بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدت إليكم أحبتي ( حنيـــن) ..... وقد استبد بي من الحنين أشواقاً ملئ حنينٍ وحنين....
عدت وراحتا كفاي تحمل من الألم الكثير...
هذه هي الرحلة الثالثة منذ عهد الاغتراب ولكنها أقصرها....
قبل أن أبدأ في سرد ما جاء في رحلتي للوطن حام حول مخيلتي وكأن أحد المسئولين عن البلد يقرأها معي أو الرئيس...لما لا ؟؟ ,,,( خيال X خيال....نوووو بربلم) .....سأحاول جاهدة اختصار رحلتي على قدر الاستطاعة والبعد عن الإطالة المعتادة في كل سرد لرحلاتي السابقة...فلم يترك لي الوطن مجالاً للسرد كالسابق .... لم تعد نظرتي لموطني كما كانت في بداية مهدها....( للوطن دموعي ..بل هي عليه)....ولكن يبقى الأمل كبيراًً في الله في أن تسطع شمس التفاؤل وتغرد أطيار التأمل في أن يرى لموطني فجراً جديداً وروح أمل قادم....
نأتي للرحلة..
بسمه الواحد فقط.... نبدأ ..
اعددنا للرحيل ودقت أجراسه ، ولكن ليس ككل مرة بعد انتصاف الليل وتربع بدره في سماه..
كلا بل كان ظهراً ، لا ادري لماذا استيقظت بنات أفكار والدي من سباتها وجعلت مسار قراره السنوي في تغير هذه المره...( احد يسافر الظهر لليمن يا ناس وسط ها القيظ)... ما علينا....
رحلنا نودع الغربة، ولا أدري هل كانت غربه حقيقية أم وداع ارض وأتلاف....خرجنا من الحدود لندخل حدود المملكة وأرض الحرمين ... ما اشسعها... فحين تدخلها يجب عليك أخذ نفس عميق كي تستطيع تخطي ذلك المدى الكبير في السير على أرضها....
وبكل صراحة... لم أتعلم معنى للصبر كما تعلمته عند السير في تلك المسارات الطويلة.... بت أرى لصبر وقوة التحمل الشيء الكثير بعد رحلاتي هذه....
سرنا نجول الأراضي والبياد ... نسبح الله رب العباد...أن يقينا وعثاء السفر وكل ابتلاء....
يوم ونصف ...ونحن على نفس الطريق والمنوال ...مسيرو مسير إلى أن مللنا السير وملنا ....كنا على أعتاب مدينه صبيه السعودية ....قرر رفيقنا في السفر ( جارنا في الغربة) المبيت هناك...لم يكن باقِ سوى ما يقرب الساعة أو أكثر بقليل فقط.....يا الهي....أناثر المبيت هنا وليس ما يفصلنا عن الحبيبة سوى سويعات فقط...يا إلهي...
نظر إلى أخي نظرة لم يكن بها أي استفسار بل كانت هي القرار واستوقف النظرة عند والدي لتتحد الرؤية وتعلن الأحداق ألا مبيت سوى بين أحضانها وعليل نسماتها ....
دخلناها .....ابتسمت ...واحتضنت....هي .....نعم هي..تلك الأرض ...
اليمــــن...
يا حبيبة ً باعدتنا عنكِ الدروب....
لا أنسى ذلك النسيم العليل الذي يستقبلنا في كل مرة بحفاوة المحب....
كان الليل حينها هادئً جميل..أُستكملت الإجراءات سريعاً ما من إعاقة ولله الحمد... شحنت الهمم من جديد، فما يفصلنا عن قريتنا ومسقط الرأس ليس بالقليل ....8 ساعات وليس بالقليل من دقائق التسع...( يعني بالعربي سفر جديد.. الصبر يا أيوب الصبــــــــر....
سرنا بين ثنايا منطقة الحديده....لنتخلل منطقة تعز الجميله....ليعانقنا الفجر في ( المفرق) ... سرنا والتعب ينهش من اجسادنا الكثير..
ولا انسى الموقف الذي حصل ونحن في طريقنا الى تعز....( لف اخوي عشان يعبي بترول ولف عشان المحطه ...والدنيا ظلااااام واحنا تعبانين....وبدال ما يرجع الطريق اللي كان رايح له...راح مع لفة المحطه...لحد ما وقفنا جنب ( شاص) كنا قد مرينا عليه من قبل....( مسافه ربع ساعه وحياتكم)...ياالله على الله....عادي عادي...
وبعد مرور الوقت دون ان نشعر به كما في السابق بدأت ساحبات البعد في الجلاء عن أرضنا وقريتي الحبيبة... استقرت الروح بعد بعدٍ حزين...
وصلنا بحفظ الباري...
ما أجملكِ يا قريتي وما أعطر نسائمك.
ولا اخيفكم الطرفه التي وقعت آن ذلك ...((( قررنا نحن ...انا واخي ووالدي واختاي ان لا نخبر من سبقنا لليمن من بقية الاسره بوقت المجيء ونجعلها مفاجأه....
وصلنا...قرابة الساعة التاسعة صباحاً لم يكن قد افاق اهل البيت من نومهم ...( اقولكم با تكلم عامي شويه لأن الموقف يضحكني.....اخوي نزل من السياره وبغى يطمر من فوق الطوفه ويتفح الباب وندخل السياره بهدوء ونصدمهم بشكل اجمل .... هههه فتح اخوي الباب ودخل السياره وعلى دخلة السيارة...كانت اختي بالصدفه طالعه الصاله وشافته وشافتنا ...ههههه صارخت من الخرعه ..,, تحسب انها شافت عفاريت الصباح ... وامي تقولها بطلي الهباله...لحد ما شافتنا بنفسها ...ههههه مسكينه امي جاها ضغط ذاك اليوم....والحاله حاله....والكل بدال ما يفرح فينا ...اعتفسوا وهاوشونا.....( ما يستاهلوا احد يفاجأهم)...
وهاهو يا أحبه شريط الرحلة الماضية الأليم بدأ في الرجوع إلى بداياته،بدأً بذلك الحادث الأليم والمروع في مقتل الأخ ( العريس ) على يد أخوه ... (...لا حولا ولا قوة إلا بالله .
أتذكرون ذلك الحادث الأليم ؟؟؟؟ عندما قتل الأخ أخاه غدراً وتعسفاً.... عاد إلى مخيلتي وخز ذلك الألم بعدما شاهدت والدته الملكومه وقد استخف بها عقلها المسكينه بعد فقد غاليها، تبدأ منذ الفجر واطلالته الأولى بحمل أوعية الماء ونقلها إلى البئر وتأخذ في الحديث وسرد الروايات لنفسها إلى أن تأمر السماء الشمس بالمغيب وتخلد الفقيره إلى مخدعها إلى أن يحين فجر جديد وهكذا على نفس المنوال ....
هكذا هي الحياة، فما من فرح يدوم ولا حزن يدوم....( هيا كذا ... الدنيا كذا....مره كذا...ومره كذا)..
ذهبنا إلى ( إب)...
يــــــــاه أيها الأحبة كم يحتضن تلك الأرض من جمال رباني أبدع الخالق في تصميمه وترتيبه...
فالمطر فيها غادٍ في انهمار ... ففي الساعة الواحدة تشرق الشمس وتغيب مرات ومرات ...تهطل أمطارها بشكل أشبه بالمتواصل...( تصدقوا ...كسروا خاطري الناس اللي هناك...قلت في نفسي متى يغسلوا ملابسهم ومتى تنشف.........؟؟!!!
مررنا بجبل مشهور هناك يطلق عليه اسم ( جبل ربي) ما ابضعه يا إخوان وما أروعه لا استطيع وصف روعة المنظر من عاليه....ترى الأرض وكأنها بساط أخضر حيك بيد فنان ماهره لم ولن تخطئ ابرته قط...
لفت انتباهي أيها الأحبه في اعالي جبل ربي وربكم .... امرأة ...ترتدي السواد تسكن زواية حزينه قريبه من متنزة الجبل.....بعدها التهت نفسي باخواتي وما من حولي ونسيتها...
استقرينا أيها الأحبة وارتجلنا المركبة عند ذلك المنتزه للغداء...إذا بها تلك المرأه ذاتها وقد اقتربت منا ولكنها الآن قد وضعت في يدها .........؟؟؟
عذراً احبتي ....استوقفني قلمي....فقد حان وقد النوم وخالجتني اطيافه....
اراكم في الجزء الثاني وان شاء الله الأخير...
لا تحرموني عبير ردودكم....لا عدمناكم
دمتم إخوةً احبه ..
محبتكم
حنيـــــــن
Bookmarks