السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بتدشين مدونة تحمل اسم "إن عاش " تعالج قضايا الفساد والظلم في اليمن ، اتمنى أن تنال إعجابكم وأترككم مع أحد المقالات في المدونة
رابط المدونة
http://in-ashe.blogspot.com
المقال
"المقيل الملكي "
مقيل فاخر ، ولحظات زمنية تحمل بعض السعادة لنساء يحترفن مضغ القات واستنشاق الشيشة والبحث عن "التخديرة" وراء الدخان المتطاير ، ووراء ذلك حشد مقصود لمناسبات اجتماعية على مدار الأسبوع يبحثن من ورائها عن السعادة في دكاكين الأشقياء ..
وإن قدر لإحدى النساء حضور طقوس أحد تلك المقايل ، فسترى من الضخامة والفخامة وغلبة "البرستيج" ، ما يجعلها تشهق "وتفهق" وتصاب "بالشرغة" جراء ما ترى عيناها وتسمع أذناها وتتحسس قدماها .. فإن كانت تلك المرأة زوجة "لرعوي" بسيط فقد حلت به الكارثة ودارت عليه الدوائر ، بذهاب زوجته إلى مثل تلك المقايل وهي التي لن تفتأ تحدثه عن الدهشة الكامنة في حواسها السبع ، جراء اقترانها الذهني والبدني لما رأته وأدركته ..
.. ولن تكتفي تلك المرأة البسيطة زوجة ذلك الرعوي البسيط بالحديث عن أحزمة الذهب الممتلئة في خواصر تلك النسوة وخلاخيل الفضة وأقراط الألماس والكؤوس المطلية بالذهب ومجالس العطب الناعمة ، والتصاوير الفنية شديدة البراعة على امتداد تلك المجالس التي تتناثر في أعلاها مجسات التقاط الدخان المتطاير ، وبخاخات العطور ذات التوقيت الزمني المتعاقب والمباخر الرقمية ذوات الروائح الأخاذة والمناديل الورقية التي لم تجرؤ تلك المرأة البسيطة على استخدامها في شفط بقايا البؤس من أنفها إعجابا بتلك المناديل وملمسها الساحر ، ولن تنسى تلك المرأة الحديث عن "الشيش" المتنقله ذوات روائح التبغ الزكية والتي تم استبدالها لدى الكثير من أولئك النسوة عن "المداعة" التقليدية ، باستثناء البعض منهن ممن يفضلن "البوري التقليدي " و "التتن البلدي" وفي معرض الحديث عن ذلك المقيل ستتحدث المرأة البسيطة زوجة ذلك الرعوي البسيط عن طعم عيدان القات التي تم رمي العديد منها إليها إكراما لها من أولئك النسوة تقديسا للولعة المشتركة بينهن ، وحينها سيكون "للتخديرة" في ذلك اليوم مذاق فريد سيجعل تلك المرأة تندب حظها لدى زوجها الذي تجمد مندهشا كأنما أصابه مس من الجن من فرط انفعال زوجته وحديثها بين يديه ، ولن تهدأ ثائرة تلك المرأة حتى يتبخر سحر ذلك المقيل من وجدانها وتعود إلى عالم "الحراف" من جديد .
Bookmarks