ظل اليمن خلال السنوات العشر الماضية متهماً غربياً بأنه بلد الاختطافات لكثرة ماشوهته حوادث الاختطاف للأجانب من سياح وخبراء، إلا أنه بعد أن توقفت هذه الظاهرة في البلاد خلال السنة والنصف الماضية، تغير الحال وأصبح الغرب هو الذي يمارس عمليات «الاختطاف» على اليمنيين بطريقة أو بأخرى.
في مقدمة هذه العمليات الاختطافية طبعاً قضية اختطاف الشيخ عبدالسلام الحيلة، من قبل المخابرات الأمريكية، وما تلتها من عمليات اختطاف الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد محسن يحيى زايد، من قبل المخابرات الألمانية لصالح المخابرات الأمريكية أيضاً.
لن يلومهم أحد على اختطافاتهم لأنه يمارسون حكم القوي على الضعيف، رغم المساوئ الكبيرة التي يتعرض لها المخطوفون اليمنيون جراء ذلك، حيث لايعاملون كـ(ضيوف) كما يعامل به قبائلنا مخطوفيهم، بل يعاملون معاملة قاسية كمتهمين ومجرمين ومايلي ذلك من انتهاكات لحقوقهم الانسانية والآدمية.
الحالة على مايبدو لن تتوقف عند هذا الحد، من المخطوفين اليمنيين، بل قد يمتد الأمر ليطال أناساً آخرين، من مشايخ ومن سادة وقبائل وربما دواشين وأخدام، ليس لسبب إلا لأنهم يمنيون، وطالما هم كذلك، فإن الاتهام سيطالهم إن عاجلاً أو آجلاً. قد تتعدد عمليات الاختطاف الغربية للمواطن اليمني من شخص لآخر وقد تكون عمليات استدراجه إلى دولة ثالثة، حيث تتم فيها عملية «الاختطاف» بأسهل الطرق والوسائل، واحدة من العمليات الاختطافية المتنوعة والبارعة، والتي لن تقف عند هذا الحد.
فالشعور بالقلق والخوف من قبل المواطنين اليمنيين اليمنيين بالاختطاف أصبح مسيطراً على الكثير منهم بالذات المحترفين أو الهواة للسفر الخارجي، حيث يشعرون أن دقات قلوبهم تكاد تتوقف في كل محطة قطار أو مطار جوي أو أي وسيلة نقل عامة، وأصبح اليمني يعامل معاملة قاسية وكأنه من كوكب آخر. علاوة على ذلك تجد أن المستقرين إجبارياً في بلدهم، بعدم الارتحال لايختلفون كثيراً عن هؤلاء وعن هذه الحالة من القلق، حيث ارتفعت وتيرة الرقابة على الهواتف وكل وسائل التخاطب والاتصال بطلب أمريكي، حتى أن البعض أصبح لايخفي خوفه من ذلك ولايتردد في إعلان ذلك بالقول «إني أشعر بالخوف من أمريكا، إذا خاطبت زوجتي هاتفيا» خشية أن تخطف قبلة عابرة أو دعابة من أجل تطييب خاطر، وتفهمها واشنطن بغير ماخصصت لها.
لاشك أن الخطف الغربي الخارجي لليمنيين أيسر لأنه بعيد عن سلطة الدولة اليمنية وعن سلطة القبائل، وخارجاً عن رغبتهما، ولكنه قد ينعكس سلباً على علاقة اليمن بالدول الممارسة لهذه الاختطافات التي ستؤثر سلباً على علاقة السلطة بقبائل المخطوفين، والذي قد يتصاعد ليشكل خطراً على رعايا تلك الدول في اليمن، وهو مابدأ يظهر تدريجيا من خلال دعوات تلك الدول لرعاياها في اليمن بمغادرتها فوراً، قبل أن تقدم قبائل المخطوفين اليمنيين على المعاملة بالمثل وممارسة الخطف المضاد ضد أولئك الرعايا.
Bookmarks