التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا أفضل شركة تجارة الاسهم في العراق
بقلم : غير مسجل
قريبا


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 16

الموضوع: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

  1. #1

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    لكل محبيه، ولمن لم يقرأوه بعد..
    هذه باقة من قصائد شاعر سبئي أصيل اسمه:
    أحمد ضيف الله العواضي
    من مواليد 1959 البيضاء
    أبو الحارث
    له ثلاثة دواوين:
    - إن بي رغبة للبكاء
    - مقامات الدهشة
    - قصائد قصيرة

    وديوانه القادم بإذن الله: في صباح القيامة

    ترجمت قصائده للكثير من اللغات.
    وتاليا باقة من قصائده التي عثرت عليها بشيء من الصعوبة.




  2. #2

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    مواقيت لأحزان سبأ

    -1-
    أصعِد شجونك، كي ترى بلداً يمر وخلفه الآهات. إصعد، كي ترى هذا المسمى الوقت ملقىً في العراء، ترى امتداد الأرض مرآة محطمة. وخزنك والمدى خطان مؤتلفان ليس سواك إلا المسند الملقى على حجرٍ يكلم نفسه. يا أنت يا هذا المكلم نفسه، ضاقت بنا الأسفار، والطرقات قوسْ ضيقْ، والروح تجرح في الدروب إذا تضيق، وكلما ملنا إلى شجنٍ يفاجئنا سواه. فمن سيقرأ حزننا المنسي، من نقش بأقصى حضرموت إلى جبال في السراة. وهل سنصعد سلم الأشجان من نقشٍ على حجر، إلى جبلٍ، إلى أفقٍ يطل، لكي نرى بلداً يمر وخلفه الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه.
    -2-
    بعصا النقوش ومئزر السبئي، سوف ترى من الأشياء دهشتها وغيرك لايرى إلا هواه. وأنت من قلق الشجون، إلى التأمل في خبايا الوقت. كيف بكت بلادْ باعدت أسفارها، وتوزعت تعباً على شجر المواجع.. كيف خبأت الأماني في جناح الطير والسدر القليل. ومسند في الروح والأحجار، كيف تصعدت أشجانه من خلف أسراب المواسم كالدعاء. كأن هذا النقش مسرى الكائنات إلى مرايا الأرض. باب الكون يفتح بالتأمل والغناء فهل سنصعد سلمٍ الأشجان من خمط إلى أثلٍ إلى سدر قليلٍ كي نرى بلداً يمر وخلفه الآهات آهْ بعد آهٍ بعد آه.
    -3-
    يا أنت، خلفك وهم عرش الماء، أسفارْ مباعدةْ وحلمْ غامضْ. بلدْ يفر بما تبقى منه. خلفك هدهدْ بالٍ يحط على جدار القلب. خلفك ما تبقى منك حزنْ مشمس في نصف قوس الأرض.. فاصعد ربما تتساقط الأسفار منهكة وتخرجنا خطانا.. ربما تتبدل الآيات أو نبكي ونجمع ما تبقى من حطام الشمس والأحجار والسدر القليل لكي نسميها بلاداً.. ليس في دمنا سواها. مسند الأحلام والعرم العجوز. كأنها والروح نقشْ في سماء الغيب. فاصعد سلم الاشجان من أسفارك الدنيا، إلى ما يشبه الأحلام، سوف ترى بلاداً خلفها الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه.
    -4-
    يا أنت، روحك ملتقى طرق الأسى وقوافل الهذيان. روحك صار مجرى الريح. فانزع قشرة الأسماء. قوسك في كثيف الحزن من عظم اللغات. وأي سهمٍ غير هذا القلب يبدو خادعاً. يا أنت صبرك واسعْ والأرض لا تؤويك. سوف ترى فضاء نادراً وتخوض خوفاً في قديم الماء، أوله أجاجْ مالحْ. والوهم أسبابْ. لو أنك في جناح الطير كنت ترى خرائب غامض الرؤيا وآي الريح. فاصعد، ربما تتبدل الآيات. نمل الأرض خلفك صاعدْ. سترى وتُبكي من يراك وأنت تجمع ما تسقط من كلام الطير عن بلدٍ يمر وخلفه الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه..

    -5-
    يا أنت ياهذا المدثر نفسه بتراب ذاكرةٍ لجنات من الأعناب، بالموت المؤجل، بالكثيف من البصيرة، بالدموع قواقع الأحلام، بالأرض التي نقصت قليلاً عن جناح بعوضةٍ تفنى، بكفك وهي تخرج من شقوق الماء ظامئة إلى ما لا تلامسه اللغات، بحسن هذا المسند الملقى على حجر الذهول، بظل سيل اسمه العرم العجوز، بقوس روحك وهي تبكي في تشهدها الأخير ألا ترى لغتي مشققة وحزني واضحاً. ؟وأنا الوحيد تكاثرت ضدي السيول (كأنني غرض الرماة).
    ولست أول من رأي شجر الخطيئة من يخبىء شكه لتضيق في الدنيا مخيلة الطيور. أنا فضاءْ نادر. تعبت شجوني في تصعدها إليك، وقلبي المحزون يشبه حبة الذرة الصغيرة وهي تسقط في الصقيل من السكون.

    -6-
    لكأن حلمك مقبلْ، فاسرع وناوله عصاك، وخذ كثيراً من رماد القلب وانثره على شجر الخوارق. وبما تتجنب الأقدار قبل وقوعها. وترى ابتداء الخلق في غيبوبة للمسند الملقى على شجنٍ يقوم كأنه الصلصال.. انفخ بعض روحك فيه. سوف ترى بأنك قاب قوسٍ واحدٍ من شوكة المعنى التي ما مسها بشرْ سواك.. فهل ستكتم ما ترى، وتظن إثماً أن لا عيناً تراك، وأنت تطوي خرقة الرؤيا وتخرج كل هذا البرق من جمر الكلام، وتمسك الخيط الأخير من السماء، لكي ترى بجوارحٍ أخرى بلاداً تشبه الفردوس ظنك آثم فالطير لا وطنْ له إلا الغناء.
    -7-
    يا أنت لا وطن سوى هذا المسمى في كتاب الأرض: وقع الدهشة الأولى. المسمى في مزاج الروح: حالات الحلول وبابها الأبهى. المسمى في بنان الغيب: فص الخاتم المسحور.. فاصعد، ربما تتبدل الآيات، أو نبكي ونرسم آهة الحناء في أقصى خطوط القلب! كفك متعبْ، والحلم آهاتْ من البلور بعثرها الأسى، والريح غاضبةْ عليك. فكيف تجمع ما تساقط من فتات العمر.
    كفك متعب ، وعصاك أقصر من ذراع البحر.. كيف تشقه نصفين، كي تمضي إلى بلدٍ يمر وخلفه الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه.
    صنعاء / يوليو 1996م
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل الأحمدي ; 05-07-2010 الساعة 07:16 AM

  3. #3

    الصورة الرمزية الإكـلـيـل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    اليمن في صميم القلب
    المشاركات
    7,387
    معدل تقييم المستوى
    365

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    لا أعتقد أن مثل هذا الأدب الرفيع والبعيد المدى جداً جداً.. الذي لم أقرأ مثله من قبل.. صالح لأن تضعه في مثل هكذا منتدى...

    هل يعرفون شيئاً عن المسند.. والعرم العجوز.. لا أعتقد..

    أنت تذل سبأ، وأحمد ضيف الله العواضي عندما تناقش هذا هنا..
    يقول الله العظيم:


    ((ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار* مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواءْ))..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





  4. #4

    عضو في الفريق الإسلامي



    أجمل معرّف



    الصورة الرمزية بلّ الصدى
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    حيث توجد الكرامة.. وكل مكان يورث العزّ..
    المشاركات
    282
    معدل تقييم المستوى
    186

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    أحياناً قد ننسى شخصاً معيناً أو يغيب عن بالنا دون أن يكون لعامل المكان دور. وحينما نراه ثانية تتوالى اللقاءات بعدها من دون قصد.
    أحياناً أخرى قد يكون هناك أمر ما نجهله أو لم نسمع به من ذي قبل: قد يكون بلداً او شخصية أو كتاباً أو فكرة. لكن ما إن نعلمه حتى تصبح مصادفتنا له تتكرر وتتوالى بشكل لافت زمنياً أو مكانياً.
    ما حدث لي مع هذه القصيدة وهذا الشاعر يشبه هذا تماماً.. حيث أني لم أكن أعرفه.. البارحة قرأت له.. واليوم أصادف نفس القصيدة فأقرؤها أكثر من مرة.. وبتعدد القراءات تتعدد الألحان.
    اختيار موفق أ. عادل ..
    مزيداً من التوفيق ..
    .
    .


    ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين

    .
    .

  5. #5

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإكـلـيـل مشاهدة المشاركة
    لا أعتقد أن مثل هذا الأدب الرفيع والبعيد المدى جداً جداً.. الذي لم أقرأ مثله من قبل.. صالح لأن تضعه في مثل هكذا منتدى...

    هل يعرفون شيئاً عن المسند.. والعرم العجوز.. لا أعتقد..

    أنت تذل سبأ، وأحمد ضيف الله العواضي عندما تناقش هذا هنا..
    هناك اثنان لأجلهما كانت هذه الزاوية..
    وما يدريك.. قد نكتشف الكثير.

    سلمت

  6. #6

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلّ الصدى مشاهدة المشاركة
    أحياناً قد ننسى شخصاً معيناً أو يغيب عن بالنا دون أن يكون لعامل المكان دور. وحينما نراه ثانية تتوالى اللقاءات بعدها من دون قصد.
    أحياناً أخرى قد يكون هناك أمر ما نجهله أو لم نسمع به من ذي قبل: قد يكون بلداً او شخصية أو كتاباً أو فكرة. لكن ما إن نعلمه حتى تصبح مصادفتنا له تتكرر وتتوالى بشكل لافت زمنياً أو مكانياً.
    ما حدث لي مع هذه القصيدة وهذا الشاعر يشبه هذا تماماً.. حيث أني لم أكن أعرفه.. البارحة قرأت له.. واليوم أصادف نفس القصيدة فأقرؤها أكثر من مرة.. وبتعدد القراءات تتعدد الألحان.
    اختيار موفق أ. عادل ..
    مزيداً من التوفيق ..
    شكرا جزيلا أيتها الأذُن المرهفة..
    وإليك أهدي قصيدة العواضي في المشاركة التالية:

  7. #7

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    إن جُثَّتِ الحركات

    شعر: أحمد ضيف الله العواضي

    ( 1 )
    إن جُثَّتِ الحركاتُ لا مُستفعلن يجدي ، و لا بلدٌ يحبّكَ يا فتى . هذا رخامُ الشِّعرِ أوله معلّقةٌ و آخرهُ أقل من الهباء . خسرتَ سيفكَ مرّتين . إلى الأمامِ ترى الفواكه و النساء دُمى من المطّاطِ ، هل تمضي القصيدةُ كلّما اكتملتْ إلى أقصى من امرأةِ الخيال . و هل سنمضي بعد تاريخٍ من الإسراء و المعراجِ و الفتحِ المبين إلى مدى أقصى من الشرطي في أفق القبيلة . جثَّتِ الحركاتُ . لا بلد يحبكَ يا فتى إلا الصحارى القاحلات و مطعم الغرباء . لا بلد يحبك يا فتى إلا رخام الشّعر أوله معلّقةٌ و آخره فضاء . أنتَ حرٌّ خذ من الحزن المفاجئ ريشَ أجنحة الغناء . و طر ، و غنّ أيما جهة ستألفُ وحشة الأسفارِ . لا بلد يحبّك يا فتى إلا المهرّج و النساء ، و آهة المطاط . لا شيءٌ يدل على طريقك غير ظلٍّ للمعلقة العجوز و ما تبقى في المضارب من تجاعيد البكاء .

    ( 2 )
    متفاعلن . متفاعلن . في غيمة الأسفار خمس فوائدٍ . لا حلم إلا ما يخط على زجاج الرُّوحِ منعى للتأمّلِ في مرايا الكائنات . و لا زمان سوى المكان . فكفَّ عن دورانك العبثي كي يترتّب الحلم البطيء موشّحا . لا الروح ملَّ ، و لا الخفي من العوالمِ دلَّ أسفاري على بلدٍ أحب ، يدور في فلك القصيدة خطوتين إلى الأمام . فوائد الأسفار خمسٌ في مرايا الكائنات : دبيبُ نملٍّ فاعلن متفاعلن ، و جناح نحلِّ فاعلن متفاعلن ، و شذىً لأزهار ، و سنبلة تجود ، و غيمة الأحلامِ تهطِلُ كلّما فتَّشتَ عن بلد يحبكَ يا فتى ... متفاعلن متفاعلن ...
    سترى المدى قفراً و فوضى الوقت أيتها القبائلُ و الدخان .

    ( 3 )
    وقفَ الفتى في أولِ الأسفارِ مندهشاً يتمتمُ : ما أظنُّ أديم هذا الأقُّ إلا من رفات قبائل غابت لكي تتمسرحُ الطرقاتُ ثم تعود . ما جدوى الشجون ، و ما أظنّ أديم هذي الأرضُ إلا من حطامِ قبائلِ النخلِ العجوز . إلى الأمام لنودِّع الفوضى لجيلٍ بعدنا ، و نُقيلُ من أسمائنا الفوضى ، و نبكي كلما طارت إلى ما بعد أسوارِ الطفولةِ كلّ أسرابِ الحمام .

    ( 4 )
    وقفَ الفتى في آخر الأسفارِ مضطرباً ينادي :
    أيها البلدُ الجميلُ أنا المسافر كلما ( حجَّيتُ ) بالأشواقِ زُلفى .. لا أراكْ !
    و أنتَ في روحي شِراعُ الغيبِ . ترتيبُ المشاعرِ لا يهم .
    أنا أحبُّكَ .
    كلما هيأتُ أغنيتي تفرُّ إليك . كيف تراكَ في أسفارها و أنا المسافرُ لا أراكْ .
    و ليس لي إلا سراج الشّعرِ – حين تغيبُ في الظلماتِ – فاتحة التنبؤ .
    أيها البلدُ المفصَّصُ بالنجومِ و بالشجونِ و آية الرمانِ . مالي لا أراكْ ؟
    و كلما حاولتُ فاجأني فضاء الوقتِ . هل سأموتُ كي تحيا فيحييني هواكْ ؟
    .. أنا هوىً متجدّدٌ في بعض صوتكِ أو صداكْ .
    تعبتُ من شجني عليك ، و كلما وجهتُ ذاكرتي إلى جهةٍ تعود ..
    كأنما الدنيا بلاد الله ليس بها سواكْ .

    ( 5 )
    علّق هواكَ على هواكَ لتشعلَ الذّكرى . و غامر أيما جهة ستألفُ وحشةَ الأسفارِ لا الفوضى تعينُ و لا نظام الرَّي يمنحني الطعام . إلى الأمام .. ترى المهرّجَ كلما اشتدّ الظلامُ يغيب بين مواسم التنجيمِ . هل سنلملم الفوضى إلى الفوضى لجيلٍ بعدنا ؟ ليرى معلقةً من الفوضى على صدر المهرجِ كالوسام .

    ( 6 )
    القلبُ أشعلَ غابة الذّكرى ليعرفَ ما يريد . و ياقة الجندي لا تقوى على حمل النبوءة . لا زمان لكي نقاوم ما استجد . و لا مكان لنزرع الأحلام و القمحَ الفقير إلى القبائل . أيها الوقت العجوز أتى المهرجُ يملأ الدنيا من الفوضى سنابل . لا جديد سوى الكلام يغيبُ في الضحك القتيل . أتى المهرجُ كلّما غنّى تكاثرَ . في مدى الفوضى تكاثرتِ القبائل و الجوارحُ و المهرّجُ . ما استجد يموتُ كي تتكاثر الفوضى و تتّسعُ القبائلُ . لا فتى إلا المهرّج . غاب في الضحك القتيل لكي نمرَّ إلى الأمام .

    ( 7 )
    خرجَ الفتى في آخر الأسفارِ مُتَّشِحِاً خرافته و قال : سيعلمُ الأعرابُ أن القلبَ أصدقُ من جهات الأرضِ . لا جغرافيا الدنيا تعين و لا خطوطُ العرضِ تمنحني التأمّلَ و الأمان . أنا مزاجُ الغيم . ترتيب المواسم لا يهم . سأجمع الفوضى إلى الفوضى و أكتب إن للفوضى ( يدٌ سلَفَتْ و دَيْنٌ لا ينام ) .

    ( 8 )
    إن جُثَّثِ الحركاتُ لا مستفعلن يجدي و لا متفاعلات . حروفُ جرٍّ تربك المعنى و تبدي آهة الشُّعراءِ . تلك سيوفنا صدِئتْ من التجويدِ . لا الإدغامُ أوصلنا إلى برِّ الأمانِ . و لا الوقوفُ مبرَّرٌ إلا لوصل سلالة الأحلامِ بالأوهامِ . و الصحراء حلم واحدٌ متكرِّرُ النظراتِ . لا التكعيب أوصلنا إلى ما بعد خيمتنا . و لا النّثر المشتتُ تحتَ أقدامِ المعلَّقة العجوز يشدّ أزر القادمين .
    بأي نصرٍ سوف ندخلُ دار عبلة بالجواء . و أي وحي يقنع العبسي عنترة الفتى الفضّي . في آهاتِنا تتقاطعُ الكلماتُ . لكن القصائد أكثرُ الطرقاتِ إيلاماً إلى أطلالنا .
    فقِفا لنبكي أكبر الأطلالِ في تاريخِ أمَّتنا
    العدالةَ
    و النِّظام ! .

  8. #8

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي


    من "قبر حربٍ" يستمدُّ الجنْدُ قسوتهم ومن شجر القتادْ
    يتبخّرُ الشهداءُ مثل دمٍ على الإسفلتِ
    لا مطرٌ يجيءُ ولا جيادْ
    هل ضاقَ بي مللي
    لكي أبكي على ملل البلادْ



    شعر: أحمد ضيف الله العواضي

  9. #9

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي


    يحيى


    كان يحيى على مضضٍ يقطفُ القات
    ثم يحدث من حوله عن هواه.
    الفتاة التي ابتسمت قبل عام.
    البلاد التي...
    وبكى
    فتعثر في كومةٍ من قشور الكلام!

    شعر: أحمد ضيف الله العواضي

  10. #10

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    إنّ بي رغبة للبكاء

    زهرة الأقحوان
    التي تعشق الشمس
    والشمس ليس لها مستقرٌ
    تعود إلى شاطئ الروح
    تفرش بعض ضفائرها
    وتنام فتوقظها الكائناتُ الهزيلة
    ثم تغنّي لها لحظةً
    وتغيب فينكسرُ الحزنُ بين حواجبها
    وتردِّدُ في شجَنٍ
    لونُهُ قرمزيٌّ
    سئمتُ الزمان الملون بالخيل والليل والبيدِ
    كيف أغنِّي؟؟
    وذاكرتي من حجر.

    ***

    زهرة الأقحوان
    لها جسدٌ مفعمٌ بالحياة
    عوارضها لؤلؤٌ ورخام
    ضفائرها خلفَها كالغمام
    ودائرة القلب في صدرها
    أُفقٌ من حمام
    وعينان سبحان من قال للبحر بين الجفون ينام
    أصابعُها من حنان
    إذا ما استدارت قليلاً إلى الشمسِ
    تغمرني نشوةٌ حين ألمحُ وجهًا لهُ شفتانِ
    من التوتِ ليس به أثرٌ للزمان
    الملونِ بالليل
    قلت لها: مَن أنا؟
    لم تكلمْني حين غادرت الروحَ
    تاركةً (من أنا).. خيمةً من ضجر

    ***

    قمر من حديدٍ تعلّقُهُ الكائنات الهزيلةُ
    ثم تغنِّي وترقصُ من حوله..
    فتغير القبيلةُ حين يحركها الشجنُ
    السبئيُّ المزيَّفُ، شاهرة حزنها في الرماح
    وفي جوفها يتكاثرُ صوت النباح
    وتحت عبائتها قمر مستباح
    فينكمشُ البحرُ
    ثم يخبِّئُ أحزانهُ في الجبال
    وينكسرُ النهرُ، ثم يوزِّعُ أشجانهُ للتلال
    ويرتعشُ النخلُ ثم يبوحُ بأسرارِه للطيورِ
    قبيلَ مجيءِ الغَجَرْ

    ***

    الصباحُ الجميلُ المبكِّرُ
    مختبئٌ في القفار
    يخاف القبائلَ
    تلك التي لا تحركها غيرُ بوصلة الثأر
    والغزوات البليدة في وطنٍ
    توأمٌ هو والروح
    لا يعرفُ الآن كم أخَّرَتْنا «قفا نبكِ» معلنة لا سَفَرْ

    ***

    أيها القمرُ العذبُ موعدُنا قبل منتصف الليل، حين تكون السماء زجاجيةً والزمانُ الذي يتمطَّى يغادرُ مملكة الكائنات إلى مدن الغيب، لم يُبْقِ إلاَّ بنفسجةً منهُ في الكف؛ لكنها ما هلتني وغيَّبها الحزنُ، كيف أفتِّشُ عنها وفي وطني لا أرى غير شيء من الأثلِ والخمطِ؛ لستُ ضعيفًا لأبكي، ولستُ قويًّا لكي أتحدى القدَرْ.

    ***
    تخرجُ الآن من نومها غطفانُ، وفي كفِّها بُرجُها السرطانُ، أرى خيلها تتسابقُ كي تستبيحَ التي تعشق الشمسَ والشمسُ ليس لها مستقرٌ، فيا وطني أي شيء أرى الآن؟ مال على كتفي وبكى، ثم حدَّثني صوتُهُ الشاحبُ التاعبُ المتضجر: كيف أُغني وفي جسدي يركضُ الآن هذا الزمانُ الملوَّنُ بالخيل والليل والبيد والسرطان، وقد تخرجُ الآن من نومها الأوسُ كي تأخذ الثأرَ من قطرات المطر.

    ***

    من أنا؟ لم تحدثني حين غادرت الروحَ، تاركةً من أنا خيمةً من ضَجَرْ.

    ***
    لحظةً ويضيقُ الفضاءُ؛ فقل ما تشاء؛ همُ القادمونَ إليك، أصابِعُهُم من نحاس؛ ستألفهم كحروف الهجاء، وإن يسألوك عن الشمس؟ في وطن العنكبوت؟ فقل: إن بي رغبةً للبكاء.. ولو أنها صفةٌ للنساءِ، وغنِّ لهم: «أقبل الليل» ثم أضف أيها الطينُ والعنكبوت تعبتُ وذاكرتي تتفتَّتُ هل كلما ناولتك يدُ الروحِ سوسنةً من دمي تَقْشَعِرُّ وأنت الذي قلت لي: لا تَفِرْ.


    شعر: أحمد ضيف الله العواضي

  11. #11

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشاعر أحمد العواضي

  12. #12

    الصورة الرمزية عادل الأحمدي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,481
    معدل تقييم المستوى
    272

    رد: مواقيت لأحزان سبأ.. وأخريات. للشاعر الكبير أحمد العواضي

    الشعراء
    كتب الشعراء:
    لطيور يحط على ريشها قلقٌ غامضٌ*
    لنساء نضجن مفاجأة.
    لجنود يمرون في الحلم*
    أولهم طازجٌ. وأواخرهم كالنعاس.
    لخيالٍ يزيد على فرسخين جديدين.
    عما تخيله الناس.
    صار المدى فضةً.
    واللغات التباس.
    غير أني سأكتب عما أرى:
    عن بلاد تجيد الأسى.
    وتخبئ أوجاعها.
    كالصدى.. في أواني قديم النحاس.

    أحمد ضيف الله العواضي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. :: قصيدة في المعلمات للشاعر الكبير محمد بن خميس الحداد ::
    بواسطة ReDaN في المنتدى ملتقى الشـعــر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-05-2010, 06:22 PM
  2. يا آخــر غــلا/ للشاعر الكبير مطلق النومسي
    بواسطة فتى مكيراس في المنتدى ملتقى الشـعــر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 29-03-2009, 04:34 PM
  3. قصيدة الاطلال للشاعر الكبير ابراهيم ناجي
    بواسطة دمووووع القمر في المنتدى ملتقى الشـعــر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-05-2008, 09:39 PM
  4. صرخة إلى النائمين للشاعر اليمني الكبير/ محمد محمود الزبيري
    بواسطة يماني المحبه في المنتدى ملتقى النـثـر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-04-2005, 01:07 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •