برأيي أن من يعادي الوحدة هو شخص جاهل متخلف يعيش في غير زمنه نفسه للشيطان بدراهم معدودة لكي يناصب وطنه العداء .ألم يأمرنا ديننا الإسلامي الحنيف بالوحدة إذاً من يعادي الوحدة فهو يعادي الدين والوطن ويجب على الجميع الوقوف بحزم ومسؤولية ضده حتى يعود إلى رشده.الوحدة لم تعد هدفاً للشعوب الفقيرة والصغيرة فحسب بل إن الدول الكبيرة والغنية والمتقدمة تتسابق في ميدان الوحدة ودول الإتحاد الأوروبي خير دليل على ذلك .فبينما يتوحد العالم نجد بعض الأصوات الشاذة تدعو إلى الإنفصال في بلد كاليمن هو في أمس الحجة لوحدته لأنها كانت في الماضي مصدر حضارته وتأريخه المشرق وهي في الحاضر والمستقبل ضمانة لتطوره وتقدمه وتحضره.فالوحدة اليمنية كانت حلماً تحقق بفضل الله ثم بنضال الشعب وتضحياته الجسيمة وبجهود المخلصين الشرفاء من أبنائه الأوفياء.الوحدة اليوم هي أغلى وأعظم منجز تحقق للشعب في تأريخه الحديث والشعب سوف يحافظ عليها ويبذل في سبيل بقائها الغلي والنفيس لأن الوحدة أزالت الحدود التشطيرية البغيضة وأتاحت للجميع الحركة والانتقال بيسر وسهولة في كل أنحاء الوطن .
الوحدة غير قابلة لحسابات الربح والخسارة لأنها قدرنا ومصيرنا جميعنا كيمنيين وأي مواطن شريف يعلم أن اليمن الموحد هو الجسر الذي سينقلنا إلى المستقبل بعزة وكرامة لأن الوحدة بما توفره من إمكانات مادية وبشرية ستكون الركيزة الأساسية ليمن قوي ومتطور اقتصاديا،مستقر أمنياً وسياسياً ،مؤثر إقليمياً ودولياً.ومن يتأمل في المنجزات التي تحققت في في ظل الوحدة المباركة في مجالات الطرق والمياه والصحة والتعليم والزراعة والصناعة وغيرها سيرى مكاسب ومشاريع ومنجزات لا تخطئها العين في كل مناطق اليمن المترامية .الوحدة المباركة قامت على أسس الحرية والديمقراطية والتعدد الحزبي وحرية التعبير وحقوق المرأة والتبادل السلمي للسلطة وهذه بحد ذاتها مكاسب عظيمة تغبطنا عليها كثير من الشعوب .في ضؤ ما سيق يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الوحدة كانت ومازالت وستظل بإذن الله بوابة الخير والنماء والعطاء لكل اليمنيين .
فمن يكرهون الخير لليمن يوجهون سهامهم المسمومة والغادرة نحو الوحدة فأولئك النفر من خفافيش الظلام وغربان الانفصال سترتد عليهم سهامهم وسوف تتحطم على صخرة التلاحم الشعبي في كل مناطق اليمن فمن يعادي الشعب ومنجزاته سوف يسحق تحت أقدام أبنائه الشرفاء لأن الشعب سيظل أقوى من كل أعدائه وفوق كل المؤامرات والدسائس ومن لم يفلح في الإنفصال عام 94 وهو يستخدم طائرات الميج29 المتطورة ومدافع ذاتية الحركة ويقصف السكان المدنيين بصواريخ سكود المحرمة دوليا ًفهو أعجز من أن يمس الوحدة بسؤ وقد أصبحت في ربيعها التاسع عشر قوية ومتجذرة وراسخة ومحمية بإرادة الله والتفاف الشعب.
أما من يعادي النظام الجمهوري فهو قطعا ًيعادي الوحدة لأنها تحققت في ظل النظام الجمهوري وأود أن أقول لهم إن شعبنا قد رمى بالإمامة وعهدها البائد الرجعي الكهنوتي الفردي المتعصب الذميم المتخلف إلى أقذر مزابل التأريخ وقد داسها يوم 26 سبتمبر 1962 م غير مأسوف عليها لماذا؟ ببساطة لأنها جعلت شعبنا يعيش في ظلمات الجهل والفقر والمرض .هل تظنون أن شعبنا بعد ان تنفس عبير الحرية يريد أن يعود إلى ربقة العبودية؟هل تظنون أن شعبنا بعد ان انتخب حكامه سيرضى أن يحكمه فرد لا يستند إلى أية شرعية ؟هل تظنون أن شعبنا بعد أن تعلم ودخل المدارس والجامعات يريد أن يعو إلى كتاتيب كرَست الجهل وافتقرت لأبسط وسائل التعليم ؟هل تظنون أن شعبنا بعد تحصن بالعلم والمعرفة سيدهن نفسه بالقطران حماية من الأشباح والشياطين؟هل تظنون أن شعبنا بعد أن أصبح يستخدم أحدث خدمات الاتصال والإنترنت ووسائل المواصلات يحب أن يعود إلى استخدام الحمير والبغال والمشي على الأقدام الحافية المسافات الطويلة؟هل تظنون أن شعبنا بعد أن تعالج في المستشفيات يحب أن يعود إلى براثن المرض الذي لا علاج له في تلك الأيام السوداء؟
إذا كان هذا ظنكم فأنتم واهمون .شعبنا يكرهكم ويكره كل ما يدل عليكم يكره عمائمكم وأشكالكم ويعرف زيفكم وكذبكم وباطلكم .أنتم تعيشون في الماضي السحيق وتبكون الأيام الخوالي ولم تورثوا إلا البكاء والأحقاد والكراهية والعنصرية والمذهبية .تذكروا أن الشعب والجيش دحروا فلول الإمامة عندما حاولت المساس بالثورة في أيامها الأولى وما تلاها من معارك ومواقع حتى حصار السبعين وما بعدها حتى اقتنع الأماميون بأن أرض اليمن ترفضهم وترفض حكمهم العفن فغادروا إلى أوروبا وإلى غير رجعة.أما من يكرر تجارب الماضي الفاشلة فمصيره هو الفشل الذر يع المخزي كما فشل من سبقه .فهل يتعظ المارقون من أقلقوا السكينة في بعض مناطق محافظة صعدة فالزمن قد تجاوزهم فهم من الماضي فلا وجود لهم في الحاضر ولا أمل لهم في المستقبل وستطاردهم اللعنات من أبناء مناطقهم بما جلبوه عليهم من قلاقل ومشاكل وخراب وتعطيل للتنمية .أما الثورة فهي ثابتة كجبال اليمن الشامخة والنظام الجمهوري خيار لابد يل عنه والمؤسسة العسكرية والأمنية وجماهير الشعب كفيلة بسحقهم إن لم يستفيدوا من عفو الرئيس ويعودوا عن غيهم.
اخوكم نايف الحميري
Bookmarks