بدأ الرئيس علي عبدالله صالح عهده السلطوي
بالإستفاده من كل من سبقه من الرؤساء وأحاط نفسه بالأخوة والأقارب والموالين له من بيت الأحمر أولا ومن سنحان ثانيا ومن حاشد ثالثا !!
وعلى صعيد آخر بدأ بالتحالف مع الحركة الإسلامية ضد التهديدات التي تواجه نظامه !
كانت الحرب الباردة قائمة حينها بين أمريكا والإتحاد السوفيتي وبالنتيجة كانت الخلافات العاصفه بين الشطرين تتأجج ويتم تبادل الإتهامات ما بين ماركسية ورجعيه على الجبهتين !
وكان من الملفت ما تقوم به الحركة الاسلامية مدعومة من النظام في إنشاء رأي عام وثقافة عامة تعتبر أن الجنوب إلحادي ماركسي لينيني شوعي
وفي أحيان كثيرة يتم الخلط المتعمد بين النظام الحاكم في الجنوب وبين الشعب كشعب أصيل حافظ على دينه وهويته وعاداته وتقاليده
ومن المفيد الإشارة الى موقف حدث لي شخصيا وأنا أدرس في صنعاء حيث انني عشت ودرست في صنعاء وحبي لها لا يقل عن حبي لعدن اطلاقا
حيث أتانا موجه من وزارة التربية الى المدرسة وبدأ يحاضرنا عن أفغانستان وأختتم حديثه عن الدول الشيوعيه ومن ضمنها عدن !!
وكنت قد قمت بزيارة الى عدن قبل هذه الموقف بعام تقريبا وفي داخلي هاجس هذا البلد الشوعي الإلحادي فقد كانت هذه النظرة هي النظرة الطاغيه لدي أو هي التي تعشعش في مخيلتي !
وقد تفآجأت حقيقة والله على ما اقول شهيد بأن المساجد في عدن تمتلىء بالمصلين وعلى كثرتها ايضا !
بل هي عامرة بالمصلين أكثر من مساجد صنعاء !
زرت أكثر المساجد في عدن لأتأكد وقد تكرر نفس المشهد فحمدت الله وشكرت له !
وعرفت أننا أمام هجمه ثقافيه شرسه تعدت النظام الحاكم في الجنوب والذي كنا نكرهه الى محاوله خلق صورة مشوهه عن ابناء الجنوب في اوساط الطبقه الشعبية في الشمال !
وعندما واجهت الموجه بهذه الحقيقة التي رأيتها بأم عيني
تفآجأ وتلعثم وراوغ في الإجابه عندما أحرجته !
ولم أكن حينها أعلم بأن فعلي هذا قد يأول ويفسر بطريقة أخرى جلبت لي بعض المشاكل !
إذآ هذه الأساليب وهذه النظرة كانت لها ما بعدها من أحداث ساعدت في نشر ثقافة الكراهية وصناعتها سلطويا !
وجاء عام الوحدة 1990
وأبت القيادة في الجنوب وخصوصا علي سالم البيض إلا المضي في هذا الدرب رافضا عرضا تقدمت به المملكة العربية السعودية بتحمل كافة الديون المترتبه على الجنوب مقابل رفض الوحدة !!
ورفض أيضا مقترحات القيادة الأخرى بالتأني والدخول بداية في فيدراليه قبل الإندماج الكلي !
إلا أنه أبى وتنازل عن كرسيه الحاكم للرئيس علي عبدالله صالح !
وتم التنازل عن العاصمة عدن وعن العمله الجنوبية الدينار
وخرجت جماهير الجنوب فرحة مستبشرة بالوحدة هاتفة للوطن الموحد
وبدأت قوافل المسؤلين الجنوبيين تصل العاصمة صنعاء لتستقر فيها وتمارس عملها
حتى انه لم يكد ينتهي العام الاول حتى بدأت المشاكل تظهر وبدأت عمليات الأغتيالات السياسية للقادة الجنوبيين في عملية إرهاب فكري حتى وصلت القذائف الى غرف نومهم وأغتيل خلال هذه الفترة 155 كادرا وشخصية سياسية وعسكرية !
وهنا بدأ السيناريو يتضح وبدأ الرئيس محاصرا من مجلس رئاسة يتخذ القرار جماعيا برغم أنه كان يمارس القيادة الإنفرادية وخصوصا في الجانب الجغراافي الشمالي وأحس القادة الجنوبيون أنهم صدقوا شعارات الوحدة وقاموا بما عليهم من نقل المعسكرات الهامة الى العمق الشمالي وكل معسكر محاط بعدة معسكرات تابعة لخصمهم !
وبدأت الثقة في الإنعدام وحل محلها الشك والريبة وأحس القادة الجنوبيون بأنه ليس لهم كلمة ولا امر على مرؤسيهم وان الكلمة والامر والنهي هو لنوابهم او وكلائهم برغم مناصبهم الكبيرة التي جعلها لهم الرئيس ديكورا فخما
ومن هنا جاء مصطلح الخدعة أو الورطة أو سموها ما شئتم وبعد الانتخابات النيابية الاولى جاء الاشتراكي ثالثا فتحالف عليه المؤتمر والاصلاح تحالفا استراتيجيا برغم تحالفهم الثلاثي في الحكومة
حيث كانت جميع القوانين تمرر تحت بند الاغلبية وهكذا استفحلت الازمة وانفجر البركان في 1994
Bookmarks