الحرب السابعة.. أكون أو لا أكون
عبد الرزاق الجمل ـ صحيفة الناس
يبدو أن كل الأطراف قد استعدت بشكل جيد هذه المرة، ولم يبق غير استكمال المبررات لبدء الحرب، والفارق أن الحوثي لم يعد يريدها، وإن كان قد استعد لها كما يجب، فما بات يتحقق له من المكاسب في ظل الصلح القائم، أكثر مما سيتحقق له في ظل حرب قادمة..
كـان التفكير بخوض حرب سابعة هو السبب الرئيس لإيقاف الحرب السادسة، وكـان الصلح الأخير تكتيكا عسكريا أكثر منه صلحا، خصوصا بعد دخول المملكة على خـط المواجـهات.. الجميع يدركون ذلك، لهذا لا أحد يتعامل مع بنود أي اتفاق بشكل جاد، بالذات الطرف الحوثي..
أي أن عدم التزام الطرف الحوثي بتنفيذ بنود الصلح الأخير، سيكون مبرر اندلاع الحرب السابعة، وقد تستجد أحداث تدفع بهذا الاتجاه أيضا..لا يلتزم الحوثي بذلك، لأنه لا يمتلك ضمانات مطمئنة، فلو كان يعلم أن النظام قد وصل إلى مرحلة متقدمة من الضعف أو الصدق تمنعه من خوض حرب جديدة، ربما لتعامل مع الصلح بصورة مختلفة.. أقول ربما..
حسنا.. ستندلع الحرب لأن كل المعطيات على الأرض تقول ذلك، وربما تكون المخاوف السعودية من تنامي الحركة الحوثية في تلك المنطقة الحدودية، أهم عوامل اندلاعها..
المشكلة الآن ليست في اعتداء الحوثي على الأراضي السعودية خلال الحرب السادسة، بل في قدرته على فعل ذلك. هذا يعني أن وجوده بهذه القوة والقدرة، مزعج جدا بالنسبة للمملكة العربية السعودية، والتخلص من هذا الإزعاج لن يتم عن طريق الصلح. جاء الصلح لغرض آخر تماما، كما أسلفتُ..
لماذا اضطرت المملكة للقبول بالصلح إن كانت هي صاحبة المبادرة في الاعتداء، من خلال الضربات الجوية التي كانت تشنها طائراتها على الحوثيين في الحرب السادسة..؟!!.. هذا السؤال على قدر كبير من الأهمية، وجوابه أنها لم تكن تتوقع ردة فعل بتلك الصورة، بل لم تكن تتوقع أن بمقدور الحوثيين معرفة هوية القصف..
ردة الفعل الحوثية جعلت العربية السعودية تعيد التفكير في أشياء كثيرة، بل إن ما حققه الحوثي في الحرب السادسة، قد أرعب النظام اليمني أيضا، ووجود مخاوف مشتركة، سيتطلب عملا مشتركا بين البلدين بكل تأكيد.. ستكون فترة الصلح هي المدة الزمنية للتخطيط لهذا العمل..
لكن يبدو أن المملكة قد استطاعت، ومن خلال المشاركة في الحرب السادسة، أن تقيس حجم القوة الحوثية، وعلى ضوء ذلك سيكون الاستعداد والتخطيط، والتنسيق أيضا..
طبعا.. ستحاول المملكة أن لا تكون في الصورة هذه المرة، حتى لا تعطي جماعة الحوثي مبررا لتكرار الاعتداء على أراضيها، وحتى لا تعطى قوى خارجية أخرى مبررا للتدخل، رغم أن التدخلات الخارجة في الشأن الداخلي اليمني باتت تحدث بمبرر وبدون مبرر، وربما تقتصر المشاركة السعودية على الإدارة والدعم وتحريك أجندة داخلية موالية..
إذن.. الجميع يتوقعون حربا قادمة، ويستعدون لها، وإذا اندلعت فلن تكون ككل حرب، نظرا لحجم الاستعداد لها ولطبيعة المخاوف منها، بالذات لدى النظام اليمني الذي يعيش هاجس الحرب السادسة وما حدث فيها من إخفاق، ولا يريد لذلك أن يتكرر مرة أخرى، فتكراره يعني مزيدا من التوسع والنفوذ لجماعة الحوثي، إن لم يعن ما هو أكبر وأكثر، وفي نفس الوقت لا يريد لوضع ما بعد الحرب أن يستمر بهذا الشكل، لذلك قد تكون الحرب هي الحل الوحيد، شريطة أن تكون من نوع آخر لا يمت إلى الست الحروب الماضية بصلة..
خارج السرب.. هناك فرق بين ما تريده المملكة العربية السعودية وبين ما تتوقعه. هي تريد لهذا الإزعاج أن ينتهي، وتعمل لذلك، لكن ماذا لو كانت تتوقع الحسم لصالح الحوثي.. هل ستعمل لما تريده ولما تتوقعه أيضا..؟..
Bookmarks