عدت لكم احبتي وكل الشوق يحتويني لاستكمال رحلتي معكم....
وقد وقفت عند الفقره التاليه.......واليكم التكمله...
لفت انتباهي أيها ألأحبه في أعالي جبل ربي وربكم .... امرأة...ترتدي السواد تسكن زاوية حزينة قريبه من متنزه الجبل.....بعدها التهت نفسي بأخواتي وما من حولي ونسيتها...
استقرينا أيها الأحبة وارتجلنا المركبة عند ذلك المنتزه للغداء...إذا بها تلك المرأة ذاتها وقد اقتربت منا ولكنها الآن قد وضعت في يدها .........؟؟؟
وضعت في يدها (درنجه) طبله .....تجوب بها أرجاء الجبل من أسفله إلى عاليه.. لها صوت تغار منه أطيار الكناري ، تصدح به بلا أية مهابة من أحد....تغني ..لطلب الرزق....
ما أتعسني على هكذا حال ....صارت تغني وتغني ...أخذ فكري في التوهان والتحليق في عالمه الخاص به...عالم محاط بالآلام..
على هكذا امرأة ....أتعلمون...كانت تغني ...
ولكن أغانيها كانت صوتاً للألم ، ينبع من أعماق أعماق ذاتها المكسورة، شعرت بها ...بنظرتها الحزينة.
هيييييييييه....وآه تصدر قهرا، اضطرتها الظروف لا محاله، أخذت هذه المسكينة تنظر إلى أختي وهي تحمل بنت أخي الوليده ذات ال3 أشهر وترفعها إلى الأعلى بطريقه غير صحيحة.... فقالت غاضبه : شوي شوي عليها... وترقرقت عيناها بالدموع...فسألتني :-
كم عمرها ...؟:- فأجبت ..3 شهور
قالت بحسره: نفس عمر بنتي ....فأجبت ضاحكه ، وودت في قرارة نفسي أن لا اندمج في نظرتها الحزينه تلك فقلت لها :- العمر كله يارب وانا أضحك..وان شاء الله تشوفيها عروس...
أعادت تلك النظرة إلي بلا تغير ولا تجديد....وأكملت طريقها ...تغني ....
( مثل الطير اللي تشوفه الناس يغني يرقص يحسبونه سعيد..واتاريه كسر وألم بجناحه)
وينك يا وطن ...
أين انت عن هكذا ( مكالف) لا عائل لهن ، ولا يملكن سوى حر السؤال ....السؤال مهما تعددت أشكاله....سواءً با ( الشحت) ولا الغناء....يتركن أطفالهن في المهد بكل حسرة وألم.......هييييه
أين اللجان الاجتماعية...
على سبيل المثال ....منطقه مثل ( إب) ...
لماذا لا يتم الاهتمام بها بشكل أكبر ..وإنشاء أي مشروع ( تنلم) فيه مثل هالحلات..وبهذا نقطع يد العوز الحقيرة ....ونمنع انتشار هكذا ( تعب) في بلادنا...
أخي الكريم عــــــــــادل ....هل عرفت لماذا...( للوطن دموعي بل هي عليه)........!!!!!
******************
تكدر خاطري والله ..ولا عاد أريد أكمل .....بس لازم أكمل حتى لو تمللتوا ....لازم أكمل ...مين
عدنا إلى قريتنا أيها الأحبة...
وكالعادة ....عند الاقتراب منها ....تتسلل إلى النوافذ نسائم ذلك الهواء العليل الجميل ...لا أتوانى عن فتح النافذة...لأدع الهواء يُراقص وجنتاي ولتحتضني الأطياف إلى ما هو بعيد..إلى ما ملا اعلمه ولا أُدركه....فالغياب في كون الوجود في بعض الأحيان راحة ...وان سلبت الحواس وقوى الإدراك..
اعتم الليل عند حلوله ....وأسدل الظلام ستائره....وغبت في نومي ...سريعاً بعد تلك الرحلة ..المختلفة في الشعور وتضاربه...
تك تك تك تك...استيقظت في الصباح الباكر على صوت انهمار المطر ...فرحت واستهلت أساريري...أسرعت لردهتي المعتادة أود مشاهدة روعة المنظر عن الهطول...
للأسف ...على قولة أهل البلاد ..كانت ( دجنه) تعني هطول أمطار خفيفة لدقائق معدودة...ولكني ترجمتها ترجمة أخرى في كتاب أعماق الذات...
كان ذلك المطر يداعب الأرض وكأنها دغدغه...غامزاً لها الطرف
يراقصها على أوتار الإشراق والفجر الجميل
يحتظن الأغصان والبساتين ...
يقبل جبين ثمار الرمان والتين...
يبتسم في وجه السحاب يمد (لسان) البراءة وكأنه يغيضها بهطوله وإن كان منها...
يلهو مع الأطياف ....يغني مع العصافير....
يشق في الجبال السيول وكأنها عروق الذهب في البريق
لم تكن رذات مطر ..........!!! بل كانت لؤلؤ من محارٍ انتثر
كانت ( لمحه بصر).........!!!
بعدها يبدأ الفرح بلحظة العناق من قزح السماء بربيع ألوانه ....ويبدأ عرس الزهور ... فتتألق كل ريحانه ...وتميل أغصان الياسمين...
مع هذا الصباح الجميل ...تنطلق خطى الجارات مسرعه كلن إلى عملها ...فلانه تنادي على علانه ....والأخرى تروي من البير ...والأخرى خلف بقرتها الهاربه غاضبه.... و و ....وتسير الحياه.
ما أحلاكِ يا قريتي عند لحظات هدوؤك....وما أبدعك...
موقف حصل ...........
( جائت خالتي الحبيبه لزيارتنا ....ومكثت قرابة الاسبوع...وقرت العوده حيث انها تقطن في منطقه تبعد عن قريتنا قرابة الساعه) فأخذها والدي....وتراكضت اخواتي للذهاب معهم ....( فسحه) المهم...
وهم في الطريق ...تفاجأو بقيام بعض الأفراد بوضع ( إطارات ) السيارات على شكل صف بالطريق من بدايته إلى نهايته، ومن الخلف أيضا وضعت الإطارات وبين لفته ولفته ...اندلعت منها النيران....لتتعالى الأصوات
( لا سنحان بعد اليوم ....لا سنحان بعد اليوم)....
ايش الحكاية ...وش السالفة..
هذه مظاهرات بعد ارتفاع اسعارالنفط والقفزة العجيبة الغريبة وعدم التدرج فيها حتى...
لا أخفيكم...حزنت مع من حزن
تألمت مع من تألم....لكن اتدرون ما ردوا علي....( ليش تحزني ...وانتِ كم يوم وتسافري....خلينا بهمنا ....)
وزاد حزني حزن....
ليــــــــــــــــــــه يا وطن.........( ما راح احط علامة استفهام ولا تعجب)...لأني ما أريد إجابه...
*************
وذهبنا إلــــــى
( عـــــــدن) معشوقة الجميع...قلب الأحبه...
كان موعد وصول والدي الذي غادرنا بعد وصولنا بفترة وجيزة ...عاد من جديد ..كي نعود معاً إلى الغربة... ( يقول خايف علينا من الطريق....والصدق انه يموت باليمن وكان محترق لوحده)....
وصلناها عن ال12 ظهراً....
تصل الطائرة عند ال 3 عصراً...
أخذنا اخي إلى مطعم جميل جداً بالقرب من ساحل أجمل ...( تغدينا) ولله الحمد..
قررنا الذهاب إلى الساحل ...ساحل يطلق عليه اسم ( ساحل أبين) ان لم تخني الذاكره ان شاء الله....
ماذا عساي أن أقول وأي ترجمة ذات سأترجم..
تعودت في ديار الغربه..أن لا لون لرمال الشاطئ ...وان تلونت سيكون الصحار هو لون رمالها...وان بدت جميله...
ولكن في عدن......يتغير لون الرمال هناك....
ومال من ذهب
نعم ........لونها هو لون الذهب....تلمع بروعة لا مثيل لها ....
يختلط ترابها بالبريق...هنا مكمن الروعه....هدوء جميل ...خيول رشيقة تعدو بجانب الساحل ...لها ذيل أشبه بشلالٍ ارتوى لتوه من كرم السماء...
أصداف ومحار....كأنها هي اللؤلؤ عند النظر إليها...
بدا البحر وأمواجه....وكأنه عاشق فارس ...مسرعاً من البعيد...ليعانق ذهب الأرض وشواطئه...يرتمي على صدر الرمال ...وكأنه الحضن الدافئ وهدوء النفس والسواكن..
وجاء موعد الطائرة التي أقلت والدي ....وعدنا بعدها لديار....ولا زالت عدن تسكن المخيله
جميلةٌ أنتِ يا عدن....
قرار العوده....
قرر والدي يوم الرحيل وأعلن ذلك اليوم بدءه
وأطل ذلك الفجر الحزين ودقت أجراسه....
وبدأت الحقائب باعتلاء المركبات...بالفعل آن وقت الرحيل ....
تجمع الصحب والأهل في بيتنا ....وكلن قد ارتدى حلة الوداع.....ولوحت الأيادي ...لنا ...للأرض...لكل جمال عانقنا على أرض الوطن....
سرنا أيها الأحبه ....و ( لأن والدي يحبني يا بختي ) أمرني أن اكون معه في سيارته وكنت قد أخذت مقعدي في سيارة اخي ....ولكن ....أمر من والدي وأمره نافذ بلا نقاش...
سرنا إلى ان وصلنا مدينه ( باجل) والتي لا تبعد عن منطقة ( الحديده) سوى ساعة تقريباً...وكان اخي الآخر هو من استل القيادة...وإذا بوالدي يطلب هو ان يقود كي لا يرهق اخي ...وياليته لم يطلب ...
وفجأه غفلت عيناي واستسلمت للنعاس لوهله ، لتستيقض على صوت أخي وهو يصرخ في والدي ( فك البريك...فك البريك ...مكرراً فك البرييييييييييييييييك) وابوي مسكين ما يعرف بالدروله مثل الشباب....
كنا يا جماعة الخير داخلين تحت (شاحنه) لو ستر الرحمن فينا ....والوالد من الخرعه الله يهديه ما عرف ايش يسوي ...مسك البريك وحلف مليون يمين ما يفكه.....ههههه
بس (سوبرمان) اقصد اخي الله يحفظه أنقذ الموقف ...الحمدلله رب العالمين...
ويا دوب أخذنا نفس من اللي حصل ...
إلا واخي الثاني يا سلام سلم...طــــــــــاخ بـــ ( تنكر ماي)
لا حول ولا قوة.....
على قولة صاحب المثل
( اعوينا من طمطم ...جانا اخس والطم)))
بس الحمدلله جات سليمه ....والضرر كان بسيط ...بس اظطرنا للمبيت في منطقة الحديده ليله ....وعلى قولتهم...
( ولرب ضارةٍ نافعه)
كانت فرصه لأتعرف على منطقة الحديده...
هـــــــــادئة...جمليه
ليلها ساكن أخاذ
أهلها معنى لطيبه والنفس الرضيه...
جمال سماء وإن أسبغ عليها الصيف حلته...
بالفعل أعجبني تطورها وهدوء إرجائها ورقي بنيانها....
كنت أطل على شوارعها من نافذة الفندق ....في الصباح الباكر...بالفعل بالفعل رائعه....
وبصراحه....لو خيرت الاستقرار في اليمن لاخترتها....
وبحمد الله عدنا أيها الأحبه وعدتم لي وعدت لكم..
وهذه هي ختام رحلتي وان طالت
فا عذروني.....
فاحديث الأرض وتمتمتها ( حديث لا ينتهي) كيف ....
وهي
اليمن
لكم الود...وكل الود
محبتكم
حنيـــــــــــن
Bookmarks