[COLOR="rgb(0* 100* 0)"][COLOR="rgb(75* 0* 130)"]رسالة إلى الآباء (لستم أنبياءً)
فكل ما تقولونه وتفعلونه ليس صوابا ..[/COLOR]
الأبناء .. مصيبة العصر الكبرى ، ليست كالماضي نعمة .. ليس من رأسي هذا الكلام بل حسب ما يراه الإنسان المعاصر .
دائما ما كتب الكاتبون عن تربية الأبناء كونهم آباءً أو أناسا اعتركوا التربية وتجرعوا كؤوسها المرّة ، لأناس تتمرغ في بحار الجهل بثقافة التربية وأسسها وقواعدها ، والأدهى من ذلك أن كل أب يحسب أن الله قد ألهمه تربية أبنائه الذين حمّله إياهم متناسيا أن التربية أثمرت أكثر في الأيتام الذين فقدوا آبائهم .
.. ما رأي قارئي العزيز أن يكتب إليك أحد أبنائك كيف يريدك أن تربيه ؟... هل ستأخذك العزة ولن تسمح لنفسك بسرقة بعض الوقت من كبريائك لقراءة رسالتي ؟
إني أجزم تماما أن المفهوم العلمي للتربية منعدم تماما عند تسعمائة وتسعة وتسعون أبا من الألف – أنت أحدهم – كارثة !
فهذه نسبة تشيب لها الغلمان كوننا نعيش في مجتمع مسلم ليس لنا منه إلى الصيت الطيب ولله الحمد (صلوات الله على رسول الله صاحب رسالة هذا الدين) الذي قال : لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ، لأنه يعرف من وكيف رباها ، وإلا لكان التمس عذرا لتلك المخزومية ، دعونا لا نسهب في نموذج لا يقارن به أحد من البشر لنعود إلى النسبة الكبرى من الآباء الذين لا يعرفون من مسمى الأبناء إلا أن كل شي على الله وأنه راض بكل ما يأتي من الله عند سؤالك له بتنظيم حياته الأسرية متعمدا تجاهل أكبر أمانة يحملها الله إياها .
جل ما يريده الآباء من التربية أن تثمر في صلاح وانضباط وطاعة أبنائه له ، كوني لا زلت وأطمع في أن أضل أحد الأبناء فهذا مفهوم خاطئ عن التربية .
سرعان ما يهنئك المجتمع في حال رزقت ابن أو بنت – لكن الولد تكون حرارة تهانيه أكبر – لا كونك حملت أمانةً ، وهذا سبب فشل جميع الآباء في تربية أبنائهم ، بل إن كل ما يستحوذ على فكر الآباء هو احتساب حصة هذا الابن من الرزق الذي قسمه الله للآباء ، متجاهلين أن الله حملهم الأمانة وكتب لهم رزقها وليسوا هم أصحاب الفضل في الإنفاق على هذا الابن ، بل يبغضونه في الليل كونه يسرق منهم نسائهم عند الطفولة ويقلق منامهم .
الطامة الكبرى أن نسبة التسعمائة وتسعة وتسعون أبا يستقصدون بل يرفضون قراءة الكتب المهتمة بتربية الأبناء أو حتى متابعة برامج وسماع محاضرات تخص هذا الجانب راضين بما عرفوه عن الحديثين النبويين الشريفين (كلكم راع) (واضربوهم عليها لعشر) .
لكم أتمنى أن يسمعني الآباء أنهم مفرطون في حق أبنائهم حتى وإن أنفقوا عليهم كل المال والقاعدة الخاطئة في التربية التي يتبناها جميع الأبناء ... أنه لا يقسوا عليك إلا من يحبك ... بالعكس الفضاضة وتكبير حدقة العينين تجلب الدمار ، لا .. والبعض من الآباء وكأنه ليس لديه أبناء بالمرة فهو كما يقول المثل : تارك الحبل على الغارب .
كون بعض الآباء تقتصر رسالتهم على حماية أبنائهم من الهلاك والضياع وإطعامهم .. فهذه مهمة الحيوانات التي ترزق مولودا ما ، والأب صاحب العين الحمراء المحسوب ناجحا ، هو أحد الآباء العائمين في عقر محيط الفشل التربوي ، ورضي الله عن معاوية الذي سنّ (شعرة معاوية) ، العين حمراء تلك السنّّة التي ورثها آبائنا عن تربية أبائهم لهم في عصر الجهل وانعدام وسائل التعليم والمعرفة ، هل سألت نفسك عن ذلك الابن الذي يقبلك كل جمعة في رأسك كم أخذته مرة في العام إلى حضنك ؟ كم مرة خرجت معه لتتنزهوا ؟ كم مرة فضفضت لابنك خصوصا الكبار عن بعض مشاكلك اليومية في عملك خصوصا التي يستطيع عقله تقبلها ؟
في اعتقادك أن الصرامة تثمر في تربية الأبناء ؟ فالأبناء كالمادة الهلامية (الجل) إن قسوت في التعامل معه فلت من يدك وإن أفلت الزمام فلن تستطيع حتى لملمته ، إذا لم تكن عند مستوى الأبوه في التربية فلم تحمل نفسك الأمانة التي ربما ستدخلك النار جراء جهلك بمفهوم التربية التي اقتصر مفهومها لديك على تعاليم دينية ، فأنتم يا معشر الآباء عندكم كل الاستعداد لمناقشة كل شيء مع الأبناء خصوصا الجوانب المادية كونها تهم مستقبلهم ، ولم تكلفوا خواطركم بفتح موضوع من المواضيع الهامة في حياتنا ولنفرض منها التربية الجنسية - باعتبارها الغائب المهم - التي عرفنها عن طريق البيئة القذرة التي أتتنا منها ، وأنتم على استعداد تام لتوبيخنا حتى بالقتل إذا ما وقع أحدنا في زلة بهذا الجانب واصفين الأبناء بالفسدة المفرطين متناسين دوركم في عدم التوجيه والإرشاد بهذه الأمور ولطالما تملككم الخجل في الحديث عنه معنا .
أعذروني ... فأنتم تكذبون على أنفسكم أنكم تفعلون كل ما تفعلون لأجل أبنائكم بينما أنتم تفعلونه كنسبة 90% لأجل أنفسكم و7% لنسائكم ، و3% للأبناء منها 2.9% بالصراخ والغضب والعقاب ، و0.1% بالابتسامة ، هذا ما نلمسه نحن أبنائكم عنكم ، هذه الحقيقة تدعمها الفطرة التي فطر الله عليها الأبناء ، الله أرحم بالأبناء من أن يجعلهم يضلوا إلا إذا كان هناك من سبب يفسدهم ناتج عن اسلوب خاطئ في التربية .
رسالتي بإذن الله لن تنتهي بنهاية هذه الأسطر .. أيها الآباء لسنا الخاسرين إذا لم تقرؤوا رسائلنا وتناقشونا آرائنا ، فنحن بفطرة الله (أكرر بفطرة الله) أدرى منكم بما ينفعنا فدوركم يرتكز على المتابعة وهذا أروع ما يمكن أن تحفظوا به أمانة الأبناء .
أتمنى أن يكون تمهيد رسالتي وصلت إليكم يا من نحن حصاد ذروة لذتهم ، ولتكن هذه إن شاء الله أولى خطواتي في مشوار التريليون ميل في مشوار التربية التي طالما لما تعيروها بعض انتباهكم إلا بالعصا ... فشكرا لكم .
وأخيرا .. الذين حرموا من الأبناء نحسبهم على الله أن يدخلهم الجنة كونهم صبروا واحتسبوا وكذلك لم يحملوا هذه الأمانة التي لم يتح لهم التفريط فيها ، فهم هؤلاء الذين نعذرهم إن لم يقرؤوا أو يسمعوا عن كيفية تربية الأبناء ..
إلى اللقاء إن شاء الله ... محمد
[/COLOR]
Bookmarks