القلب محل العبودية
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
في الحلقة السابقة تكلمت عن حقيقة الايمان وأن العبودية هي الحقيقة للايمان، وفي هذه الحلقة نتكلم عن القلب وانه محل العبودية، حيث أن الله عز وجل جعل القلب محلاً للعبودية، ففيه تجتمع المشاعر والوجدان داخل الانسان، ومن حب وكره، وخوف ورجاء، وفرح وحزن، ورغبة ورهبة،و فزع وسكينة، وغير ذلك من الامور العاطفية.
وقد جعل-سبحانه وتعالى- ملك على الجسم كله فما من حركة ارادية يقوم بها أي عضوا إلا وتاتي استجابة لاوامره.
قال (ص) في الحديث المتفق عليه عن النعمان بن بشير (إلا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
ومن جنود القلب العقل ومن أهم وظائفة انه محل العلم والتفكير وبه تدرك العواقب وتلحم العواطف، لذلك فهو مستشار القلب ووزيرة، ومن جنوده أيضاً النفس إلا انها تحاول دائماً الاستئثار به والسيطرة عليه لتتمكن من مركز الارادة فتنطلق القرارات خادمة لهواها وموافقة لحظوظها.
اما علاقة عبودية المرء لله تتمثل في إخضاع جميع مشاعره له سبحانه فيحب فيه ويبغض فيه ويطيع اوامرة ويجتنب نوهيه ويفرح بفضله ويحزن من التقصير في جنبه ويتحاكم اليه ويتخاصم من اجله.
أي انه الاستسلام المطلق له سبحانه في كل شيء مصداقاً لقوله تعالى (إن صلاتي ونسكي ومحيايا ومماتي لله رب العالمين*لاشريك له وبذلك امرت وأنا اول المسلمين) الانعام:163،162
وهذه العبودية تتأثر سلباً أو إيجاباً بحجم الايمان الموجود في القلب قال تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) سورة الحج:32
من هنا قال العلماء: إن الدافع لفعل الطاعة هو الايمان كما أن الطاعة من ثمراته ونتائجه وفي المقابل فإن الدافع لفعل المعصية- بعد علمها الجهل والاكراه والخطأ والنسيان- هو الهوى، قال تعالى (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون اهواءهم) سورة القصص: 50
نسأل الله أن يقوي ايماننا وأن يطهر قلوبنا، والى حلقه جديدة ولقاء يتجدد مع الايمان، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
اعداد : محمد عبيد باحاج.
منقول
من مجلة حبان.......
Bookmarks