقاً
    الشيخ نوح بن علي بن سليمان القضاة: مفتي القوات المسلحة الأردنية

    مرضه ووفاته
    على إثر تلقيه رسالة سنة 1394/1974 تخبره بوفاة أخيه عبد الغني تأثر الشيخ تأثرا شديداً أصيب على إثره بأزمة قلبية شديدة ألزمته المستشفى بضعة أسابيع، ولكن الله عز وجل عافاه، ورغم أنه مر بشدائد كثيرة فيما بعد إلا أن حالته الصحية فيما يختص بالقلب بقيت مستقرة طوال حياته، وفي عام 1409/1989 أحس الشيخ بقصور في بصره، أدخل على إثره مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض حيث تولى علاجه تلميذه الدكتور ظافر وفائي الذي شخص مرضه بتهتك في اللطخة الصفراء في الشبكية تصبح معه الرؤية الأمامية - وكذلك القراءة - متعذرة، والعلاج الوحيد هو إيقاف تقدم المرض بأشعة الليزر دون أن يتمكن المريض من استرجاع ما فقده من إبصار، وقد اعتمد الشيخ بعدها في القراءة على جهاز مكبر أشيه بالتلفاز يحمله حيث ذهب ، وأصبح عبء القراءة والمراجعة على زوجته التي تفرغت تماما لرعايته والعمل معه.
    وفي سنة 1412/1992 اشتبه الأطباء بوجود ورم خبيث في كبد الشيخ رحمه الله وأكدوا على وجوب استئصاله جراحيا ولو من جانب الحيطة الواجبة، ولكن ما لبث هذا الورم - بفضل الله ووسط دهشة الأطباء - أن انكمش وعاد الكبد إلى حالته الطبيعية.
    وفي شهر شعبان 1417/ديسمبر1996 شعر الشيخ بضعف آخر في نظره فعاد من حلب إلى الرياض ليتلقى علاجا آخر لم يكن ناجعا ونتج عنه صداع شديد لازم الشيخ طيلة أيامه الباقية، ثم اشتكى الشيخ في أواخر رمضان من ألم في البطن أدخل على إثره مستشفى الملك فيصل التخصصي وتبين أنه ناتج عن نزيف داخلي بسبب مرض التهابي، وما لبث أن التحق بالرفيق الأعلى فجر يوم الأحد التاسع من شوال 1417 الموافق 16 من فبراير 1997 عن عمر يناهز الثمانين عاماً فرحمه الله رحمة واسعة.
    غسل الفقيد ابنه الشيخ سلمان و تلميذه الملازم له الشيخ محمد الرشيد، وجرت الصلاة عليه عقب صلاة الظهر في الرياض ثم نقل بطائرة خاصة مع عائلته وأحبابه إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه بعد صلاة العشاء ثم شيعه أحبابه وتلاميذه الذي توافدوا من كل مكان في السعودية إلى مقبرة البقيع، فنال شرف جوار المصفى صلى الله عليه وسلم بعد أن تشرف بخدمة حديثه وسنته الشريفة.
    خلفت وفاته أسى عميقا في قلوب المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها

  10. #22


    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    49
    المشاركات
    269
    معدل تقييم المستوى
    180

    رد: سير ذاتية لعلماء ومشائخ الأمه الإسلامية

    العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنه

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و اللهم صلي علي نور الانوار و سر الاسرار و ترياق الاغيار و مفتاح باب اليسار
    سيدنا محمد النبي المختار وعلي اله و صحبه و سلم صلاة و سلام حق قدرك منك عليه......وبعد














    وُلد شيخنا عليه رضوان الله تعالى ببلده «دنقلا» من السودان الشقيق في الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة 1328هـ، وبها حفظ القرآن الكريم وأتقنه في مسجدها العتيق، ثم وفد إلى مصر، ليتلقى العلوم بالأزهر الشريف، واتصل بأهله المقيمين بقرية «السلمية» بمركز الأقصر من محافظة (قنا).

    ويحدثنا الشيخ رضي الله تعالى عنه عن أهله وأجداده الجعافرة في السلمية، فيقول عن أسرته: «من بلدة الأقصر بصعيد مصر، من القبيلة التي هي من الجعافرة، وتسمى «العلوية» وهم مفرقون بين الأقصر والحلة والحليلة والدير، وقد قل عددهم والبقاء لله، وفي السلمية يوجد قبر جد والدي رفاعي بمقبرة جد الجعافرة الشريف السيد الأمير «حمد» حيث إنه كان يقيم هناك، وللجعافرة نسب كثيرة محفوظة قديمة، ومن أشهرهم في إظهار تلك النسب أخيرًا:الشريف السيد إسماعيل النقشبندي وتلميذه الشيخ موسى المرعيابي، ولا تزال ذرياتهم تحتفظ بتلك النسب كثيرة الفروع المباركة.وقد أخذ شيخنا عليه رضوان الله طريقة يد أحمد بن إدريس- رضي الله تعالى عنه- عن سيدي محمد الشريف- رضي الله تعالى عنه- ويحدثنا شيخنا الإمام الجعفري عن ذلك فيقول:«وقد أجازني بهذا الطريق شيخي وأستاذي مربي المريدين الشريف السيد محمد عبد العالي، عن والده سيدي عبد العالي، عن شيخه العلاّمة: السيد محمد بن علي السنوسي عن شيخه العارف بالله تعالى السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه» [المنتقى النفيس ص 2، 3]


    ثم كان حضوره إلى مصر للالتحاق بالأزهر بإشارة من شيخه، سيدي عبد العالي- رضي الله عنه- وعن ذلك يحدثنا شيخنا رضي الله تعالى عنه يقول: «قبل مجيئي إلى الأزهر جاء أحد أهل البلد، بأول جزء من شرح النووي على صحيح مسلم، فاستعرته منه وصرت أذاكر فيه، فرأيت سيدي عبد العالي الإدريسي- رضي الله تعالى عنه- جالسًا على كرسي، وبجواره زاد السفر، وسمع من يقول: إن السيد يريد السفر إلى مصر، إلى الأزهر، فجئت وسلمت عليه، وقبّل يده، فقال لي مع حدة: «العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب»، وكررها، فاستيقظت من منامي، وقد ألهمني ربي السفر إلى الأزهر، وحضرت الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي المحدِّث، وهو يُدرس شرح النووي على صحيح مسلم، فجلست عنده، وسمعته يقرأ حديث: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإن استنفرت فانفروا» رواه مسلم [فتح وفيض ص11، 12].

    وقد تلقى الشيخ- رضي الله عنه- العلم بالأزهر الشريف، على يد نخبة من كبار العلماء العالمين، الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة، منهم الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ حبيب الله الشنقيطي، العالم المحدّث المشهور صاحب «زاد المسلم» وغيره من المصنفات المفيدة، الذي كان للشيخ معه لقاءات وكرامات، يحدثنا شيخنا- رضي الله عنه- فيقول: «ذهبت إلى بيت الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي، بجوار القلعة، ناويًا بقلبي أن أستأذنه في أن أكون مقرئًا له متن من حديث البخاري ومسلم، فلما وصلت البيت وجلست بغرفة الاستقبال، وهي أول مرة أزوره بها، جاءني مبتسمًا، فلما سمعت عليه وقبّلت يده، قال لي: أنت الذي- إن شاء الله- ستكون سرادًا لي في هذا العام، ومعنى «سرادًا»: مقرئًا، والحمد لله قد لازمته خمس عشرة سنة، إلى الممات، ونزلت قبره، ولحدته بيدي، والحمد الله، وكنت أقرأ للإخوان الحاضرين درسًا قبل بالمسجد الحسيني، فإذا عارضني إنسان أو شاغبني يهمس لي في أذني عند جلوسه على الكرسي بقوله: يعاكسونك وأنت خير منهم، كأنه كان معي، ثم يأتي في دروسه بكل موضوع قصرت فيه، وقد حصل ذلك منه مرات كثيرة.وكان إذا حصل له عذر يرسل تلميذًا أن أقرأ الدرس نيابة عن الشيخ، وفي يوم أرسل لي ورقة مكتوبة بخط يده، فيها «وقد وكلتك بقراءة الدرس» فتعجبت من ذلك، لماذا غيّر الشيخ عادته من المشافهة إلى المكاتبة؟ وما أشعر إلا ومدير المساجد قد حضر وأنا أقرأ الدرس، فسألني: وهل وكلك الشيخ؟ قلت: نعم، قال: وأين التوكيل؟ فقدمت له الورقة المرسلة من الشيخ، ففرح بها، ودعا لي بخير، فكانت هذه كرامة منه- رحمه الله تعالى، وغفر له وأسكنه فسيح جناته- فإنه كان يحبني كثيرًا ويقول لي: أنت بركة هذا الدرس. وقد أجزتك بجميع إجازتي ومؤلفاتي.وكان يقول لي: عليك بشرحي على زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم، فإني ما تركت فيه شاذة ولا فاذة. [الذخيرة المعجلة، ص(28).





    ومن شيوخه الشيخ يوسف الدجوي رحمه الله، الذي يقول عنه شيخنا رضي الله عنه: «وكان أيضًا من العلماء العارفين، وقد لازمت درسه بعد صلاة الصبح بالجامع الأزهر الشريف، بالرواق العباسي سبع سنين، وكان السيد الحسن الإدريسي إذا جاء من السودان يلقاني في درسه وبعد الدرس يسلم على الشيخ، فيفرح فرحًا عظيمًا، فيقول: السيد أحمد بن إدريس قطب، لا كالأقطاب.وكان الشيخ الدجوي قد أخذ الطريقة الإدريسية عن شيخي السيد محمد الشريف- رضي الله تعالى عنه- والشيخ الدجوي من هيئة علماء الأزهر وله مؤلفات نافعة، ومقالات قيّمة في مجلة الأزهر الشريف، وقد حضرت عليه التفسير من سورة محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- إلى آخر سورة الناس، ثم ابتدأ شرح البخاري بعده، وكان يحفظ القرآن الكريم بالتجويد والقراءات، ويذكر أقوال المفسرين، ويعرب الآية إعرابًا دقيقًا ويبين الألفاظ اللغوية فيها، ويتعرض للأحكام الفقهية على المذاهب، وكان يقرأ الحديث بالسند، ويترجم لرجاله ترجمة طريفة، ويذكر أقوالاً كثيرة قيّمة في أدلة التوسل بالنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر أكثرها في مجلة الأزهر، المسماة (وقتها) نور الإسلام». [الذخيرة المعجلة، ص29] .
    ولقد كان شيخنا- رضي الله عنه- يحضر هؤلاء العلماء، حضور الواعي المتفهم، المحب للعلم وأهله، فكان كثيرًا ما يناقش شيوخه ويحاورهم، وكانوا يعجبون له وبفطنته وقوة حافظته وحجته، فيثنون عليه خيرًا ويدعون له بالتوفيق والبركة.ويذكر لنا شيخنا- رضي الله عنه- صورة من ذلك مع شيخه الدجوي السالف الذكر، فيقول: «كان رحمه الله مرة يقرأ حديث سؤال القبر في صحيح البخاري، وكنت قد ذاكرت شرح الكرماني على البخاري، ورأيت فيه أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يظهر للمسئول عند قول الملك له: ما تقول في هذا الرجل؟ وبعد انتهاء الدرس قبّلت يده ولت له: يقول الشيخ الكرماني: إنه- صلى الله عليه وآله وسلم- يظهر للمسئول، فوكزني في صدري وقال لي: أنا ذاكرت شرح الكرماني واطلعت فيه على هذه المسألة، لما لم تذكرني بها في الدرس حتى يسمعها مني الناس؟».ومرة كان يتكلم عن رؤية النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- منامًا فقال: وإن الشيطان لا يتمثل به- صلى الله عليه وآله وسلم- إذا جاء في صورته الأصلية، والمعتمد أيضًا أنه لا يتمثل به إذا جاء في غير صورته الأصلية فقلت له: روى شيخنا السيد أحمد بن إدريس- رضي الله عنه- في كتابه المسمى «روح السنة» أنه- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «من رآني فقد رآني فإني أظهر في كل صورة»، ففرح فرحًا عظيمًا، وقال لي: هذا الحديث هو الدليل على أن الشيطان لا يتمثل به- صلى الله عليه وآله وسلم- ولو جاء في غير صورته الأصلية، أنت مبارك يا شيخ صالح، نفع الله بك المسلمين». [الذخيرة المعجلة، ص29]ومن شيوخه الشيخ علي الشايب- رحمه الله- الذي حضر عليه الشيخ شرح منظومة الشيخ اللقاني المسماة «جوهرة التوحيد»، يقول عنه شيخنا: «وكان يدرسها في أول عام حضرت فيه إلى الأزهر الشريف، وكان يدرسها غيبًا، متنًا وشرحًا، وكان من العلماء الصالحين، وكان إذا دخل قبة سيدنا الحسين- رضي الله تعالى عنه- يحصل له حال خشوع عجيب، كأنه يشاهده وينزل عليه عرق كثير، وكنت أدرس عليه شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، وفي ليلة من الليالي رأيت النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في النوم وكان يحدثني في مسألة علمية أخطأت فيها، فغضب النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وقال لي: يا ولد، وذلك من ضمن كلام يطول، فلما أصبحت حضرت في الدرس، وقلت في نفسي وأنا جالس: يقول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يا ولد، فهل أنا صغير؟ فالتفت إليّ الشيخ- وهو يدرس- وقال: إنما قلنا لك يا ولد كعادة العرب، لا لأنك صغير… وأمثال هذا الشيخ عند الصوفية يسمون أرباب القلوب، ولعلهم أن يكونوا المحدثين الذين منهم سيدنا عمر- رضي الله تعالى عنه- كما في حديث البخاري». [فتح وفيض: 21، 22]ومنهم الشيخ حسن مدكور، والشيخ عبد الرحمن عليش، والشيخ محمد أبو القاسم الحجازي، والشيخ عبد الحي الكتاني، والشيخ أبو الخير الميداني، شيخ علماء سوريا، والشيخ أحمد الشريف الغماري، وأخوه الشيخ عبد الله الغماري، والشيخ علي أدهم المالكي السوداني، والشيخ حسن المشاط من علماء مكة المكرمة، والشيخ مصطفى صفوت، والشيخ عبد الحليم إبراهيم، والشيخ أبو يوسف، والشيخ محمد الحلبي، والسيد عبد الخالق الشبراوي، والشيخ محمد عطية البقلي، والشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي، والشيخ محمد العناني شيخ السادة المالكية، والشيخ الدليشني، والشيخ سلامة العزامي، والشيخ صادق العدوي، والشيخ أحمد وديدي من بلدة «رومى» بالسودان، والشيخ علي محمد إمام وخطيب مسجد دنقلا، والشيخ سيد حسن أفندي،والشيخ علي بن عوف، والشيخ أحمد النجار، المدرسان بمسجد دنقلا- رحمهم الله تعالى- وغيره من مشايخ الأزهر الشريف.
    هذه الكوكبة من العلماء العاملين العارفين كان لهم عظيم الأثر في سعة علم الشيخ- رضي الله تعالى عنه- مع ما وهبه الله من ذكاء وقوة حافظة، فأكب الشيخ على دروسه وجاهد وثابر حتى نال الشهادتين العالية والعالمية من الأزهر الشريف، ثم أصبح صاحب حلقة ومدرسًا بالأزهر الشريف. أما قصة تعيين الشيخ- رضي الله تعالى عنه- مدرسًا بالجامع الأزهر الشريف فهي جديرة بأن تُروى لما فيها من دليل ساطع على موهبة الشيخ العلمية، ومحبته للعلم وشيوخه، يحدثنا عنها الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي يقول: «ومن مواف الشيخ التي بلغ التأثير فيها روعته، موقفه في رثاء أستاذه الكبير الشيخ يوسف الدجوي- رضي الله تعالى عنه- فقد كنا طلابًا في كلية اللغة العربية، ونادى الناعي منذرًا بوفاة الشيخ الكبير ومحددًا ميعاد الجنازة، فسارعت إلى توديعه، وكان المشهد مؤثرًا، تتقدمه جماعة كبار العلماء، برئاسة أستاذه الأكبر، الشيخ مصطفى عبد الرازق (شيخ الأزهر في ذلك الوقت) وحين بلغ الموكب فيها نهايته عند القبر، انتفض الشيخ صالح الجعفري خطيبًا، يرثي أستاذه فبدأ مرثيته، مستشهدًا بقول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: إن الله- تعالى- لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» [فتح وفيض: 21، 22]، ثم أفاض في إيضاح منزلة العالم الفقيد، وأشاد ببعض مواقفه الجريئة أمام المبتدعة والملاحدة، وكان جلال الموقف، ورهبة المناسبة، واحتشاد الجموع، مما جعل نفس الراثي ممتدًا يتسع ويتدفق ويجيش، وكان لصوته هزة تحرك النفوس، وتعصب بالألباب، وما أن انتهى الخطيب من مرثيته حتى يسأل عنه الأستاذ الأكبر معجبًا، ثم بادر بتعيينه مدرسًا بالجامع الأزهر).

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نداء صادر عن اللقاء الموسع لعلماء ومشائخ ووجهاء اليمن
    بواسطة مس جيجي في المنتدى ملتقى السيـاسـة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-05-2009, 05:11 PM
  2. طلب فتح قسم خاص للدفاع عن نبي الأمه
    بواسطة rafeeqar في المنتدى ملتقى المواضيع العـامـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-02-2008, 08:12 PM
  3. سلسه عدو الأمه ( الصهيونيه ما هي )؟
    بواسطة إبن العروبه في المنتدى ملتقى السيـاسـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-04-2007, 01:58 AM
  4. سلسه عدو الأمه ( المستعربين من هم ) ؟
    بواسطة إبن العروبه في المنتدى ملتقى السيـاسـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-04-2007, 01:47 AM
  5. هل الآمه تحت خط الصفر
    بواسطة al-aziz في المنتدى ملتقى السيـاسـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-06-2006, 11:34 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •